بازگشت

الکيسانية


ثم غلطت الکيسانية بعد ذلک حتي ادعت هذه الغيبة لمحمد بن الحنفية ـ قدس الله روحه ـ حتي أن السيد بن محمد الحميري رضي الله عنه [1] اعتقد ذلک وقال فيه:



ألا إن الائـمة من قــريـش

ولاة الامــر أربعة سـواء



علـي والثـلاثة مـن بنـيــه

هم أسباطنا والاوصياء [2] .



فـسبــط سبـط إيمـان وبـر

وسبط قد حوته کربلاء [3] .



وسبط لا يذوق المــوت حتـي

يقود الجيش يقدمه اللواء [4] .



يغيب فلا يـري عنا زمانا [5] .

برضوي عنده عسـل وماء



وقال فيه السيد ـ رحمة الله عليه ـ أيضا:



أيا شعب رضوي ما لمن بک لا يري

فحتـي متـي يخفـي وأنت قريب



فلو غاب عنا عمر نوح لا يقنــت

منا النفوس بـأنه سيـؤوب [6] .





[ صفحه 33]



وقال فيه السيد أيضا:



ألاحي المقيم بشعـب رضـوي

واهد له بمنزلـه السـلاما



وقل: يا ابن الوصي فدتک نفسي

أطلت بذلک الجبـل المقاما



فمـر بمعشـر والـوک منــا

وسمـوک الخليـفة والاماما



فمـا ذاق ابن خـولة طعم موت

ولاوارت لـه أرض عظاما



فلم يزل السيد ضالا في أمر الغيبة يعتقدها في محمد بن الحنفية حتي لقي الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام ورأي منه علامات الامامة وشاهد فيه دلالات الوصية، فسأله عن الغيبة، فذکر له أنها حق ولکنها تقع في الثاني عشر من الائمة عليهم السلام وأخبره بموت محمد بن الحنفية وأن أباه شاهد دفنه، فرجع السيد عن مقالته واستغفر من اعتقاده ورجع إلي الحق عند اتضاحه له، ودان بالامامة.

حدثنا عبد الواحد بن محمد العطار النيسابوري ـ رضي الله عنه ـ قال: حدثنا علي بن محمد قتيبة النيسابوري، عن حمدان بن سليمان، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن حيان السراج قال: سمعت السيد بن محمد الحميري يقول: کنت أقول بالغلو وأعتقد غيبة محمد بن علي ـ ابن الحنفية ـ قد ضللت في ذلک زمانا، فمن الله علي بالصادق جعفر بن ـ محمد عليهما السلام وأنقذني به من النار، وهداني إلي سواء الصراط، فسألته بعد ما صح عندي بالد لائل التي شاهدتها منه أنه حجة الله علي وعلي جميع أهل زمانه وأنه الامام الذي فرض الله طاعته وأوجب الاقتداء به، فقلت له،: يا ابن رسول الله قد روي لنا أخبار عن آبائک عليهم السلام في الغيبة وصحة کونها فأخبرني بمن تقع؟ فقال عليه السلام: إن الغيبة ستقع بالسادس من ولدي وهو الثاني عشر من الائمة الهداة بعد رسول الله صلي الله عليه وآله أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وآخرهم القائم بالحق بقية الله في الارض و صاحب الزمان، والله لو بقي في غيبته ما بقي نوح في قومه [7] لم يخرج من الدنيا حتي يظهر فيملأ الأرض قسطا وعدلا کما ملئت جورا وظلما. قال السيد: فلما



[ صفحه 34]



سمعت ذلک من مولاي الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام تبت إلي الله تعالي ذکره علي يديه، وقلت قصيدتي التي أولها:



فلما رأيت الناس في الدين قد غووا

تجعفرت باسم الله فيمن تجعفروا [8] .



ونـاديـت بــاسم الله والله اکبـر

وأيقنــت أن يـعـفو ويغــفــر



ودنت بدين الله ماکنــت دينا [9] .

بـه ونهانــي سيــد الناس جعفـر



فقلت: فهبني قـد تهودت برهــة

وإلا فدينـــي ديـن مـن يتنصـر



وإني إلي الرحمـن من ذاک تـائب

إني قد أسـلمــــت والله أکبــر



فلست بغال ما حييــت وراجــع

إلـي ما عليــه کنـت اخفي واظهر



ولا قائــل حـي برضـوي محمد

وإن عـاب جهال مقـالي وأکثــروا



ولکنـه ممن مضــي لسبيلـــه

علي أفضــل الحـالات يقفي ويخبر



مع الطيبين الطاهريــن الاولي لهم

من المصطفي فــرع زکي وعنصر



إلي آخر القصيدة، (وهي طويلة) وقلت بعد ذلک قصيدة اخري:



أيا راکبا نحو المدينـة جسـرة

عذافرة يطوي بها کل سبسب [10] .



