ما جاء فيما يلقي القائم و يستقبل من جاهلية الناس
(وما يلقاه قبل قيامه من أهل بيته)
1 - أخبرنا أبوالعباس أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثنا محمد بن -
[ صفحه 297]
المفضل بن إبراهيم، قال: حدثني محمد بن عبدالله بن زرارة، عن محمد بن مروان، عن الفضيل بن يسار، قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: إن قائمنا إذا قام استقبل من جهل الناس أشد مما استقبله رسول الله (صلي الله عليه واله وسلم) من جهال الجاهلية، قلت: وکيف ذاک؟ قال: إن رسول الله (صلي الله عليه واله وسلم) أتي الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور والعيدان [1] والخشب المنحوتة، وإن قائمنا إذا قام أتي الناس وکلهم يتأول عليه کتاب الله، يحتج عليه به، ثم قال: أما والله ليدخلن عليهم عدله جوف بيوتهم کما يدخل الحر والقر [2] .
2 - أخبرنا عبدالواحد بن عبدالله بن يونس قال: حدثنا محمد بن جعفر القرشي، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن الحسين بن المختار عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إن صاحب هذا الامر لو قد ظهر لقي من الناس مثل ما لقي رسول الله (صلي الله عليه واله وسلم) وأکثر.
3 - أخبرنا محمد بن همام قال: حدثنا حميد بن زياد الکوفي، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن سماعة، قال: حدثنا أحمد بن الحسن الميثمي، عن محمد بن أبي حمزة [3] عن بعض أصحابه، عن أبي عبدالله (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: القائم (عليه السلام) يلقي في حربه ما لم يلق رسول الله (صلي الله عليه واله وسلم)، إن رسول الله (صلي الله عليه واله) أتاهم وهم يعبدون حجارة منقورة [4] وخشبا منحوتة، وإن القائم يخرجون عليه فيتأولون عليه کتاب الله، ويقاتلونه عليه [5] .
[ صفحه 298]
4 - [أخبرنا] علي بن أحمد قال: أخبرنا عبيد الله بن موسي العلوي، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، عن قتيبة الاعشي، عن أبان بن تغلب، قال: سمعت
أبا عبدالله جعفر بن محمد (عليهما السلام) يقول إذا ظهرت راية الحق لعنها أهل المشرق وأهل المغرب، أتدري لم ذاک؟ قلت: لا، قال: للذي يلقي الناس من أهل بيته قبل خروجه.
5 - أخبرنا عبدالواحد بن عبدالله قال: حدثنا محمد بن جعفر القرشي، قال: حدثني محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، عن قتيبة الاعشي، عن منصور بن حازم عن أبي عبدالله (عليه السلام) أنه قال: إذا رفعت راية الحق لعنها أهل المشرق والمغرب قلت له: مم ذلک؟ قال: مما يلقون من بني هاشم.
6 - [أخبرنا] علي بن أحمد، عن عبيد الله بن موسي وأحمد بن علي الاعلم قالا: حدثنا محمد بن علي الصيرفي، عن محمد بن صدقة وابن اذينة العبدي ومحمد ابن سنان جميعا، عن يقعوب السراج، قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: ثلاث عشرة مدينة وطائفة يحارب القائم أهلها ويحاربونه: أهل مکة، وأهل المدينة، وأهل الشام، وبنو امية، وأهل البصرة، وأهل دست ميسان [6] ، والاکراد، والاعراب وضبة، وغني، وباهلة، وأزد، وأهل الري.
[ صفحه 299]
پاورقي
[1] العيدان جمع العود - بالضم - وهو الخشب، والمراد الاصنام المنحوتة منه.
[2] القر - بضم القاف وشد الراء -: ضد الحر يعني البرد.
[3] هو محمد بن أبي حمزة ثابت بن أبي صفية الثمالي مولي، ثقة فاضل، وله کتاب يروي عنه ابن أبي عمير.
[4] أي المنقوشة بالصور، من نقر الحجر والخشب.
