بازگشت

فمما روي في وفاة موسي بن جعفر


العنوان من المؤلف.

ما حدثني به محمد بن إبراهيم بن إسحاق ـ رضي الله عنه ـ قال: حدثنا أحمد بن ـ محمد بن عمار، قال: حدثني الحسن بن محمد القطعي، عن الحسن بن علي النخاس العدل عن الحسن بن عبد الواحد الخزاز، عن علي بن جعفر، عن عمر بن واقد قال: أرسل إلي السندي بن شاهک في بعض الليل وأنا ببغداد فاستحضرني فخشيت أن يکون ذلک لسوء يريده بي، فأوصيت عيالي بما احتجت إليه وقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، ثم رکبت إليه، فما رآني مقبلا قال: يا أبا حفص لعلنا أرعبناک وأفزعناک، قلت: نعم قال: فليس ههنا إلا خير، قلت: فرسول تبعثه إلي منزلي يخبرهم خبري؟ فقال: نعم ثم قال: يا أبا حفص أتدري لم أرسلت إليک؟ فقلت: لا فقال: أتعرف موسي بن جعفر؟ فقلت: اي والله إني لاعرفه وبيني وبينه صداقة منذ دهر، فقال: من ههنا ببغداد يعرفه ممن يقبل قوله؟ فسميت له أقواما ووقع في نفسي أنه عليه السلام قد مات، قال: فبعث إليهم وجاء بهم کما جاء بي، فقال: هل تعرفون قوما يعرفون موسي بن ـ



[ صفحه 38]



جعفر؟ فسموا له قوما، فجاء بهم، فأصبحنا ونحن في الدار نيف وخمسون رجلا ممن يعرف موسي وقد صحبه، قال: ثم قام ودخل وصلينا، فخرج کاتبه ومعه طومار فکتب أسماءنا ومنازلنا وأعمالنا وخلانا، ثم دخل إلي السندي، قال: فخرج السندي فضرب يده إلي فقال: قم يا أبا حفص، فنهضت ونهض أصحابنا ودخلنا وقال لي: يا أبا حفص اکشف الثوب عن وجه موسي بن جعفر، فکشفته فرأيته ميتا فبکيت و استرجعت، ثم قال للقوم: انظروا إليه، فدنا واحد بعد واحد فنظروا إليه ثم قال: تشهدون کلکم أن هذا موسي بن جعفر بن محمد؟ قالوا: نعم نشهد أنه موسي بن ـ جعفر بن محمد، ثم قال: يا غلام اطرح علي عورته منديلا واکشفه، قال: ففعل، فقال: أترون به أثرا تنکرونه؟ فقلنا: لا ما نري به شيئا ولا نراه إلا ميتا، قال: لا تبرحوا حتي تغسلوه واکفنه وأدفنه، قال: فلم نبرح حتي غسل وکفن وحمل فصلي عليه السندي بن شاهک، ودفناه ورجعنا، فکان عمر بن ـ واقد يقول: ما أحد هو أعلم بموسي بن جعفر عليهما السلام مني، کيف تقولون: إنه حي وأنا دفنته.

حدثنا عبد الواحد بن محمد العطار ـ رحمه الله ـ قال: حدثنا علي بن محمد بن ـ قتيبة، عن حمدان بن سليمان النيسابوري، عن الحسن بن عبد الله الصيرفي، عن أبيه قال: توفي موسي بن جعفر عليهما السلام في يد السندي بن شاهک فحملم علي نعش ونودي عليه هذا إمام الرافضة فاعرفوه، فلما اتي به مجلس الشرطة أقام أربعة نفر فنادوا الأمن أراد أن ينظر إلي الخبيث بن الخبيث موسي بن جعفر فليخرج، فخرج سليمان بن ـ أبي جعفر [1] من قصره إلي الشط فسمع الصياح والضوضاء [2] فقال لولده وغلمانه: ما هذا؟ قالوا: السندي بن شاهک ينادي علي موسي بن جعفر علي نعش، فقال لولده وغلمانه: يوشک أن يفعل به هذا في الجانب الغربي، فإذا عبر به فأنزلوا مع غلمانکم



[ صفحه 39]



فخذوه من أيديهم فان مانعوکم فاضربوهم واخرقوا ما عليهم من السواد، قال: فلما عبروابه نزلوا إليهم فأخذوه من أيديهم وضربوهم وخرقوا عليهم سوادهم ووضعوه في مفرق أربع طرق [3] وأقام المنادين ينادون: الأمن أراد أن ينظر إلي الطيب بن الطيب موسي بن جعفر فليخرج، وحضر الخلق وغسله وحنطه بحنوط وکفنه بکفن فيه حبرة استعملت له بألفي وخمسمائة دينار، مکتوبا عليها القرآن کله، واحتفي [4] ومشي في جنازته، متسلبا مشقوق الجيب إلي مقابر قريش فدفنه عليه السلام هناک، وکتب بخبره إلي الرشيد، فکتب إلي سليمان بن أبي جعفر: وصلت رحمک يا عم وأحسن الله جزاک، والله، ما فعل السندي بن شاهک ـ لعنه الله ـ ما فعله عن أمرنا.

حدثنا أحمد بن زياد الهمداني ـ رضي الله عنه ـ قال: حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن صدقة العنبري قال: لما توفي أبو إبراهيم موسي ابن جعفر عليهما السلام جمع هارون الرشيد شيوخ الطالبية وبني العباس وسائر أهل المملکة والحکام وأحضر أبا إبراهيم موسي بن جعفر عليهما السلام فقال: هذا موسي بن جعفر قد مات حتف أنفه [5] وما کان بيني وبينه ما استغفر الله منه في أمره يعني في قتله فانظروا إليه فدخل عليه سبعون رجلا من شيعته فنظروا إلي موسي بن جعفر عليهما السلام وليس به أثر جراحة ولاسم ولاخنق، وکان في رجله أثر الحناء فأخذه سليمان بن أبي جعفر وتولي غسله وتکفينه واحتفي وتحسر في جنازته. [6] .

حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور ـ رحمه الله ـ قال: حدثنا الحسين بن محمد بن عامر عن المعلي بن محمد البصري قال: حدثني علي بن رباط قال: قلت لعلي بن موسي الرضا عليهما السلام: إن عندنا رجلا يذکر أن أباک عليه السلام حي وأنک تعلم من ذلک ما تعلم؟ فقال عليه السلام: سبحان الله مات رسول الله صلي الله عليه وآله، ولم يمت موسي بن جعفر؟! بلي والله



[ صفحه 40]



لقد مات وقسمت أمواله ونکحت جواريه.


پاورقي

[1] هو عم الرشيد أحد أرکان الدولة العباسية.

[2] الضوضاء: وزنا ـ ومعني ـ وأصوات الناس في الحرب.

[3] يعني الموضع الذي يتشعب منه الطرق ويقال له بالفارسية (چهار راه).

[4] أي مشي حافيا بلا نعل. وقوله: «متسلبا» أي بلا رداء ولازينة.

[5] أي مات من غير قتل ولا ضرب، بل مات بأجله.

[6] تحسر إي تلهف أو مشي بلا رداء وعمامة.