بازگشت

ما روي في غيبة الامام المنتظر الثاني عشر


[وذکر مولانا أمير المؤمنين والائمة عليهم السلام بعده وانذارهم بها].

1 - حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالک قال: حدثنا



[ صفحه 141]



إسحاق بن سنان، قال: حدثنا عبيد بن خارجة، عن علي بن عثمان، عن فرات بن أحنف، عن أبي عبدالله جعفر بن محمد، عن آبائه (عليه السلام)، قال: زاد الفرات علي عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) فرکب هو وابناه الحسن والحسين (عليهم السلام) فمر بثقيف، فقالوا قد جاء علي يرد الماء، فقال علي (عليه السلام): أما والله لا قتلن أنا وابناي هذان وليبعثن الله رجلا من ولدي في آخر الزمان يطالب بدمائنا، وليغيبن عنهم، تمييزا لاهل الضلالة حتي يقول الجاهل: ما لله في آل محمد من حاجة.

2 - أخبرنا محمد بن همام ومحمد بن الحسن بن محمد بن جمهور جميعا، عن الحسن بن محمد ابن جمهور، قال: حدثنا أبي، عن بعض رجاله، عن المفضل بن عمر قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): خبر تدريه خير من عشر ترويه، إن لکل حق حقيقة، ولکل صواب نورا، ثم قال: إنا والله لا نعد الرجل من شيعتنا فقيها حتي يلحن له [1] فيعرف اللحن، إن أميرالمؤمنين (عليه السلام) قال علي منبر الکوفة: إن من ورائکم فتنا مظلمة عمياء منکسفة لا ينجو منها إلا النومة [2] ، قيل: يا أميرالمؤمنين وما النومة؟ قال: الذي يعرف الناس ولا يعرفونه.

واعلموا أن الارض لا تخلو من حجة لله عزوجل ولکن الله سيعمي خلقه عنها بظلمهم وجورهم [3] وإسرافهم علي أنفسهم ولو خلت الارض ساعة واحدة من حجة لله لساخت بأهلها ولکن الحجة يعرف الناس ولا يعرفونه



[ صفحه 142]



کما کان يوسف يعرف الناس وهم له منکرون، ثم تلا: يا حسرة علي العباد ما يأتيهم من رسول إلا کانوا به يستهزؤن [4] .

3 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة الکوفي، قال: حدثنا أحمد بن محمد الدينوري، قال: حدثنا علي بن الحسن الکوفي، عن عميرة بنت أوس قالت: حدثني جدي الحصين بن عبدالرحمن [5] ، عن أبيه، عن جده عمرو بن سعد، عن أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنه قال يوما لحذيفة بن اليمان: يا حذيفة لاتحدث الناس بما لا يعلمون فيطغوا ويکفروا، إن من العلم صعبا شديدا محمله لو حملته الجبال عجزت عن حمله، إن علمنا أهل البيت سينکر ويبطل وتقتل رواته ويساء [6] إلي من يتلوه بغيا وحسدا لما فضل الله به عترة الوصي وصي النبي (صلي الله عليه وآله).

يا ابن اليمان إن النبي (صلي الله عليه وآله) تفل في فمي وأمر يده علي صدري وقال: اللهم أعط خليفتي ووصيي، وقاضي ديني، ومنجز وعدي وأمانتي، ووليي [7] وناصري علي عدوک وعدوي، ومفرج الکرب عن وجهي ماأعطيت آدم من العلم، وما أعطيت نوحا من الحلم وإبراهيم من العترة الطيبة والسماحة، وما أعطيت أيوب من الصبر عند البلاء، وما أعطيت داود من الشدة عند منازلة الاقران، و ما أعطيت سليمان من الفهم، اللهم لا تخف عن علي شيئا من الدنيا حتي تجعلها کلهابين عينيه مثل المائدة الصغيرة بين يديه، اللهم أعطه جلادة موسي، واجعل في نسله شبيه عيسي (عليه السلام)، اللهم إنک خليفتي عليه وعلي عترته وذر يته [الطيبة]



[ صفحه 143]



المطهرة التي أذهبت عنها الرجس [والنجس] وصرفت عنها ملامسة الشياطين اللهم إن بغت قريش عليه، وقدمت غيره عليه فأجعله بمنزلة هارون من موسي إذ غاب [عنه موسي]، ثم قال لي: يا علي کم في ولدک [من ولد] فاضل يقتل و الناس قيام ينظرون لا يغيرون! فقبحت امة تري أولاد نبيها يقتلون ظلما وهم لا يغيرون [8] إن القاتل والآمر والشاهد الذي لا يغير کلهم في الاثم واللعان سواء مشترکون.

يا ابن اليمان إن قريشا لا تنشرح صدورها ولا ترضي قلوبها ولا تجري ألسنتها ببيعة علي وموالاته إلا علي الکره [والعمي] والصغار، يا ابن اليمان ستبايع قريش عليا ثم تنکث عليه وتحاربه وتناضله وترميه بالعظائم، وبعد علي يلي الحسن وسينکث عليه، ثم يلي الحسين فتقتله امة جده، فلعنت أمة تقتل ابن بنت نبيها ولا تعز من امة، ولعن القائد لها والمرتب لفاسقها، فو الذي نفس علي بيده لا تزال هذه الامة بعد قتل الحسين ابني في ضلال وظلم وعسف وجور و اختلاف في الدين، وتغيير وتبديل لما أنزل الله في کتابه، وإظهار البدع، وإبطال السنن، واختلال وقياس مشتبهات [9] وترک محکمات حتي تنسلخ من الاسلام و تدخل في العمي والتلدد والتکسع [10] ، مالک يا بني امية! لاهديت يا بني امية، ومالک يا بني العباس! لک الاتعاس، فما في بني امية إلا ظالم، ولا في بني العباس إلا معتد متمرد علي الله بالمعاصي، قتال لولدي، هتاک لستر [ي و] حرمتي، فلا تزال هذه الامة جبارين يتکالبون علي حرام الدنيا، منغمسين في بحار الهلکات، و في أودية الدماء، حتي إذا غاب المتغيب من ولدي عن عيون الناس، وماج الناس بفقده أو بقتله أو بموته، أطلعت الفتنة، ونزلت البلية، والتحمت العصبية [11] ، و



[ صفحه 144]



غلا الناس في دينهم، وأجمعوا علي أن الحجة ذاهبة، والامامة باطلة، ويحج حجيج الناس في تلک السنة من شيعة علي ونواصبه [12] للتحسس والتجسس عن خلف الخلف [13] ، فلا يري له أثر، ولا يعرف له خبر ولا خلف، فعند ذلک سبت شيعة علي، سبها أعداؤها، وظهرت عليها [14] الاشرار والفساق باحتجاجها حتي إذا بقيت الامة حياري، وتدلهت [15] وأکثرت في قولها إن الحجة هالکة والامامة باطلة، فورب علي إن حجتها عليها قائمة ما شية في طرقها [16] ، داخلة في دورها وقصورها جوالة في شرق هذه الارض وغربها، تسمع الکلام، وتسلم علي الجماعة، تري ولا تري إلي الوقت والوعد، ونداء المنادي من السماء ألا ذلک يوم [فيه] سرور ولد علي وشيعته.

وفي هذا الحديث عجائب وشواهد علي حقية ما تعتقده الامامية وتدين به والحمد لله، فمن ذلک قول أميرالمؤمنين صلوات الله عليه حتي إذا غاب المتغيب من ولدي عن عيون الناس أليس هذا موجبا لهذه الغيبة [17] وشاهدا علي صحة قول من يعترف بهذا ويدين بإمامة صاحبها؟ ثم قوله (عليه السلام): وماج الناس بفقده أو بقتله أو بموته...وأجمعوا علي أن الحجة ذاهبة والامامة باطلة أليس هذا موافقا لما عليه کافة الناس الآن من تکذيب [قول] الامامية في وجود صاحب الغيبة؟ وهي محققة في وجوده وإن لم تره، وقوله (عليه السلام) ويحج حجيج الناس في تلک السنة



[ صفحه 145]



للتجسس وقد فعلوا ذلک ولم يروا له أثرا، وقوله: فعند ذلک سبت شيعة علي سبها أعداؤها، وظهرت عليها الاشرار والفساق باحتجاجها يعني باحتجاجها عليها في الظاهر، وقولها: فأين إمامکم؟ دلونا عليه، وسبهم لهم، ونسبتهم إياهم إلي النقص والعجز والجهل لقولهم بالمفقود العين، وإحالتهم علي الغائب الشخص و هو السب، فهم في الظاهر عند أهل الغفلة والعمي محجوجون [18] وهذا القول من أمير المؤمنين (عليه السلام) في هذا الموضع شاهد لهم [19] بالصدق، وعلي مخالفيهم بالجهل والعناد للحق، ثم حلفه (عليه السلام) مع ذلک بربه عزوجل بقوله: فو رب علي إن حجتها عليها قائمة ماشية في طرقها، داخلة في دورها وقصورها، جوالة في شرق هذه الارض وغربها، تسمع الکلام وتسلم علي الجماعة وتري ولا تري أليس ذلک مزيلا للشک في أمره (عليه السلام)؟ وموجبا لوجوده ولصحة ما ثبت في الحديث الذي هو قبل هذا الحديث من قوله: إن الارض لا تخلو من حجة لله ولکن الله سيعمي خلقه عنها بظلمهم وجورهم وإسرافهم علي أنفسهم ثم ضرب لهم المثل في يوسف (عليه السلام).

إن الامام (عليه السلام) موجود العين والشخص إلا أنه في وقته هذا يري ولا يري کما قال أميرالمؤمنين (عليه السلام)، إلي يوم الوقت والوعد ونداء المنادي من السماء.

اللهم لک الحمد والشکر علي نعمک التي لا تحصي، وعلي أياديک التي لا تجازي، ونسألک الثبات علي ما منحتنا من الهدي برحمتک.

