ما روي في أن الائمة اثنا عشر اماما و أنهم من الله و باختياره
1 - أخبرنا أبوسليمان أحمد بن هوذة أبي هراسة الباهلي [1] ، قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي سنة ثلاث وسبعين ومائتين [2] ، قال: حدثنا أبومحمد عبدالله بن حماد الانصاري سنة تسع وعشرين ومائتين، قال: حدثنا عمرو بن شمر، عن المبارک بن فضالة، عن الحسن بن أبي الحسن البصري يرفعه قال: أتي جبرئيل النبي (صلي الله عليه وآله) فقال: يا محمد إن الله عزوجل يأمرک أن تزوج فاطمة من علي أخيک فأرسل رسول الله (صلي الله عليه وآله) إلي علي (عليه السلام)، فقال له: يا علي إني مزوجک فاطمة ابنتي سيدة نساء العالمين وأحبهن إلي بعدک، وکائن منکما سيدا شباب أهل الجنة، والشهداء المضر جون [3] المقهورون في الارض من بعدي، والنجباء الزهر
[ صفحه 58]
الذين يطفئ الله بهم الظلم، ويحيي بهم الحق، ويميت بهم الباطل، عدتهم عدة أشهر السنة، آخرهم يصلي عيسي بن مريم (عليه السلام) خلفه.
2 - أخبرنا عبدالواحد بن عبدالله بن يونس الموصلي [4] قال: حدثنا محمد بن جعفر [5] قال: حدثنا أحمد بن محمد بن خالد، قال: حدثنا أبوهاشم داود بن القاسم الجعفري، عن أبي جعفر محمد بن علي (عليهما السلام) [6] عن آبائه (عليهما السلام) قال أقبل أمير المؤمنين صوات الله عليه ذات يوم ومعه الحسن بن علي، وسلمان الفارسي.
وأميرالمؤمنين متکئ علي يد سلمان - رضي الله عنه - فدخل المسجد الحرام فجلس، إذ أقبل رجل حسن الهيئة واللباس فسلم علي أمير المؤمنين وجلس بين يديه وقال: يا أمير المؤمنين أسألک عن ثلاث مسائل، قال أمير المؤمنين: سلني عمابد لک، فقال الرجل: أخبرني عن الانسان إذا نام أين تذهب روحه؟ عن الرجل کيف يذکر وينسي؟ وعن الرجل کيف يشبه ولده الاعمام والاخوال؟ فالتفت أمير المؤمنين (عليه السلام) إلي الحسن وقال: أجبه يا أبا محمد، فقال أبومحمد (عليه السلام) للرجل: أما ما سألت عنه عن أمر الرجل إذا نام أين تذهب روحه، فإن روحه معلقة بالريح والريح بالهواء معلقة إلي وقت ما يتحرک صاحبها باليقظة [7] ، فإن أذن الله تعالي برد تلک الروح علي ذلک البدن [8] جذبت تلک الروح الريح، وجذبت الريح الهواء فاستکنت في بدن صاحبها، وإن لم يأذن الله برد تلک الروح علي ذلک البدن جذب الهواء الريح، وجذبت الريح الروح فلا ترد علي صاحبها إلي وقت مايبعث.
[ صفحه 59]
وأما ما ذکرت من أمر الذکر والنسيان، فإن قلب الانسان في حق [9] وعلي الحق طبق، فإذا هو صلي علي محمد وآل محمد صلاة تامة انکشف ذلک الطبق عن ذلک الحق فأضاء القلب وذکر الرجل مانسي، وإن هو لم يصل علي محمد وآل محمد، أوانتقص من الصلاة عليهم وأغضي عن بعضها [10] انطبق ذلک الطبق علي الحق فأظلم القلب وسهي الرجل ونسي ما کان يذکره.
وأما ما ذکرت من أمر المولود يشبه الاعمام والاخوال، فإن الرجل إذا أتي أهله فجامعها بقلب ساکن وعروق هادئة [11] وبدن غير مضطرب استکنت تلک النطفة في جوف الرحم فخرج المولود يشبه أباه وامه، وإن هو أتي زوجته بقلب غير ساکن وعروق غير هادئة وبدن مضطرب اضطربت تلک النطفة فوقعت في حال اضطرابها علي بعض العروق فإن وقعت علي عرق من عروق الاعمام أشبه المولود أعمامه، وإن وقعت علي عرق من عروق الاخوال أشبه الولد أخواله، فقال الرجل: أشهد أن لا إله إلا الله، ولم أزل أشهد بها وأشهد أن محمدا رسول الله (صلي الله عليه وآله)، ولم أزل أشهد بها وأقولها وأشهد أنک وصي رسول الله (صلي الله عليه وآله) والقائم بحجته، ولم أزل أشهد بها وأقولها - وأشار بيده إلي أمير المؤمنين (عليه السلام) - وقال: أشهد أنک وصيه والقائم بحجته، ولم أزل أقولها - وأشار بيده إلي الحسن (عليه السلام) - وأشهد علي الحسين ابن علي أنه وصيه والقائم بحجته، ولم أزل أقولها وأشهد علي علي بن الحسين أنه القائم بأمر الحسين، وأشهد علي محمد بن علي أنه القائم بأمر علي وأشهد علي جعفر أنه القائم بأمر محمد وأشهد علي موسي أنه القائم بأمر جعفر وأشهد علي علي
[ صفحه 60]
أنه ولي موسي [12] ؛ وأشهد علي محمد أنه القائم بأمر علي وأشهد علي علي أنه القائم بأمر محمد وأشهد علي الحسن أنه القائم بأمر علي وأشهد علي رجل من ولد الحسين لا يسمي ولا يکني حتي يظهر الله أمره، يملاء الارض عدلا وقسطا کما ملئت جورا وظلما، والسلام عليک يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبرکاته، ثم قام فمضي.
فقال أمير المؤمنين للحسين (عليهما السلام): يا أبا محمد اتبعه فانظر أين يقصد، قال: فخرجت في أثره فما کان إلا أن وضع رجله خارج المسجد حتي مادريت أين أخذ من الارض، فرجعت إلي أمير المؤمنين (عليه السلام) فأعلمته، فقال يا أبا محمد تعرفه؟ قلت: لا، والله ورسوله وأمير المؤمنين أعلم، فقال: هو الخضر (عليه السلام).
3 - وأخبرنا محمد بن يعقوب الکليني، عن عدة من رجاله، عن أحمد بن أبي - عبدالله محمد بن خالد البرقي، عن الحسن بن العباس بن الحريش، عن أبي جعفر محمد ابن علي (عليهما السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) أن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال لابن عباس: إن ليلة القدر في کل سنة، وإنه ينزل في تلک الليلة أمر السنة وما قضي فيها، ولذلک الامر ولاة بعد رسول الله (صلي الله عليه وآله)، فقال ابن عباس: من هم يا أمير المؤمنين؟ فقال: أنا وأحد عشر من صلبي أئمة محدثون [13] .
4 - وأخبرنا محمد بن يعقوب، قال: حدثنا علي بن محمد، عن بدالله بن محمد بن خالد قال: حدثني نصر بن محمد بن قابوس [14] ، عن منصور بن السندي، عن أبي داود المسترق، عن ثعلبة بن ميمون، عن مالک الجهني، عن الحارث بن المغيرة، عن الاصبغ بن نباتة، قال: أتيت أمير المؤمنين عليا (عليه السلام) ذات يوم فوجدته مفکرا
[ صفحه 61]
ينکت في الارض، فقلت: يا أمير المؤمنين تنکت في الارض أرغبة منک فيها [15] ، فقال: لا والله ما رغبت فيها ولا في الدنيا ساعة قط [16] ولکن فکري في مولود يکون من ظهري [17] هو المهدي الذي يملا ها قسطا وعدلا کما ملئت ظلما وجورا، تکون له حيرة وغيبة [18] ، يضل فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون، فقلت: يا أمير المؤمنين فکم تکون تلک الحيرة والغيبة؟ فقال: سبت من الدهر [19] .
فقلت: إن هذا لکائن فقال: نعم کما أنه مخلوق [20] ، قلت: ادرک ذلک الزمان؟ فقال: أني لک يا أصبغ بهذا الامر، أولئک خيار هذه الامة مع أبرار هذه العترة فقلت: ثم ما ذا يکون بعد ذلک [21] ؟ قال: يفعل الله ما يشاء، فإن له إرادات وغايات ونهايات [22] .
[ صفحه 62]
5 - وحدثني موسي بن محمد القمي أبوالقاسم [23] بشيراز سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة، قال: حدثنا سعد بن عبدالله الاشعري، عن بکر بن صالح، عن عبدالرحمن ابن سالم، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله جعفر بن محمد (عليهما السلام) قال: قال أبي لجابر بن عبدالله الانصاري إن لي إليک حاجة فمتي يخف عليک أن أخلوبک فيها فأسألک عنها، قال جابر: في أي الاوقات أحببت، فخلابه أبي يوما، فقال له: يا جابر أخبرني عن اللوح الذي رأيته بيد فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليهما وعما أخبرتک امي فاطمة به مما في ذلک اللوح مکتوب، فقال جابر: اشهد الله لا شريک له أني دخلت علي امک فاطمة (عليها السلام) في حياة رسول الله (صلي الله عليه وآله) فهنيتها بولادة الحسين (عليه السلام) ورأيت في يدها لوحا اخضر ظننت أنه من زمرد، ورأيت فيه کتابه بيضاء شبيهة بنور الشمس [24] ، فقلت لها: بأبي أنت وامي ما هذا اللوح؟ فقالت: هذا لوح أهداه الله عزوجل إلي رسوله (صلي الله عليه وآله وسلم) فيه اسم أبي واسم بعلي واسم ولدي واسم الاوصياء من ولدي، أعطانيه أبي ليبشرني بذلک [25] ، قال جابر: فدفعته إلي أمک فاطمة (عليها السلام) فقرأته ونسخته فقال له أبي (عليه السلام): يا جابر فهل لک أن تعرضه علي؟ قال: نعم فمشي معه أبي إلي منزله، فأخرج أبي صحيفة من رق [26] ، فقال: ياجابر انظر في کتابک
[ صفحه 63]
حتي أقرأ أنا عليک، فقرأه أبي عليه فما خالف حرف حرفا، فقال جابر فأشهد الله أني هکذا رأيته في اللوح مکتوبا: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا کتاب من الله العزيز الحکيم لمحمد نبيه و نوره وحجابه [27] وسفيره ودليله، نزل به الروح الامين من عند رب العالمين، يا محمد عظم أسمائي، واشکر نعمائي، ولا تجحد آلائي، إني أنا الله لا إله إلا أنا، قاصم الجبارين، ومديل المظلومين، وديان يوم الدين [28] ، وإني أنا الله لا إله إلا أنا، فمن رجا غير فضلي، أو خاف غير عدلي [29] عذبته عذابا لا أعذبه [30] أحدا من العالمين، فإياي فاعبد، وعلي فتوکل [31] ، إني لم أبعث نبيا فأکملت أيامه، وانقضت مدته إلا جعلت له وصيا، وإني فضلتک علي الانبياء، وفضلت وصيک
[ صفحه 64]
علي الاوصياء، وأکرمتک بشبليک وسبطيک [32] الحسن والحسين، فجعلت الحسن معدن علمي بعد انقضاء مدة أبيه، وجعلت حسينا معدن وحيي [33] فأکرمته بالشهادة وختمت له بالسعادة، فهو أفضل من استشهد في، وأرفع الشهداء درجة عندي، جعلت کلمتي التامة معه [34] وحجتي البالغة عنده، بعترته اثيب واعاقب [35] ؛ أولهم علي سيد العابدين وزين أوليائي الماضين [36] وابنه سمي جده المحمود، محمد الباقر لعلمي والمعدن لحکمتي، سيهلک المرتابون في جعفر، الراد عليه کالراد علي، حق القول مني لاکرمن مثوي جعفر ولا سرنه في أشياعه وأنصاره وأوليائه [37] أتيحت بعده فتنة عمياء حندس، لان خيط فرضي لا ينقطع [38] ، وحجتي لا تخفي و [أن] أوليائي
[ صفحه 65]
بالکأس الا وفي يسقون، أبدال الارض [39] ، ألاومن جحد واحدا منهم فقد جحدني نعمتي، ومن غير آية من کتابي فقد افتري علي، ويل للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدة عبدي موسي وحبيبي وخيرتي، إن المکذب به کالمکذب بکل أوليائي [و] هو وليي وناصري، ومن أضع عليه أعباء النبوة [40] ، وأمتحنه بالاضطلاع بها [41] وبعده خليفتي علي بن موسي الرضا يقتله عفريت مستکبر، يدفن في المدينة التي بناها العبد الصالح ذو القرنين، خير خلقي يدفن إلي جنب شر خلقي، حق القول مني لا قرن عينه بابنه محمد، وخليفته من بعده، ووراث علمه، وهو معدن علمي، وموضع سري، وحجتي علي خلقي، جعلت الجنة مثواه، وشفعته في سبعين ألفا من أهل بيته [42] کلهم قد استوجبوا النار، وأختم بالسادة لابنه علي وليي وناصري،
[ صفحه 66]
والشاهد في خلقي، وأميني علي وحيي، اخرج منه الداعي إلي سبيلي، والخازن لعلمي الحسن، ثم اکمل ذلک بابنه رحمة للعالمين [43] ، عليه کمال موسي، وبهاء عيسي، وصبر أيوب، تستذل أوليائي في زمانه [44] ، وتتهادي رؤوسهم کما تتهادي رؤوس الترک والديلم [45] فيقتلون ويحرقون، ويکونون خائفين وجلين مرعوبين، تصبغ الارض من دمائهم ويفشو الويل والرنة في نسائهم [46] ، أولئک أوليائي حقا وحق علي أن أرفع عنهم کل عمياء حندس [47] وبهم أکشف الزلازل، وأرفع عنهم الآصار والاغلال [48] ، اولئک عليهم صلوات من ربهم ورحمة، واولئک هم المهتدون.
قال أبوبصير: لو لم تسمع في دهرک إلا هذا الحديث الواحد لکفاک، فصنه إلا عن أهله.
6 - وأخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة الکوفي، قال: حدثنا يحيي بن زکريا ابن شيبان [49] من کتابه سنة ثلاث وسبعين ومائتين، قال: حدثنا علي بن سيف بن عميرة، قال: حدثنا أبان بن عثمان، عن زرارة، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): إن من أهل بيتي اثني عشر محدثا [50] ،
[ صفحه 67]
فقال له رجل يقال له عبدالله بن زيد [51] وکان أخا علي بن الحسين (عليهما السلام) من الرضاعة: سبحان الله محدثا؟ - کالمنکر لذلک - قال: فأقبل عليه أبوجعفر (عليه السلام) فقال له: أما والله إن ابن امک کان کذلک - يعني علي بن الحسين (عليهما السلام) -.
7 - أخبرنا محمد بن همام، قال: حدثنا أبي وعبدالله بن جعفر الحميري، قالا: حدثنا أحمد بن هلال، قال حدثني محمد بن أبي عمير سنة أربع ومائتين، قال: حدثني سعيد بن غزوان، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): إن الله عزوجل اختار من کل شئ شيئا [اختار من الارض مکة، واختار من مکة المسجد، واختار من المسجد الموضع الذي فيه الکعبة واختار من الانعام إناثها ومن الغنم الضأن و] اختار من الايام يوم الجمعة، واختار من الشهور شهر رمضان، ومن الليالي ليلة القدر، واختار من الناس بني هاشم، واختارني وعليا من بني هاشم، واختار مني ومن علي الحسن والحسين [52] ويکمله اثني عشر إماما من ولد الحسين، تاسعهم باطنهم وهو ظاهرهم وهو أفضلهم وهو قائمهم [53] .
قال عبدالله بن جعفر في حديثه: ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين.
وأخبرنا محمد بن همام ومحمد بن الحسن بن محمد بن جمهور، عن الحسن بن محمد ابن جمهور، قال: حدثني أحمد بن هلال، قال: حدثني محمد بن أبي عمير، عن سعيد بن
[ صفحه 68]
غزوان [54] ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): إن الله عزوجل اختارني الحديث.
ومن کتاب سليم بن قيس الهلالي [55] :
8 - ما رواه أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة [56] ، ومحمد بن همام بن سهيل، و عبدالعزيز وعبدالواحد ابنا عبدالله بن يونس الموصلي - عن رجالهم - عن عبدالرزاق ابن همام، عن معمر بن راشد [57] : عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس.
وأخبرنا به من غير هذه الطرق هارون بن محمد قال: حدثني أحمد بن عبيدالله ابن جعفر بن المعلي الهمداني، قال: حدثني أبوالحسن عمرو بن جامع بن عمرو بن حرب الکندي [58] ، قال: حدثنا عبدالله بن المبارک شيخ لنا کوفي ثقة [59] ، قال:
[ صفحه 69]
حدثنا عبدالرزاق بن همام شيخنا، عن معمر، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم ابن قيس الهلالي.
وذکر أبان أنه سمعه أيضا عن عمر بن أبي سلمة.
قال معمر: وذکر أبوهارون العبدي أنه سمعه أيضا عن عمر بن أبي سلمة، عن سليم أن معاوية لما دعا أبا الدرداء وأبا هريرة ونحن مع أمير المؤمنين علي (عليه السلام) بصفين فحملهما الرسالة إلي امير المؤمنين علي (عليه السلام) وأدياه إليه، قال: قد بلغتماني ما أرسلکما به معاوية فاستمعا مني وأبلغاه عني کما بلغتماني، قالا: نعم فأجابه علي (عليه السلام) الجواب بطوله حتي إذا انتهي إلي ذکر نصب رسول الله (صلي الله عليه وآله) إياه بغدير خم بأمر الله تعالي قال: لما نزل عليه إنما وليکم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزکوة وهم راکعون [60] فقال الناس: يا رسول الله أخاصة لبعض المؤمنين أم عامة لجميعهم؟ فأمر الله تعالي نبيه (صلي الله عليه وآله) أن يعلمهم ولاية من أمرهم الله بولايته [61] ، وأن يفسر لهم من الولاية ما فسر لهم من صلاتهم وزکاتهم وصومهم وحجهم.
