بازگشت

ما يلحق الشيعة من التمحيص و التفرق و التشتت عند الغيبة


حتي لا يبقي علي حقيقة الامر الا الاقل الذي وصفه الائمة عليهم السلام:

1 - حدثنا محمد بن يعقوب قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن يعقوب السراج وعن علي بن رئاب، عن أبي عبدالله (عليه السلام) أنه قال: لما بويع لامير المؤمنين (عليه السلام) بعد مقتل عثمان صعد المنبر وخطب خطبة ذکرها [1] يقول فيها: ألا إن بليتکم قد عادت کهيئتها يوم بعث الله نبيه (صلي الله عليه وآله وسلم) [2] والذي



[ صفحه 202]



بعثه بالحق لتبلبلن بلبلة ولتغربلن غربلة حتي يعود أسلفکم أعلاکم وأعلاکم أسفلکم [3] ، وليسبقن سابقون کانوا قصروا [4] ، وليقصرن سباقون کانوا سبقوا، والله ما کتمت وسمة [5] ولا کذبت کذبة، ولقد نبئت بهذا المقام وهذا اليوم.

2 - حدثنا محمد بن يعقوب الکليني قال: حدثني عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن معمر بن خلاد، قال: سمعت أباالحسن (عليه السلام) يقول: الم أحسب الناس أن يترکوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون [6] ثم قال لي: ما الفتنة؟ فقلت: جعلت فداک الذي عندنا أن الفتنة في الدين [7] ، فقال: يفتنون کما يفتن الذهب، ثم قال: يخلصون کما يخلص الذهب.

3 - حدثنا محمد بن يعقوب قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسي، عن يونس، عن سليمان بن صالح رفعه إلي أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليهما السلام) قال: قال: إن حديثکم هذا لتشمئز منه قلوب الرجال [فانبذوه إليهم نبذا] فمن أقربه فزيدوه، ومن أنکر فذروه، إنه لابد من أن تکون فتنة يسقط فيها کل بطانة ووليجة حتي يسقط فيها من يشق الشعرة [بشعرتين] [8] حتي لا يبقي إلا



[ صفحه 203]



نحن وشيعتنا.

4 - حدثنا أبوسليمان أحمد بن هوذة الباهلي، قال: حدثنا أبوإسحاق إبراهيم بن إسحاق النهاوندي سنة ثلاث وسبعين ومائتين قال: حدثنا عبدالله بن حماد الانصاري سنة تسع وعشرين ومائتين، عن رجل، عن أبي عبدالله (عليه السلام): أنه دخل عليه بعض أصحابه فقال له: جعلت فداک إني والله أحبک واحب من يحبک، يا سيدي ما أکثر شيعتکم، فقال له: أذکرهم، فقال: کثير، فقال: تحصيهم؟ فقال: هم أکثر من ذلک.

فقال أبوعبدالله (عليه السلام): أما لو کملت العدة الموصوفة ثلاثمائة وبضعة عشر کان الذي تريدون، ولکن شيعتنا من لايعدو صوته سمعه، ولا شحناؤه بدنه [9] ، ولا يمدح بنا معلنا [10] ، ولا يخاصم بنا قاليا [11] ، ولا يجالس لنا عايبا، ولا يحدث لنا ثالبا [12] ، ولا يحب لنا مبغضا، ولا يبغض لنا محبا، فقلت: فکيف أصنع بهذه الشيعة المختلفة الذين يقولون إنهم يتشيعون؟ فقال: فيهم التمييز، وفيهم التمحيص، وفيهم التبديل، يأتي عليهم سنون تفنيهم، وسيف يقتلهم، واختلاف يبددهم [13] .