4 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا أحمد بن محمد الدينوري، قال: حدثنا علي بن الحسن الکوفي [20] قال: حدثتنا عميرة بنت أوس [21] ، قالت: حدثني



[ صفحه 146]



جدي الحصين بن عبدالرحمن، عن عبدالله بن ضمرة [22] ، عن کعب الاحبار [23] أنه قال: إذا کان يوم القيامة حشر الخلق علي أربعة أصناف: صنف رکبان، وصنف علي أقدامهم يمشون، وصنف مکبون، وصنف علي وجوههم صم بکم عمي فهم لا يعقلون ولا يکلمون ولا يؤذن لهم فيعتذرون، أولئک الذين تلفح وجوههم النار وهم فيها کالحون، فقيل له: يا کعب من هؤلاء الذين يحشرون علي وجوههم وهذه الحال حالهم؟ فقال کعب: أولئک کانوا علي الضلال والارتداد والنکث، فبئس ما قدمت لهم أنفسهم إذا لقوا الله بحرب خليفتهم ووصي نبيهم وعالمهم وسيدهم وفاضلهم، وحامل اللواء وولي الحوض والمرتجي والرجا دون هذا العالم، وهوالعلم الذي لا يجهل [24] والمحجة التي من زال عنها عطب [25] وفي النار هوي، ذاک علي ورب کعب أعلمهم علما، وأقدمهم سلما [26] ، وأوفرهم حلما، عجب کعب ممن قدم علي علي غيره.

ومن نسل علي القائم [27] المهدي الذي يبدل الارض غير الارض، وبه يحتج عيسي بن مريم (عليه السلام) علي نصاري الروم والصين، إن القائم المهدي من نسل علي أشبه الناس بعيسي بن مريم خلقا وخلقا وسمتا [28] وهيبة، يعطيه الله جل



[ صفحه 147]



وعز ما أعطي الانبياء ويزيده ويفضله، إن القائم من ولد علي (عليه السلام) له غيبة کغيبة يوسف، ورجعة کرجعة عيسي بن مريم، ثم يظهر بعد غيبته مع طلوع النجم الاحمر، وخراب الزوراء، وهي الري، وخسف المزورة وهي بغداد، وخروج السفياني، وحرب ولد العباس مع فتيان أرمينية وآذربيجان، تلک حرب يقتل فيها الوف والوف، کل يقبض علي سيف محلي، تخفق عليه رايات سود، تلک حرب يشوبها الموت الاحمر والطاعون الاغبر [29] .

5 - وبه [30] عن الحصين بن عبدالرحمن، عن أبيه عن جده عمرو بن سعد [31] قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لا تقوم القيامة حتي تفقأ عين الدنيا، وتظهر الحمرة في السماء، وتلک دموع حملة العرش علي أهل الارض حتي يظهر فيهم عصابة لاخلاق لهم يدعون لولدي وهم برآء من ولدي، تلک عصابة رديئة لاخلاق لهم، علي الاشرار مسلطة، وللجبابرة مفتنة، وللملوک مبيرة [32] ، تظهر في سواد الکوفة، يقدمهم رجل أسود اللون والقلب، رث الدين، لاخلاق له [33] مهجن زنيم عتل، تداولته



[ صفحه 148]



أيدي العواهر من الامهات [34] من شر نسل لاسقاها الله المطر [35] في سنة إظهار غيبة المتغيب من ولدي صاحب الراية الحمراء، والعلم الاخضر أي يوم للمخيبين [36] بين الانبار وهيت، ذلک يوم فيه صيلم الاکراد والشراة [37] ، وخراب دار الفراعنة ومسکن الجبابرة، ومأوي الولاة الظلمة، وأم البلاد وأخت العاد [38] ، تلک ورب علي يا عمر وبن سعد بغداد، ألا لعنة الله علي العصاة من بني أمية وبني العباس الخونة الذين يقتلون الطيبين من ولدي ولا يراقبون فيهم ذمتي، ولا يخافون الله فيما يفعلونه بحرمتي، إن لبني العباس يوما کيوم الطموح [39] ولهم فيه صرخة کصرخة الحبلي، الويل لشيعة ولد العباس من الحرب التي سنح [40] بين نهاوند والدينور، تلک حرب صعاليک شيعة علي يقدمهم رجل من همدان اسمه [علي] اسم النبي (صلي الله عليه وآله).

منعوت موصوف باعتدال الخلق، وحسن الخلق، ونضارة اللون، له في صوته ضجاج، وفي أشفاره وطف، وفي عنقه سطع، [أ] فرق الشعر، مفلج الثنايا [41] ، علي فرسه کبدر تمام إذا تجلي عند الظلام [42] يسير بعصابة خير عصابة آوت وتقربت ودانت لله بدين تلک الابطال من العرب الذين لحقون [43] حرب الکريهة، والدبرة [44] .



[ صفحه 149]



يومئذ علي الاعداء، إن للعدو يوم ذاک الصليم والاستئصال.

وفي هذين الحديثين من ذکر الغيبة وصاحبها ما فيه کفاية وشفاء للطالب المرتاد [45] ، وحجة علي أهل [الجحد و] العناد، وفي الحديث الثاني إشارة إلي ذکر عصابة لم تکن تعرف فيما تقدم، وإنما يبعث في سنة ستين ومائتين ونحوها وهي کما قال أمير المؤمنين (عليه السلام) سنة إظهار غيبة المتغيب وهي کما وصفها ونعتها ونعت الظاهر برايتها، وإذا تأمل اللبيب الذي له قلب - کما قال الله تعالي: أو ألقي السمع وهو شهيد - هذا التلويح [46] اکتفي به عن التصريح، نسأل الله الرحيم توفيقا للصواب برحمته.

6 - أخبرنا سلامة بن محمد قال: حدثنا علي بن داود، قال: حدثنا أحمد بن - الحسن، عن عمران بن الحجاج، عن عبدالرحمن بن أبي نجران، عن محمد بن أبي - عمير، عن محمد بن إسحاق، عن اسيد بن ثعلبة، عن ام هانئ، قالت: قلت لابي - جعفر محمد بن علي الباقر (عليهما السلام): ما معني قول الله عزوجل: فلا اقسم بالخنس [47] ؟ فقال: يا ام هانئ إمام يخنس نفسه حتي ينقطع عن الناس علمه، سنة ستين و مائتين [48] ثم يبدو کالشهاب الواقد في الليلة الظلماء، فإن أدرکت ذلک الزمان - [49] قرت عينک.



[ صفحه 150]



وأخبرنا محمد بن يعقوب، عن علي بن محمد، عن جعفر بن محمد، عن موسي بن جعفر البغدادي، عن وهب بن شاذان، عن الحسن بن أبي الربيع الهمداني، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، عن اسيد بن ثعلبة، عن ام هانئ مثله إلا أنه قال: يظهر کالشهاب يتوقد في الليلة الظلماء فإن أدرکت زمانه قرت عينک.

7 - محمد بن يعقوب، عن عدة من رجاله، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن - الحسن، عن عمر بن يزيد، عن الحسن بن أبي الربيع الهمداني، قال: حدثنا محمد ابن إسحاق، عن اسيد بن ثعلبة، عن ام هانئ قالت: لقيت أبا جعفر محمد بن علي الباقر (عليهما السلام) فسألته عن هذه الآية فلا اقسم بالخنس الجوار الکنس فقال: الخنس إمام يخنس نفسه في زمانه عند انقطاع من علمه عند الناس [50] سنة ستين ومائتين، ثم يبدو کالشهاب الواقد في ظلمهالليل، فإذا أدرکت ذلک قرت عينک.

8 - محمد بن همام قال: حدثنا أحمد بن ما بنداذ [51] قال: حدثنا محمد بن مالک [52] ، قال: حدثنا محمد بن سنان، عن الکاهلي [53] عن أبي عبدالله (عليه السلام) أنه قال: تواصلوا وتباروا وتراحموا، فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة ليأتين عليکم وقت لا يجد أحدکم لديناره ودرهمه موضعا - يعني لا يجد عند ظهور القائم (عليه السلام) موضعا يصرفه فيه لاستغناء الناس جميعا بفضل الله وفضل وليه [54] - فقلت: وأني يکون ذلک؟



[ صفحه 151]



فقال: عند فقد کم إمامکم فلا تزالون کذلک حتي يطلع عليکم کماتطلع الشمس آيس ما تکونون، فإياکم والشک والارتياب، وانفوا عن أنفسکم الشکوک و قد حذرتکم [55] فاحذروا، أسأل الله توفيقکم وإرشادکم.

فلينظر الناظر إلي هذا النهي عن الشک في صحة غيبة الغائب (عليه السلام)، وفي صحة ظهوره، وإلي قوله بعقب النهي عن الشک فيه وقد حذرتکم [56] فاحذروا يعني من الشک، نعوذ بالله من الشک والارتياب، ومن سلوک جادة الطريق الموردة إلي الهلکة، ونسأله الثبات علي الهدي وسلوک الطريقة المثلي التي توصلنا إلي کرامته مع المصطفين من خيرته بمنه وقدرته.

9 - أخبرنا عبدالواحد بن عبدالله بن يونس قال: حدثنا أحمد بن محمد بن رباح الزهري، عن أحمد بن علي الحميري، عن الحسن بن أيوب، عن عبدالکريم بن عمرو الخثعمي، عن محمد بن عصام، قال: حدثني المفضل بن عمر قال: کنت عند أبي عبدالله (عليه السلام) في مجلسه ومعي غيري، فقال لنا: إياکم والتنويه - يعني باسم القائم (عليه السلام [57] وکنت أراه يريد غيري، فقال لي: يا أبا عبدالله إياکم والتنويه، والله ليغيبن سبتا من



[ صفحه 152]



الدهر، وليخملن [58] حتي يقال: مات، أو هلک؟ بأي واد سلک؟ ولتفيضن عليه أعين المؤمنين وليکفأن کتکفئ السفينة في أمواج البحر [59] حتي لا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه، وکتب الايمان في قلبه، وأيده بروح منه، ولترفعن اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يعرف أي من أي [60] قال المفضل، فبکيت، فقال لي: ما يبکيک؟ قلت: جعلت فداک کيف لا أبکي وأنت تقول: ترفع اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يعرف أي من أي، قال: فنظر إلي کوة في البيت [61] التي تطلع فيها الشمس في مجلسه فقال: أهذه الشمس مضيئة، قلت: نعم، فقال: والله لامرنا أضوء منها.