قال علي (عليه السلام) فنصبني رسول الله بغدير خم وقال: إن الله عزوجل أرسلني برسالة ضاق بها صدري وظننت أن الناس مکذبوني، فأوعدني لا بلغنها أو ليعذبني قم يا علي، ثم نادي بأعلي صوته بعد أن أمر أن ينادي بالصلاة جامعة، فصلي بهم الظهر، ثم قال: يا أيها الناس إن الله مولاي، وأنا مولي المؤمنين، وأنا أولي بهم منهم بأنفسهم، من کنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه [62] .
فقام إليه سلمان الفارسي فقال: يا رسول الله ولاء ماذا؟ [63] فقال من کنت أولي به من نفسه فعلي أولي به من نفسه، فأنزل الله عزوجل اليوم أکملت لکم دينکم
[ صفحه 70]
وأتممت عليکم نعمتي ورضيت لکم الاسلام دينا [64] فقال له سلمان: يا رسول الله أنزلت هذه الآيات في علي خاصة؟ قال: بل فيه وفي أوصيائي إلي يوم القيامة، فقال: يا رسول الله بينهم لي [65] ، قال: علي أخي ووصيي ووارثي [66] وخليفتي في امتي وولي کل مؤمن بعدي وأحد عشر إماما من ولده، أولهم ابني حسن، ثم ابني حسين، ثم تسعة من ولد الحسين واحدا بعد واحد، هم مع القرآن، والقرآن معهم، لا يفارقونه ولا يفارقهم حتي يردوا علي الحوض.
فقام اثنا عشر رجلا من البدريين فقالوا: نشهد أنا سمعنا ذلک من رسول الله (صلي الله عليه وآله) کما قلت يا امير المؤمنين سواء لم تزد ولم تنقص، وقال بقية البدريين [67] الذين شهدوا مع علي صفين: قد حفظنا جل ماقلت، ولم نحفظ کله، وهؤلاء الاثنا عشر خيارنا وأفاضلنا.
فقال علي (عليه السلام) صدقتم ليس کل الناس يحفظ، وبعضهم أفضل من بعض [68] .
وقام من الاثني عشر أربعة: أبوالهيثم بن التيهان، وأبوأيوب، وعمار، وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين [69] فقالوا: نشهد أنا قد حفظنا قول رسول الله (صلي الله عليه وآله)
[ صفحه 71]
يومئذ، والله إنه لقائم وعلي (عليه السلام) قائم إلي جانبه وهو يقول: ياايها الناس إن الله أمرني أن أنصب لکم إماما يکون وصيي فيکم، وخليفتي في أهل بيتي وفي امتي من بعدي، والذي فرض الله طاعته علي المؤمنين في کتابه وأمرکم فيه بولايته، فقلت: يارب خشيت [70] طعن أهل النفاق وتکذيبهم، فأوعدني لا بلغنها أو ليعاقبني، أيها الناس إن الله عزوجل أمرکم في کتابه بالصلاة، وقد بينتها لکم وسننتها لکم، والزکاة والصوم، فبينتهما لکم وفسرتهما، وقد أمرکم الله في کتابه بالولاية، وإني اشهدکم أيها الناس إنها خاصة لهذا ولاوصيائي من ولدي وولده، أولهم ابني الحسن، ثم الحسين، ثم تسعة من ولد الحسين، لايفارقون الکتاب حتي يردوا علي الحوض.
يا أيها الناس إني قد أعلمتکم مفزعکم بعدي، وإمامکم ووليکم وهاديکم بعدي وهو علي بن ابي طالب أخي وهو فيکم بمنزلتي، فقلدوه دينکم وأطيعوه في جميع امورکم، فإن عنده جميع ما علمني الله عزوجل، أمرني الله عزوجل أن اعلمه إياه [71] وأن اعلمکم أنه عنده، فسلوه وتعلموا منه ومن أوصيائه، ولا تعلموهم ولا
[ صفحه 72]
تتقدموا عليهم، ولاتتخلفوا عنهم فإنهم مع الحق والحق معهم، لايزايلهم ولا يزايلونه.
ثم قال علي صلوات الله عليه لابي الدرداء وأبي هريرة، ومن حوله: يا أيها الناس أتعلمون أن الله تبارک وتعالي أنزل في کتابه إنما يريد الله ليذهب عنکم الرجس أهل البيت ويطهرکم تطهيرا [72] فجمعني رسول الله وفاطمة والحسن والحسين في کساء، ثم قال: اللهم هؤلاء أحبتي وعترتي [وثقلي] وخاصتي [73] وأهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فقالت أم سلمة: وأنا، فقال صلي الله عليه وآله لها: وأنت إلي خير، إنما أنزلت في وفي أخي علي وفي ابنتي فاطمة وفي ابني الحسن والحسين و [في] تسعة من ولد الحسين خاصة، ليس فيها معنا أحد غيرنا فقام جل الناس فقالوا: نشهد أن أم سلمة حدثتنا بذلک، فسألنا رسول الله صلي الله عليه وآله فحدثنا کما حدثتنا أم سلمة.
فقال علي (عليه السلام): ألستم تعلمون ان الله عزوجل أنزل في سورة الحج يا ايها الذين آمنوا ارکعوا واسجدوا واعبدوا ربکم وافعلوا الخير لعلکم تفلحون وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباکم وما جعل عليکم في الدين من حرج ملة أبيکم إبراهيم هو سماکم المسلمين من قبل وفي هذا [74] ليکون الرسول شهيدا عليکم وتکونوا شهداء علي الناس.
فقام سلمان - رضي الله عنه - عند نزولها فقال:
[ صفحه 73]
يا رسول الله من هؤلاء الذين أنت شهيد عليهم وهم شهداء علي الناس الذين اجتباهم الله ولم يجعل عليهم في الدين من حرج ملة ابيهم ابراهيم؟ فقال رسول الله صلي الله عليه وآله: عني الله تعالي بذلک ثلاثة عشر إنسانا: أنا وأخي عليا وأحد عشر من ولده؟ فقالوا: اللهم نعم قد سمعنا ذلک من رسول الله (صلي الله عليه واله).
فقال علي (عليه السلام): أنشد کم بالله تعلمون أن رسول الله (صلي الله عليه واله وسلم) قام خطيبا ثم لم يخطب بعد ذلک فقال: أيها الناس إني قد ترکت فيکم أمرين [75] لن تضلوا ما [إن] تمسکتم بهما، کتاب الله عزوجل وأهل بيتي، فإن اللطيف الخبير قد أخبرني وعهد إلي أنهما لن يفترقا [76] حتي يردا علي الحوض؟، فقالوا: [نعم] اللهم قد شهدنا [77] ذلک کله من رسول الله (صلي الله عليه وآله)، فقام اثنا عشر رجلا من الجماعة فقالوا: نشهد أن رسول الله حين خطب في اليوم الذي قبض فيه قام عمر بن الخطاب شبه المغضب فقال: يارسول الله لکل أهل بيتک؟ فقال: لا، ولکن لاوصيائي منهم: علي أخي ووزيري ووارثي وخليفتي في امتي وولي کل مؤمن بعدي، وهو أولهم وخيرهم، ثم وصيه بعده ابني هذا وأشار إلي الحسن ثم وصيه [ابني] هذا وأشار إلي الحسين، ثم وصيه ابني بعده سمي أخي، ثم وصيه بعده سميي، ثم سبعة من ولده واحد بعد واحد حتي يردوا علي الحوض، شهداء الله في أرضه وحججه علي خلقه، من أطاعهم أطاع الله، ومن عصاهم عصي الله.
فقام السبعون البدريون ونحوهم من المهاجرين فقالوا: ذکر تمونا ما کنا نسيناه نشهد أنا قد کنا سمعنا ذلک من رسول الله (صلي الله عليه واله وسلم).
فانطلق أبوالدرداء وأبوهريرة فحدثا معاوية بکل ما قال علي (عليه السلام) وما استشهد عليه، وما رد عليه الناس وشهدوا به.
[ صفحه 74]
9 - وبهذا الاسناد عن عبدالرزاق بن همام قال: حدثنا معمر بن راشد، عن أبان ابن أبي عياش، عن سليم بن قيس الهلالي قال: لما أقبلنا من صفين مع أميرالمؤمنين (عليه السلام) نزل قريبا من دير نصراني [78] إذ خرج علينا شيخ من الدير جميل الوجه؟ حسن الهيئة والسمت [79] معه کتاب حتي أتي أمير المؤمنين فسلم عليه، ثم قال: إني من نسل حواري عيسي بن مريم وکان أفضل حواري عيسي - الاثني عشر - وأحبهم إليه وآثرهم عنده [80] ، وأن عيسي أوصي إليه ودفع إليه کتبه، وعلمه حکمته [81] ، فلم يزل أهل هذا البيت علي دينه، متمسکين بملته [82] لم يکفروا ولم يرتدوا ولم يغيروا، وتلک الکتب عندي إملاء عيسي بن مريم وخط أبينا بيده، فيها کل شئ يفعل الناس من بعده، واسم ملک ملک [من بعده] منهم، وأن الله تبارک وتعالي يبعث رجلا من العرب من ولد [إسماعيل بن] إبراهيم خليل الله من أرض [يقال لها:] تهامة، من قرية يقال لها: مکة، يقال له: أحمد، له اثنا عشر اسما، وذکر مبعثه ومولده ومهاجرته، ومن يقاتله، ومن ينصره، ومن يعاديه، وما يعيش، وما تلقي امته بعده إلي أن ينزل عيسي بن مريم من السماء، وفي ذلک الکتب ثلاثة عشر رجلا من ولد إسماعيل بن إبراهيم خليل الله من خير خلق الله، ومن أحب خلق الله إليه، والله ولي لمن والاهم، وعدو لمن عاداهم، من أطاعهم اهتدي، ومن عصاهم ضل، طاعتهم لله طاعة، ومعصيتهم لله معصية، مکتوبة أسماؤهم وأنسابهم و نعوتهم، وکم يعيش کل رجل منهم واحد بعد واحد وکم رجل منهم يستتر بدينه
[ صفحه 75]
ويکتمه من قومه، ومن الذي يظهر منهم وينقاد له الناس حتي ينزل عيسي بن مريم (عليه السلام) علي آخرهم فيصلي عيسي خلفه ويقول: إنکم لائمة لا ينبغي لاحد أن يتقدمکم، فيتقدم فيصلي بالناس وعيسي خلفه في الصف.
أولهم وخيرهم و أفضلهم - وله مثل اجورهم وأجور من أطاعهم واهتدي بهم - رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) اسمه: محمد وعبدالله ويس والفتاح والخاتم والحاشر والعاقب والماحي والقائد ونبي الله وصفي الله، وحبيب الله [83] وأنه يذکر إذا ذکر، من أکرم خلق الله علي الله [84] ، وأحبهم إلي الله، لم يخلق الله ملکا مکرما [85] ولا نبيا مرسلا من آدم فمن سواه خيرا عند الله ولا أحب إلي الله منه، يقعده يوم القيامة علي عرشه، ويشفعه في کل من يشفع فيه [86] باسمه جري القلم [87] في اللوح المحفوظ محمد رسول الله.وبصاحب اللواء يوم الحشر الاکبر أخيه ووصيه ووزيره وخليفته في امته.
ومن أحب خلق الله إلي الله بعده علي ابن عمه لامه وأبيه، وولي کل مؤمن بعده، ثم أحد عشر رجلا من ولد محمد وولده، أولهم يسمي باسم ابني هارون شبر وشبير، و تسعة من ولد أصغرهما واحد بعد واحد، آخرهم الذي يصلي عيسي بن مريم خلفه - وذکر باقي الحديث بطوله.
10 - وبهذا الاسناد عن عبدالرزاق، عن معمر، عن أبان، عن سليم بن قيس الهلالي قال: قلت لعلي (عليه السلام): إني سمعت من سلمان ومن المقداد من أبي ذر أشياء من تفسير القرآن ومن الرواية عن رسول الله (صلي الله عليه وآله) [غير ما في أيدي الناس] ثم سمعت منک تصديقا لما سمعت منهم، ورأيت في أيدي الناس أشياء کثيرة من تفسير
[ صفحه 76]
القرآن ومن الاحاديث عن رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) يخالفونهم فيها ويزعمون أن ذلک [88] کان کله باطلا، أفتري أنهم يکذبون علي رسول الله (صلي الله عليه وآله) متعمدين ويفسرون القرآن بآرائهم؟ قال: فأقبل علي (عليه السلام) وقال: قد سألت فافهم الجواب، إن في أيدي الناس حقا وباطلا، وصدقا وکذبا، وناسخا ومنسوخا، وخاصا وعاما، و محکما ومتشابها، وحفظا ووهما [89] ، وقد کذب علي رسول الله (صلي الله عليه واله وسلم) علي عهده حتي قام خطيبا فقال: أيها الناس قد کثرت علي الکذابة [90] ، فمن کذب علي متعمدا فليتبوء مقعده من النار [91] ثم کذب عليه من بعده، وإنما أتاک بالحديث أربعة ليس لهم خامس: رجل منافق مظهر للايمان، متصنع للاسلام باللسان،
[ صفحه 77]
لايتأثم [92] ولا يتحرج أن يکذب علي رسول الله (صلي الله عليه وآله) متعمدا، فلو علم الناس [93] أنه منافق کاذب ما قبلوا منه، ولم يصدقوه، ولکنهم قالوا: هذا قد صحب رسول الله (صلي الله عليه وآله) وقد رآه وسمع منه [وأخذوا عنه، وهم لا يعرفون حاله] [94] وقد أخبرک الله عن المنافقين بما أخبرک [95] ووصفهم بما وصفهم، فقال عزوجل: وإذا رأيتهم تعجبک أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم [96] ثم بقوا بعد رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) و تقربوا إلي أئمة الضلال والدعاة إلي النار بالزور والکذب والبهتان حتي ولو هم الاعمال وحملوهم علي رقاب الناس [97] وأکلوا بهم الدنيا، وإنما الناس مع الملوک
[ صفحه 78]
والدنيا إلا من عصم الله عزوجل، فهذا أحد الاربعة.
ورجل سمع من رسول الله (صلي الله عليه وآله) شيئا ولم يحفظه علي وجهه فوهم فيه ولم
[ صفحه 79]
يتعمد کذبا فهو في يديه ويقول به ويعمل به ويرويه ويقول: أنا سمعته من رسول الله: (صلي الله عليه وآله)، فلو علم المسلمون أنه وهم يه لم يقبلوا منه، ولو علم هو أنه وهم لرفضه.
ورجل ثالث سمع من رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) شيئا أمر به، ثم نهي عنه، وهو لا يعلم أو سمعه ينهي عن شئ، ثم أمر به، وهو لا يعلم، فحفظ المنسوخ ولم يحفظ الناسخ، ولو علم انه منسوخ لرفضه، ولو علم الناس إذا سمعوا منه أنه منسوخ لرفضوه [98] .
ورجل رابع لم يکذب علي الله ولا علي رسوله بغضا للکذب وخوفا من الله عزوجل، وتعظيما لرسول الله (صلي الله عليه واله وسلم) ولم يسه [99] ، بل حفظ الحديث علي وجهه، فجاء به کما سمعه لم يزد فيه ولم ينقص منه، وحفظ الناسخ والمنسوخ، فعمل بالناسخ ورفض المنسوخ، وإن أمر رسول الله (صلي الله عليه وآله) ونهيه مثل القرآن ناسخ ومنسوخ [100] ،
[ صفحه 80]
وعام وخاص، ومحکم ومتشابه، قد کان يکون من رسول الله (صلي الله عليه وآله) الکلام له وجهان: کلام عام وکلام خاص [101] مثل القرآن [قال الله عزوجل في کتابه وما آتاکم الرسول فخذوه وما نهيکم عنه فانتهوا] [102] يسمعه من لا يعرف [ولم يدر] [103] ما عني الله عزوجل، ولا ما عني به رسول الله (صلي الله عليه وآله)، وليس کل أصحاب رسول الله (صلي الله عليه وآله) کان يسأله عن الشئ فيفهم، وکان منهم من يسأله ولا يستفهم حتي أنهم کانوا ليحبون أن يجئ الاعرابي أوالطاري [104] فيسأل رسول الله (صلي الله عليه وآله) حتي يسمعوا، وقد کنت أنا أدخل علي رسول الله (صلي الله عليه وآله) کل يوم دخلة وکل ليلة دخلة [105] فيخليني فيها [خلوة أدور معه حيث دار] وقد علم أصحاب رسول الله (صلي الله عليه وآله) أنه لم يکن يصنع ذلک بأحد من الناس غيري، [فربما کان [ذلک] في بيتي، يأتيني رسول الله (صلي الله عليه وآله) أکثر من ذلک في بيتي، وکنت إذا دخلت عليه بعض منازله أخلاني، وأقام عني نساءه، وفلا يبقي عنده غيري، وإذا أتاني للخلوة معي في منزلي لم تقم عني فاطمة ولا أحد من ابني] وکنت إذا ابتدأت أجابني وإذا سکت عنه وفنيت مسائلي ابتدأني ودعا الله أن يحفظني ويفهمني، فما نسيت شيئا قط مذ دعالي، وإني قلت لرسول الله (صلي الله عليه وآله): يا نبي الله إنک منذ دعوت الله لي بما دعوت لم أنس مما علمتني شيئا وما تمليه علي فلم تأمرني بکتبه أتتخوف علي النسيان؟ فقال: يا أخي لست اتخوف
[ صفحه 81]
عليک [106] النسيان ولا الجهل، وقد أخبرني الله عزوجل أنه قد استجاب لي فيک وفي شر کائک الذين يکونون من بعدک، وإنما تکتبه لهم، قلت: يا رسول الله و من شرکائي؟ قال: الذين قرنهم الله بنفسه وبي، فقال: يا أيها الذين آمنوا اطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منکم فإن خفتم تنازعا في شئ فارجعوه إلي الله وإلي الرسول وإلي اولي الامر منکم [107] ، فقلت: يا نبي الله و من هم؟ قال: الاوصياء إلي أن يردوا علي حوضي، کلهم هاد مهتد، لايضرهم خذلان من خذلهم، هم مع القرآن والقرآن معهم، لا يفارقونه ولا يفارقهم، بهم تنصر امتي ويمطرون، ويدفع عنهم بعظائم دعواتهم [108] ، قلت: يا رسول الله سمهم لي، فقال: ابني هذا - ووضع يده علي رأس الحسن - ثم ابني هذا - ووضع يده علي رأس الحسين -، ثم ابن له علي اسمک يا علي، ثم ابن له محمد بن علي، ثم أقبل علي الحسين وقال: سيولد محمد بن علي في حياتک فأقرئه مني السلام، ثم تکمله اثني عشر إماما، قلت: يا نبي الله سمهم لي، فسماهم رجلا رجلا.