إنما شيعتنا من لا يهر هرير الکلب ولا يطمع طمع الغراب، ولا يسأل الناس بکفه وإن مات جوعا قلت: جعلت فداک فأين أطلب هؤلاء الموصوفين بهذه الصفة؟ فقال: أطلبهم في أطراف الارض، أولئک الخفيض عيشهم [14] ، المنتقلة دارهم، الذين إن شهدوا لم يعرفوا، وإن غابوا لم يفتقدوا، وإن مرضوا لم يعادوا،



[ صفحه 204]



وإن خطبوا لم يزوجوا، وإن ماتوا لم يشهدوا، أولئک الذين في أموالهم يتواسون، وفي قبورهم يتزاورون، ولا تختلف أهواؤهم وإن اختلفت بهم البلدان

5 - حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا حميد بن زياد الکوفي، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن سماعة، قال: حدثنا أحمد بن الحسن الميثمي، عن علي بن منصور، عن إبراهيم بن مهزم الاسدي، عن أبيه مهزم، عن أبي عبدالله (عليه السلام) بمثله إلا أنه زاد فيه وإن رأوامؤمنا أکرموه، وإن رأوا منافقا هجروه، وعند الموت لايجزعون، وفي قبورهم يتزاورون - ثم تمام الحديث.

6 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثني أحمد بن يوسف الجعفي، أبوالحسن من کتابه، قال: حدثنا إسماعيل بن مهران، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه ووهيب [بن حفص] عن ابي بصير، عن ابي عبدالله (عليه السلام) أنه قال: مع القائم (عليه السلام) من العرب شئ يسير، فقيل له: إن من يصف هذا الامر منهم لکثير، قال: لابد للناس من أن يمحصوا [15] ويميزوا، ويغربلوا، وسيخرج من الغربال خلق کثير.

7 - وأخبرنا علي بن الحسين قال: حدثنا محمد بن يحيي العطار، قال: حدثنا محمد بن حسان الرازي، قال: حدثنا محمد بن علي الکوفي، عن الحسن بن محبوب الزراد، عن أبي المغرا، عن عبدالله بن أبي يعفور، عن أبي عبدالله (عليه السلام) أنه سمعه يقول: ويل لطغاة العرب من شر قد اقترب [16] ، قلت: جعلت فداک کم مع القائم من العرب؟ قال: شئ يسير، فقلت: والله إن من يصف هذا الامر منهم لکثير [17] .



[ صفحه 205]



فقال: لابد للناس من أن يمحصوا ويميزوا ويغربلوا ويخرج من الغربال خلق کثير [18] .

وحدثنا بذلک أيضا بلفظه محمد بن يعقوب الکليني، عن محمد بن يحيي والحسن بن محمد، عن جعفر بن محمد، عن القاسم بن إسماعيل الانباري، عن الحسن ابن علي [19] عن أبي المغرا، عن ابن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) - وذکر مثله -.

8 - وأخبرنا علي بن أحمد، قال: حدثنا عبيد الله بن موسي العلوي العباسي، عن أحمد بن محمد عن الحسن بن علي بن زياد [20] ، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي - بصير قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي (عليهما السلام) يقول: الله لتميزن، والله لتمحصن، والله لتغربلن کما يغربل الزؤان من القمح [21] .

9 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا القاسم بن محمد بن الحسن بن حازم، قال: حدثنا عبيس بن هشام، عن عبدالله بن جبلة، عن مسکين الرحال عن علي بن أبي المغيرة، عن عميرة بنت نفيل قالت: سمعت الحسين بن علي (عليهما السلام) [22] .



[ صفحه 206]



يقول: لا يکون الامر الذي تنتظرونه حتي يبرأ بعضکم من بعض، ويتفل بعضکم في وجوه بعض، ويشهد بعضکم علي بعض بالکفر، ويلعن بعضکم بعضا، فقلت له: ما في ذلک الزمان من خير، فقال الحسين (عليه السلام): الخير کله في ذلک الزمان، يقوم قائمنا، ويدفع ذلک کله.

10 - أخبرنا علي بن أحمد قال: أخبر نا عبيد الله بن موسي العلوي، عن الحسن بن علي، عن عبدالله بن جبله، عن بعض رجاله، عن أبي عبدالله (عليه السلام) أنه قال: لا يکون ذلک الامر حتي يتفل بعضکم في وجوه بعض، وحتي يلعن بعضکم بعضا، وحتي يسمي بعضکم بعضا کذابين.