10 - محمد بن همام قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالک وعبدالله بن جعفر - الحميري جميعا قالا: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ومحمد بن عيسي و عبدالله بن عامر القصباني جميعا، عن عبدالرحمن بن أبي نجران، عن محمد بن مساور، عن المفضل بن عمر الجعفي قال: سمعت الشيخ - يعني أبا عبدالله - (عليه السلام) يقول: إياکم والتنويه، أما والله ليغيبن سبتا من دهرکم، وليخملن حتي يقال: مات، هلک، بأي وادسلک؟ ولتدمعن عليه عيون المؤمنين، وليکفأن تکفأ السفينة في أمواج البحر فلا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه، وکتب في قلبه الايمان، وأيده



[ صفحه 153]



بروح منه، ولتر فعن اثنتا عشرة راية مشتبهة لايدري أي من أي، قال: فبکيت ثم قلت له: کيف نصنع؟ فقال: يا أبا عبدالله - ثم نظر إلي شمس داخلة في الصفة - أتري هذه الشمس؟ فقلت: نعم، فقال: لامرنا أبين من هذه الشمس.

محمد بن يعقوب الکليني، عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن عبدالکريم، عن عبدالرحمن بن أبي نجران، عن محمد بن مساور، عن المفضل بن عمر - وذکر مثله - إلا أنه قال في حديثه وليغيبن سنين من دهرکم.

أما ترون - زاد کم الله هدي - هذا النهي عن التنويه باسم الغائب (عليه السلام) و ذکره بقوله (عليه السلام): إياکم والتنويه وإلي قوله ليغيبن سبتا من دهرکم و ليخملن حتي يقال: مات، هلک، بأي وادسلک ولتفيضن عليه أعين المؤمنين وليکفأن کتکفئ السفينة في أمواج البحر يريد (عليه السلام) بذلک ما يعرض للشيعة في أمواج الفتن المضلة المهولة وما يتشعب من المذاهب الباطلة المتحيرة المتلددة وما يرفع من الرايات المشتبهة يعني للمدعين للامامة من آل أبي طالب والخارجين منهم طلبا للرئاسة في کل زمان فإنه لم يقل مشتبهة إلا ممن کان من هذه الشجرة ممن يدعي ما ليس له من الامامة ويشتبه علي الناس أمره بنسبه، ويظن ضعفاء الشيعة وغيرهم أنهم علي حق إذا کانوا من أهل بيت الحق والصدق، وليس کذلک لان الله عزوجل قصر هذا الامر - الذي تتلف نفوس ممن ليس له ولا هو من أهله ممن عصي الله في طلبه من أهل البيت، ونفوس من يتبعهم علي الظن والغرور - علي صاحب الحق ومعدن الصدق الذي جعله الله له، لا يشرکه فيه أحد وليس لخلق من العالم ادعاؤه دونه، فثبت الله المؤمنين مع وقوع الفتن وتشعب المذاهب وتکفئ القلوب واختلاف الاقوال وتشثت الآراء ونکوب الناکبين عن الصراط المستقيم علي نظام الامامة وحقيقة الامر وضيائه غير مغترين بلمع السراب والبروق الخوالب ولا مائلين مع الظنون الکواذب حتي يلحق الله منهم من يلحق بصاحبه (عليه السلام) غير مبدل ولا مغير، ويتوفي من قضي نحبه منهم قبل ذلک غيرشاک ولا مرتاب ويوفي کلا



[ صفحه 154]



منهم منزلته ويحله مرتبته في عاجله وآجله، والله جل اسمه نسأل الثبات ونستزيده علما فإنه أجود المعطين وأکرم المسؤولين

(فصل).

11 - حدثنا محمد بن يعقوب الکليني - رحمه الله - عن علي بن محمد، عن الحسن ابن عيسي بن محمد بن علي بن جعفر، عن أبيه، عن جده، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسي بن جعفر (عليهما السلام) أنه قال: إذا فقد الخامس من ولد السابع [62] فالله الله في أديانکم لا يزيلنکم عنها، فإنه لابد لصاحب هذا الامر من غيبة حتي يرجع عن هذا الامر من کان يقول به، إنما هي محنة من الله يمتحن الله بها خلقه ولو علم آباؤکم وأجدادکم دينا أصح من هذا الدين لاتبعوه، قال: قلت: يا سيدي من الخامس من ولد السابع؟ فقال: يا بني عقولکم تصغر عن هذا، وأحلامکم تضيق عن حمله و لکن إن تعيشوا فسوف تدر کونه.

12 - أخبرنا أبوسليمان أحمد بن هوذة الباهلي قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي سنة ثلاث وسبعين ومائتين قال: حدثنا عبدالله بن حماد الانصاري سنة تسع وعشرين ومائتين، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال لي: يا أبا - الجارود إذا دار الفلک وقالوا: مات أو هلک، وبأي واد سلک، وقال الطالب له: أني يکون ذلک وقد بليت عظامه فعند ذلک فارتجوه، وإذا سمعتم به فأتوه ولو حبوا علي الثلج.

13 - أخبرنا محمد بن همام - رحمه الله - قال: حدثنا حميد بن زياد، عن الحسن ابن محمد بن سماعة، عن أحمد بن الحسن الميثمي، عن زائدة بن قدامة، عن بعض رجاله عن أبي عبداله (عليه السلام) قال: إن القائم إذا قام يقول الناس: أني ذلک؟ وقد بليت عظامه.



[ صفحه 155]



14 - حدثنا عبدالواحد بن عبدالله بن يونس قال: حدثنا أحمد بن محمد بن رباح الزهري، عن أحمد بن علي الحميري، عن الحسن بن أيوب، عن عبدالکريم ابن عمرو، عن محمد بن الفضيل عن حماد بن عبدالکريم الجلاب قال: ذکر القائم عند أبي عبدالله (عليه السلام) فقال: أما إنه لو قد قام لقال الناس: أني يکون هذا، وقد بليت عظامه مذ کذا وکذا.

15 - حدثنا علي بن أحمد البندنيجي قال: حدثنا عبيد الله بن موسي العلوي العباسي، عن موسي بن سلام، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن عبدالرحمن، عن الخشاب [63] ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) عن آبائه (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): مثل أهل بيتي مثل نجوم السماء کلما غاب نجم طلع نجم حتي إذا نجم منها طلع فرمقتموه بالاعين وأشرتم إليه بالاصابع أتاه ملک الموت فذهب به [64] ، ثم لبثتم في ذلک سبتا من دهرکم، واستوت بنو عبدالمطلب ولم يدر أي من أي، فعند ذلک يبدو نجمکم فاحمدوا الله واقبلوه.

16 - وأخبرنا محمد بن همام قال: حدثني جعفر بن محمد بن مالک وعبدالله بن جعفر الحميري قالا: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ومحمد بن عيسي و عبدالله بن عامر القصباني جميعا، عن عبدالرحمن بن أبي نجران، عن الخشاب عن معروف بن خربوذ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): إنما مثل أهل بيتي في هذه الامة کمثل نجوم السماء کلما غاب نجم طلع نجم حتي إذامددتم إليه حواجبکم وأشرتم إليه بالاصابع أتاه ملک الموت فذهب به، ثم بقيتم



[ صفحه 156]



سبتا من دهرکم لا تدرون أيا من أي، فاستوي في ذلک بنو عبدالمطلب، فبينما أنتم کذلک إذ أطلع الله [عليکم] نجمکم فاحمدوه واقبلوه.

17 - حدثنا محمد بن يعقوب الکليني قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن حنان بن سدير، عن معروف بن خربوذ، عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال: إنما نحن کنجوم السماء کلما غاب نجم طلع نجم حتي إذا أشرتم بأصابعکم وملتم بحواجبکم [65] غيب الله عنکم نجمکم، فاستوت بنو عبدالمطلب فلم يعرف أي من أي [66] ، فإذا طلع نجمکم فاحمدوا ربکم.

18 - حدثنا علي بن الحسين قال: حدثنا محمد بن يحيي [67] ، قال: حدثنا محمد ابن حسان الرازي، عن محمد بن علي الکوفي قال: حدثنا عيسي بن عبدالله بن محمد ابن عمر بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده، عن أبيه أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: صاحب هذا الامر من ولدي هو الذي يقال: مات، أو هلک؟ لا، بل في أي وادسلک.

19 - وبه عن محمد بن علي الکوفي قال: حدثنا يونس بن يعقوب، عن المفضل ابن عمر قال: قلت لابي عبدالله (عليه السلام): ماعلامة القائم؟ قال: إذا استدار الفلک، فقيل:



[ صفحه 157]



مات أو هلک؟ في أي واد سلک؟ قلت: جعلت فداک ثم يکون ماذا؟ قال: لا يظهر إلا بالسيف.

20 - حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا حميد بن زياد الکوفي، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن سماعة، عن أحمد بن الحسن الميثمي، عن زائدة بن قدامة، عن عبدالکريم قال: ذکر عند أبي عبدالله (عليه السلام) القائم، فقال: أني يکون ذلک ولم يستدر الفلک حتي يقال: مات أو هلک، في أي واد سلک، فقلت: وما استدارة الفلک؟ فقال: اختلاف الشيعة بينهم.

وهذه الاحاديث دالة علي ما قد آلت إليه أحوال الطوائف المنتسبة إلي التشيع ممن خالف الشرذمة المستقيمة علي إمامة الخلف بن الحسن بن علي (عليه السلام) لان الجمهور منهم من يقول في الخلف: أين هو؟ وأني يکون هذا؟ وإلي متي يغيب؟ وکم يعيش هذا؟ وله الآن نيف وثمانون سنة، فمنهم من يذهب إلي أنه ميت؟ ومنهم من ينکر ولادته ويجحد وجوده بواحدة [68] ويستهزء بالمصدق به، ومنهم من يستبعد المدة ويستطيل الامد ولايري أن الله في قدرته ونافذ سلطانه وماضي أمره وتدبيره قادر علي أن يمد لوليه في العمر کأفضل ما مده ويمده لاحد من أهل عصره وغير أهل عصره، ويظهر بعد مضي هذه المدة وأکثر منها، فقد رأينا کثيرا من أهل زماننا ممن عمر مائة سنة وزيادة عليها وهو تام القوة، مجتمع العقل فکيف ينکر لحجة الله أن يعمره أکثر من ذلک، وأن يجعل ذلک من أکبر آياته التي أفرده بها من بين أهله لانه حجته الکبري التي يظهر دينه علي کل الاديان، و يغسل بها الارجاس والادران [69] .