منهم والله يا أخا بني هلال مهدي هذه الامة [109] الذي يملا الارض قسطا وعدلا کما ملئت ظلما وجورا.
11 - وبإسناده، عن عبدالرزاق، قال: حدثنا معمر بن راشد، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس أن عليا (عليه السلام) قال لطلحة في حديث طويل عند ذکر تفاخر المهاجرين والانصار بمناقبهم وفضائلهم: يا طلحة أليس قد شهدت رسول الله (صلي الله عليه وآله) حين دعانا بالکتف ليکتب فيها مالا تضل الامة بعده ولا تختلف، فقال صاحبک ما قال إن رسول الله يهجر فغضب رسول الله (صلي الله عليه وآله) وترکها؟ قال:
[ صفحه 82]
بلي قد شهدته، قال: فإنکم لما خرجتم أخبرني رسول الله (صلي الله عليه وآله) بالذي أراد أن يکتب فيها ويشهد عليه العامة، وأن جبرئيل أخبره بأن الله تعالي قد علم أن الامة ستختلف وتفترق، ثم دعا بصحيفة فأملي علي ما أراد أن يکتب في الکتف، وأشهد علي ذلک ثلاثة رهط: سلمان الفارسي وأباذر والمقداد، وسمي من يکون من أئمة الهدي الذين أمر المؤمنين بطاعتهم إلي يوم القيامة، فسماني أولهم، ثم ابني هذا حسن، ثم ابني هذا حسين، ثم تسعة من ولد ابني هذا حسين، کذلک يا أباذر وأنت يا مقداد؟، قالا: نشهد بذلک علي رسول الله (صلي الله عليه وآله)، فقال طلحة: والله لقد سمعت من رسول الله (صلي الله عليه وآله) يقول لابي ذر: ماأقلت الغبراء، ولا أظلت الخضراء ذا لهجة أصدق ولا أبر من أبي ذر [110] أشهد أنهما لم يشهدا إلا بالحق، وأنت أصدق وأبر عندي منهما.
12 - وبإسناده، عن عبدالرزاق بن همام، عن معمر بن راشد، عن أبان ابن أبي عياش، عن سليم بن قيس قال: قال علي بن أبي طالب (عليه السلام): مررت يوما برجل - سماه لي - فقال: ما مثل محمد إلا کمثل نخلة نبتت في کباة [111] فأتيت رسول الله (صلي الله عليه وآله) فذکرت ذلک له، فغضب رسول الله (صلي الله عليه وآله) وخرج مغضبا وأتي المنبر ففرغت الانصار إلي السلاح [112] لما رأوا من غضب رسول الله (صلي الله عليه وآله)، قال: فما بال أقوام يعيروني بقرابتي وقد سمعوني أقول فيهم ما أقول من تفضيل الله تعالي إياهم وما اختصهم
[ صفحه 83]
به من إذهاب الرجس عنهم وتطهير الله إياهم؟ وقد سمعوا ما قلته في فضل أهل بيتي ووصيي وما أکرمه الله به وخصه وفضله من سبقه إلي الاسلام وبلائه فيه، و قرابته مني، وأنه مني بمنزلة هارون من موسي، ثم يمر به فزعم أن مثلي في أهل بيتي کمثل نخلة نبتت في أصل حش؟ [113] ألا إن الله خلق خلقه وفرقهم فرقتين فجعلني في خير الفرقتين، وفرق الفرقة ثلاث شعب، فجعلني في خيرها شعبا وخيرها قبيلة، ثم جعلهم بيوتا، فجعلني في خيرها بيتا حتي خلصت في أهل بيتي وعترتي وبني أبي [114] أنا وأخي علي بن أبي طالب، نظر الله [سبحانه] إلي أهل الارض نظرة واختارني منهم، ثم نظر نظرة فاختار عليا أخي ووزيري ووارثي، ووصيي وخليفتي في امتي، وولي کل مؤمن بعدي، من والاه فقد والي الله، ومن عاداه فقد عادي الله [115] ، ومن أحبه أحبه الله، ومن أبغضه أبغضه الله، لا يحبه إلا کل مؤمن ولا يبغضه إلا کل کافر، هو زر الارض بعدي وسکها [116] وهو کلمة التقوي، و عروة الله الوثقي يريدون أن يطفئوا نورالله بأفواههم ويأبي الله إلا أن يتم نوره يريد أعداء الله أن يطفئوا نور أخي ويأبي الله إلا أن يتم نوره، أيها الناس ليبلغ مقالتي شاهد کم غائبکم، اللهم أشهد عليهم، ثم إن الله نظر نظرة ثالثة فاختار أهل
[ صفحه 84]
بيتي من بعدي، وهم خيار أمتي: أحد عشر إماما بعد أخي واحدا بعد واحد کلما هلک واحد قام واحد، مثلهم في أمتي [117] کمثل نجوم السماء، کلما غاب نجم طلع نجم، إنهم أئمة هداة مهديون لا يضرهم کيد من کادهم، ولا خذلان من خذلهم، بل يضر الله بذلک من کادهم وخذلهم، هم حجج الله في أرضه، وشهداؤه علي خلقه [118] ، من أطاعهم أطاع الله، ومن عصاهم عصي الله، هم مع القرآن والقرآن معهم لا يفارقهم ولا يفارقونه حتي يردوا علي حوضي، وأول الائمة أخي علي خيرهم ثم ابني حسن، ثم ابني حسين، ثم تسعة من ولد الحسين - وذکر الحديث بطوله.
13 - أخبرنا عبدالواحد بن عبدالله بن يونس الموصلي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن رباح الزهري، قال: حدثنا أحمد بن علي الحميري، قال: حدثنا الحسن ابن أيوب [119] ، عن عبدالکريم بن عمرو الخثعمي، عن المفضل بن عمر، قال: قلت لابي عبدالله (عليه السلام): ما معني قول الله عزوجل: بل کذبوا بالساعة وأعتدنا لمن کذب بالساعة سعيرا [120] ؟ قال لي: إن الله خلق السنة اثني عشر شهرا، وجعل الليل اثنتي عشرة ساعة، وجعل النهار اثنتي عشرة ساعة [121] ، ومنا اثني عشر محدثا، وکان أمير المؤمنين (عليه السلام) من تلک الساعات.
[ صفحه 85]
14 - وبه [122] عن عبدالکريم بن عمرو، عن ثابت بن شريح، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي الباقر (عليهما السلام) [123] يقول: منا اثنا عشر محدثا.
15 - أخبرنا عبدالواحد بن عبدالله، قال: حدثنا محمد بن جعفر القرشي، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن عمر بن أبان الکلبي؟ عن ابن - سنان، عن أبي السائب [124] قال: قال أبوعبدالله جعفر بن محمد (عليهما السلام): الليل اثنتا عشرة ساعة، والنهار اثنتا عشرة ساعة، والشهور اثنا عشر شهرا، والائمة اثنا عشر إماما، والنقباء اثنا عشر نقيبا، وإن عليا ساعة من اثنتي عشرة ساعة، وهو قول الله عزوجل: بل کذبوا بالساعة وأعتدنا لمن کذب بالساعة سعيرا.
16 - أخبرنا علي بن الحسين [125] قال: حدثنا محمد بن يحيي العطار بقم، قال: حدثنا محمد بن حسان الرازي [126] ، قال: حدثنا محمد بن علي الکوفي، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن يوسف، قال: حدثنا محمد بن عيسي، عن عبدالرزاق، عن زيد الشحام، عن أبي عبدالله (عليه السلام) وقال محمد بن حسان الرازي: وحدثنا به محمد بن علي الکوفي، عن محمد بن سنان، عن زيد الشحام قال: قلت لابي عبدالله (عليه السلام): أيهما أفضل الحسن أو الحسين؟ قال: إن فضل أولنا يلحق فضل آخرنا، وفضل آخرنا يلحق فضل أولنا [127] فکل له فضل.
قال: قلت له: جعلت فداک وسع علي
[ صفحه 86]
في الجواب، فإني والله ما أسألک إلا مرتادا [128] فقال: نحن من شجرة برأنا الله من طينة واحدة، فضلنا من الله، وعلمنا من عند الله، ونحن امناء الله علي خلقه، والدعاة إلي دينه، والحجاب فيما بينه وبين خلقه، أزيدک يازيد، قلت: نعم، فقال: خلقنا واحد، وعلمنا واحد، وفضلنا واحد، وکلنا واحد عند الله عزوجل، فقلت: أخبرني بعد تکم، فقال: نحن اثنا عشر - هکذا - حول عرش ربنا جل وعز في مبتدء خلقنا، أولنا محمد، وأوسطنا محمد، وآخرنا محمد.
17 - أخبرنا علي بن الحسين، قال: حدثنا محمد بن يحيي العطار قال: حدثنا محمد بن حسان الرازي، عن محمد بن علي الکوفي، عن إبراهيم بن محمد بن يوسف، عن محمد بن عيسي، عن عبدالرزاق، عن محمد بن سنان، عن فضيل الرسان، عن أبي حمزة الثمالي قال: کنت عند أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليهما السلام) ذات يوم فلما تفرق من کان عنده قال لي: يا أبا حمزة من المحتوم الذي لا تبديل له عند الله قيام قائمنا، فمن شک فيما أقول لقي الله [سبحانه] وهو به کافر وله جاحد، ثم قال: بأبي وأمي المسمي باسمي والمکني بکنيتي [129] ، السابع من بعدي، بأبي من يملا الارض عدلا وقسطا کما ملئت ظلما وجورا، ثم قال: يا أبا حمزة من أدرکه فلم يسلم له فما سلم لمحمد وعلي (عليهما السلام)، وقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار، وبئس مثوي الظالمين.
وأوضح من هذا بحمد الله وأنور وأبين وأزهر لمن هداه الله وأحسن إليه قول الله عزوجل في محکم کتابه: إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في کتاب الله يوم خلق السموات والارض منها أربعة حرم ذلک الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسکم [130] ، ومعرفة الشهور - المحرم وصفر وربيع وما بعده، والحرم
[ صفحه 87]
منها هي رجب وذوالقعدة وذوالحجة والمحرم - لا تکون دينا قيما لان اليهود والنصاري والمجوس وسائر الملل والناس جميعا من الموافقين والمخالفين يعرفون هذه الشهور ويعدونها بأسمائها، وإنما هم الائمة (عليهم السلام) والقوامون بدين الله والحرم منها أمير المؤمنين علي الذي اشتق الله تعالي له اسما من اسمه العلي، کما اشتق لرسوله (صلي الله عليه وآله) اسما من اسمه المحمود، وثلاثة من ولده أسماؤهم علي: علي بن الحسين، وعلي بن موسي، وعلي بن محمد، فصالهذا الاسم المشتق من اسم الله عزوجل حرمة به وصلوات الله عليه محمد وآله المکرمين المتحرمين به.
18 - أخبرنا سلامة بن محمد [131] قال: حدثنا أبوالحسن علي بن عمر المعروف بالحاجي [132] ، قال: حدثنا حمزة بن القاسم العلوي العباسي الرازي [133] ، قال: حدثنا جعفر بن محمد الحسني، قال: حدثنا عبيد بن کثير [134] ، قال: حدثنا أبوأحمد ابن موسي الاسدي، عن داود بن کثير الرقي، قال: دخلت علي أبي عبدالله جعفر بن محمد (عليهما السلام) بالمدينة، فقال لي: ما الذي أبطأبک يا داود عنا؟ فقلت: حاجة عرضت بالکوفة، فقال: من خلفت بها؟ فقلت: جعلت فداک خلفت بها عمک زيدا ترکته راکبا علي فرس متقلدا سيفا [135] ينادي بأعلي صوته: سلوني [سلوني] قبل أن تفقدوني، فبين جوانحي علم جم قد عرفت الناسخ من المنسوخ والمثاني والقرآن العظيم، وإني العلم بين الله وبينکم.
فقال لي: يا داود لقد ذهبت بک المذاهب، ثم نادي يا سماعة بن مهران ايتني بسلة الرطب فأتاه بسلة فيها رطب، فتناول
[ صفحه 88]
منها رطبة فأکلها، واستخرج النواة من فيه فغرسها في الارض، ففلقت وأنبتت وأطلعت واغدقت، فضرب بيده إلي بسرة من عذق فشقها واستخرج منها رقا أبيض ففضه ودفعه إلي، وقال: اقرأه، فقرأته وإذا فيه سطران، السطر الاول لا إله إلا الله، محمد رسول الله والثاني إن عدة الشهور عندالله اثنا عشر شهرا في کتاب الله يوم خلق السموات والارض منها أربعة حرم ذلک الدين القيم - أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، الحسن بن علي، الحسين بن علي، علي بن الحسين محمد بن علي، جعفر بن محمد، موسي بن جعفر، علي بن موسي، محمد بن علي، علي ابن محمد، الحسن بن علي، الخلف الحجة ثم قال: يا داود أتدري متي کتب هذا في هذا؟ قلت: الله أعلم ورسوله وأنتم، فقال: قبل أن يخلق الله آدم بألفي عام.
19 - أخبرنا سلامة بن محمد قال: أخبرنا الحسن بن علي بن مهزيار، قال: حدثنا أحمد بن محمد السياري، عن أحمد بن هلال قال: وحدثنا علي بن محمد بن عبيدالله الخبائي [136] ، عن أحمد بن هلال، عن امية بن ميمون الشعيري [137] عن زياد القندي قال: سمعت أبا إبراهيم موسي بن جعفر بن محمد (عليهم السلام) يقول: إن [ا] لله عزوجل [خلق] بيتا من نور جعل قوائمه أربعة أرکان [کتب عليها أربعة أسماء] [138] تبارک، وسبحان، والحمد، والله [139] ، ثم خلق من الاربعة أربعة، ومن الاربعة
[ صفحه 89]
أربعة [140] ، ثم قال عزوجل: إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا.
[ صفحه 90]
20 - أخبرنا علي بن الحسين، عن محمد بن يحيي، عن محمد بن حسان الرازي، عن محمد بن علي، عن محمد بن سنان، عن داود بن کثير الرقي قال: قلت لابي عبدالله جعفر بن محمد (عليهما السلام): جعلت فداک أخبرني عن قول الله عزوجل السابقون السابقون أولئک المقربون [141] قال: نطق الله بها يوم ذرأ الخلق في الميثاق قبل أن يخلق الخلق بألفي عام، فقلت: فسر لي ذلک، قال: إن الله عزوجل لما أراد أن يخلق الخلق خلقهم من طين، ورفع لهم نارا فقال: ادخلوها، فکان أول من دخلها محمد رسول الله (صلي الله عليه وآله) وأمير المؤمنين والحسن والحسين وتسعة من الائمة إمام بعد إمام، ثم أتبعهم بشيعتهم، فهم والله السابقون.
21 - حدثنا أبوعلي أحمد بن محمد بن يعقوب بن عمار الکوفي [142] قال: حدثني أبي، قال: حدثنا القاسم بن هشام اللؤلؤي، عن الحسن بن محبوب، عن إبراهيم الکرخي [143] قال: دخلت علي أبي عبدالله جعفر بن محمد (عليهما السلام) فإني عنده جالس إذ دخل أبوالحسن موسي وهو غلام فقمت إليه فقبلته وجلست فقال لي أبوعبدالله (عليه السلام): يا إبراهيم أما إنه صاحبک من بعدي، أما ليهلکن فيه أقوام ويسعد آخرون، فلعن الله قاتله وضاعف علي روحه العذاب، أما ليخرجن الله عز وجل من صلبه خير أهل الارض في زمانه، سمي جده ووارث علمه وأحکامه و قضاياه، ومعدن الامامة ورأس الحکمة يقتله جبار بني فلان بعد عجائب طريفة
[ صفحه 91]
حسدا له، ولکن الله بالغ أمره ولو کره المشرکون، يخرج الله من صلبه تکملة اثني عشر إماما مهديا اختصهم الله بکرامته، وأحلهم دار قدسه، المنتظر للثاني عشر [الشاهر سيفه بين يديه] کان کالشاهر سيفه بين يدي رسول الله (صلي الله عليه وآله) يذب عنه.
ودخل رجل من موالي بني امية فانقطع الکلام، فعدت إلي أبي عبدالله (عليه السلام) احدي عشرة مرة أريد أن يستتم الکلام فما قدرت علي ذلک، فلما کان قابل السنة الثانية دخلت عليه وهو جالس، فقال: يا إبراهيم هو المفرج للکرب عن شيعته بعد ضنک شديد وبلاء طويل، وجور وخوف، فطوبي لمن أدرک ذلک الزمان حسبک يا إبراهيم، قال: فما رجعت بشئ أسر إلي من هذا لقلبي ولا أقر لعيني [144] .