إذا ما هداک الله عاينـت جعفرا

فقـل لـولي الله وابـن المهـذب



ألا يا أميـن الله وابن أمينــه

أتوب إلي الرحمـن ثم تــأوبي



إليک من الامر الذي کنت مطنبا [11] .

أحارب فيه جاهدا کل معرب



وما کان قولي في ابن خولة مطنبا

معاندة مني لنســل المطيـب



ولکن روينـا عن وصي محمــد

وما کان فيمـا قال بالمتکــذب



بأن ولي الامر يفقد لا يــري

ستيرا [12] کفعل الخائف المترقب





[ صفحه 35]



فتقسم أموال الفقيــد کأنما

تغيبه بين الصفيح المنصب [13] .



فيمکث حينا ثم ينبع نبعــة

کنبعة جدي من الافق کوکب [14] .



يسير بنصر الله من بيت ربه

علي سودد منه وأمر مسبب [15] .



يسيـر إلي أعدائه بلوائــه

فيقتلهم قتلا کحران مغضب [16] .



فلما روي أن ابن خولة غائب

صرفنـا إليــه قولنا لم نکـذب



وقلنا هو المهدي والقائم الـذي

يعيش به من عدلــه کل مجدب



فان قلت لا فالحق قولک والذي

أمرت [17] فحتم غير ما متعصب



واشهد ربي أن قولک حجــة

علي الناس طرا من مطيع ومذنب



بأن ولي الامر والقائم الــذي

تطلـع نفسي نحــوه بتطـرب



له غيبة لابد مـن أن يغيبهــا

فصلي علهـي الله من متغيــب



فيمکث حينا ثم يظهر حينه [18] .

فيملک من في شرقها والمغرب [19] .



بذاک أدين الله سرا وجهــرة

ولست وإن عوتبت فيه بمعتب [20] .



وکان حيان السراج الراوي لهذا الحديث من الکيسانية، ومتي صح موت



[ صفحه 36]



محمد بن علي ابن الحنفية بطل أن تکون الغيبة التي رويت في الاخبار واقعة به.


پاورقي

[1] هو اسماعيل بن محمد الحميري، سيد الشعراء. کان يقول أولا بامامة محمد بن الحنفية ثم رجع إلي الحق، وأمره في الجلالة والمجد ظاهر لمن تتبع کتب التراجم. قيل: توفي ببغداد سنة 179 فبعثت الاکابر والشرفاء من الشيعة سبعين کفنا له، فکنفه الرشيد من ماله ورد الاکفان إلي أهلها.

[2] في «الفرق بين الفرق» لعبد القاهر بن طاهر البغدادي الاسفراييني «هم الاسباط ليس بهم خفاء» وکذا في الملل والنحل للشهرستاني.

[3] في الفرق «وسبط غيبته کربلاء». وکذا في اعلام الوري المنقول من کمال الدين.

[4] في الفرق والملل «يقود الخيل يقدمها اللواء».

[5] في الفرق «تغيب لا يري فيهم زمانا».

[6] هذا المصراع في بعض النسخ هکذا «نفوس البرايا أنه سيؤوب».

[7] في بعض النسخ «في الارض».

[8] في بعض النسخ «باسم الله والله اکبر».

[9] في بعض النسخ «ودنت بدين غير ما کنت دينا».

[10] الجسرة: البعير الذي أعيا وغلظ من السير. والعذافرة: العظمة الشديدة من الابل، والناقة الصلبة القوية. والسبب: المفازة، أو الارض المستوية البعيدة.

[11] في بعض النسخ «کنت مبطنا».

[12] في بعض النسخ «سنين». وفي بعضها «کمثل الخائف».

[13] الصفيح: من أسماء السماء، ووجه کل شيء عريض. والمنصب المرتفع. ولعل المراد بالصفيح هنا موضع بين حنين وأنصاب الحرم. کما يظهر من بعض اللغات.

[14] کذا وفي بعض نسخ الحديث:



«فيمکث حينا ثم يشرق شخصه

مضيئا بنور العدل اشراق کوکب»



وهکذا في اعلام الوري المنقول من کمال الدين. وليس هذا البيت في ارشاد المفيد ولا کشف الغمة للاربلي.

[15] في بعض النسخ «وأمر مسيب».

[16] فرس حرون: الذي لا ينقاد والاسم الحران.

[17] في الارشاد وکشف الغمة «تقول فحتم».

[18] في الارشاد «يظهر أمره» ولعله هو الصواب.

[19] في اعلام الوري «فيملاء عدلا کل شرق ومغرب».

[20] «بمعتب» خبر ليست. يعني عتابهم اياي ليس بموقع.