کأنه لم يقرأ في هذا القرآن قصة موسي في ولادته وما جري علي النساء والصبيان بسببه من القتل والذبح حتي هلک في ذلک الخلق الکثير تحرزا من واقع قضاء الله ونافذ أمره، حتي کونه الله عزوجل علي رغم



[ صفحه 158]



أعدائه وجعل الطالب له المفني لامثاله من الاطفال بالقتل والذبح بسببه هو الکافل له والمربي، وکان من قصته في نشوئه وبلوغه وهربه في ذلک الزمان الطويل ما قد نبأ ناالله في کتابه، حتي حضر الوقت الذي أذن الله عزوجل في ظهوره، فظهرت سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنته تبديلا، فاعتبروا يا أولي الابصار و اثبتوا أيها الشيعة الاخيار علي ما دلکم الله عليه وأرشدکم إليه، واشکروه علي ما أنعم به عليکم وأفردکم بالحظوة فيه فإنه أهل الحمد والشکر.

(فصل)

1 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا القاسم بن محمد بن الحسن بن حازم، قال: حدثنا عبيس بن هشام الناشري، عن عبدالله بن جبلة، عن فضيل [الصائغ]، عن محمد بن مسلم الثقفي، عن أبي عبدالله (عليه السلام) أنه قال: إذا فقد الناس الامام مکثوا سنينا لايدرون أيا من أي، ثم يظهر الله عزوجل لهم صاحبهم.

2 - وبه، عن عبدالله بن جبلة، عن علي بن الحارث بن المغيرة، عن أبيه قال: قلت لابي عبدالله (عليه السلام): يکون فترة لا يعرف المسلمون فيها إمامهم؟ فقال: يقال ذلک، قلت: فکيف نصنع؟ قال: إذا کان ذلک فتمسکوا بالامر الاول حتي يبين لکم الآخر.

3 - وبه، عن عبدالله بن جبلة، عن محمد بن منصور الصيقل، عن أبيه منصور قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): إذا أصبحت وأمسيت يوما لا تري فيه إماما من آل محمد فأحبب من کنت تحب، وأبغض من کنت تبغض [70] ، ووال من کنت توالي وانتظر الفرج صباحا ومساء.

وأخبرنا محمد بن يعقوب الکليني، عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن الحسن بن علي العطار، عن جعفر بن محمد، عن منصور عمن ذکره، عن أبي عبدالله (عليه السلام) مثله [71] .



[ صفحه 159]



4 - حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري، عن محمد بن عيسي والحسن بن ظريف جميعا، عن حماد بن عيسي، عن عبدالله بن سنان قال: دخلت أنا وأبي علي أبي عبدالله (عليه السلام) فقال: کيف أنتم إذا صرتم في حال لا ترون فيها إمام هدي ولا علما يري، فلا ينجو من تلک الحيرة إلا من دعا بدعاء الغريق، فقال أبي: هذا والله البلاء فکيف نصنع جعلت فداک حينئذ؟ قال: إذا کان ذلک - و لن تدرکه - فتمسکوا بما في أيديکم حتي يتضح لکم الامر.

5 - وبه، عن محمد بن عيسي والحسن بن ظريف، عن الحارث بن المغيرة النصري، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قلت له: إنا نروي بأن صاحب هذا الامر يفقد زمانا فکيف نصنع عند ذلک؟ قال: تمسکوا بالامر الاول الذي أنتم عليه حتي يبين لکم.

6 - محمد بن همام بإسناده يرفعه إلي أبان بن تغلب، عن أبي عبدالله (عليه السلام) أنه قال: يأتي علي الناس زمان يصيبهم فيها سبطة [72] يأرز العلم فيها کما تأرز الحية في جحرها، فبينما هم کذلک إذ طلع عليهم نجم، قلت: فما السبطة؟ قال: الفترة، قلت: فکيف نصنع فيما بين ذلک؟ فقال: کونوا علي ما أنتم عليه حتي يطلع الله لکم نجمکم.

7 - وبه، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبدالله (عليه السلام) أنه قال: کيف أنتم إذا وقعت السبطة بين المسجدين [73] فيأرز العلم فيها کما تأرز الحية في جحرها واختلفت الشيعة بينهم وسمي بعضهم بعضا کذابين، ويتفل بعضهم في وجوه بعض، فقلت: ما عند ذلک من خير، قال: الخير کله عند ذلک - يقوله ثلاثا - يريد قرب الفرج.

حدثنا محمد بن يعقوب الکليني - رحمه الله - عن عدة من رجاله، عن أحمد بن



[ صفحه 160]



محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن علي بن الحسن [74] ، عن أبان بن تغلب قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): کيف أنت إذا وقعت البطشة - وذکر مثله بلفظه [75] .

8 - حدثنا أحمد بن هوذة الباهلي أبوسليمان، قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، قال: حدثنا عبدالله بن حماد الانصاري، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبدالله (عليه السلام) أنه قال: يا أبان يصيب العلم سبطة، يأرز العلم بين المسجدين کما تأرز الحية في جحرها، قلت: فما السبطة؟ قال: دون الفترة، فبينماهم کذلک إذ طلع لهم نجمهم، فقلت: جعلت فداک فکيفنصنع وکيف يکون ما بين ذلک؟ فقال لي: [76] ما أنتم عليه حتي يأتيکم الله بصاحبها.

هذه الروايات التي قدجاء‌ت متواترة تشهد بصحة الغيبة وباختفاء العلم، و المراد بالعلم الحجة للعالم، وهي مشتملة علي أمر الائمة (عليه السلام) للشيعة بأن يکونوا فيها علي ماکانوا عليه لا يزولون ولا ينتقلون بل يثبتون ولا يتحولون ويکونون متوقعين لما وعدوا به، وهم معذورون في أن لا يروا حجتهم وإمام زمانهم في أيام الغيبة، و يضيق عليهم في کل عصر وزمان قبله أن لا يعرفوه بعينه واسمه ونسبه، ومحظور عليهم الفحص [77] والکشف عن صاحب الغيبة والمطالبة باسمه أو موضعه أو غيابه أوالاشادة بذکره [78] ، فضلا عن المطالبة بمعاينته، وقال لنا: إياکم والتنويه، و کونوا علي ما أنتم عليه وإياکم والشک، فأهل الجهل الذين لا علم لهم بما أتي عن الصادقين (عليه السلام) من هذه الروايات الواردة للغيبة وصاحبها يطالبون بالارشاد إلي شخصه والدلالة علي موضعه، ويقترحون إظهاره لهم [79] ، وينکرون غيبته لانهم بمعزل



[ صفحه 161]



عن العلم [80] وأهل المعرفة مسلمون لما أمروا به، ممتثلون له، صابرون علي ما ندبوا إلي الصبر عليه، وقد أوقفهم العلم والفقه مواقف الرضا عن الله، والتصديق لاولياء الله، والامتثال لامرهم، والانتهاء عما نهوا عنه، حذرون ما حذر الله في کتابه من مخالفة رسول الله (صلي الله عليه وآله) والائمة الذين هم في وجوب الطاعة بمنزلته لقوله: فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم [81] و لقوله: أطيعو الله وأطيعوا الرسول وأولي الامرمنکم [82] ولقوله: وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما علي رسولنا البلاغ المبين [83] .

وفي قوله في الحديث الرابع من هذا الفصل - حديث عبدالله بن سنان - کيف أنتم إذا صرتم في حال لا ترون فيها إمام هدي ولا علما يري دلالة علي ما جري و شهادة بما حدث من أمر السفراء الذين کانوا بين الامام (عليه السلام) وبين الشيعة من ارتفاع أعيانهم وانقطاع نظامهم، لان السفير بين الامام في حال غيبته وبين شيعته هو العلم، فلما تمت المحنة علي الخلق ارتفعت الاعلام ولا تري حتي يظهر صاحب الحق (عليه السلام) ووقعت الحيرة التي ذکرت وآذننا بها أولياء الله.

وصح أمر الغيبة الثانية التي يأتي شرحها وتأويلها فيما يأتي من الاحاديث بعد هذا الفصل، نسأل الله أن يزيدنا بصيرة وهدي، ويوفقنا لما يرضيه برحمته.

(فصل)

- 1 - أخبرنا محمد بن همام، عن بعض رجاله، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه عن رجل، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبدالله (عليه السلام) أنه قال: أقرب ما يکون هذاه العصابة من الله وأرضي ما يکون عنهم إذا افتقدوا حجة الله، فحجب عنهم ولم يظهر لهم ولم يعلموا بمکانه وهم في ذلک يعلمون ويوقنون أنه لم تبطل حجة الله



[ صفحه 162]



ولا ميثاقه، فعندها توقعوا الفرج صباحا ومساء [84] فإن أشد ما يکون غضب الله علي أعدائه إذا افتقدوا حجته فلم يظهر لهم، وقد علم الله عزوجل أن أولياء‌ه لا يرتابون، ولو علم أنهم يرتابون ما غيب حجته طرفة عين عنهم، ولا يکون ذلک إلا علي رأس شرار الناس [85] .

2 - حدثنا محمد بن يعقوب الکليني، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه عن محمد بن خالد، عمن حدثه، عن المفضل بن عمر قال الکليني: و حدثنا محمد بن يحيي، عن عبدالله بن محمد بن عيسي، عن أبيه، عن بعض رجاله، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبدالله (عليه السلام) أنه قال: أقرب ما يکون العباد من الله عز وجل وأرضي ما يکون عنهم إذا افتقدوا حجة الله عزوجل ولم يظهر لهم، ولم يعلموا [ب‍] مکانه، وهم في ذلک يعلمون أنه لم تبطل حجة الله جل ذکره ولا ميثاقه، فعندها فتوقعوا الفرج صباحا ومساء، فإن أشد ما يکون غضب الله عزوجل علي أعدائه إذا افتقدوا حجة الله فلم يظهر لهم [86] ، وقد علم الله أن أولياء‌ه لا يرتابون ولو علم أنهم يرتابون ما غيب حجته [عنهم] طرفة عين، ولا يکون ذلک إلا علي رأس شرار الناس.