22 - أخبرنا أحمد بن محمد بن يعقوب قال: حدثنا أبوعبدالله الحسين بن محمد قراءة عليه، قال: حدثنا محمد بن أبي قيس، عن جعفر الرماني، عن محمد بن [أبي] القاسم - ابن أخت خالد بن مخلد القطواني [145] - قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي، عن جعفر بن محمد [عن أبيه محمد بن علي] (عليهما السلام) أنه نظر إلي حمران فبکي، ثم قال: يا حمران عجبا للناس کيف غفلوا أم نسوا أم تناسوا، فنسوا قول رسول الله (صلي الله عليه وآله) حين مرض، فأتاه الناس يعودونه ويسلمون عليه حتي إذا غص بأهله البيت [146] جاء علي (عليه السلام) فسلم ولم يستطع أن يتخطاهم إليه [147] ولم يوسعوا له، فلما رأي رسول الله (صلي الله عليه وآله) ذلک رفع مخدته [148] وقال: إلي يا علي، فلما رأي الناس ذلک زحم
[ صفحه 92]
بعضهم بعضا وأفرجوا حتي تخطاهم وأجلسه رسول الله (صلي الله عليه وآله) إلي جانبه، ثم قال: يا أيها الناس هذاأنتم تفعلون بأهل بيتي في حياتي ما أري، فکيف بعد وفاتي؟! والله لا تقربو من أهل بيتي قربة إلا قربتم من الله منزلة، ولا تباعدون [عنهم] خطوة وتعرضون عنهم إلا أعرض الله عنکم، ثم قال: أيها الناس اسمعوا [ما أقول لکم] ألا إن الرضا والرضوان والجنة [149] لمن أحب عليا وتولاه، وائتم به وبفضله، و [ب] أوصيائي بعده، وحق علي ربي أن يستجيب لي فيهم، إنهم اثنا عشر وصيا، ومن تبعه [150] فانه مني، إني من إبراهيم، وإبراهيم مني، وديني دينه ودينه ديني، ونسبته نسبتي، ونسبتي نسبته [151] وفضلي فضله، وأنا أفضل منه، ولا فخر، يصدق قولي قول ربي: ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم [152] .
23 - أخبرنا محمد بن همام، قال: حدثنا أبوعلي الحسن بن علي بن عيسي القوهستاني قال: حدثنا بدر بن إسحاق بن بدر الانماطي في سوق الليل بمکة - وکان شيخا نفيسا من إخواننا الفاضلين، وکان من أهل قزوين - في سنة خمس وستين ومائتين قال: حدثني أبي: إسحاق بن بدر، قال: حدثني جدي بدر بن عيسي [153] ، قال: سألت أبي: عيسي بن موسي - وکان رجلا مهيبا - فقلت له): من أدرکت من التابعين؟ فقال: ما أدري ماتقول [لي] ولکني کنت بالکوفة، فسمعت شيخا في جامعها يتحدث عن عبد خير، قال: سمعت أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه يقول: قال لي رسول الله (صلي الله عليه وآله): يا علي الائمة الراشدون المهتدون
[ صفحه 93]
المعصومون [154] من ولدک أحد عشر إماما وأنت أولهم، وآخرهم اسمه اسمي، يخرج فيملا الارض عدلا کما ملئت جورا وظلما، يأتيه الرجل والمال کدس، فيقول: يا مهدي أعطني، فيقول: خذ.
24 - حدثنا أبوالحارث عبدالله بن عبد المک بن سهل الطبراني، قال: حدثنا محمد بن المثني البغدادي، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الرقي، قال: حدثنا موسي ابن عيسي بن عبدالرحمن، قال: حدثنا هشام بن عبدالله الدستوائي [155] ، قال: حدثنا علي بن محمد [156] ، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن محمد بن علي الباقر (عليهما السلام)، عن سالم بن عبدالله بن عمر، عن أبيه عبدالله بن عمر بن الخطاب، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): إن الله عزوجل أوحي إلي ليلة اسري بي: يا محمد: من خلفت في الارض في امتک؟ - وهو أعلم بذلک - قلت: يا رب أخي، قال: يا محمد علي بن أبي طالب؟ قلت: نعم يا رب، قال: يا محمد إني اطلعت إليالارض اطلاعة فاخترتک منها فلا اذکر حتي تذکر معي، فأنا المحمود، وأنت محمد، ثم إني اطلعت إلي الارض اطلاعة اخري فاخترت منها علي بن أبي طالب فجعلته وصيک فأنت سيد الانبياء، وعلي سيد الاوصياء ثم شققت له اسما من أسمائي، فأنا الاعلي وهو علي؟ يا محمد إني خلقت عليا وفاطمة والحسن والحسين والائمة من نور واحد، ثم عرضت ولايتهم علي الملائکة، فمن قبلها کان من المقربين، ومن جحدها کان من الکافرين، يا محمد لو أن عبدا من عبادي عبدني حتي ينقطع، ثم لقيني جاحدا
[ صفحه 94]
لولايتهم أدخلته ناري، ثم قال: يا محمد أتحب أن تراهم، فقلت: نعم، فقال: تقدم أمامک، فتقدمت أمامي فإذا علي بن أبي طالب، والحسن، والحسين، وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وموسي بن جعفر، وعلي بن موسي، و محمد بن علي، وعلي بن محمد، والحسن بن علي، والحجة القائم کأنه الکوکب الدري في وسطهم، فقلت: يا رب من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الائمة، وهذا القائم، محلل حلالي ومحرم حرامي، وينتقم من أعدائي، يا محمد أحببه فإني احبه، واحب من يحبه.
25 - وأخبرنا محمد بن يعقوب الکليني، قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن سعيد بن غزوان، عن أبي بصير، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: يکون تسعة أئمة بعد الحسين بن علي، تاسعهم قائمهم.
26 - أخبرنا محمد بن يعقوب، عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن محمد ابن الحسين بن شمون، عن عبدالله بن عبدالرحمن الاصم، عن کرام [157] قال: حلفت فيما بيني وبين نفسي [158] ألا آکل طعاما بنهار أبدا حتي يقوم قائم آل محمد، فدخلت علي أبي عبدالله (عليه السلام)، فقلت له: رجل من شيعتک جعل لله عليه ألا يأکل طعاما بنهار أبدا حتي يقوم قائم آل محمد.
فقال: صم يا کرام ولا تصم العيدين ولا ثلاثة أيام التشريق [159] ، ولا إذا کنت مسافرا [160] ، فإن الحسين (عليه السلام) لما قتل عجت
[ صفحه 95]
السماوات والارض ومن عليهما والملائکة [161] ، فقالوا: يا ربنا أتأذن لنا [162] في هلاک الخلق حتي نجذهم من جديد الارض بما استحلوا حرمتک [163] ، وقتلوا صفوتک، فأوحي الله إليهم يا ملائکتي ويا سمائي ويا أرضي اسکنوا، ثم کشف حجابا من الحجب فإذا خلفه محمد (صلي الله عليه وآله وسلم) واثنا عشر وصيا له فأخذ بيد فلان من بينهم [164] فقال: يا ملائکتي ويا سماواتي ويا أرضي بهذا أنتصر منهم [لهذا] - قالها ثلاث مرات - [165] .
وجاء في غير رواية محمد بن يعقوب الکليني: بهذا أنتصر منهم ولو بعد حين.
27 - أخبرنا محمد بن يعقوب، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن أذينة، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس الهلالي قال: سمعت عبدالله بن جعفر الطيار يقول: کنا عند معاوية أنا والحسن والحسين وعبدالله بن عباس وعمر بن أم سلمة [166] واسامة بن زيد فجري بيني
[ صفحه 96]
وبين معاوية کلام، فقلت لمعاوية: سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله) يقول: أنا أولي بالمؤمنين من أنفسهم، ثم أخي علي بن أبي طالب أولي بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا استشهد علي فالحسن بن علي أولي بالمؤمنين من أنفسهم، ثم ابني الحسين من بعده أولي بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا استشهد فابنه علي بن الحسين أولي بالمؤمنين من أنفسهم وستدرکه يا علي [167] ثم ابنه محمد بن علي أولي بالمؤمنين من أنفسهم، وستدرکه يا حسين [168] ، ثم تکمله اثني عشر إماما [تسعة] من ولد الحسين [169] .
قال عبدالله بن جعفر فاستشهدت الحسن والحسين وعبدالله بن عباس وعمر ابن ام سلمة [170] واسامة بن زيد فشهدوا.
قال سليم: وقد سمعت ذلک من سلمان الفارسي والمقداد وأبي ذر وذکروا أنهم سمعوا ذلک من رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم).
28 - محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أبيه، قال: حدثنا محمد بن عيسي ابن عبيد بن يقطين، عن النضر بن سويد، عن يحيي الحلبي، عن علي بن أبي حمزة قال: کنت مع أبي بصير، ومعنا مولي لابي جعفر الباقر (عليه السلام)، فقال: سمعت أباجعفر (عليه السلام) يقول: منا اثنا عشر محدثا السابع من [بعدي] ولدي القائم، فقام
[ صفحه 97]
إليه أبوبصير فقال: أشهد أني سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقوله منذ أربعين سنة.
وقال أبوالحسن الشجاعي - رحمه الله -: هذان الحديثان مما استدرکهما أبوعبدالله - رحمه الله - بعد فراغه، ونسخي الکتاب.
29 - أخبرنا أبوالعباس أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة الکوفي، قال: حدثنا محمد بن المفضل بن إبراهيم بن قيس بن رمانة الاشعري [171] من کتابه، قال: حدثنا إبراهيم بن مهزم، قال: حدثنا خاقان بن سليمان الخزاز، عن إبراهيم ابن أبي يحيي المدني [172] ، عن أبي هارون العبدي، عن عمر بن أبي سلمة ربيب رسول الله (صلي الله عليه وآله) وعن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال: قالا: شهدنا الصلاة علي أبي بکر حين مات فبينما نحن قعود حول عمر، وقد بويع إذ جاءه فتي يهودي من يهود المدينة کان أبوه عالم اليهود بالمدينة، يزعمون أنه من ولد هارون، فسلم علي عمر، وقال: يا أمير المؤمنين أيکم أعلم بکتابکم [وسنة نبيکم]؟ فقال عمر: هذا وأشار إلي علي بن أبي طالب (عليه السلام) وقال: هذا أعلمنا بکتابنا و [سنة] نبينا، فقال الفتي أخبرني أأنت کذا؟ قال: نعم سلني عن حاجتک فقال: إني أسألک عن ثلاث وثلاث وواحدة، قال علي (عليه السلام): أفلا تقول: أسألک عن سبع؟ فقال الفتي: لا ولکن أسألک عن الثلاث فإن أصبت فيهن سألتک عن الثلاث الاخر، فإن أصبت فيهن سألتک عن الواحدة، فإن لم تصب في الثلاث الاول سکت ولم أسألک عن شئ،
[ صفحه 98]
قال له علي (عليه السلام): يا يهودي فإن أخبرتک بالصواب وبالحق تعلم أني أخطأت أو أصبت؟ قال: نعم، قال علي: فبالله لئن أصبت فيما تسألني عنه لتسلمن ولتدعن اليهودية، قال: نعم، لک الله علي لئن أصبت لاسلمن ولادعن اليهودية، قال: فأسأل عن حاجتک، قال: أخبرني عن أول حجر وضع علي وجه الارض، وأول شجرة نبتت في الارض، وأول عين أنبعت في الارض؟ قال علي: يا يهودي أما أول حجر وضع علي وجه الارض فإن اليهود يقولون الصخرة التي في بيت المقدس، وکذبوا ولکنه الحجر الاسود، نزل به آدم من الجنة فوضعه في الرکن والمؤمنون يستلمونه ليجددوا العهد والميثاق لله عزوجل بالوفاء.
وأما قولک أول شجرة نبتت في الارض فإن اليهود يقولون: الزيتونة، و کذبوا ولکنها النخلة العجوة، نزل بها آدم من الجنة وبالفحل، فأصل الثمرة کلها العجوة [173] .
وأما العين فإن اليهود يقولون بأنها العين تحت الصخرة، وکذبوا ولکنها عين الحياة التي لا يغمس فيها ميت إلا حي وهي عين موسي التي نسي عندها السمکة المملوحة فلما مسها الماء عاشت وانسربت في البحر فأتبعها موسي وفتاه حين لقيا الخضر فقال الفتي: أشهد أنک قد صدقت وقلت الحق، وهذا کتاب ورثته عن آبائي إملاء موسي وخط هارون بيده وفيه هذا الخصال السبع والله لئن أصبت في بقية السبع لادعن ديني وأتبعن دينک فقال علي (عليه السلام): سل، فقال: أخبرني کم لهذه الامة بعد نبيها من إمام هدي لا يضر هم خذلان من خذلهم؟ وأخبرني عن موضع محمد في الجنة أي موضع هو؟ وکم مع محمد في منزلته [174] ؟ فقال علي (عليه السلام) يا يهودي لهذه الامة اثنا عشر إماما مهديا کلهم هاد مهدي لا يضرهم خذلان من خذلهم، وموضع محمد (صلي الله عليه وآله) في أفضل منازل جنة عدن، وأقربها من الله وأشرفها،
[ صفحه 99]
وأما الذي مع محمد (صلي الله عليه وآله) في منزلته فالاثنا عشر الائمة المهديون، قال اليهودي وأشهد أنک قد صدقت وقلت الحق، لئن أصبت في الواحدة کما أصبت في الستة و الله لاسلمن الساعة علي يدک ولادعن اليهودية، قال له: اسأل، قال: أخبرني عن خليفة محمد کم يعيش بعده ويموت موتا أو يقتل قتلا؟ قال: يعيش بعده ثلاثين سنة ويخضب هذه من هذه - وأخذ بلحيته وأومأ إلي رأسه - فقال الفتي: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأنک خليفة رسول الله (صلي الله عليه وآله) علي الامة ومن تقدم کان مفتريا ثم خرج.
30 - وأخبرنا أبوالعباس أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا حميد بن زياد من کتابه وقرأته عليه، قال: حدثني جعفر بن إسماعيل المنقري، [175] عن عبدالرحمن ابن أبي نجران، عن إسماعيل بن علي البصري [176] عن أبي أيوب المؤدب، عن أبيه - وکان مؤدبا لبعض ولد جعفر بن محمد (عليهما السلام) - [قال:] قال: لما توفي [177] رسول - الله (صلي الله عليه وآله) دخل المدينة رجل من ولد داود علي دين اليهودية، فرأي السکک خالية فقال لبعض أهل المدينة: ما حالکم؟ فقيل: توفي رسول الله (صلي الله عليه وآله)، فقال الداودي: أما إنه توفي [في] اليوم الذي هو في کتابنا ثم قال: فأين الناس؟ فقيل له: في المسجد فأتي المسجد فاذا أبوبکر وعمر وعثمان وعبدالرحمن بن عوف وأبوعبيدة بن الجراح والناس، قد غص المسجد بهم، فقال: أوسعوا حتي أدخل وأرشدوني إلي الذي خلفه نبيکم، فأرشدوه إلي أبي بکر، فقال له: إنني من ولد داود علي دين اليهودية، وقد
[ صفحه 100]
جئت لاسأل عن أربعة أحرف فإن خبرت بها أسلمت، فقالوا له: انتظر قليلا، وأقبل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) من بعض أبواب المسجد، فقالوا له: عليک بالفتي، فقام إليه، فلما دنا منه قال له: أنت علي بن أبي طالب؟ فقال له علي: أنت فلان بن فلان بن داود؟ قال: نعم، فأخذ علي يده وجاء به إلي أبي بکر، فقال له اليهودي: إني سألت هؤلاء عن أربعة أحرف فأرشدوني إليک لاسألک، قال: اسأل.
قال: ما أول حرف کلم الله به نبيکم لما أسري به ورجع من عند ربه؟ وخبرني عن الملک الذي زحم نبيکم [178] ولم يسلم عليه، وخبرني عن الاربعة الذين کشف عنهم مالک طبقا من النار وکلموا نبيکم؟ وخبرني عن منبر نبيکم أي موضع هو من الجنة؟ قال علي (عليه السلام) أول ما کلم الله به نبينا (عليه السلام) قول الله تعالي آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه [179] ، قال: ليس هذا أردت، قال: فقول رسول الله والمؤمنون کل آمن بالله قال: ليس هذا أردت، قال: اترک الامر مستورا، قال: لتخبرني أولست أنت هو، فقال: أما إذ أبيت فإن رسول الله (صلي الله عليه وآله) لما رجع من عند ربه والحجب ترفع له قبل أن يصير إلي موضع جبرئيل ناداه ملک: أحمد، قال: إن الله يقرء عليک السلام ويقول لک: أقرأ علي السيد الولي منا السلام، فقال رسول الله: من السيد الولي؟ فقال الملک: علي بن أبي طالب، قال اليهودي: صدقت والله إني لاجد ذلک في کتاب أبي.
فقال علي (عليه السلام): أما الملک الذي زحم رسول الله (صلي الله عليه وآله) فملک الموت جاء به من عند جبار من أهل الدينا قد تکلم بکلام عظيم فغضب الله، فزحم رسول الله ولم يعرفه، فقال جبرئيل: يا ملک الموت هذا رسول الله أحمد حبيب الله (صلي الله عليه وآله)، فرجع إليه فلصق به واعتذر، وقال: يا رسول الله إني أتيت ملکا جبارا قد تکلم بکلام عظيم فغضبت ولم أعرفک، فعذره.
[ صفحه 101]
وأما الاربعة الذين کشف عنهم مالک طبقا من النار فإن رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) مر بمالک ولم يضحک منذ خلق قط، فقال له جبرئيل: يا مالک هذا نبي الرحمة محمد فتبسم في وجهه ولم يتبسم لاحد غيره، فقال رسول الله (صلي الله عليه وآله): مره أن يکشف طبقا من النار، فکشف فإذا قابيل ونمرود وفرعون وهامان، فقالوا: يا محمد اسأل ربک أن يردنا إلي دار الدنيا حتي نعمل صالحا، فغضب جبرئيل فقال بريشة [180] من ريش جناحه فرد عليهم طبق النار.