11 - وأخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن التيملي، قال: حدثنا محمد وأحمد ابنا الحسن [23] عن أبيهما، عن ثعلبة بن ميمون، عن أبي - کهمس، عن عمران بن ميثم، عن مالک بن ضمرة قال: قال أميرالمؤمنين (عليه السلام): يا مالک بن ضمرة کيف أنت إذا اختلفت الشيعة هکذا - وشبک أصابعه وأدخل بعضها في بعض - فقلت: يا أميرالمؤمنين ما عند ذلک من خير، قال: الخير کله عند ذلک، يا مالک عند ذلک يقوم قائمنا فيقدم سبعين رجلا يکذبون علي الله وعلي رسوله (صلي الله عليه واله وسلم)، فيقتلهم، ثم يجمعهم الله علي أمر واحد.

12 - وأخبرنا علي بن أحمد، قال: أخبرنا عبيد الله بن موسي العلوي، عن علي بن إسماعيل الاشعري، عن حماد بن عيسي، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن رجل، عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال: لتمحصن يا شيعة آل محمد تمحيص الکحل في العين [24] ، وإن صاحب العين يدري متي يقع الکحل في عينه ولا يعلم متي يخرج



[ صفحه 207]



منها، وکذلک يصبح الرجل علي شريعة من أمرنا، ويمسي وقد خرج منها، ويمسي علي شريعة من أمرنا، ويصبح وقد خرج منها.

13 - وأخبرنا علي بن أحمد قال: أخبرنا عبيدالله بن موسي، عن رجل [25] ، عن العباس بن عامر، عن الربيع بن محمد المسلي - من بني مسلية [26] - عن مهزم بن أبي بردة الاسدي وغيره، عن أبي عبدالله (عليه السلام) أنه قال: والله لتکسرن تکسر الزجاج، وإن الزجاج ليعاد فيعود [کما کان]، والله لتکسرن تکسر الفخار، فإن الفخار ليتکسر فلا يعود کما کان، [و] والله لتغربلن [و] والله لتميزن [و] والله لتمحصن حتي لا يبقي منکم إلا الاقل، وصعر کفه [27] .

فتبينوا يامعشر الشيعة هذه الاحاديث المروية عن أمير المؤمنين ومن بعده من الائمة (عليهم السلام)، واحذروا ما حذروکم، وتأملوا ما جاء عنهم تأملا شافيا، وفکروا فيها فکرا تنعمونه، فلم يکن في التحذير شئ أبلغ من قولهم إن الرجل يصبح علي شريعة من أمرنا ويمسي وقد خرج منها، ويمسي علي شريعة من أمرنا ويصبح وقد خرج منها أليس هذا دليلا علي الخروج من نظام الامامة وترک ما کان يعتقد منها إلي تبيان الطريق [28] .

وفي قوله (عليه السلام): والله لتکسرن تکسر الزجاج وإن الزجاج ليعاد فيعود [کما کان] والله لتکسرن تکسر الفخار فإن الفخار ليتکسر فلا يعود کما



[ صفحه 208]



کان فضرب ذلک مثلا لمن يکون علي مذهب الامامية فيعدل عنه إلي غيره بالفتنة التي تعرض له، ثم تلحقه السعادة بنظرة من الله فتبين له ظلمة ما دخل فيه وصفاء ما خرج منه، فيبادر قبل موته بالتوبة والرجوع إلي الحق فيتوب الله عليه ويعيده إلي حاله في الهدي کالزجاج الذي يعاد بعد تکسره فيعود کما کان، ولمن يکون علي هذا الامر فيخرج عنه ويتم علي الشقاء بأن يدرکه الموت وهو علي ما هو عليه غير تائب منه ولا عائد إلي الحق فيکون مثله کمثل الفخار الذي يکسر فلا يعاد إلي حاله، لانه لا توبة له بعد الموت ولا في ساعته، نسأل الله الثبات علي ما من به علينا، وأن يزيد في إحسانه إلينا فإنما نحن له ومنه.