[ صفحه 163]



وهذا ثناء الصادق (عليه السلام) علي أوليائه في حال الغيبة بقوله: أرضي ما يکون الله عنهم إذا افتقدوا حجة الله وحجب عنهم وهم مع ذلک يعلمون أنه لم تبطل حجة الله، ووصفه أنهم لا يرتابون ولو علم الله أنهم يرتابون لم يغيب حجته طرفة عين، والحمد لله الذي جعلنا من الموقنين غير المرتابين ولا الشاکين ولا الشاذين عن الجادة البيضاء إلي [البليات و] طرق الضلال المؤدية إلي الردي والعمي، مدا يقضي حقه ويمتري مزيده.

3 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا محمد بن المفضل وسعدان بن إسحاق بن سعيد وأحمد بن الحسين [87] ومحمد بن أحمد بن الحسن القطواني جميعا، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم الجواليقي، عن يزيد الکناسي قال: سمعت أبا جعفر الباقر (عليه السلام) يقول: إن صاحب هذا الامر فيه شبه من يوسف [88] ابن أمة سوداء، يصلح الله له أمره في ليلة [89] .

4 - حدثنا علي بن أحمد قال: حدثنا عبيد الله بن موسي العلوي، عن أحمد ابن الحسين [90] ، عن أحمد بن هلال، عن عبدالرحمن بن أبي نجران، عن فضالة بن أيوب، عن سدير الصيرفي قال: سمعت أبا عبدالله الصادق (عليه السلام) يقول: إن في صاحب هذا الامر لشبها من يوسف [91] ، فقلت: فکأنک تخبرنا بغيبة أو حيرة، فقال: ما ينکر هذا الخلق الملعون اشباه الخنازير من ذلک؟ إن إخوة يوسف کانوا عقلاء الباء اسباطا أولاد انبياء دخلوا عليه فکلموه وخاطبوه وتاجروه وراودوه وکانوا إخوته وهو



[ صفحه 164]



أخوهم لم يعرفوه حتي عرفهم نفسه، وقال لهم: أنا يوسف فعرفوه حينئذ فما تنکر هذه الامة المتحيرة أن يکون الله عزوجل يريد في وقت من الاوقات أن يستر حجته عنهم، لقد کان يوسف إليه ملک مصر، وکان بينه وبين أبيه مسيرة ثمانية عشر يوما، فلو أراد أن يعلمه بمکانه لقدر علي ذلک، والله لقد سار يعقوب وولده عند البشارة تسعة أيام من بدوهم إلي مصر [92] ، فما تنکر هذه الامة أن يکون الله يفعل بحجته ما فعل بيوسف، وأن يکون صاحبکم المظلوم المجحود حقه صاحب هذا الامر يتردد بينهم، ويمشي في أسواقهم، ويطأ فرشهم ولا يعرفونه حتي يأذن الله له أن يعرفهم نفسه کما أذن ليوسف حين قال له إخوته: ء‌إنک لانت يوسف؟ قال: أنا يوسف.

حدثنا محمد بن يعقوب قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن محمد بن الحسين، عن ابن أبي نجران، عن فضالة بن أيوب، عن سدير الصيرفي قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول - وذکر نحوه أو مثله -.

5 - وحدثنا علي بن أحمد، عن عبيدالله بن موسي، عن عبدالله بن جبلة، عن [الحسن بن] علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر الباقر (عليه السلام) يقول: في صاحب هذا الامر سنن من أربعة أنبياء سنة من موسي [93] وسنة من عيسي وسنة من يوسف وسنة من محمد صلوات الله عليهم أجمعين، فقلت: ما سنة موسي؟ قال: خائف يترقب قلت: وما سنة عيسي؟ فقال: يقال فيه ما قيل في عيسي، قلت: فما سنة يوسف؟ قال: السجن والغيبة قلت: وما سنة محمد (صلي الله عليه وآله)؟ قال: إذا قام سار بسيرة رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) إلا أنه يبين آثار محمد ويضع السيف علي عاتقه ثمانية أشهر هرجا هرجا [94] حتي



[ صفحه 165]



رضي الله، قلت: فکيف يعلم رضا الله؟ قال: يلقي الله في قلبه الرحمة.

فاعتبروا يا أولي الابصار - الناظرة بنور الهدي والقلوب السليمة من العمي، المشرقة بالايمان والضياء - بهذا القول قول الامامين الباقر والصادق (عليهما السلام) في الغيبة وما في القائم (عليه السلام) من سنن الانبياء (عليهم السلام) من الاستتار والخوف، وأنه ابن أمة سوداء يصلح الله له أمره في ليلة، وتأملوه حسنا فإنه يسقط معه الاباطيل والاضاليل التي ابتدعها المبتدعون الذين لم يذقهم الله حلاوة الايمان والعلم وجعلهم بنجوة منه وبمعزل عنه، وليحمد هذه الطائفة القليلة النزرة [95] الله حق حمده علي ما من به عليها من الثبات علي نظام الامامة وترک الشذوذ عنها کما شذ الاکثر ممن کان يعتقدها وطار يمينا وشمالا وأمکن الشيطان [ومنه و] من قياده وزمامه، يدخله في کل لون، ويخرجه من آخر حتي يورده کل غي ويصده عن کل رشد، و يکره إليه الايمان ويزين له الضلال، ويجلي في صدره قول کل من قال بعقله، وعمل علي قياسه، ويوحش عنده الحق [96] واعتقاد طاعة من فرض الله طاعته کما قال عزوجل في محکم کتابه حکاية لقول إبليس لعنه الله فبعز تک لاغوينهم أجمعين إلا عبادک منهم المخلصين [97] وقوله أيضا: ولاضلنهم ولا منينهم [98] ، وقوله: ولاقعدن لهم صراطک المستقيم [99] أليس أميرالمؤمنين (عليه السلام) يقول في خطبته: أنا حبل الله المتين، وأنا الصراط المستقيم، وأنا الحجة لله علي خلقه أجمعين بعد رسوله الصادق الامين (صلي الله عليه وآله وسلم) ثم قال عزوجل حکاية لما ظنه إبليس ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين [100] .



[ صفحه 166]



فاستيقظوا رحمکم الله من سنة الغفلة، وانتبهوا من رقده الهوي [101] ، ولا يذهبن عنکم ما يقوله الصادقون (عليهم السلام) صفحا باستماعکم إياه بغير اذن واعية وقلوب مفکرة وألباب معتبرة متدبرة لما قالوا، أحسن الله إرشاد کم وحال بين إبليس لعنه الله و بينکم حتي لا تدخلوا في جملة أهل الاستثناء من الله بقوله عزوجل: إن عبادي ليس لک عليهم سلطان إلا من اتبعک من الغاوين [102] و [تدخلوا في] أهل الاستثناء من إبليس لعنه الله بقوله: لاغوينهم أجمعين إلا عبادک منهم المخلصين والحمد لله رب العالمين.

6 - حدثنا محمد بن همام - رحمه الله - قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالک، قال: حدثنا عباد بن يعقوب [103] ، عن يحيي بن يعلي، عن زرارة قال: سمعت أبا - عبدالله (عليه السلام) يقول: إن للقائم (عليه السلام) غيبة قبل أن يقوم، فقلت: ولم؟ قال: يخاف - وأو مأ بيده إلي بطنه - ثم قال: يا زرارة وهو المنتظر وهو الذي يشک في ولادته، فمنهم من يقول: مات أبوه بلا خلف، ومنهم من يقول: حمل، ومنهم من يقول: غائب، ومنهم من يقول ولد قبل وفاة أبيه بسنين [104] وهو المنتظر غير أن الله يحب أن يمتحن قلوب الشيعة فعند ذلک يرتاب المبطلون يا زرارة، قال زرارة: قلت: جعلت فداک إن أدرکت ذلک الزمان أي شئ أعمل؟ قال: يا زرارة متي أدرکت ذلک الزمان فادع بهذا الدعاء: أللهم عرفني نفسک فإنک إن لم تعرفني نفسک لم أعرف نبيک، أللهم عرفني رسولک فإنک إن لم تعرفني رسولک لم أعرف حجتک، أللهم عرفني حجتک فإنک إن لم تعرفني حجتک ضللت عن ديني ثم قال: يا زرارة لابد من قتل غلام بالمدينة، قلت: جعلت فداک أو ليس الذي يقتله جيش.



[ صفحه 167]



السفياني؟ قال: لا ولکن يقتله جيش بني فلان يخرج حتي يدخل المدينة، ولا يدري الناس في أي شئ دخل، فيأخذ الغلام فيقتله فإذا قتله بغيا وعدوانا وظلما لم يمهلهم الله فعند ذلک يتوقع الفرج.

قال محمد بن يعقوب الکليني رحمه الله: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن الحسن بن موسي الخشاب، عن عبدالله بن موسي، عن عبدالله بن بکير، عن زرارة قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول - وذکر مثله -.

وحدثنا محمد بن يعقوب، عن الحسين بن أحمد [105] ، عن أحمد بن هلال قال: حدثنا عثمان بن عيسي، عن خالد بن نجيح، عن زرارة بن أعين قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام) - وذکر هذا الحديث بعينه والدعاء وقال أحمد بن هلال: سمعت هذا الحديث منذ ست وخمسين سنة [106] .

7 - حدثنا محمد بن همام بإسناد له عن عبدالله بن عطاء المکي قال: قلت لابي جعفر (عليه السلام): إن شيعتک بالعراق کثيرة ووالله ما في أهل بيتک مثلک، فکيف لا تخرج؟ فقال: يا عبدالله بن عطاء قد أخذت تفرش اذنيک للنوکي [107] إي والله ما أنا بصاحبکم قلت: فمن صاحبنا؟ فقال: انظروا من غيبت عن الناس ولادته، فذلک صاحبکم، إنه ليس منا أحد يشار إليه بالاصابع ويمضغ بالالسن إلا مات غيظا أو حتف أنفه [108] .



[ صفحه 168]



حدثنا محمد بن يعقوب الکليني قال: حدثنا الحسين بن محمد، وغيره، عن جعفر بن محمد، عن علي بن العباس بن عامر، عن موسي بن هلال الکندي، عن عبدالله بن عطاء المکي، عن أبي جعفر (عليه السلام) - وذکر مثله -.