وأما منبر رسول الله (صلي الله عليه وآله) فإن مسکن رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) جنة عدن وهي نة خلقها الله بيده ومعه فيها اثنا عشر وصيا، وفوقها قبة يقال لها: قبة الرضوان، وفوق قبة الرضوان منزل يقال له: الوسيلة، وليس في الجنة منزل يشبهه وهو منبر رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم).
قال اليهودي صدقت والله إنه لفي کتاب أبي داود يتوارثونه واحد بعد واحد حتي صار إلي ثم أخرج کتابا فيه ما ذکره مسطورا بخط داود، ثم قال: مد يدک فأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وأنه الذي بشر به موسي (عليه السلام)، و أشهد أنک عالم هذه الامة ووصي رسول الله، قال: فعلمه أمير المؤمنين شرايع الدين.
فتأملوا يا معشر الشيعة - رحمکم الله - ما نطق به کتاب الله عزوجل وما جاء عن رسول الله (صلي الله عليه وآله)، وعن امير المؤمنين والائمة (عليهم السلام) واحد بعد واحد في ذکر الائمة الاثني عشر وفضلهم وعدتهم من طرق رجال الشيعة الموثقين عند الائمة، فانظروا إلي اتصال ذلک ووروده متواترا، فإن تأمل ذلک يجلو القلوب من العمي وينفي الشک ويزيل الارتياب عمن أراد الله به الخير ووفقه لسلوک طريق الحق، ولم يجعل لابليس علي نفسه سبيلا بالاصغاء إلي زخارف المموهين وفتنة المفتونين، وليس بين جميع الشيعة ممن حمل العلم ورواه عن الائمة (عليهم السلام) خلاف في أن کتاب سليم بن قيس الهلالي أصل من أکبر کتب الاصول التي رواها أهل العلم من حملة حديث
[ صفحه 102]
أهل البيت (عليهم السلام) وأقدمها لان جميع ما اشتمل عليه هذاالاصل إنماهوعن رسول الله (صلي الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (عليه السلام) والمقداد وسلمان الفارسي وأبي ذر ومن جري مجراهم ممن شهد رسول الله (صلي الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (عليه السلام) وسمع منهما، وهو من الاصول التي ترجع الشيعة إليها ويعول عليها، وإنما أوردنا بعض ما اشتمل عليه الکتاب وغيره من وصف رسول الله (صلي الله عليه وآله) الائمة الاثني عشر ودلالته عليهم وتکريره ذکر عدتهم، وقوله إن الائمة من ولد الحسين تسعة تاسعهم قائمهم ظاهرهم باطنهم وهو أفضلهم وفي ذلک قطع لکل عذر، وزوال لکل شبهة، ودفع لدعوي کل مبطل، وزخرف کل مبتدع، وضلالة کل مموه ودليل واضح علي صحة أمر هذه العدة من الائمة لايتهيأ لاحد من أهل الدعاوي الباطلة - المنتمين إلي الشيعة وهم منهم براء - أن يأتوا علي صحة دعاويهم وآرائهم بمثله، ولا يجدونه في شئ من کتب الاصول التي ترجع إليها الشيعة ولا في الروايات الصحيحة، والحمد لله رب العالمين.
(فصل) في ما روي أن الائمة اثنا عشر من طريق العامة وما يدل عليه من القرآن والتوراة [181] ثم إنا وجدنا أصحاب الحديث من العامة بعد هذا قد رووا في کتبها من طرق شتي ذکر الاثني عشر إماما، أوردناها في هذا الباب علي حسب ما انتهي إلينا منه زيادة في تأکيد الحجة علي المخالفين والشاکين، علي أنا لا نعول إلا علي رواية الخاصة، ولعل کل ما تضمن هذا [الباب من] الکتاب أن يطرق سمع بعض الناس ممن له عقل وتمييز فيعرف الحق ويعمل به.
ومن ذلک:
31 - ما رواه محمد بن عثمان بن علان الدهني البغدادي بدمشق، قال: حدثنا
[ صفحه 103]
أبوبکر بن أبي خيثمة [182] قال: حدثنا علي بن الجعد، قال: حدثنا زهير بن معاوية [183] ، عن زياد بن خيثمة، عن الاسود بن سعيد الهمداني [184] ، قال: سمعت جابر بن سمرة يقول: سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله) يقول: يکون بعدي اثنا عشر خليفة کلهم من قريش، قال: فلما رجع إلي منزله أتته قريش فقالوا له: ثم يکون ماذا؟ قال: ثم يکون الهرج.
32 - أخبرنا محمد بن عثمان قال: حدثنا ابن أبي خيثمة، قال: حدثني علي ابن الجعد، قال: حدثنا زهير بن معاوية، عن زياد بن علاقة وسماک بن حرب و حصين بن عبدالرحمن [185] کلهم عن جابر بن سمرة أن رسول الله (صلي الله عليه وآله) قال: يکون بعدي اثنا عشر خليفة ثم تکلم بشئ لم أفهمه فقال بعضهم: سألت القوم فقالوا: قال: کلهم من قريش.
33 - أخبرنا محمد بن عثمان قال: حدثنا أحمد [186] قال: حدثنا عبيدالله بن عمر
[ صفحه 104]
قال: حدثنا سليمان الاعمش، قال: حدثنا ابن عون [187] ، عن الشعبي، عن جابر ابن سمرة قال: ذکر أن النبي (صلي الله عليه وآله) قال: لا يزال أهل هذا الدين ينصرون علي من ناواهم إلي اثني عشر خليفة - فجعل الناس يقومون ويقعدون - وتکلم بکلمة لم أفهمها، فقلت لابي أو أخر: أي شئ قال؟ قال: فقال: کلهم من قريش.
34 - أخبرنا محمد بن عثمان قال: حدثنا أحمد بن أبي خيثمة، قال: حدثني يحيي بن معين، قال: حدثنا عبدالله بن صالح، قال: حدثنا الليث بن سعد [188] ، عن
[ صفحه 105]
خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن ربيعة بن سيف [189] ، قال، کنا عند شفي الاصبحي [190] قال: سمعت: عبدالله بن عمرو يقول: سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) يقول: يکون خلفي اثنا عشر خليفة.
35 - أخبرنا محمد بن عثمان قال: حدثنا أحمد، قال: حدثنا عفان ويحيي ابن إسحاق السالحيني [191] قالا: حدثنا حماد بن سلمة، قال: حدثنا عبدالله بن عثمان عن أبي الطفيل [192] قال: قال لي عبدالله بن عمرو: يا أبا الطفيل اعدد اثني عشر من بني کعب بن لؤي ثم يکون النقف والنقاف. [193] .
[ صفحه 106]
36 - أخبرنا محمد بن عثمان قال: حدثنا المقدمي [194] عن عاصم بن عمر بن علي ابن مقدام قال: حدثنا أبي، عن فطر بن خليفة، عن أبي خالد الوالبي [195] ، قال: حدثنا جابر بن سمرة قال: سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) يقول: لا يزال هذا الامر ظاهرا، لا يضره من ناواه حتي يکون اثناعشر خليفة کلهم من قريش.
37 - أخبرنا محمد بن عثمان قال: حدثنا عبدالله بن جعفر الرقي، قال: حدثنا عيسي بن يونس [196] ، عن مجالد بن سعيد، عن الشعبي [197] ، عن مسروق قال:
[ صفحه 107]
کنا عند ابن مسعود فقال له رجل: أحدثکم نبيکم کم يکون بعده من الخلفاء؟ فقال: نعم وما سألني عنها أحد قبلک، فإنک للاحدث القوم سنا، سمعته (صلي الله عليه وآله) يقول: يکون بعدي عدة نقباء موسي عليه السلام.
38 - أخبرنا محمد بن عثمان قال: حدثنا أحمد بن أبي خيثمة، قال: حدثنا الفضل بن دکين [198] ، قال: حدثنا فطر، قال: حدثنا أبوخالد الوالبي، قال: سمعت جابر بن سمرة السوائي يقول: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): لا يضر هذا الدين من ناواه حتي يمضي اثنا عشر خليفة کلهم من قريش.
والروايات في هذ المعني [من طرق العامة] کثيرة [199] تدل علي أن مراد رسول الله (صلي الله عليه وآله) ذکر الاثني عشر وأنهم خلفاؤه، وفي قوله في أخر الحديث الاول: ثم الهرج أدل دليل علي ما جاءت به الروايات متصلة من وقوع الهرج بعد مضي القائم (عليه السلام) خمسين سنة، وعلي أن رسول الله (صلي الله عليه وآله) لم يرد بذکره الاثني عشر خليفة إلا الائمة الذين هم خلفاؤه، إذ کان قد مضي من عدد الملوک الذين ملکوا بعده منذ کون أميرالمؤمنين (عليه السلام) إلي هذا الوقت أکثر من اثني عشر واثني عشر،
[ صفحه 108]
فإنما معني قول رسول الله (صلي الله عليه وآله) في الاثني عشرالنص علي الائمة الاثني عشر الخلفاء الذي هم مع القرآن والقرآن معهم، لا يفارقونه حتي يردوا عليه حوضه.
والحمد لله علي إظهار حجة الحق وإقامته علي البراهين النيرة حمدا يکافئ نعمه، وله الشکر علي طيب المولد والهداية إلي نوره بما يستحق من الشکر أبدا حتي يرضي.
ويزيد باذن الله تعالي هذا الباب دلالة وبرهانا وتوکيدا تجب به الحجة علي کل مخالف معاند وشاک ومتحير بذکر ما ندب إليه في التوراة وغيرها من ذکر الائمة الاثني عشر (عليهم السلام) ليعلم القارئ لهذا الکتاب أن الحق کلما شرح أضاءت سرجه، وزهرت مصابيحه، وبهر نوره فمما ثبت في التوراة مما يدل علي الائمة الاثني عشر (عليهم السلام) ما ذکره في السفر الاول فيها من قصة إسماعيل بعد انقضاء قصة سارة وما خاطب الله تعالي به إبراهيم (عليه السلام) في أمرها وولدها قوله عزوجل: و قد أجبت دعاءک في إسماعيل، وقد سمعتک ما بارکته وسأکثره جدا جدا، وسيلد اثني عشر عظيما، أجعلهم أئمة کشعب عظيم أقرأني عبد الحليم بن الحسين السمري - رحمه الله - ما أملاه عليه رجل من اليهود بأرجان [200] يقال له الحسين بن سليمان من علماء اليهود بها [201] من أسماء الائمة (عليهم السلام) بالعبرانية وعدتهم، وقد أثبته علي لفظه، وکان فيما قرأه أنه يبعث من ولد إسماعيل - في التوراة اشموعيل - يسمي مامد [202] يعني محمدا (صلي الله عليه وآله) يکون سيدا، ويکون من آله اثنا عشر رجلا أئمة وسادة يقتدي بهم وأسماؤهم تقو بيت، قيذوا، ذبيرا، مفسورا، مسموعا، دوموه مثبو، هذار، يثمو، بطور، نوقس، قيدموا [203] .
[ صفحه 109]
وسئل هذا اليهودي عن هذه الاسماء في أي سورة هي؟ فذکر أنها في مشلي سليمان يعني في قصة سليمان (عليه السلام) وقرأ منها أيضا قوله وليشمعيل شمعتيخا هنيي برختي اوتو وهيفريتي اوتو وهيريتي أتو بميئد مئد شنيم عاسار نسيئيم يولد ونتتيو لغوي غادل.
وقال تفسير هذا الکلام: أنه يخرج من صلب إسماعيل ولد مبارک عليه صلاتي وعليه رحمتي، يلد من آله اثني عشر رجلا يرتفعون ويبجلون [204] ويرتفع اسم هذا الرجل ويجل ويعلو ذکره، وقرء هذا الکلام والتفسير علي موسي بن عمران ابن زکريا اليهودي فصححه، وقال فيه إسحاق بن إبراهيم بن بختويه اليهودي الفسوي مثل ذلک، وقال سليمان بن داود النوبنجاني مثل ذلک.
فما بعد شهادة کتاب الله عزوجل ورواية الشيعة عن نبيها وأئمتها، ورواية العامة من طرقها عن رجالها، وشهادة الکتب المتقدمة وأهلها بصحة أمر الائمة الاثني عشر - لمسترشد مرتاد طالب، أو معاند جاحد - من حجة تجب، وبرهان يظهر، وحق يلزم، إن
[ صفحه 110]
في هذا کفاية ومقنعا ومعتبرا ودليلا وبرهانا لمن هداه الله إلي نوره، ودله علي دينه الذي ارتضاه وأکرم به أولياءه وحرمه أعدائه بمعاندتهم من اصطفاه وإيثار کل امرئ هواه وإقامته عقله إماما وهاديا ومرشدا دون الائمة الهادين الذين ذکرهم الله في کتابه لنبيه (صلي الله عليه وآله) إنما أنت منذر ولکل قوم هاد [205] في کل زمان إمام يهدي به الله من اتبعه واقتدي به دون من خالفه وجحد واعتمد علي عقله ورأيه وقياسه وأنه موکول إليها بإيثاره لها، جعلنا الله بما يرتضيه عاملين، وبحججه معتصمين، ولهم متبعين، ولقولهم مسلمين، وإليهم رادين، ومنهم مستنبطين، وعنهم آخذين، ومعهم محشورين، وفي مداخلهم مدخلين، إنه جواد کريم.
39 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عبدالرحمن ابن عقدة قال: حدثنا محمد ابن سالم بن عبدالرحمن الازدي في شوال سنة إحدي وثمانين ومائتين، قال: حدثنا عثمان بن سعيد الطويل، عن أحمد بن سير [206] ، عن موسي بن بکر الواسطي، عن الفضيل [207] عن أبي عبدالله (عليه السلام) في قوله إنما أنت منذر ولکل قوم هاد قال: کل إمام هاد للقرن الذي هو فيهم [208] .
40 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عبدالرحمن ابن عقدة قال: حدثنا محمد ابن سالم بن عبدالرحمن الازدي في شوال سنة إحدي وستين [209] ومائتين، قال:
[ صفحه 111]
حدثنا علي بن الحسن بن رباط، عن منصور بن حازم، عن عبدالرحيم القصير، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) في قول الله تعالي إنما أنت منذر ولکل قوم هاد قال: رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) المنذر، وعلي الهادي، أما والله ماذهبت منا وما زالت فينا إلي الساعة.
پاورقي
[1] هو أحمد بن نصر بن سعيد الباهلي المعروف بابن أبي هراسة، عنونه الجامع و قال: سمع منه التلعکبري سنة احدي وثلاثين وثلاثمائة، ومات يوم التروية سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، وقال الخطيب في التاريخ ج 5 ص 183: ابوسليمان النهرواني، يعرف بابن أبي هراسة، حدث عن ابراهيم بن اسحاق الاحمري - شيخ من شيوخ الشيعة -.
[2] في بعض النسخ ثلاث وتسعين ومائتين وتقدم أن النهاوندي کما يظهر من جامع الرواة وتاريخ الخطيب صحف بالنهرواني او بالعکس.
[3] ضرجه - من باب التفعيل - أي لطخه بالدم أو صبغه بالحمرة، والمراد الملطخون بدمائهم.
[4] عبدالواحد بن عبدالله بن يونس الموصلي اخو عبدالعزيز، يکني أباالقاسم کان ثقة، يروي عن التلعکبري سنة ست وعشرين وثلاثمائة کما في الخلاصة.
[5] محمد بن جعفر القرشي کما صرح به المؤلف في باب من ادعي الامامة هو محمد ابن جعفر الاسدي ابوالحسين الرزاز، کان أحد الابواب، والظاهر کونه ابن جعفر بن محمد ابن عون کمااستقر به الميرزافي المنهج.
[6] يعني به اباجعفر الثاني الجواد عليه السلام.
[7] في بعض النسخ لليقظة.
[8] في بعض النسخ علي بدن صاحبها.
[9] حق الطيب - بضم الحاء المهملة -: وعاؤه.
[10] أي سکت عن وآله من الاغضاء وهو صرف النظر عن الامر.
[11] الهادئة: الساکنة غير المضطربة.يقال: هدأ هدءا وهدوءا: سکن.وللعلامة المجلسي بيان شاف کاف للخبر في البحار جزء السماء والعالم، ومرآة العقول باب ما جاء في الاثني عشر، فمن أراد الاطلاع فليراجع.
[12] في بعض لنسخ أنه القائم بأمرموسي.
[13] المحدث بصيغة اسم المفعول من القي في روعه.
[14] کذا في النسخ، لکن في الکافي ج 1 ص 338 عن منذر بن محمد بن قابوس والظاهر هوالصواب لان في مختار الکشي قال محمد بن مسعود - يعني العياشي -: حدثنا عبدالله بن محمد بن خالد قال: حدثنا منذر بن قابوس، وکان ثقة - الخ.
[15] في النهاية في الحديث بينا هو ينکت اذا انتبه أي يفکر ويحدث نفسه، وأصله من النکت بالحصي، ونکت الارض بالقضيب، وهو أن يؤثر فيها بطرفه فعل المفکر المهموم انتهي.
وقوله أرغبة منک فيها أي أتنکت لرغبة في الارض، والمراد اهتمامک وتفکرک في أن تملک الارض وتصيروا ليا لاقطارها، وقيل: ضمير فيها راجع إلي الخلافة، ولعل الکلام في سبيل المطايبة.
[16] في بعض النسخ يوما قط.
[17] في بعض نسخ الحديث يکون من ظهر الحادي عشر من ولدي فيحتاج إلي التوجيه والتکلف بان يقال من ولدي نعت مولود و ظهر الحادي عشر أي الامام الحادي عشر.
[18] يعني في المسکن، أو المراد تکون لاهل زمانه حيرة.
[19] کذا، وفي الکافي ج 1 ص 338 فقال: ستة أيام، أو ستة أشهر، أو ست سنين وقال العلامة المجلسي - رحمه الله - في بيانه: ان هذا مبني علي وقوع البداء في هذا الامر، ولذا تردد عليه السلام بين أمور وأشار بعد ذلک إلي احتمال التغيير بقوله يفعل الله ما يشاء.