14 - أخبرنا علي بن أحمد قال: حدثنا عبيد الله بن موسي، قال: حدثنا محمد بن موسي، عن أحمد بن أبي أحمد [29] ، عن إبراهيم بن هلال قال: قلت لابي - الحسن (عليه السلام): جعلت فداک مات أبي علي هذا الامر، وقد بلغت من السنين ما قد تري أموت ولا تخبرني بشئ، فقال: يا أبا إسحاق أنت تعجل؟ فقلت: إي والله أعجل ومالي لا أعجل وقد [کبر سني و] بلغت أنا من السن ما قد تري، فقال: أما والله يا أبا إسحاق ما يکون ذلک حتي تميزوا وتمحصوا، وحتي لا يبقي منکم إلا الاقل، ثم صعر کفه.

15 - وأخبرنا علي بن أحمد قال: حدثنا عبيد الله بن موسي، قال: حدثنا محمد بن الحسين، عن صفوان بن يحيي قال: قال أبوالحسن الرضا (عليه السلام): والله لا يکون ما تمدون إليه أعينکم حتي تمحصوا وتميزوا، وحتي لا يبقي منکم إلا الاندر فالاندر.

16 - وأخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا أبوعبدالله جعفر بن عبدالله



[ صفحه 209]



المحمدي، من کتابه في سنة ثمان وستين ومائتين، قال: حدثنا محمد بن منصور الصيقل، عن أبيه، قال: دخلت علي أبي جعفر الباقر (عليه السلام) [30] وعنده جماعة فبينا نحن نتحدث وهو علي بعض أصحابه مقبل إذ التفت إلينا وقال: في أي شئ أنتم [31] هيهات هيهات لا يکون الذي تمدون إليه أعناقکم حتي تمحصوا، [هيهات] ولا يکون الذي تمدون إليه أعناقکم حتي تميزوا، ولا يکون الذي تمدون إليه أعناقکم حتي تغربلوا، ولا يکون الذي تمدون إليه أعناقکم إلا بعد إياس، ولا يکون الذي تمدون إليه أعناقکم حتي يشقي من شقي ويسعد من سعد [32] .

وحدثنا محمد بن يعقوب، عن محمد بن الحسن وعلي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن محمد بن سنان، عن محمد بن منصور الصيقل، عن أبيه، قال: کنت أنا والحارث بن المغيرة وجماعة من أصحابنا جلوسا عند أبي جعفر (عليه السلام) يسمع کلامنا [33] قال - وذکر مثله إلا أنه يقول في کل مرة: لا والله ما يکون ما تمدون إليه أعينکم - بيمين - [34] .

17 - أخبرنا أبو سليمان أحمد بن هوذة بن أبي هراسة الباهلي قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، قال: حدثنا عبدالله بن حماد الانصاري، عن صباح المزني، عن الحارث بن حصيرة، عن الاصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: کونوا کالنحل في الطير، ليس شئ من الطير إلا وهو يستضعفها، ولو



[ صفحه 210]



علمت الطير ما في أجوافها من البرکة لم تفعل بها ذلک [35] ، خالطوا الناس بألسنتکم وأبدانکم، وزايلوهم بقلوبکم وأعمالکم [36] ، فو الذي نفسي بيده ما ترون ما تحبون حتي يتفل بعضکم في وجوه بعض، وحتي يمسي بعضکم بعضا کذابين، وحتي لا يبقي منکم - أو قال من شيعتي - إلا کالکحل في العين، والملح في الطعام [37] وسأضرب لکم مثلا، وهو مثل رجل کان له طعام فنقاه وطيبه، ثم أدخله بيتا وترکه فيه ماشاء الله، ثم عاد إليه فإذا هو قد أصابه السوس [38] ، فأخرجه ونقاه وطيبه، ثم أعاده إلي البيت فترکه ما شاء الله، ثم عاد إليه فإذا هو قد أصابته طائفة من السوس فأخرجه ونقاه وطيبه وأعاده، ولم يزل کذلک حتي بقيت منه رزمة کرزمة الاندر لايضره السوس شيئا، وکذلک أنتم تميزون حتي لا يبقي منکم إلا عصابة لا تضرها الفتنة شيئا [39] .

حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن التيملي، قال: حدثنا محمد وأحمد ابنا الحسن، عن أبيهما، عن ثعلبة بن ميمون، عن أبي کهمس وغيره رفع الحديث إلي أمير المؤمنين (عليه السلام) وذکر مثله، وقد ذکر هذا الحديث في صدر هذا الکتاب [40] .

18 - حدثنا عبدالواحد بن عبدالله بن يونس قال: حدثنا أحمد بن محمد بن رباح الزهري الکوفي، قال: حدثنا محمد بن العباس بن عيسي الحسني [41] ، عن



[ صفحه 211]



الحسن بن علي البطائني، عن أبيه، عن أبي بصير قال: قال أبوجعفر محمد بن علي الباقر (عليهما السلام): إنما مثل شيعتنا مثل أندر - يعني بيدرا فيه طعام [42] - فأصابه آکل فنقي، ثم أصابه آکل فنقي حتي بقي منه ما لا يضره الآکل، وکذلک شيعتنا يميزون ويمحصون حتي تبقي منهم عصابة لا تضرها الفتنة.

19 - حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثنا جعفر بن عبدالله المحمدي، قال: حدثني شريف بن سابق التفليسي، عن الفضل بن أبي قرة التفليسي عن جعفر بن محمد، عن أبيه (عليهما السلام) أنه قال: المؤمنون يبتلون، ثم يميزهم الله عنده إن الله لم يؤمن المؤمنين من بلاء الدنيا ومرائرها، ولکن أمنهم فيها من العمي والشقاء في الآخرة، ثم قال: کان علي بن الحسين بن علي (عليهم السلام) يضع قتلاه بعضهم إلي بعض، ثم يقول: قتلانا قتلي النبيين [43] .

20 - حدثنا علي بن الحسين قال: حدثنا محمد بن يحيي العطار، قال: حدثنا محمد بن حسان الرازي، عن محمد بن علي الکوفي، عن الحسن بن محبوب، قال: حدثنا عبدالله بن جبلة،عن علي بن أبي حمزة، عن أبي عبدالله (عليه السلام) أنه قال: لو قد قام القائم (عليه السلام) لانکره الناس لانه يرجع إليهم شابا موفقا لا يثبت عليه إلا مؤمن قد أخذ الله ميثاقه في الذر الاول.

وفي هذا الحديث عبرة لمعتبر وذکري لمتذکر متبصر، وهو قوله: يخرج إليهم شابا موفقا لا يثبت عليه إلا مؤمن قد أخذ الله ميثاقه في الذر الاول فهل يدل هذا إلا علي أن الناس يبعدون هذه المدة من العمر ويستطيلون المدي في ظهوره وينکرون تأخره ويأيسون منه فيطيرون يمينا وشمالا کما قالوا (عليهم السلام)، تتفرق بهم المذاهب وتتشعب لهم طرق الفتن، ويغترون بلمع السراب من کلام المفتونين، فإذا ظهر لهم بعد السنين التي يوجب مثلها فيمن بلغه الشيخوخة والکبر وحنو الظهر وضعف القوي شابا موفقا أنکره من کان في قلبه مرض، وثبت عليه من سبقت له



[ صفحه 212]



من الله الحسني بما وفقه عليه وقدمه إليه من العلم بحاله، وأوصله إلي هذه الروايات من قول الصادقين (عليهم السلام) فصدقها وعمل بها، وتقدم علمه بما يأتي من أمر الله وتدبيره فارتقبه غير شاک ولا مرتاب ولا متحير، ولا مغتر بزخارف إبليس وأشياعه، والحمد لله الذي جعلنا ممن أحسن إليه وأنعم عليه وأوصله من العلم إلي ما لا يوصل إليه غيره، إيجابا للمنة، واختصاصا بالموهبة، حمدا يکون لنعمه کفاء ولحقه أداء.