8 - حدثنا علي بن أحمد، عن عبيد الله بن موسي العلوي قال: حدثني محمد ابن أحمد القلانسي بمکة سنة سبع وستين ومائتين قال: حدثنا علي بن الحسن، عن العباس بن عامر، عن موسي بن هلال، عن عبدالله بن عطاء المکي قال: خرجت حاجا من واسط، فدخلت علي أبي جعفر محمد بن علي (عليهما السلام) فسألني عن الناس والاسعار، فقلت: ترکت الناس مادين أعناقهم إليک لو خرجت لا تبعک الخلق، فقال: يا ابن عطا قد أخذت تفرش أذنيک للنوکي، لا والله ما أنا بصاحبکم ولا يشار إلي رجل منا بالاصابع ويمط إليه بالحواجب [109] إلا مات قتيلا أو حتف أنفه، قلت: وما حتف أنفه؟ قال: يموت بغيظه علي فراشه، حتي يبعث الله من لا يؤبه لولادته، قلت: ومن لا يؤبه لولادته؟ فقال: انظر من لا يدري الناس أنه ولد أم لا، فذاک صاحبکم.

9 - حدثنا محمد بن يعقوب قال: حدثنا عدة من أصحابنا، عن سعد بن عبدالله عن أيوب بن نوح قال: قلت لابي الحسن الرضا (عليه السلام): إنا نرجو أن تکون صاحب هذا الامر، وأن يسوقه الله إليک عفوا بغير سيف [110] ، فقد بويع لک، وقد ضربت الدراهم باسمک، فقال: ما منا أحد اختلفت الکتب إليه واشير إليه بالاصابع [111] وسئل عن المسائل وحملت إليه الاموال إلا اغتيل [112] أو مات علي فراشه حتي يبعث الله لهذا الامر غلاما منا خفي المولد والمنشأ، غير خفي في نسبه [113] .



[ صفحه 169]



10 - وحدثنا محمد بن همام قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالک، قال: حدثنا عباد بن يعقوب، عن يحيي بن يعلي، عن أبي مريم الانصاري، عن عبدالله بن عطاء قال: قلت لابي جعفر الباقر (عليه السلام): أخبرني عن القائم (عليه السلام) فقال: والله ما هو أنا ولا الذي تمدون إليه أعناقکم، ولا يعرف ولادته [114] ، قلت: بما يسير، قال: بما سار به رسول الله (صلي الله عليه وآله)، هدر ما قبله واستقبل.

11 - حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري، عن محمد بن عيسي، عن صالح بن محمد، عن يمان التمار قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): إن لصاحب هذا الامر غيبة المتمسک فيها بدينه کالخارط لشوک القتاد بيده [115] ثم أطرق مليا، ثم قال: إن لصاحب هذا الامر غيبة فليتق الله عبد [116] وليتمسک بدينه.

وحدثني محمد بن يعقوب الکليني، عن محمد بن يحيي والحسن بن محمد جميعا، عن جعفر بن محمد الکوفي، عن الحسن بن محمد الصيرفي، عن صالح بن خالد، عن يمان التمار قال: کنا جلوسا عند أبي عبدالله (عليه السلام) فقال: إن لصاحب هذا الامر غيبة - وذکر مثله سواء -.

فمن صاحب هذه الغيبة غير الامام المنتظر (عليه السلام)؟ ومن الذي يشک جمهور الناس في ولادته إلا القليل، وفي سنه؟ ومن الذي لا يأبه له کثير من الخلق ولا يصدقون بأمره، ولا يؤمنون بوجوده إلا هو، أو ليس الذي قد شبه الائمة الصادقون (عليه السلام) الثابت علي أمره والمقيم علي ولادته - عند غيبته مع تفرق الناس عنه ويأسهم منه واستهزائهم بالمعتقد لامامته ونسبتهم إياهم إلي العجز وهم الجازمون المحقون المستهزئون غدا بأعدائهم - بخارط [117] شوک القتاد بيده والصابر علي شدته، وهي



[ صفحه 170]



هذه الشرذمة المنفردة عن هذا الخلق الکثير المدعين للتشيع الذين تفرقت بهم الاهواء وضاقت قلوبهم عن احتمال الحق والصبر علي مرارته واستوحشوا من التصديق بوجود الامام مع فقدان شخصه وطول غيبته التي صدقها ودان بها وأقام عليها من عمل علي قول أمير المؤمنين (عليه السلام): لا تستوحشوا في طريق الهدي لقلة من يسلکه واستهان وأقل الحفل بما يسمعه من جهل [118] الصم البکم العمي، المبعدين عن العلم، فالله نسأل تثبيتا علي الحق، وقوة في التمسک به وبإحسانه.

(فصل).

1 - حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثنا علي بن الحسن التيملي، عن عمر بن عثمان، عن الحسن بن محبوب، عن إسحاق بن عمار الصيرفي قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: للقائم غيبتان إحداهما طويلة، والاخري قصيره [119] فالاولي يعلم بمکانه فيها خاصة من شيعته، والاخري لا يعلم بمکانه فيها إلا خاصة مواليه في دينه [120] .

2 - حدثنا محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيي، عن محمد بن الحسين، عن الحسن ابن محبوب، عن إسحاق بن عمار قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): للقائم غيبتان إحداهما قصيرة، والاخري طويلة، [الغيبة] الاولي لا يعلم بمکانه [فيها] إلا خاصة شيعته، والاخري لا يعلم بمکانه [فيها] إلا خاصة مواليه في دينه [121] .



[ صفحه 171]



3 - حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن، قال: حدثنا عبدالرحمن بن أبي نجران، عن علي بن مهزيار [122] ، عن حماد بن عيسي، عن إبراهيم ابن عمر اليماني قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إن لصاحب هذا الامر غيبتين وسمعته يقول: لا يقوم القائم ولاحد في عنقه بيعة.

4 - حدثنا محمد بن يعقوب قال: حدثنا محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: يقوم القائم (عليه السلام) وليس لاحد في عنقه عقد ولا عهد ولا بيعة [123] .

5 - وأخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا القاسم بن محمد بن الحسن بن حازم من کتابه قال: حدثنا عبيس بن هشام، عن عبدالله بن جبلة، عن إبراهيم بن المستنير [124] عن المفضل بن عمر الجعفي، عن أبي عبدالله الصادق (عليه السلام) قال: إن لصاحب



[ صفحه 172]



هذا الامر غيبتين إحديهما تطول حتي يقول بعضهم: مات، وبعضهم يقول: قتل، وبعضهم يقول: ذهب، فلا يبقي علي أمره من أصحابه إلا نفر يسير، لا يطلع علي موضعه أحد من ولي ولا غيره إلا المولي الذي يلي أمره.

ولو لم يکن يروي في الغيبة إلا هذا الحديث لکان فيه کفاية لمن تأمله.

6 - وبه، عن عبدالله بن جبلة، عن سلمة بن جناح، عن حازم بن حبيب قال: دخلت علي أبي عبدالله (عليه السلام) فقلت له: أصلحک الله إن أبوي هلکا ولم يحجا و إن الله قد رزق وأحسن فما تقول في الحج عنهما؟ فقال: افعل فإنه يبرد لهما، ثم قال لي: يا حازم إن لصاحب هذا الامر غيبتين يظهر في الثانية، فمن جاء‌ک يقول: إنه نفض يده من تراب قبره [125] فلا تصدقه.

حدثنا عبدالواحد بن عبدالله قال: حدثنا أحمد بن محمد بن رباح الزهري قال: حدثنا أحمد بن علي الحميري، عن الحسن بن أيوب، عن عبدالکريم بن عمرو، عن أبي حنيفة السايق [126] عن حازم بن حبيب قال: قلت لابي عبدالله (عليه السلام): إن أبي هلک وهو رجل أعجمي وقد أردت أن أحج عنه وأتصدق فما تري في ذلک؟ فقال: افعل فإنه يصل إليه، ثم قال لي: يا حازم إن لصاحب هذا الامر غيبتين - و ذکر مثل ما ذکر في الحديث الذي قبله سواء.

7 - أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثنا محمد بن المفضل بن إبراهيم ابن قيس وسعدان بن إسحاق بن سعيد: وأحمد بن الحسين بن عبدالملک ومحمد بن أحمد بن الحسن القطواني قالوا جميعا: حدثنا الحسن بن محبوب، عن إبراهيم [بن زياد] الخارقي، عن أبي بصير قال: قلت لابي عبدالله (عليه السلام): کان أبوجعفر (عليه السلام)



[ صفحه 173]



يقول: لقائم آل محمد غيبتان إحداهما أطول من الاخري؟ فقال: نعم ولا يکون ذلک حتي يختلف سيف بني فلان وتضيق الحلقة، ويظهر السفياني ويشتد البلاء، و يشمل الناس موت وقتل يلجأون فيه إلي حرم الله وحرم رسوله (صلي الله عليه وآله وسلم).

8 - عبدالواحد بن عبدالله قال: حدثنا أحمد بن محمد بن رباح، قال: حدثنا أحمد بن علي الحميري قال: حدثنا الحسن بن أيوب، عن عبدالکريم بن عمرو، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم الثقفي، عن الباقر أبي جعفر (عليه السلام) أنه سمعه يقول: إن للقائم غيبتين يقال له في إحديهما: هلک ولا يدري في أي واد سلک.

9 - محمد بن يعقوب قال: حدثنا محمد بن يحيي وأحمد بن إدريس، عن الحسن ابن علي الکوفي، عن علي بن حسان، عن عبدالرحمن بن کثير، عن المفضل بن - عمر قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: إن لصاحب هذا الامر غيبتين، يرجع في إحديهما إلي أهله [127] والاخري يقال: هلک، في أي واد سلک، قلت: کيف نصنع إذا کان ذلک؟ قال: إن ادعي مدع فاسألوه عن تلک العظائم التي يجيب فيها مثله [128] .

هذه الاحاديث التي يذکر فيها أن للقائم (عليه السلام) غيبتين أحاديث قد صحت عندنا بحمد الله، وأوضح الله قول الائمة (عليه السلام) وأظهر برهان صدقهم فيها، فأما الغيبة الاولي فهي الغيبة التي کانت السفراء فيها بين الامام (عليه السلام) وبين الخلق قياما منصوبين ظاهرين موجودي الاشخاص والاعيان، يخرج علي أيديهم غوامض العلم [129] ، و عويص الحکم، والاجوبة عن کل ما کان يسأل عنه من المعضلات والمشکلات، و



[ صفحه 174]



هي الغيبة القصيرة التي انقضت أيامها وتصرمت مدتها [130] .