[5] وذلک لان کل فرقة من الفرق المخالفة له عليه السلام والذين کانوا يقولون بامامته ولکن تخزبواعن مشرب أهل البيت عليهم السلام تدريجا قد يتأولون القرآن في طول الزمان بآرائهم الساقطة، وعقولهم القاصرة عن فهم الخطاب، وظنونهم البعيدة عن الصواب، وهم يزعمون أن ما توهموه من الايات هو الحق الثابت المبين، وما وراءه باطل، وکذلک يبنون أسسهم الاعتقادية علي أساطير مشمرجة، وأبا طيل مموهة، فاذا قام القائم عليه السلام بالدعوة الالهية، وصدع بالحق وأعلن دعوته، ودعا الناس إلي کتاب الله وسنة نبيه صلي الله عليه وآله، يتلعثم هؤلاء قليلا في أمره وفيما دعاهم اليه فيجدونه مغايرا لما هم عليه من الدين، مخالفا لما اعتقدوه باليقين، بل يکون داحضا لاباطيلهم، ناقضا لما نسجوه علي نول خيالهم، فجعلوا يعارضونه ويخالفونه، فيسلقونه أولا بألسنتهم ويکفرونه في أنديتهم، ويسخرون منه ويقدحون فيه، وبالاخرة يبارزونه ويقاتلونه، بل يدعون الناس إلي مقاتلته، کل ذلک دفاعا عن دينهم الباطل ورأيهم الکاسد الفاسد، حسبان أنه حق ثابت والدفاع عنه فرض واجب، ويتقربون بذلک إلي الله سبحانه.
وهذه الطائفة أشد نکالا عليه صلوات الله وسلامه عليه.
ثم جبابرة الزمان ورؤساء الضلال وأعوانهم، حيث يقوم عليه السلام باستيصال دولتهم، وقطع دابرهم، واجتثاث أصولهم فانهم لا يتقاعدون عن محاربته ولا يفترون عن منازعته بل يقوم کل ذي صيصية بصيصيته.
مضافا إلي کل ذلک مخالفة المستأکلين بالدين بالباطل الذين يتظاهرون به ولا يکونون من أهله، فانهم يذهبون في اطفاء نوره کل مذهب ويعاندونه بکل وجه ممکن، وخطر هؤلاء أعظم عليه من الطائفتين الاوليين، ويأبي الله الا أنيتم نوره ولو کره الکافرون.
وأما المشرکون في عصرالدعوة النبوية فجلهم بل کلهم معترفون في ذات أنفسهم بأن الذي اعتقدوه من عبادة الاصنام هو شئ اخترعوه ولا برهان له عقلا وانما هو شئ وجدوا عليه آباء هم فهم علي آثارهم مقتدون، فلذا تري أکثرهم کانوا غير مصرين علي أمرهم ذلک، و وانما صرفهم عن التصديق استکبارهم ونخوتهم واتباعهم الهوي ونزوعهم إلي الباطل فخالفوه صلي الله عليه وآله ابقاء لرئاستهم وانتصارا لخلاعتهم واستيحاشا من التکليف وما شابه ذلک، والفرق واضح بين، غير أن النبي صلي الله عليه وآله في بدء دعوته کان مأمورا بانذار عشيرته الاقربين، ثم کلف بدعوة قريش، ثم بقية العرب، ثم جميع الناس کافة علي التدريج.
لکن دعوته عليه السلام دعوة عالمية ولا تختص باقليم دون اقليم وتکون في ساعة واحدة يسمعها جميع من في البسيطة.
[6] في المراصد دستمسان بفتح الدال وسين مهملة ساکنة، وتاء مثناة من فوقها وميم مکسورة وآخره نون -: کورة جليلة بين واسط البصرة والاهواز، وهي إلي الاهواز أقرب، قصبتها بساسي، وليست منها ولکنها متصلة بها، وقيل: قصبة دستميسان الابلة فتکون البصرة من هذه الکورة - انتهي.
وفي البحار دمسان وقال العلامة الملجسي: هذا مصحف ديسان وهو بالکسر قرية بهراة ذکره الفيروز آبادي وقال: دوميس - بالضم -: ناحية بأران - اه.
وفي نسخة دشت ميشان.