پاورقي

[1] الضمير في ذکر لابي عبدالله عليه السلام.

[2] اي ابتلاء‌کم واختبارکم قد عادت، فإن النبي صلي الله عليه وآله قد بعث في زمان ألف الناس بالباطل وجروا عليه، ونشأوا فيه من عبادة الاصنام وعادات الجاهلية، ثم الناس بعد الرسول ص رجعوا عن الدين القهقري إلي سنن الکفر ونسوا سنن النبي ص وألفوا البدع والاهواء، فلما أراد أميرالمؤمنين عليه السلام ردهم إلي الحق قامت الحروب وعظمت الخطوب، فعاد الزمان کما کان قبل البعثة مثل ما کان في قصة صلاة التراويح وغيرها.

[3] بلبلة الصدر وسواسه، والبلابل هي الهموم والاحزان، ولعله أشار عليه السلام إلي تشتت الآراء عند قتال أهل القبلة في وقعة الجمل وصفين، والغربلة أيضا کناية عن الاختبار، والمعني أنکم لتميزن بالفتن التي ترد عليکم حتي يتميز خيارکم من شرارکم.

[4] في الکافي وليسبق سباقون کانوا قصروا.

[5] أي ما سترت علامة.وفي بعض النسخ بالشين أي کلمة.

[6] سورة العنکبوت: 2، وقال البيضاوي أحسبوا ترکهم غير مفتونين لقولهم آمنا، بل يمتحنهم الله بمشاق التکاليف کالمهاجرة والمجاهدة، ورفض الشهوات، ووظائف الطاعات، وأنواع المصائب في الانفس والاموال، ليميز المخلص من المنافق، والثابت في الدين من المضطرب فيه.

[7] أي احداث بدعة أو شبهة تدعو إلي الخروج عن الدين.

[8] بطانة الرجل: دخلاؤه، وبطانة الانسان: خاصته: وشق الشعرة - بفتح المعجمة - کناية شايعة بين العرب والفرس عن کمال الدقة في الامور.

[9] الشحناء: الحقد، أي لا يضر شحناؤه غيره ولا يتجاوز نفسه.

[10] في بعض النسخ عاليا يعني ظاهرا.

[11] أي مبغضا والقلاء: البغض، وفي بعض النسخ لا يخاصم بنا واليا.

[12] الثالب فاعل من الثلب، وثلبه ثلبا أي عابه أو اغتابه أو سبه، أي لا يتحدث مع الساب لنا.

[13] في بعض النسخ يبيدهم أي يهلکهم.

[14] أي کانوا سهل المؤونة، من الخفض أي الدعة والسکون.

[15] محص الذهب: أخلصه مما يشوبه، والتمحيص: الاختبار والابتلاء.

[16] الطغاة - بالضم - جمع الطاغي وهو الذي تجاوز الحد في العصيان، ولعل المراد أئمة الجور، وفي الکافي من أمر قد اقترب ولعله أراد ظهور القائم عليه السلام أو الفتن الحادثة قبل قيامه عليه السلام.ويؤيد الثاني ما جاء في المتن من قوله من شر قد اقترب.

[17] أي من يدعي الاعتقاد بامامة الائمة عليهم السلام ويظهره.

[18] قال العلامة المجلسي - رحمه الله -: هذا الکلام يدل علي أن الغربال المشبه به هو الذي يخرج الردي ويبقي الجيد في الغربال.وحاصله أن في الفتن الحادثة قبل قيام القائم عليه السلام يرتد أکثر العرب عن الدين - انتهي.

أقول: الظاهر أنه أراد من الغربلة التذرية والتنقية وما يقال له بالفارسية بوجاري.

[19] الظاهر کونه الحسن بن علي بن فضال التيملي، فما في بعض نسخ الکافي من الحسين بن علي تصحيف.