[20] أي مقدر محتوم، ويمکن أن يکون الضمير راجع إلي المهدي عليه السلام أي کما أن خلقه محتوم کذلک غيبته مقدرة.
[21] أولئک خيار هذه الامة أي انصار القائم عليه السلام. ثم ماذا يکون أي بعد وقوع الغيبة، أو بعدالظهور، أو بعد دورانه عليه السلام هل ترفع الامامة أم لا.
[22] في الکافي فان له بداءات وارادات - الخ أي يظهر من الله فيه امور بدائية في امتداد غيبته وزمان ظهوره.
وارادات في الاظهار والاخفاء والغيبة والظهور، وغايات اي علل ومنافع ومصالح في تلک الامور، ونهايات مختلفة لغيبته وظهوره بحسب ما يظهر للخلق من ذلک البداء. (راجع مرآة العقول).
[23] هو ابن بنت سعد بن عبدالله الاشعري وکان يسکن شيراز قال النجاشي: هو ثقة من أصحابنا، له کتاب الکمال في أبواب الشريعة.
[24] قال الفيض - رحمه الله - کأن اللوح الاخضر کان من عالم الملکوت - البرزخي وخضرته کناية عن توسطه بين بياض نور عالم الجبروت وسواد ظلمة عالم الشهادة، وانما کان مکتوبه أبيض لانه کان من العالم الاعلي النوري المحض (الشافي).وفي بعض النسخ رأيت فيه کتابا أبيض شبيه نورالشمس.وفي الکافي شبه لون الشمس.
وفي کمال - الدين مثل ما في المتن.
[25] في الکافي ليسرني بذلک ففيه اشعار بحزنها قبل هذا بخبر قتل الحسين عليه السلام کما جاءت في خبر ابن الزيات وأبي خديجة سالم بن مکرم عن أبي عبدالله عليه السلام في باب مولد الحسين عليه السلام من الکافي.
[26] الرق - بالفتح والکسر -: الجلد الرقيق الذي يکتب فيه.
[27] قال العلامة المجلسي: أطلق الحجاب عليه صلي الله عليه وآله من حيث أنه واسطة بين الخلق وبين الله سبحانه، أو أن له وجهين وجها إلي الله عزوجل، ووجها إلي الخلق، وقيل: الحجاب: المتوسط الذي لا يوصل إلي السلطان الا به.
[28] القصم: الکسر، والادالة: اعطاء الدولة والغلبة، وديان يوم الدين أي المجازي لکل مکلف بما عمل من خير أو شر، ويوم الدين أي يوم الجزاء.
[29] قوله فمن رجا غير فضلي قال العلامة المجلسي - رحمه الله -: کأن المعني کل ما يرجوه العباد من ربهم فليس جزاء لاعمالهم بل هو من فضله سبحانه، ولا يستحقون بأعمالهم شيئا من الثواب، بل ليس مکافئا لعشر من أعشار نعمه السابقة علي العمل، وان لزم عليه سبحانه اعطاء الثواب بمقتضي وعده، لکن وعده أيضا من فضله، وما توهم من أن المراد رجاء فضل غيره تعالي، فهو وان کان مرجوحا لکن لا يستحق به العذاب، مع أنه بعيد عن اللفظ، والفقرة الثانية أيضا مؤيدة لما ذکرنا، أعني أو خاف غير عدلي اذ العقوبا؟ التي يخافها العباد انما هي من عدله، ومن اعتقد أنها ظلم فقد کفر واستحق عقاب الابد.
[30] أي تعذيبا - علي سبيل الاتساع - والضمير في لا أعذبه للمصدر، ولو اريد بالعذاب ما يعذب به لم يکن بد من الباء.کما قاله الشربيني وغيره في أواخر سورة المائدة.
[31] تقديم المفعول يدل علي الحصر.
[32] الشبل: ولد الاسد، وشبههما بولد الاسد في الشجاعة، أو شبهه بالاسد في ذلک و هما معا، ولعل المعني ولدي أسدک تشبيهأ لامير المؤمنين (ع) بالاسد، والسبط - بالکسر - ولدالولد، والقبيلة، والامة، وأولاد البنات.
[33] کذا وفي الکافي والکمال وجعلت حسينا خازن علمي أي حافظ ما اوحيته إلي الانبياء.
[34] اي جعلت الامامة في عقبه کما ورد في قوله تعالي وجعلها کلمة باقية في عقبه عن الرضا عليه السلام أن المراد بها الامامة.راجع مقدمة تفسير مرآة الانوار اواخر باب الکاف.
[35] لان الايمان بهم وبولايتهم هو الرکن الاعظم من التوحيد، وشرط لقبول الاعمال وترک ولايتهم هو أصل الکفر والعصيان.
[36] أي السابقين تخصيصا للفرد الاخفي بالذکر.
[37] قوله لاکرمن - الخ اي اکرمن مقامه العالي في الدنيا بظهور علمه وفضله علي الناس، ولا سرنه - في أشياعه أي أتباعه وتلامذته من شيعته وأصحابه بکثرة عددهم وفضلهم علي الناس أو المراد مقامه السامي في القيامة وسروره بقبول شفاعته فيهم.
[38] أتيحت - بالتاء المثناة الفوقية والحاء المهملة علي بناء المجهول - من قولهم: تاح له الشئ واتيح له أي قدر وهيئي، والنسخ في ضبط هذه الکلمة مختلفة ففي بعضها انتجب أي أختار، وفي بعضها ابيحت.
ووصف الفتنة بالعمياء علي سبيل التجوز، فان الموصوف بالعمي انما هو أهلها.
والحندس - بالکسر - المظلم، الشديد الظلمة، وانما کانت الفتنة حينذاک عمياء لان خفاء أمر موسي بن جعفر ليهما السلام أکثر من خفاء أمر آبائه عليهم السلام لشدة التقية، کما ورد أن أباه عليه السلام أوصي في ظاهر ا لامر إلي خمسة: الخليفة أبي جعفر المنصور، وحاکم المدينة محمد بن سليمان، وابنه عبدالله أفطح، وموسي بن جعفر (ع)، وزوجته حميدة.
وذلک لان الخليفة کتب إلي عامله بالمدينة: انظر إلي ما أوصي اليه جعفر فان کان أوصي إلي رجل واحد بعينه فقدمه واضرب عنقه.کما في الکافي وغيره من کتب المتقدمين.ولا يبعد أن يکون المراد بالفتنة العمياء ذهاب جماعة إلي الوقف في جعفر بن محمد عليهما السلام، وجماعة إلي الوقف في موسي عليه السلام، کما ذهب جماعة إلي الکيسانية.
[39] ابدال الارض جمع البدل أوالبديل وهو الکريم الشريف، وهذه الجملة ليست في الکافي والکمال وانما کان في الاخير أن أوليائي لا يشقون أبدا وقوله ان أوليائي - الخ تعليل للافتتان لشدة الابتلاء، فان الابتلاء کلما کان أشد کان جزاؤه أوفي وأجزل.
[40] الاعباء جمع عبء - بالکسر - وهي الاثقال، والمراد به العلوم التي أوحي الله تعالي إلي الانبياء، أو الصفات المتشرکة بينه وبينهم عليهم السلام کالعصمة والعلم.
[41] الاضطلاع اما القدرة أو القيام بالامر.وفي بعض النسخ وامنحه الاطلاع بها.
[42] في الکافي وحجتي علي خلقي لا يؤمن به عبد الا جعلت الجنة مثواه، وشفعته في سبعين من أهل بيته.
[43] قوله رحمة للعالمين اما حال عن ابنه أو مفعول لاجله لا کمل.
[44] أي في زمان غيبته وخفائه عليه السلام عن الناس.
[45] تتهادي علي بناء المجهول أي يرسلها بعضهم إلي بعض هدية.
والترک والديلم طائفتان من المشرکين في ذاک العصر کني بهما عن الکفار.
[46] الرنة - بالفتح -: الصياح في المصيبة.
[47] في الکافي والکمال بهم أدفع کل فتنة عمياء حندس.
[48] الاصار: الذنوب والاثقال، أي الشدائد والبلايا العظمية والفتن الشديدة اللازمة في أعناق الخلق کالاغلال. (المرآة).
[49] عنونه النجاشي وقال بعد عنوانه: ابوعبدالله الکندي العلاف الشيخ الثقة الصدوق لا يطعن عليه، يروي عن علي بن سيف.وهو ثقة مشهور.
[50] المحدث - کمعظم - من يحدثه الملک، أو من القي في روعه.
[51] في بعض النسخ عبدالله بن يوسف.
[52] في بعض النسخ بعد قوله: ليلة القدر هکذا واختار من الناس الانبياء، واختار من الانبياء الرسل، واختارني من الرسل، واختار مني عليا، واختار من علي الحسن والحسين والاوصياء [من ولده] ينفون عن التنزيل تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين.
[53] کذا، وفي کمال الدين هکذا تاسعهم قائمهم، وهو ظاهرهم وهو باطنهم ولعل المراد بظاهرهم الذي يظهر ويغلب علي الاعادي، وبباطنهم الذي يبطن ويغيب عنهم زمانا.کذا ذکره العلامة المجلسي (ره).
[54] کذا.وفي کمال الدين عن سعيد بن غزوان، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام.
[55] کان سليم من أصحاب علي عليه السلام طلبه الحجاج بن يوسف ليقتله ففرمنه وأوي إلي أبان بن أبي عياش فبقي مخفيا عنده حتي حضره الوفاة فلما کان عند موته قال لابان: ان لک علي حقا وقد حضرني الموت ياابن اخي انه کان من الامر بعد رسول الله صلي الله عليه وآله کيت وکيت، وأعطاء کتابا، فلم يروه عن سليم أحد من الناس سوي أبان کما نقله العلامة عن العقيقي.
[56] في بعض النسخ مما رواه أحمد بن محمد بن سعيد.
[57] قد تقدم الکلام في عبدالرزاق بن همام، وأما معمر بن راشد الازدي مولاهم أبو - عروة البصري عنونه ابن حجر في التقريب، وصفي الخزرجي في تذهيب الکمال وقالا: ثقة ثبت صالح فاضل.واما أبان وسليم کانا من المشاهير تجد ترجمتهما في جميع کتب رجال الشيعة، وجل رجال العامة.
[58] لم نعثر في کتب الرجال علي عنوان لهؤلاء الثلاثة.
[59] عبدالله بن المبارک عنونه ابن حجر في التهذيب ونقل عن جماعة من الاعلام کونه عالما فقيها عابدا زاهدا شيخا شجاعا کيسا مثبتا ثقة، وقال ابن معين: کان عالما صحيح الحديث وکانت کتبه التي حدث بها عشرين ألفا أو احدي وعشرين ألفا.
وعنونه الخطيب في ج 10 ص 152 من تاريخه وأطال الکلام في شأنه وقال: کان من الربانيين في العلم، الموصوفين بالحفظ ومن المذکورين بالزهد.لکن عد عبدالرزاق من رواته، ولعله غيره.
[60] المائدة: 54.
[61] في بعض النسخ أن يعلمهم من أمر الله بولايته.
[62] زاد في کتاب سليم وانصر من نصره واخذل من خذله.
[63] في کتاب سليم يا رسول الله ولاؤه کماذا؟ فقال: ولاؤه کولايتي، من کنت أولي به - الخ.
[64] المائدة: 3.
[65] في بعض النسخ سمهم لي.
وفي کتاب سليم بينهم لنا.
[66] في بعض النسخ وصيي وصنوي ووارثي وفي بعضها ووزيري مکان و وارثي.
[67] في بعض النسخ بقية السبعين.
[68] في کتاب سليم وبعضهم أحفظ من بعض.
[69] أبوالهيثم مالک بن التيهان کان من السابقين الذين رجعواالي أمير المؤمنين عليه السلام ومن النقباء، شهد مع رسول الله صلي الله عليه وآله المشاهد کلها، وقتل مع علي عليه السلام بصفين.
وابوأيوب خالد بن زيد الانصاري الخزرجي هو الذي نزل النبي صلي الله عليه وآله عنده حين دخل المدينة، شهد بدرا والمشاهد کلها معه صلي الله عليه وآله.مات بأرض الروم غازيا سنة 52 ودفن إلي حصن بالقسطنطينية، واهل الروم يستسقون به.وروي حارث بن ابي بصير الازدي عن ابي صادق عن محمد بن سليمان قال قدم علينا أبوأيوب الانصاري فنزل ضيعتنا يعلف خيلا له فاتيناه فاهدينا له، قال: قعدنا عنده فقلنا له: يا أبا أيوب قاتلت المشرکين بسيفک هذا مع رسول الله ص ثم جئت تقاتل المسلمين؟! فقال ان رسول الله ص أمرني بقتال القاسطين والمارقين والناکثين، فقد قاتلت الناکثين وقاتلت القاسطين وانا أقاتل ان شاء الله تعالي بالسعفات بالطرقات بالنهروانات وما أدري أني هي.
وسئل الفضل بن شاذان عن أبي أيوب وقتاله مع معاوية المشرکين، فقال: کان ذلک منه قلة فقه وغفلة، ظن أنه انما يعمل عملا لنفسه يقوي به الاسلام ويوهي به الشرک، وليس عليه من معاوية شئ، کان معه أو لم يکن، وأما عمار بن ياسر بن عامر أبواليقظان مولي بني مخزوم، فهو صحابي جليل شهد بدرا وأحدا والمشاهد کلها، وقتل بصفين وهو مع أمير المؤمنين (ع) قتلته الفئة الباغية اتباع معاوية.
واما خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين فهو الذي جعل رسول الله صلي الله عليه وآله شهادته شهادة رجلين، شهد مع رسول الله صلي الله عليه وآله بدرا وأحدا، وشهد صفين مع أميرالمؤمنين عليه السلام و قتل يومئذ بعد عمار - رحمهما الله -.
[70] کذا والقياس أخشي.
[71] في بعض النسخ أن اعلمه جميع ما علمني الله عزوجل.
[72] الاحزاب: 33.
[73] في بعض النسخ وحامتي مکان وخاصتي.
[74] اجتباکم أي اصطفا کم واختارکم.
والحرج: الضيق، وقوله ملة نصب علي المصدر لفعل دل عليه مضمون ما قبلها بحذف المضاف، أي وسع دينکم توسعة ملة ابراهيم والمراد دينه فان ملة ابراهيم داخلة في دين محمد صلي الله عليه وآله، وقال تعالي أبيکم لان أکثر العرب أو الائمة عليهم السلام من ذرية ابراهيم عليه السلام.
هو سماکم أي الله تعالي، أو ابراهيم عليه السلام لقوله ومن ذريتنا امة مسلمة لک، وقوله من قبل يعني في الکتب المتقدمة، وفي هذا أي في هذا الکتاب.
[75] في بعض النسخ فيکم ثقلين.
[76] في بعض النسخ لايفترقان.
[77] في بعض النسخ فقالوا اللهم نعم قد شهدنا.
[78] في بعض النسخ من دير نصاري.
[79] السمت - بالفتح -: هيئة أهل الخير، والحالة التي يکون عليه الانسان من السکينة والوقار، وحسن السيرة الطريقة واستقامة المنظر.
[80] في منقوله في البحار وأبرهم عنده.
[81] في بعض النسخ وعلمه وحکمته.
[82] في بعض النسخ متمسکين عليه.
[83] في بعض النسخ وجنب الله.
[84] في بعض النسخ وهو اکرم خلق الله عليه.
[85] في بعض النسخ ملکا مقربا.
[86] في بعض النسخ في کل من شفع فيه.
[87] في البحار صرح القلم.
[88] في بعض النسخ ومن الاحاديث عن رسول الله صلي الله عليه وآله أنتم تخالفونهم فيها وتزعمون أن ذلک.
وفي خصال الصدوق هکذاأيضا.
[89] قوله حقا وباطلا وصدقا وکذبا ذکر الصدق والکذب بعد الحق والباطل من قبيل ذکر الخاص بعد العام، لان الصدق والکذب من خواص الخبر، والحق والباطل يصدقان علي الافعال أيضا، وقيل: الحق والباطل هنا من خواص الرأي والاعتقاد، والصدق والکذب من خواص النقل والرواية.
وقوله محکما ومتشابها المحکم في اللغة هو المضبوط المتقن، ويطلق في الاصطلاح علي ما اتضح معناه، وعلي ما کان محفوظا من النسخ أو التخصيص أو منهما معا، وعلي ما کان نظمه مستقيما خاليا عن الخلل، وما لا يحتمل من التأويل الاوجها واحدا، ويقابله بکل من هذه المعاني المتشابه.
وقوله وهما بفتح الهاء - مصدر قولک: وهمت - بالکسر - أي غلطت وسهوت، وقد روي وهما بالتسکين - مصدر وهمت - بالفتح - اذا ذهب وهمک إلي شئ وأنت تريد غيره، والمعني متقارب - کما قاله في البحار.
[90] بکسر الکاف وتخفيف الذال مصدر کذب يکذب أي کثرت علي کذبة الکذابين.
[91] قوله فليتبوء بصيغة الامر ومعناه الخبر کقوله تعالي: من کان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا.
[92] متصنع الاسلام أي متکلف له ومتدلس به غير متصف به في نفس الامر.
وقوله لا يتأثم أي لا يکف نفسه عن موجب الاثم، أو لا يعد نفسه آثما بالکذب عليه صلوات الله عليه، وکذا قوله: لايتحرج من الحرج بمعني الضيق أي لا يتجنب الاثم.
[93] في بعض النسخ فلو علم المسلمون والمتن موافق للکافي والخصال.
[94] ما بين القوسين کان في بعض النسخ دون بعض ولکنه موجود في الخصال والکافي، وقوله وهم لا يعرفون حال ذلک لکون ظاهره ظاهرا حسنا، وکلامه کلاما مزيفا وذلک يوجب اغترار الناس به وتصديقهم له فيما أخبر به أو نقل عن غيره.
[95] کذا في نهج البلاغة أيضا، وفي الخصال والکافي وقد أخبره الله عن المنافقين بما أخبره.
[96] المنافقين: 3.