والغيبة الثانية هي التي ارتفع فيها أشخاص السفراء والوسائط للامر الذي يريده الله تعالي، والتدبير الذي يمضيه في الخلق، ولوقوع التمحيص والامتحان و البلبلة والغربلة والتصفية علي من يدعي هذا الامر کما قال الله عزوجل: ما کان الله ليذر المؤمنين علي ما أنتم عليه حتي يميز الخبيث من الطيب.

وما کان الله ليطلعکم علي الغيب [131] وهذا زمان ذلک قد حضر، جعلنا الله فيه من الثابتين علي الحق، وممن لا يخرج في غربال الفتنة، فهذا معني قولنا له غيبتان ونحن في الاخيرة نسأل الله أن يقرب فرج أوليائه منها ويجعلنا في حيز خيرته وجملة التابعين لصفوته، ومن خيار من ارتضاه وانتجبه لنصرة وليه وخليفته فإنه ولي الاحسان، جواد منان [132] .

10 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا القاسم بن محمد بن الحسن [بن حازم] قال: حدثنا عبيس بن هشام، عن عبدالله بن جبلة، عن أحمد بن الحارث [133] ، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبدالله (عليه السلام) أنه قال: إن لصاحب هذا الامرغيبة يقول فيها ففررت منکم لما خفتکم فوهب لي ربي حکما وجعلني من المرسلين [134] .

11 - حدثنا محمد بن همام قال: حدثني جعفر بن محمد بن مالک، قال: حدثني الحسن بن محمد بن سماعة، قال: حدثني أحمد بن الحارث الانماطي، عن المفضل ابن عمر، عن أبي عبدالله (عليه السلام) أنه قال: إذا قام القائم تلا هذه الآية ففررت منکم لما خفتکم.

12 - حدثنا عبدالواحد بن عبدالله بن يونس، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن



[ صفحه 175]



رباح، قال: حدثني أحمد بن علي الحميري، عن الحسن بن أيوب، عن عبدالکريم ابن عمرو الخثعمي، عن أحمد بن الحارث، عن المفضل بن عمر قال: سمعته يقول - يعني أبا عبدالله (عليه السلام) -: قال أبوجعفر محمد بن علي الباقر (عليهما السلام): إذا قام القائم [عليه السلام] قال: ففررت منکم لماخفتکم فوهب لي ربي حکما وجعلني من المرسلين.هذه الاحاديث مصداق قوله: إن فيه سنة من موسي [135] ، وإنه خائف يترقب.

13 - حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالک، قال: حدثني الحسن بن محمد الصيرفي [136] قال: حدثني يحيي بن المثني العطار، عن عبدالله بن بکير، عن عبيد بن زرارة، عن أبي عبدالله (عليه السلام) أنه قال: يفتقد الناس إمام يشهد المواسم [137] يراهم ولا يرونه.

14 - حدثنا محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيي، عن جعفر بن محمد، عن إسحاق ابن محمد، عن يحيي بن المثني، عن عبدالله بن بکير، عن عبيد بن زرارة قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: يفقد الناس إمامهم، يشهد المواسم فيراهم ولا يرونه.

15 - حدثنا عبدالواحد بن عبدالله قال: حدثنا أحمد بن محمد بن رباح، قال: حدثنا أحمد بن علي الحميري، عن الحسن، عن عبدالکريم بن عمرو، عن ابن بکير ويحيي بن المثني، عن زرارة قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: إن للقائم غيبتين يرجع في إحديهما، و [في] الاخري لايدري أين هو، يشهد المواسم يري الناس ولا يرونه.

16 - حدثنا محمد بن يعقوب الکليني، عن الحسين بن محمد، عن جعفر بن محمد،



[ صفحه 176]



عن القاسم بن إسماعيل، عن يحيي بن المثني، عن عبدالله بن بکير، عن عبيد بن زرارة، عن أبي عبدالله (عليه السلام) أنه قال: للقائم غيبتان، يشهد في إحديهما المواسم يري الناس ولا يرونه فيه [138] .

17 - حدثنا محمد بن همام - رحمه الله - قال: حدثنا أحمد بن مابنداذ، قال: حدثنا أحمد بن هلال، عن موسي بن القاسم بن معاوية البجلي، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسي بن جعفر (عليهما السلام) قال: قلت له: ما تأويل هذه الآية: قل أرأيتم إن أصبح ماؤکم غورا فمن يأتيکم بماء معين [139] قال: إذا فقدتم إمامکم فمن يأتيکم بإمام جديد.

وحدثنا محمد بن يعقوب الکليني، عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد الآدمي، عن موسي بن القاسم بن معاوية البجلي، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسي بن جعفر (عليهما السلام) قال: قلت له: ما تأويل هذه الآية - مثله بلفظه إلا أنه قال: - إذا غاب عنکم إمامکم من يأتيکم بإمام جديد.

18 - حدثنا علي بن أحمد البندنيجي، عن عبيد الله بن موسي العلوي العباسي عن محمد بن أحمد القلانسي، عن أيوب بن نوح، عن صفوان بن يحيي، عن عبدالله ابن بکير، عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إن للقائم - (عليه السلام) - غيبة، ويجحده أهله [140] ، قلت: ولم ذلک؟ قال: يخاف - وأومأ بيده إلي بطنه -.

19 - حدثنا علي بن أحمد، عن عبيد الله بن موسي العلوي، عن أحمد بن الحسن [141] ، عن أبيه، عن ابن بکير، عن زرارة، عن عبدالملک بن أعين قال: سمعت



[ صفحه 177]



أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إن للقائم (عليه السلام) غيبة قبل أن يقوم، قلت: ولم؟ قال: يخاف - وأومأ بيده إلي بطنه - يعني القتل [142] .

20 - وأخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن التيملي، عن العباس بن عامر بن رباح، عن ابن بکير، عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر الباقر (عليه السلام) يقول: إن للغلام غيبة قبل أن يقوم، وهو المطلوب تراثه، قلت: ولم ذلک؟ قال: يخاف - وأومأ بيده إلي بطنه - يعني القتل.

21 - وحدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا أبومحمد عبدالله بن أحمد بن المستورد الاشجعي قال: حدثنا محمد بن عبيدالله أبوجعفر الحلبي، قال: حدثنا عبدالله بن بکير، عن زرارة، قال: سمعت أبا عبدالله جعفرا (عليه السلام) يقول: إن للقائم (عليه السلام) غيبة قبل أن يقوم، قلت: ولم ذلک؟ قال: إنه يخاف - وأوما بيده إلي بطنه - يعني القتل.

أخبرنا محمد بن يعقوب الکليني، عن محمد بن يحيي، عن جعفر بن محمد، عن الحسن بن معاوية [143] ، عن عبدالله بن جبلة، عن عبدالله بن بکير، عن زرارة، قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول - وذکر مثله -.



[ صفحه 178]



22 - حدثنا محمد بن همام، عن جعفر بن محمد بن مالک، قال: حدثني أحمد ابن ميثم، عن عبيدالله بن موسي [144] عن عبدالاعلي بن حصين الثعلبي، عن أبيه قال: لقيت أبا جعفر محمد بن علي (عليهما السلام) في حج أو عمرة فقلت له: کبرت سني، ودق عظمي فلست أدري يقضي لي لقاؤک أم لا فاعهد إلي عهدا وأخبرني متي الفرج؟ فقال: إن الشريد الطريد الفريد الوحيد، المفرد من أهله، الموتور بوالده [145] ، المکني بعمه هو صاحب الرايات، واسمه اسم نبي فقلت: أعد علي، فدعا بکتاب أديم أو صحيفة فکتب لي فيها.

23 - وحدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا أبوعبدالله يحيي بن زکريا ابن شيبان من کتابه قال: حدثنا يونس بن کليب، قال: حدثنا معاوية بن هشام، عن صباح، قال: حدثنا سالم الاشل، عن حصين التغلبي [146] قال: لقيت أبا جعفر محمد



[ صفحه 179]



ابن علي (عليهما السلام) وذکر مثل الحديث الاول إلا أنه قال: ثم نظر إلي أبوجعفر عند فراغه من کلامه، فقال: أحفظت [أم] أکتبها لک؟ فقلت: إن شئت، فدعا بکراع من أديم أو صحيفة فکتبها لي، ثم دفعها إلي، وأخرجها حصين إلينا فقرأها علينا ثم قال: هذا کتاب أبي جعفر (عليه السلام).

24 - وحدثنا محمد بن همام قال: حدثني جعفر بن محمد بن مالک، قال: حدثني عباد بن يعقوب، قال: حدثني الحسن بن حماد الطائي، عن أبي الجارود عن أبي جعفر محمد بن علي (عليهما السلام) أنه قال: صاحب هذا الامر هو الطريد الشريد [147] الموتور بأبيه، المکني بعمه، المفرد من أهله، اسمه اسم نبي.

25 - حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا حميد بن زياد قراء‌ة عليه من کتابه قال: حدثنا ااحسن بن محمد الحضرمي، قال: حدثنا جعفر بن محمد (عليهما السلام) و عن يونس بن يعقوب عن سالم المکي، عن أبي الطفيل قال [148] : قال لي عامر بن واثلة: إن الذي تطلبون وترجون إنما يخرج من مکة، وما يخرج من مکة حتي يري الذي يحب، ولوصار أن يأکل الاغصان أعصان الشجرة.

فأي أمر أوضح وأي طريق أفسح من الطريقة التي دل عليها الائمة (عليهم السلام) في هذه الغيبة ونهجوها لشيعتهم حتي يسلکوها مسلمين غير معارضين، ولا مقترحين، ولا شاکين، وهل يجوز أن يقع مع هذا البيان الواقع في أمر الغيبة شک؟ وأبين من هذا في وضوح الحق لصاحب الغيبة وشيعته ما.

26 - حدثنا به محمد بن همام قال: حدثنا أحمد بن مابنداذ قال: حدثنا أحمد ابن هلال، قال: حدثنا أحمد بن علي القيسي، عن ابي الهيثم الميثمي [149] عن أبي - عبدالله جعفر بن محمد (عليهما السلام) أنه قال: إذا توالت ثلاثة أسماء محمد وعلي والحسن کان



[ صفحه 180]



رابعهم قائمهم [150] .

