بازگشت

کلام لاحد المشايخ في الرد علي الزيدية


وقال غيره من متکلمي مشايخ الامامية: إن عامة مخالفينا قد سألونا في هذا الباب عن مسائل ويجب عليهم أن يعلموا أن القول بغيبة صاحب الزمان عليه السلام مبني علي القول بإمامة آبائه عليهم السلام، والقول بأمامة آبائه عليهم السلام مبني علي القول بتصديق محمد صلي الله عليه وآله وإمامته، وذلک أن هذا باب شرعي وليس بعقلي محض والکلام في الشرعيات مبني علي الکتاب والسنة کما قال الله عزوجل: «فإن تنازعتم في شيء (يعني في الشرعيات) فردوه إلي الله وإلي الرسول» [1] فمتي شهد لنا الکتاب والسنة وحجة العقل فقولنا هو المجتبي، ونقول: إن جميع طبقات الزيدية و



[ صفحه 64]



الامامية قد اتفقوا علي أن رسول الله صلي الله عليه وآله قال: «إني تارک فيکم الثقلين کتاب الله وعترتي أهل بيتي وهما الخليفتان من بعدي وإنهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض» وتلقوا هذا الحديث بالقبول فوجب أن الکتاب لا يزال معه من العترة من يعرف التنزيل والتأويل علما يقينا يخبر عن مراد الله عزوجل کما کان رسول الله صلي الله عليه وآله يخبر عن المراد ولا يکون معرفته بتأويل الکتاب استنباطا ولا استخراجا کما لم تکن معرفة الرسول صلي الله عليه وآله بذلک استخراجا ولا استنباطا ولا استدلالا ولا علي ما تجوز عليه اللغة وتجري عليه المخاطبة، بل يخبر عن مراد الله ويبين عن الله بيانا تقوم بقوله الحجة علي الناس، کذلک يجب أن يکون معرفة عترة الرسول صلي الله عليه وآله بالکتاب علي يقين ومعرفة وبصيرة، قال الله عزوجل في صفة رسول الله صلي الله عليه وآله: «قل هذه سبيلي أدعوا إلي الله علي بصيرة أنا ومن اتبعني» [2] فأتباعه من أهله وذريته وعترته هم الذين يخبرون عن الله عزوجل مراده من کتابه علي يقين ومعرفة وبصيرة، ومتي لم يکن المخبر عن الله عزوجل مراده ظاهرا مکشوفا فانه يجب علينا أن نعتقد أن الکتاب لا يخلو من مقرون به من عترة الرسول صلي الله عليه وآله يعرف التأويل والتنزيل إذ الحديث يوجب ذلک.

وقال علماء الامامية: قال الله عزوجل: «إن الله اصطفي آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران علي العالمين ذرية بعضها من بعض» [3] فوجب بعموم هذه الاية أن لا يزال في آل إبراهيم مصطفي وذلک أن الله عزوجل جنس الناس في هذا الکتاب جنسين فاصطفي جنسا منهم وهم الانبياء والرسل والخلفاء عليهم السلام وجنسا امروا باتباعهم، فما دام في الارض من به حاجة إلي مدبر وسائس ومعلم ومقوم يجب أن يکون بازائهم مصطفي من آل إبراهيم ويجب أن يکون المصطفي من آل إبراهيم ذرية بعضها من بعض لقوله عزوجل «ذرية بعضها من بعض» وقد صح أن رسول الله صلي الله عليه وآله وأمير المؤمنين والحسن والحسين صلوات الله عليهم المصطفون من آل إبراهيم فوجب



[ صفحه 65]



أن يکون المصطفي بعد الحسين عليه السلام منه لقوله عز وجل «ذرية بعضها من بعض» ومتي لم تکن الذرية منه لا تکون الذرية بعضها من بعض إلا أن تکون في بطن دون جميعهم وکانت الامامة قد انتقلت عن الحسن إلي أخيه الحسين عليهما السلام وجب أن يکون منه ومن صلبه من يقوم مقامه وذلک معني قوله تعالي «ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم»، فدلت الاية علي ما دلت السنة عليه.


پاورقي

[1] النساء: 59.

[2] يوسف: 108.

[3] آل عمران: 33.