ويرشد عليه السلام بذلک إلي أنه سبحانه خاطب نبيه صلي الله عليه وآله بقوله واذا رأيتهم تعجبک اجسامهم لصباحتهم وحسن منظرهم، وان يقولوا تسمع لقولهم أي تصغي اليهم لذلاقة ألسنتهم.
[97] أي أن أئمة الضلال بسبب وضع الاخبار اعطوا هؤلاء المفترين الوضاعين الولايات وسلطوهم علي رقاب الناس، وقصد المنافقون بجعلهم الاخبار التقرب إلي الامراء لينالوا من دنياهم، وقد افتعل في ايام خلافة بني امية لاسيما زمان معاوية بن أبي سفيان حديث کثير علي هذا الوجه جدا جلها في المناقب أعني مناقب الخلفاء وولائجهم، وبعضها في الطعن علي أهل الحق الذين تحزبوا عن أهل الباطل ولجاؤا إلي الحصن الحصين امير المؤمنين علي عليه السلام.
ومن مفتعلاتهم ما رواه أبوهريرة الدوسي أو رووا عنه أنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: لو لم ابعث فيکم لبعث عمر، أيد الله عمر بملکين يوفقانه ويسد دانه، فاذا أخطأ صرفاه حتي يکون صوابا وذکره السيوطي في الموضوعات.
وعنه أيضا قال: خرج النبي صلي الله عليه وآله متکئا علي علي بن أبي طالب فاستقبله أبوبکر وعمر فقال صلي الله عليه وآله يا علي أتحب هذين الشيخين؟ قال: نعم يا رسول الله، قال: حبهما تدخل الجنة رواه الخطيب في تاريخه وعده السيوطي من الموضوعات.
ونقل ابونعيم في الحلية مسندا عن أبي هريرة مرفوعا عن النبي صلي الله عليه وآله ما من مولود الا وقد ذر عليه من تراب حفرته [فاذا دنا أجله قبضه الله من التربة التي منها خلق وفيها يدفن] وخلقت أنا وأبوبکر وعمر من طينة واحدة وندفن فيها في بقعة واحدة قال أبوعاصم ما نجد فضيلة لابي بکر وعمر مثل هذه لان طينتهما من طينة رسول الله صلي الله عليه وآله ومعه دفنا وذکره السيوطي أيضا في الموضوعات.
ونص الطبري في تاريخه وغيره أن عمر بن الخطاب استعمل أبا هريرة علي البحرين واليمامة.
ثم عزله بعد عامين لخيانته، واستنقذ منه ما اختلسه من أموال المسلمين وقال له: اني استعملتک علي البحرين وأنت بلا نعلين، ثم بلغني أنک ابتعت أفراسا بألف دينار وستمائة دينار، وضربه بالدرة حتي أدماه.
فرجع إلي حاله الاول وبقي إلي زمان خلافة عثمان فانضم اليه وأخذ يفتعل الاحاديث في فضله لينال من دنياه فقال قال رسول الله صلي الله عليه وآله ان لکل نبي رفيقا في الجنة ورفيقي فيها عثمان ذکره الترمذي في صحيحهوقال الذهبي في ميزانه ببطلانه.
وقال أيضا قال رسول الله صلي الله عليه وآله: لکل نبي خليل في امته وان خليلي عثمان بن عفان ذکره السيوطي في الجامع الصغير.وقال الذهبي في الميزان ببطلانه.إلي غير ذلک من أمثاله.
ومن ذلک ما رواه أبوالعباس الزورقي في کتاب شجرة العقل عن عبدالله بن الحضرمي - عامل عثمان بن عفان علي مکة - أنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله لعمر لو لم ابعث لبعثت وقد ذکره السيوطي في الموضوعات.
وروي أن سمرة بن جندب أعطاه معاوية بن أبي سفيان من بيت المال أربعمائة ألف درهم علي أن يخطب في أهل الشام بان قوله تعالي: ومن الناس من يعجبک قوله في الحيوة الدنيا ويشهد الله علي ما في قلبه وهو ألد الخصام - الاية انها نزلت في علي بن أبي طالب [عليه السلام] وأن قوله تعالي ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله نزل في ابن ملجم أشقي مراد، فقيل: فعل ذلک.
واستخلفه زياد علي البصرة فقتل فيها ثمانية آلاف من الناس، کما نص عليه الطبري وغيره.
وقد روي ابن عرفة المعروف بنفطويه الذي کان من اعلام المحدثين في تاريخه نحو ما تقدم ثم قال ان اکثر الاحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة افتعلت في ايام بني امية تقربا اليهم بما يظنون انهم يرغمون بها انف بني هاشم.
کخبر زيد بن ثابت عنه صلي الله عليه وآله قال: أتاني جبرئيل فذکرني فسألته عن فضل عمر فقال: يا محمد لو جلست احدثک عن فضائل عمر وماله عند الله جلست معک اکثر مما جلس نوح في قومه.
ذلک قليل من کثير فان اردت ان تقف علي اکثر من ذلک فراجع اللئالي المصنوعة في الاحاديث الموضوعة للسيوطي باب مناقب الخلفاء.
[98] المنسوخ ما رفع حکمه الشرعي بدليل شرعي متأخر عنه وانما النسخ يکون في الاحاديث الواردة عن النبي صلي الله عليه وآله فحسب دون اوصيائه اذ لا معني لنسخ حکم من الاحکام بعده عليه السلام.
[99] في بعض النسخ ولم يتوهم.
[100] خبر ثان لان، او بدل من مثل - وجرهما علي البدلية من القرآن ممکن وقيام البدل مقام المبدل منه غير لازم عند کثير من المحققين کما ذکره شيخنا البهائي قدس سره.
[101] في بعض النسخ وجهان عام وخاص وقوله قد کان يکون اسم کان ضمير الشأن و يکون تامة وهي مع اسمها الخبر، و له وجهان نعت للکلام لانه في حکم النکرة او حال منه.
[102] الحشر: 7.
[103] کذا وفي الخصال والکافي فيشتبه علي من لا يعرف ولم يدر.
[104] الطاري هو الغريب الذي أتاه عن قريب من غير انس به وبکلامه، وانما کانوا يحبون قدومهما اما لاستفهامهم وعدم استعظامهم اياه او لانه صلي الله عليه وآله کان يتکلم علي وفق عقولهم فيوضحه حتي يفهم غيرهم (قاله العلامة المجلسي ره).
[105] الدخلة: المرة من الدخول، واخلاه وبه ومعه: اجتمع معه في خلوة.
[106] في الخصال والکافي لست اخاف عليک.
[107] کذا، وهذا مضمون مأخوذ من الاية لالفظها.
[108] في بعض النسخ بمستجابات دعواتهم.
[109] في بعض النسخ مهدي امة محمد.
[110] اقل الشئ يقله واستقله: اذا رفعه وحمله.
والغبراء: الارض، والخضراء: السماء وفي بعض النسخ علي ذي لهجة.
[111] الکباة: المزبلة والکناسة والتراب الذي يکنس من البيت، قال الزمخشري في فائقه: الکبا: الکناسة وجمعه اکباء، وساق الکلام إلي أن قال: ومنه الحديث: ان اناسا من الانصار قالوا له: انا نسمع من قومک: انما مثل محمد کمثل نخلة نبتت في کبا وهي بالکسر والقصر: الکناسة.
[112] فرغ اليه اذا عمد وقصد، ويمکن أن يکون بالزاي المعجمة والعين کما في بعض النسخ وهو أنسب، وفزع اليه أي استغاث واستنصر به وألجأ اليه.
[113] الحش - بالتثليث -: البستان وقيل النخل، ويکني به عن المخرج لما کان من عادتهم أن يقضوا حاجتهم في البساتين.
[114] يعني به جده عبدالمطلب.
[115] في بعض النسخ من والاه والاه الله، ومن عاداه عاداه الله.
[116] قال في النهاية: في حديث أبي ذر قال يصف عليا: وانه لعالم الارض وزرها الذي تسکن اليه.
أي قوامها، وأصله من زر القلب، وهو عظيم صغير يکون قوام القلب به، وأخرج الهروي هذا الحديث عن سلمان - انتهي.
أقول: زر الارض - بتقديم المعجمة المکسورة علي المهملة المشددة - و العالم بکسر اللام فاعل من العلم.
وفي خبر آخر عن أبي جعفر عليه السلام رواه الشيخ - رحمه الله - في الغيبة يا علي أنت رز الارض بتقديم المهملة علي المعجمة وقال عليه السلام: أعني أوتادها وجبالها ولعل النسخة مصحفة والاصل زر الارض کما هنا.والسک أن تشدد الباب بالحديد.
[117] في بعض النسخ وفي البحار في أهل بيتي.
[118] في بعض النسخ هم حجج الله علي خلقه في أرضه وشهداؤه عليهم.
[119] هو الحسن بن أيوب بن أبي عقيلة الذي ذکره الشيخ في الفهرست وقال: له کتاب النوادر رويناه بالاسناد - الذي ذکره - عن حميد، عن أحمد بن علي الحموي الصيدي عن الحسن بن أيوب.وکأن الحموي تصحيف الحميري.
[120] الفرقان: 11.
[121] فان مجموع ساعات الليل والنهار أربع وعشرون ساعة ففي اول الربيع واول الخريف يکون کل واحد من الليل والنهار اثنتي عشرة ساعة، وهذا هو المعدل لهما وملاکهما حکما في الامکنة التي يکون اختلافهما فيها کثيرا کالقطبين.وفي قوله عليه السلام وجعل اشعار بذلک حيث لم يقل وخلق، والاستدلال بالنظام.
[122] يعني بهذا الاسناد.
[123] في بعض النسخ والبحار سمعت جعفر بن محمد (ع).وثابت بن شريح هو أبو اسماعيل الصائغ الانباري الثقة.
[124] الظاهر أن المراد بابن سنان محمد بن سنان الزاهري المعنون في الرجال والمراد بأبي السائب عطاء بن السائب المکني بابي السائب ظاهرا، وهو رجل عامي راجع تهذيب التهذيب ج 7 ص 203.وفي بعض النسخ عن ابن السائب وفي بعضها عن ابي صامت.
[125] هو علي بن الحسين الصدوق لا صاحب مروج الذهب.
[126] في النسخ محمد بن الحسين أو محمد بن الحسن والصواب ما في المتن وهو أبو عبدالله الزينبي المعروف في کتب الرجال.ويعني بمحمد بن علي أبا سمينة الصيرفي.
[127] في بعض النسخ وفضل آخرنا کفضل أولنا.
[128] مرتادا أي طالبا للحق.
[129] کذا، وانما کانت کنيته (ع) أبا جعفر فقط کما ذکره بعض الاعلام، وليس للصاحب عليه السلام کنية غير أبي القاسم وأبي عبدالله.
[130] التوبة: 36.
[131] سلامة بن محمد الارزني نزيل بغداد کان من المشايخ، سمع منه التلعکبري سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة وله منه اجازة.وثقة غير واحد من الرجاليين.
[132] لم اعثر عليه بهذا العنوان في کتب الرجال.
[133] هو من أحفاد العباس بن علي بن أبي طالب (ع) ثقة جليل القدر من اصحابنا کثير الحديث وله کتاب.
[134] في بعض النسخ محمد بن کثير.
[135] في بعض النسخ مصحفا.
[136] هو علي بن محمد بن أبي القاسم عبيدالله الخبائي، وامه کانت بنت أحمد بن أبي عبدالله البرقي.
وأبوه محمد بن عبيدالله يلقب بندار أو ماجيلويه سيد من أصحابنا القميين، وکان علي يکني أبا الحسن وهو فقيه فاضل ثقة عنونه النجاشي وغيره من أصحاب الرجال.
[137] کذا وفي بعض النسخ عن امية بنت ميمون وفي بعضها عن امية عن ميمون الشعيري.ولعل الصواب امية بن عمرو بن ميمون.واما زياد القندي فهو زياد بن مروان القندي الواقفي المعنون في جامع الرواة وفهرستالنجاشي وخلاصة العلامة.
[138] ماجعل بين القوسين هو مکان في بعض النسخ دون بعض وکذا في جل ما تقدم أو يأتي غير أن في بعض الموارد هو ما أضفناء ليستقيم المعني لکنه يکون في غير متن الحديث مع الاشارة اليه في الهامش.
[139] في بعض النسخ عکس هذا الترتيب.
[140] في بعض النسخ ثم خلق اربعة من اربعة، ومن اربعة اربعة.
وقال العلامة المجلسي - رحمه الله - بعد نقل الخبر في البحار في باب النصوص علي الائمة: هذا الخبر شبيه بما مر في باب الاسماء من کتاب التوحيد ومضارع له في الاشکال والاعضال وکان المناسب ذکره هناک وانما اوردناه ههنا لان الظاهر بقرينة الاخبار الاخر الواردة في تفسير الآية ان الغرض تطبيقه علي عدد الائمة عليهم السلام، وهو من الرموز والمتشابهات التي لا يعلمها الا الله والراسخون في العلم، ويمکن ان يقال علي سبيل الاحتمال: ان اسماءه تعالي منها مايدل علي الذات، ومنها مايدل علي صفات الذات، ومنها ما يدل علي التنزيه، ومنها ما يدل علي صفات الفعل.
فالله: يدل علي الذات، والحمد علي مايستحق عليه الحمد من الصفات الکمالية الذاتية، و سبحان علي الصفات التنزيهية، و تبارک لکونه من البرکة والنماء علي صفات الفعل أو تبارک علي صفات الذات لکونه من البروک والثبات، و الحمد علي صفات الفعل لکونه علي النعم الاختيارية.
ويتشعب منها أربعة لانه يتشعب من اسم الذات مايدل علي توحيده وعدم التکثر فيه، ولذا بدأ الله تعالي به بعد الله فقال: قل هو الله أحد ويتشعب من الاحد الصمد، لان کونه غنيا عما سواه، وکون ماسواه محتاجا اليه من لوازم أحديته وتفرده بذلک، ولذا ثني به في سورة التوحيد بعد ذکر الاحد.
واما صفات الذات فيتشعب اولا منها القدير، ولما کانت القدرة الکاملة تستلزم العلم الکامل تشعب منه العليم، وسائر صفات الذات ترجع اليهما عند التحقيق، ويحتمل العکس أيضا بأن يقال: يتشعب القدرة من العلم کما لا يخفي علي المتأمل.
واما مايدل علي التنزيه فيتشعب منها اولا السبوح الدال علي تنزيه الذات ثم القدوس الدال علي تنزيه الصفات.
واما صفات الفعل فيتشعب منها اولا الخالق، ولما کان الخلق مستلزما للرزق او التربية تشعب منه ثانيا الرازق او الرب ولما کانت تلک الصفات الکمالية دعت إلي بعثة الانبياء ونصب الحجج عليهم السلام فبيت النور الذي هو بيت الامامة کما بين في آية النور مبنية علي تلک القوائم، او انه تعالي لما حلاهم بصفاته وجعلهم مظهر آيات جلاله وعبر عنهم بأسمائه وکلماته فهم متخلقون باخلاق الرحمن، وبيت نورهم وکمالهم مبني علي تلک الارکان، وبسط القول فيه يفضي إلي مالا تقبله العقول والاذهان، ولا يجري في تحريره الاقلام بالبنان، فهذا جملة مما خطر بالبال في حل هذه الرواية، والله ولي التوفيق والهداية.
[141] الواقعة: 11.
[142] الظاهر هو احمد بن محمد بن عمار الکوفي المعنون في فهرست الشيخ وکان ثقة جليل القدر يروي عن أبيه محمد وهو أيضا معنون في جامع الرواة، وقال النجاشي بترجمة القاسم بن هشام الؤلؤي: اخبرنا ابن نوح عن ابي الحسن بن داود، عن احمد بن محمد بن عمار قال: حدثنا أبي قال حدثنا القاسم بن هشام اللؤلؤي بکتابه النوادر، والنسبة إلي الجد شايعة.
[143] هو ابراهيم بن ابي زياد الکرخي الذي روي عنه الحسن بن محبوب السراد، وروايته هذه تدل علي کونه اماميا خالصا حسن العقيدة کما يظهر من کلامه في ذيل الخبر، وان لم يتعرض احد من الرجاليين له بمدح ولا قدح.
[144] روي الصدوق هذا الخبر في کمال الدين مرتين مرة في باب ما أخبر به الصادق عليه السلام من وقوع الغيبة، واخري في باب ثواب المنتظر للفرج.
[145] في بعض النسخ خالد بن محمد القطواني وهو تصحيف والصواب ما اثبتناه، وخالد بن مخلد مشهور في کتب العامة، وعبد الوهاب الثقفي هو عبدالوهاب بن عبدالمجيد الثقفي المعنون في التقريب والتهذيب للعسقلاني، ورجال صدر السند غير مذکورين، ومهملون.
[146] غص المکان باهله: امتلاوضاق عليهم.
[147] تخطاهم اي تجاوزهم وسبقهم.
[148] في بعض النسخ رفع فخذيه.
[149] في بعض النسخ والرضوان والحب.
[150] في البحار وبعض نسخ الکتاب ومن تبعني.
[151] في بعض النسخ وسنتي سنته ونسبي نسبه وفي بعضها ونسبي نسبه ونسبه نسبي.
[152] آل عمران: 34.
[153] لم أعثر علي هؤلاء في ما عندي من کتب الرجال، ولا عنوانهم في فهرست رجال التدوين.
[154] في بعض النسخ الراشدون المهديون المغصوبون حقوقهم.
[155] الظاهر هو هشام بن أبي عبدالله الدستوائي، واسم أبيه سنبز - وزان جعفر - وهو ثقة ثبت کما في التقريب لابن حجر.
[156] مشترک ولم أتحقق من هو، وفي بعض النسخ علي بن علي وهو اما علي بن علي ابن نجاد المعنون في التقريب وکان ثقة، أو علي بن علي بن رزين اخو دعبل الخزاعي المعنون في رجال النجاشي وخلاصة الرجال للعلامة الحلي.والمظنون عندي هو علي بن حماد المنقري الکوفي، وصحف في السنخ بعلي بن محمد أو علي بن علي.