[20] هو الحسن بن علي الوشاء المعروف يروي عنه أحمد بن محمد بن عيسي الاشعري وکلاهما من وجوه الشيعة، وما في بعض النسخ والبحارمن محمد بن أحمد أو الحسين ابن علي زياد تصحيف.

[21] الزؤان: هو ما ينبت غالبا بين الحنطة، وحبه يشبه حبها الا أنه أصغر واذا أکل يجلب النوم.

والقمح: البر وهو حب معروف يطحن ويتخذ منه الخبز.

[22] في بعض النسخ هنا وما يأتي الحسن بن علي عليهما السلام.

[23] محمد وأحمد، هما ابنا الحسن بن علي بن فضال يروي عنهما أخوهما علي بن الحسن وتقدم ذکرهم في مقدمة مؤلف الکتاب ص 25.

[24] في غيبة الشيخ لمتخضن يا معشر شيعة آل محمد کمخيض الکحل في العين، لان صاحب الکحل يعلم متي - الخ.ومحص الذهب أخلصه مما يشوبه، والتمحيص: الاختبار والابتلاء، ومخض اللبن: أخذ زبده.

[25] لعله أيوب بن نوح بن دراج وهو ثقة.وقد رواه الشيخ عن أيوب بن نوح عن العباس بن عامر.

[26] المسلي - بضم الميم وسکون السين وفي آخرها لام - قال في اللباب: هذه النسبة إلي مسلية بن عامر بن عمرو بن علة بن خلد بن مالک بن أدد، ومالک هو مذحج وهي قبيلة کبيرة من مذحج، ونزلت مسلية بالکوفة محلة، فنسبت اليهم، وينسب إلي هذه المحلة جماعة ليسوا من القبيلة، فالتصريح بکون الراوي من بني مسلية لدفع توهم کونه من أهل الکوفة.

[27] صعر کفه - بتشديد العين المهملة - أي أمالها تهاونا بالناس.

[28] أي إلي أن يتبين الطريق أو إلي بمعني مع، وفي نسخة علي غير طريق.

[29] في بعض النسخ موسي بن محمد ولعل ما في المتن هو الصواب والمراد به محمد بن موسي بن عيسي أبو جعفر الهمداني، وأما أحمد بن أبي احمد فهو أحمد بن أبي أحمد الوراق الجرجاني کما صرح به المؤلف في باب علائم الظهور تحت رقم 38.وتکلمنا فيه هناک.

[30] کذا في النسخ، والظاهر کونه تصحيف أبي عبدالله جعفر بن محمد عليهما السلام کما يظهر من غيبة الشيخ والکافي.

[31] الظاهر أن کلامهم يدور حول ظهور الحق، وقيام الامام الذي جعله الله للناس اماما، ورفع التقية بکثرة الشيعة.

[32] في الکافي يشقي من يشقي ويسعد من يسعد.ومد الاعناق أوالاعين إلي الشئ کناية عن رجاء حصوله. والاياس: القنوط.

[33] کذا، وفي الکافي ج 1 ص 370 جلوسا وأبوعبدالله عليه السلام يسمع کلامنا.

[34] يعني ذکر قبل کل جملة لا والله.

[35] أي لم تفعل بها ما تفعل من عدم التعرض لها.

[36] هذا معني قولهم کن في الناس ولا تکن مع الناس.

[37] التشبيه من حيث القلة، فکما أن الملح في الطعام بالنسبة إلي مواده الآخر اقل کذلک أنتم بالنسبة إلي باقي الناس.

[38] السوس: العت وهو دود يقع في الصوف والخشب والثياب والبر ونحوها فيفسدها.

[39] الظاهر أن المراد بالفتنة الغيبة وطول مدتها مع تظاهر الزمان علي معتقديها.

[40] تقدم في مقدمة المؤلف ص 26.

[41] کذا في أکثرالنسخ، وفي بعضها الحسيني وفي بعضها الجنبي.

[42] في بعض النسخ بعني به بيتا فيه طعام.

[43] قتلي جمع القتيل بمعني المقتول، والمراد قتلي يوم الطف.