[157] کرام اما بکسر الکاف وتخفيف المهملة او بفتح الکاف وتشديد الراء، وهو کرام ابن عمرو بن عبدالکريم وهو واقفي.
[158] اي من غير ان يعلم به احد، وان حمل علي الکلام النفسي فالامر بالصوم علي الاستحباب کما هو المشهور وقيل بالوجوب فيه أيضا.
وقوله ان لا آکل کأنه کان غرضه الصوم وکني به عنه، او کان يمينه بلفظ الصوم وعبر عنه بهذه العبارة، والا فالظاهر انه لا ينعقد الحلف علي حقيقة هذا الکلام لانه مرجوح (المرآة).
[159] استثناء ايام التشريق محمول علي ما اذا کان بمني، ويدل علي ان النذر المطلق لا يصام له في السفر.
[160] زاد في الکافي ولا مريضا.
[161] قوله فان الحسين عليه السلام کأنه تعليل لاستعداد صوم الدهروانه لا يصل إلي ذلک فان الثاني عشر هو القائم، او انه ليس تعليقا علي امر فيه شک، بل علي امر حتمي، فان الله قد وعد الملائکة ظهوره ولا يخلف وعده.
وعجيج السماوات والارض کناية عن ظهور آثار هذه المصيبة فيها.
[162] في الکافي يا ربنا ائذن لنا.
[163] حتي نجذهم بضم الجيم وفتح الذال أي نقطعهم ونستأصلهم.وجديد الارض: وجهها، والحرمة - بالضم - ما لا يحل انتها که.
[164] الاخذ بيده کناية عن تقديمه وابرازه من بينهم، أو أمر جبرئيل أو بعض الملائکة أو رسول الله صلي الله عليه وآله بذلک، فالاسناد مجازي. (المرآة).
[165] أي قال الله سبحانه هذه الکملة ثلاث مرات، أو قال الامام عليه السلام.
وقال العلامة المجلسي في؟ يل شرح الحديث کما قدمناه: کان ذکر هذا الحديث لکرام لاتمام الحجة عليه لعلمه بأنه سيصير واقفيا.
[166] ذکربعض الاعلام أن عمر بن أبي سلمة قتل بصفين وقوله کنا عند معاوية حکاية ما وقع في زمان أحد الثلاثة.واشتبه عليه عمر بن أبي سلمة بن عبدالله بن الاسد بن هلال بن عبدالله بن مخزوم القرشي المدني ربيب رسول الله صلي الله عليه وآله الذي ولد في السنة الثانية من الهجرة وتوفي بالمدينة سنة (83) بعمر بن أبي سلمة بن عبدالرحمن بن عوف الزهري الذي قتل بصفين.
[167] کان لعلي بن الحسين عليهما السلام عند شهادة امير المؤمنين عليه السلام سنتان فان ميلاده في سنة 38 وشهادة جده عليهما السلام سنة 40.
[168] ذکر الکليني في باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام: ولد أبوجعفر عليه السلام سنة سبع وخمسين.
وذکر شهادة الحسين بن علي عليهما السلام سنة احدي وستين من الهجرة في باب مولد أبي عبدالله الحسين عليه السلام.
[169] من کلام عبدالله بن جعفر اي ثم ذکرت تتمتهم عند معاوية تفصيلا، ولا يبعد کونه من کلام النبي صلي الله عليه وآله.
[170] متحد مع عمر بن أبي سلمة.
[171] هذا الرجل معنون في فهرست النجاشي وقال: ثقة من أصحابنا الکوفيين له کتاب عنه أحمد بن محمد بن سعيد وله کتاب مجالس الائمة عليهم السلام.
[172] خاقان بن سليمان لم أعثر علي عنوانه في کتب الرجال من العامة والخاصة، وکذا ابراهيم بن أبي يحيي.
والخبر رواه الصدوق والکليني بسندين آخرين في الکمال و الکافي وفي الاول ابراهيم بن يحيي الاسلمي المديني.
وفي الثاني عن ابراهيم، عن أبي يحيي والمظنون عندي ان خاقان تصحيف جعفر وهو الضبعي ظاهرا.
[173] في کمال الدين وبالفحل فأصل النخلة کله من العجوة والفحل ذکر النخل.
[174] کذا، والصواب وأخبرني من يسکن معه في منزله.
[175] عنونه العلامة في القسم الثاني من الخلاصة بعنوان جعفر بن اسماعيل المقرئ، وقال: کوفي، روي عنه حميد بن زياد، وابن رباح.وقال ابن الغضائري: انه کان غاليا کذابا.وعنونه النجاشي وقال: له کتاب النوادر، وذکر طريقه اليه.
وفيه المنقري.
[176] لعله أبوعلي أو ابوعبدالله البصري المعنون في جامع الرواة، وفي بعض النسخ علي بن اسماعيل فالظاهر هو ابوالحسن الميثمي الذي له کتب في الامامة، وهو أول من تکلم في الامامة علي مذهب الامامية.
[177] هذا الخبر مقطوع لم يسنده إلي المعصوم (ع).
[178] زحمه زحما وزحاما: ضايقه ودافعه.
[179] البقرة: 285.
[180] أي أشار، وفي معني القول توسع.
[181] العنوان ليس في النسخ انما أضفناه تسهيلا للباحثين.
[182] هو أبوبکر بن زهير بن حرب، روي النسائي عنه، عن أبيه زهير، والظاهر أن اسمه أحمد لکن لم نعثرعلي عنوانه بهذاالاسم في التراجم.
[183] علي بن الجعد بن عبيد الجوهري البغدادي صدوق عند النسائي، وموثق عند الجوزجاني، وثقة عند ابن معين.
ولد سنة 136 ومات سنة 230.
وزهير بن معاوية بن خديج أبوخيثمة الکوفي أحد الاعلام الحفاظ کما في خلاصة تذهيب تهذيب الکمال، وثقة ثبت کما في التقريب مات سنة 173.وزياد بن خيثمة الجعفي قال في التقريب هو کوفي ثقة.
[184] الاسود بن سعيد الهمداني الکوفي قال ابن حجر ثقة ثبت.
وجابر بن سمرة - بفتح السين المهملة وضم الميم - ابن جنادة السوائي - بضم المهملة - صحابي ابن صحابي، نزل الکوفة ومات بها، قال الذهبي في الکاشف: مات سنة 72.
[185] زياد بن علاقة الثعلبي يکني أبا مالک کوفي، مات سنة 125، وثقه ابن معين.وسماک بن حرب بن أوس أبوالمغيرة الکوفي أحد الاعلام التابعين، وثقه أبوحاتم وابن معين کما في خلاصة تذهيب تهذيب الکمال.وحصين بن عبدالرحمن هو أبوالهذيل السلمي الکوفي ابن عم منصور بن المعتمر، وثقه جل أرباب الجرح والتعديل.
[186] الظاهر کونه ابن أبي خيثمة المتقدم ذکره.يروي عن عبيدالله بن عمر القواريري أبي سعيد البصري الذي وثقه ابن معين وتوفي في ذي الحجة سنة 235 کمافي التذهيب والکاشف.وفي بعض النسخ عبدالله بن عمر وکأنه تصحيف.
[187] يعني به عبدالله بن عون الخزازا لبصري - يکني بابي عون أيضا - أحد الاعلام، کما في التذهيب وقال: قال ابن مهدي: ما أحد أعلم بالسنة بالعراق من ابن عون، وقال روح ابن عبادة: ما رأيت أعبد منه، توفي سنة 151، روي عنه سليمان بن مهران الاعمش وهو ثقة ثبت کما قاله العجلي، وحافظ عارف بالقراءة ورع، کما قاله ابن حجر.وما في النسخ من سليمان بن أحمر أو سليمان بن أحمد فمن تصحيف النساخ.وأما الشعبي فهو عامر بن شراحيل الحميري أبوعمرو الکوفي الامام العلم، قال مکحول: ما رأيت أفقه منه وقال في التقريب: أبوعمرو ثقة مشهور فقيه.مات بعد المائة وله نحو من ثمانين.
[188] يحيي بن معين أبوزکريا البغدادي عنونه الخزرجي الانصاري في التذهيب وقال: هو الحافظ الامام العلم، وعنونه ابن حجر في التقريب وقال: امام الجرح والتعديل، مات بالمدينة 233.
وعبدالله بن صالح أبوصالح المصري هو کاتب الليث بن سعد، قال أبوحاتم: سمعت أبا الاسود نضر بن عبدالجبار وسعيد بن عفير يثنيان علي عبدالله کاتب الليث، وقال أيضا: سمعت عبدالملک بن شعيب بن الليث يقول: ابوصالح ثقة مأمون.
والليث بن سعد بن عبدالرحمن الفهمي مولاهم الامام هو عالم مصر وفقيهها ورئيسها، قال ابن بکير هو أفقه من مالک، ووثقه يحيي بن معين وغيره، يروي عن خالد بن يزيد الجمحي أبي عبدالرحيم وهو فقيه عالم ذکره ابن حبان في الثقات، وقال أبوزرعة والنسائي: ثقة، توفي سنة 139 کما في تهذيب التهذيب.
[189] سعيد بن أبي هلال الليثي أبوالعلاء المصري نزيل المدينة وقيل: کان مدني الاصل الصدوق، وقال في التهذيب والتذهيب: موثق.
وربيعة بن سيف بن ماتع المعافري الاسکندراني قال ابن حجر: صدوق، وقال النسائي: ليس به بأس.
[190] شفي بن مانع الاصبحي يکني أبا عثمان أو أبا سهل قال العجلي: تابعي ثقة، کما في التهذيب، يروي عن عبدالله بن عمرو بن العاص بن وائل الذي قيل فيه: أحد السابقين المکثرين من الصحابة، وأحد العبادلة الفقهاء.
وما في النسخ من سيف الاصبحي فهو من تصحيف النساخ، وابنه عمران بن شفي الاصبحي الکوفي کان من أصحاب الصادق عليه السلام، روي عنه علي بن الحسن الطاطري کما في فهرست النجاشي.
[191] عفان هو ابن مسلم بن عبدالله أبوعثمان البصري کما قال العجلي، ثقة ثبت، ويحيي بن اسحاق السالحيني أو السيلحيني کما في التقريب في ضبطه يکني أبا زکريا فهو شيخ صالح ثقة صدوق کما نقل عن أحمد بن حنبل، يروي عن حماد بن سلمة بن دينار وهو الذي يعد من الابدال، وثقه ابن معين وأجمع أهل العلم علي عدالته وأمانته.
[192] عبدالله بن عثمان بن خيثم أبوعثمان المکي حليف بني زهرة قال ابن معين: ثقة حجة، وقال ابن سعد: توفي في آخر خلافة أبي العباس، أو أول خلافة أبي جعفر المنصور، وکان ثقة، يروي عن أبي الطفيل عامر بن واثلة المتقدم ذکره في الباب الاول وذکرنا أنه مقبول الرواية، يروي عن عبدالله بن عمرو بن العاص الذي تقدمت ترجمته.
[193] روي الخطيب هذا الخبر في التاريخ ج 6 ص 263 باسناده عن عبدالله بن عثمان ابن خيثم عن أبي الطفيل، عن عبدالله بن عمرو بن العاص، عن النبي صلي الله عليه وآله هکذا قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله اذا ملک اثنا عشر من بني کعب بن لؤي کان النقف والنقاف.وفي مجمع الزوائد ج 5 ص 190 نحوه وقال: رواه الطبراني في الاوسط.وفي النهاية الاثيرية في حديث عبدالله بن عمرو أعدد اثني عشر من بني کعب بن لؤي ثم يکون النقف والنقاف أي القتل والقتال، والنقف: هشم الرأس، أي تهيج الفتن والحروب بعدهم.
[194] يعني بالمقدمي محمد بن أبي بکر بن علي بن عطاء بن مقدم، أبا عبدالله البصري، وثقة أبوزرعة ويحيي بن معين، ويروي کثيرا عن عمه عمر بن علي المقدمي، فما في السند عن عاصم بن عمر کأنه يروي عن ابن عمه عاصم بن عمر عن عمه، کما في بعض النسخ عن المقدمي، عن عاصم بن عمر، عن عمر بن علي بن مقدام وفي نقل الشيخ عن المؤلف في کتاب الغيبة عن المقدمي قال: حدثني عاصم بن علي بن مقدام أبويونس.
وبالجملة عمر بن علي بن مقدام الثقفي المقدمي کما قال الجزري في التذهيب: هو أبوحفص البصري قال ابن سعد: ثقة يدلس، وقال عفان: لم اکن أقبل منه حتي يقول: حدثنا وقال ابنه عاصم: مات أبي سنة 190.وفي بعض النسخ عن علي بن مقدام أبويونس وفي بعضها أبوقريش وذلک کما تري.
[195] فطر بن خليفة القرشي أبوبکر الحناط الکوفي عنونه ابن حجر في التهذيب وقال: قال العجلي: کوفي ثقة حسن الحديث وکان فيه تشيع قليل، وقال أبوحاتم: صالح الحديث.وأبوخالد الوابلي کوفي اسمه هرمز، ويقال: هرم، قال أبوحاتم: صالح الحديث، وذکره ابن حبان في الثقات، وابن سعد في الطبقة الاولي من اهل الکوفة.کما في تهذيب التهذيب.
[196] عبدالله بن جعفر بن غيلان الرقي يکني أبا عبدالرحمن، قال ابن حجر: قال أبوحاتم وابن معين: ثقة.
وعيسي بن يونس بن أبي اسحاق السبيعي يکني أبا عمرو، وثقه غير واحد من الاعلام وتوفي سنة 187 أو 190.
[197] مجالد بن سعيد أبوعمرو ويقال أبوسعيد کوفي، واختلف فيه ضعفه طائفة، وجماعة قالوا: ليس بالقوي، وحکي التهذيب والتذهيب عن النسائي توثيقه تارة في موضع وفي موضع آخر قال: ليس بالقوي، وقال ابن عدي: له عن الشعبي عن جابر أحاديث صالحة.
ومسروق هو ابن الاجدع بن مالک الهمداني أبوعائشة الکوفي، قال ابن معين: ثقة لا يسأل عن مثله، کما في التذهيب.
والشعبي هو عامر بن شراحيل المتقدم ذکره.
[198] الفضل بندکين الکوفي واسم دکين عمرو بن حماد بن زهير التيمي مولاهم الاحول، مشهور بکنيته، قال في التذهيب: الحافظ العلم، وحکي عن أحمد بن حنبل أنه قال: ثقة يقظان عارف مات سنة 219.
وقال ابن حجر: ثقة ثبت.ويعني بفطر فطر بن خليفة.
[199] راجع صحيح مسلم کتاب الامارة ح 4 و 5 و 6 و 7 و 8 و 9 و 10، وصحيح البخاري کتاب الاحکام، وسنن الترمذي کتاب الفتن، ومسند أحمد ج 1 ص 398 و 406.وج 5 ص 86 و 90 و 93 و 98 و 99 و 101 و 106 و 107.ثم اعلم أنا نقلنا ترجمة هؤلاء الرجال من مصادر أهل السنة لتکون أقوي للحجة.
[200] أرجان بشد الراء المهملة هي مدينة کبيرة کثيرة الخير، بها نخل وبينها وبين البحر مرحلة وهي من کورة فارس.کما في المراصد.
[201] أي بأرجان.
[202] في بعض النسخ مابد.
[203] النسخ في ضبط هذه الاسماء مختلفة وفي بعضها بوقيث، قيذورا، ذبير، مقشون، مسموعا، ذوموه، مشتو، هذار، ثيمو، بطون، يوقش، فتدموا.
وفي بعضها بقونيث، قيدودا، رئين، ميسور، مسموعا، دوموه، شتيو، هذار، يثمو بطور، توقش قيدموا.
وفي البحار: قلت: فانعت لي هذه النعوث لاعلم علمها، قال: نعم فعه عني وصنه الا عن أهله وموضعه ان شاء الله اما تقوبيت فهو أول الاوصياء ووصي آخر الانبياء.
وأما قيذوا فهو ثاني الاوصياء، وأول العترة الاصفياء.
وأما دبيرا فهو ثاني العترة وسيد الشهداء، وأما مفسورا فهو سيد من عبدالله من عباده.
وأما مسموعا فهو وارث علم الاولين والاخرين. وأما دوموه فهو المدرة الناطق عن الله، الصادق.
وأما مثبو فهو خير المسجونين في سجن الظالمين.
وأما هذار فهو المنخوع بحقه النازح الاوطان الممنوع.
وأما يثمو فهو القصير العمر الطويل الاثر.
وأما بطور فهو رابع اسمه.
وأما نوقس فهو سمي عمه.
واما قيدموا فهو المفقود من أبيه وأمه، الغائب بامر الله وعلمه والقائم بحکمه.
ونقله العلامة المجلسي عن کتاب مقتضب الاثر.
[204] بجله من باب التفعيل أي عظمه.
[205] الرعد: 7.
[206] کذا في النسخ وهو تصحيف، والصواب ام النضر بن سويد أو حنان بن سدير وکلا هما في طريق هذه الرواية راجع بصائر الدرجات ب 3 والکافي ج 1 ص 192 وتفسير العياشي ذيل الاية.
[207] يعني الفضيل بن يسار النهدي.
[208] يدل الخبر علي أن قوله هاد مبتدأ، و لکل قوم خبره، وقيل: هاد عطف علي منذر.
وتفسيره في الروايات بعلي (ع) أو باقي الائمة من باب الجري.
[209] کذا في النسخ وکانه تصحيف والصواب سنة احدي وثمانين کما في السند السابق لکون ميلاد ابن عقدة کما ذکره الخطيب في تاريخه کان ليلة النصف من المحرم سنة تسع وأربعين ومائتين فيکون سنة احدي وستين ابن اثنتي عشرة سنة ولا يتحمل في مثل هذا السن غالبا.وسيأتي في باب ما ذکر في اسماعيل أو اخر الکتاب روايته عن جعفر بن عبدالله المحمدي في سنة 268.