27 - محمد بن همام قال: حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري، قال: حدثنا محمد بن عيسي بن عبيد، عن محمد بن أبي يعقوب البلخي قال: سمعت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) يقول: إنکم ستبتلون بما هو أشد وأکبر، تبتلون بالجنين في بطن أمه، والرضيع حتي يقال: غاب ومات، ويقولون: لا إمام، وقد غاب رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) وغاب وغاب [151] وها أناذا أموت حتف أنفي.

28 - وحدثنا محمد بن همام قال: حدثنا أحمد بن ما بنداذ وعبدالله بن جعفر الحميري قالا: حدثنا أحمد بن هلال، قال: حدثنا الحسن بن محبوب الزراد قال: قال لي الرضا (عليه السلام): إنه يا حسن سيکون فتنة صماء صيلم [152] يذهب فيها کل وليجة وبطانة - وفي رواية يسقط فيها کل وليجة وبطانة - وذلک عند فقدان الشيعة الثالث من ولدي، يحزن لفقده أهل الارض والسماء، کم من مؤمن ومؤمنة متأسف متلهف حيران حزين لفقده [153] ، ثم أطرق، ثم رفع رأسه، وقال: بأبي وأمي سمي جدي وشبيهي وشبيه موسي بن عمران، عليه جيوب النور [154] يتوقد



[ صفحه 181]



من شعاع ضياء القدس، کأني به آيس ما کانوا، قد نودوا نداء يسمعه من بالبعد کما يسمعه من بالقرب، يکون رحمة علي المؤمنين، وعذابا علي الکافرين، فقلت: يأبي وأمي أنت وما ذلک النداء؟ قال: ثلاثة أصوات في رجب، أولها: ألا لعنة الله علي الظالمين والثاني أزفت الآزفة يا معشر المؤمنين والثالث يرون يدا بارزا [155] مع قرن الشمس ينادي: ألا إن الله قد بعث فلانا علي هلاک الظالمين فعند ذلک يأتي المؤمنين الفرج، ويشفي الله صدورهم، ويذهب غيظ قلوبهم.

29 - محمد بن همام قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالک، قال: حدثنا محمد بن أحمد المديني [156] ، قال: حدثنا علي بن أسباط، عن محمد بن سنان، عن داود بن کثير الرقي قال: قلت لابي عبدالله (عليه السلام): جعلت فداک قد طال هذا الامر علينا حتي ضاقت قلوبنا ومتنا کمدا [157] ، فقال: إن هذا الامر آيس مايکون منه وأشده غما ينادي مناد من السماء باسم القائم واسم أبيه، فقلت له: جعلت فداک ما اسمه؟ فقال: اسمه اسم نبي، واسم أبيه اسم وصي [158] .

30 - وحدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثني محمد بن علي التيملي، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع وحدثني غير واحد، عن منصور بن يونس بزرج [159] ، عن



[ صفحه 182]



إسماعيل بن جابر، عن ابي جعفر محمد بن علي (عليهما السلام) أنه قال: يکون لصاحب هذا الامر غيبة في بعض هذه الشعاب - وأوما بيده إلي ناحية ذي طوي [160] - حتي إذا کان قبل خروجه أتي المولي الذي کان معه حتي يلقي بعض أصحابه، فيقول: کم أنتم ههنا؟ فيقولون: نحو من أربعين رجلا، فيقول: کيف أنتم لو رأيتم صاحبکم؟ فيقولون: والله لو ناوي بنا الجبال لناويناها معه، ثم يأتيهم من القابلة ويقول: أشيروا إلي رؤسائکم أو خيارکم عشرة، فيشيرون له إليهم، فينطلق بهم حتي يلقوا صاحبهم، ويعدهم الليلة التي تليها.

ثم قال أبوجعفر (عليه السلام): والله لکأني أنظر إليه وقد أسند ظهره إلي الحجر فينشدالله حقه ثم يقول: يا أيها الناس من يحاجني في الله فأنا أولي الناس بالله، أيها الناس من يحاجني في آدم فأنا أولي الناس بآدم، أيها الناس من يحاجني في نوح فأنا أولي الناس بنوح، أيها الناس من يحاجني في إبراهيم فأنا أولي الناس بإبراهيم، أيها الناس من يحاجني في موسي فأنا أولي الناس بموسي، أيها الناس من يحاجني في عيسي فأنا أولي الناس بعيسي، أيها الناس من يحاجني في محمد فأنا أولي الناس بمحمد (صلي الله عليه وآله)، أيها الناس من يحاجني في کتاب الله فأنا أولي الناس بکتاب الله، ثم ينتهي إلي المقام فيصلي عنده رکعتين وينشد الله حقه.

ثم قال أبوجعفر (عليه السلام): وهو والله المضطر الذي يقول الله فيه أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويکشف السوء ويجعلکم خلفاء الارض [161] فيه نزلت وله.

31 - حدثنا علي بن أحمد، عن عبيدالله بن موسي العلوي، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: لايزالون ولا تزال حتي يبعث الله لهذا الامر من لا يدرون خلق أم لم يخلق.



[ صفحه 183]



32 - حدثنا محمد بن همام قال: حدثني جعفر بن محمد بن مالک، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب وقد حدثني عبدالله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد ابن عيسي قالا جميعا: حدثنا محمد بن سنان، عن أبي الجارود عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: لا تزالون تمدون أعناقکم إلي الرجل منا تقولون: هو هذا فيذهب الله به حتي يبعث الله لهذا الامر من لا تدرون ولد أم لم يولد، خلق أم لم يخلق.

33 - حدثنا علي بن أحمد، عن عبيد الله بن موسي، عن محمد بن أحمد القلانسي، عن محمد بن علي، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود قال: سمعت أبا جعفر [162] (عليه السلام) يقول: لا يزال ولا تزالون تمدون أعينکم إلي رجل تقولون: هو هذا إلا ذهب حتي يبعث الله من لا تدرون خلق بعد أم لم يخلق.

34 - حدثنا علي بن الحسين [163] قال: حدثنا محمد بن يحيي العطار، قال: حدثنا محمد بن حسان الرازي قال: حدثنا محمد بن علي [164] ، عن محمد بن سنان، عن رجل، عن ابي جعفر (عليه السلام) أنه قال: لا تزالون ولا تزال حتي يبعث الله لهذا الامر من لا تدرون خلق أم لم يخلق.

أليس في هذه الاحاديث يا معشر الشيعة - ممن وهب الله تعالي له التمييز و شافي التأمل والتدبر لکلام الائمة (عليهم السلام) - بيان ظاهر ونور زاهر؟ هل يوجد أحد من الائمة الماضين (عليهم السلام) يشک في ولادته، واختلف في عدمه ووجوده، ودانت طائفة من الامة به في غيبته، ووقعت الفتن في الدين في أيامه، وتحير من تحير في أمره؟ وصرح أبوعبدالله (عليه السلام) بالدلالة عليه بقوله: إذا توالت ثلاثة أسماء: محمد و علي والحسن کان رابعهم قائمهم إلا هذا الامام (عليه السلام) الذي جعل کمال الدين به و علي يديه، وتمحيص الخلق وامتحانهم وتمييزهم بغيبته، وتحصيل الخالص



[ صفحه 184]



الصافي منهم علي ولايته [165] بالاقامة علي نظام أمره والاقرار بإمامته وإدانة الله بأنه حق وأنه کائن وأن أرضه لاتخلو منه وإن غاب شخصه، تصديقا وإيمانا وإيقانا بکل ما قاله رسول الله (صلي الله عليه وآله) وأميرالمؤمنين والائمة (عليهم السلام) وبشروا به من قيامه بعد غيبته بالسيف عند اليأس منه، فليتبين متبين ما قاله کل واحد من الائمة (عليهم السلام) فيه، فأنه يعينه علي الازدياد في البيان ويلوح منه البرهان، جعلنا الله وإخواننا جميعا أبدا من أهل الاجابة والاقرار، ولا جعلنا من أهل الجحود والانکار، وزادنا بصيرة ويقينا وثباتا علي الحق وتمسکا به، فإنه الموفق المسدد المؤيد [166] .

35 - أخبرنا محمد بن همام قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالک، قال: حدثنا عباد بن يعقوب، قال: حدثنا يحيي بن سالم، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه قال: صاحب هذا الامر أصغرنا سنا، وأخملنا شخصا، قلت: متي يکون ذاک؟ قال: إذا سارت الرکبان ببيعة الغلام، فعند ذلک يرفع کل ذي صيصية لواء، فانتظروا الفرج [167] .

ولا يعرف فيمن مضي من الائمة الصادقين (عليهم السلام) أجمعين ولا في غيرهم ممن ادعيت له الامامة بالدعاوي الباطلة من أوتم به في صغر سن إلا هذا الامام صلي الله عليه الذي حباه الله الامامة والعلم [کما أوتي عيسي بن مريم ويحيي بن زکريا الکتاب والنبوة والعلم والحکم صبيا]، والدليل علي ذلک قول أبي عبدالله (عليه السلام): فيه شبه من أربعة أنبياء [168] أحدهم عيسي بن مريم (عليه السلام) لانه أوتي الحکم صبيا



[ صفحه 185]



والنبوة والعلم، وأوتي هذا (عليه السلام) الامامة، وفي قولهم (عليهم السلام): هذا الامر في أصغرنا سنا وأخملنا ذکرا [169] دليل عليه وشاهد بأنه هو لانه ليس في الائمة الطاهرين (عليهم السلام) ولا في غير الائمة ممن ادعي له الد عاوي الباطلة من أفضي إليه الامر [بالامامة] في سنة، لان جميع من أفضيت إليه الامامة [170] من أئمة الحق وممن أدعيت له أکبر سنا منه، فالحمد لله الذي يحق الحق بکلماته ويقطع دابر الکافرين [171] .

36 - حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا أحمد بن ما بنداذ قال: حدثنا أحمد ابن هلال، عن أمية بن علي القيسي [172] قال: قلت لابي جعفر محمد بن علي الرضا (عليهما السلام): من الخلف بعدک؟ فقال: ابني علي وابنا علي، ثم أطرق مليا، ثم رفع رأسه، ثم قال: إنها ستکون حيرة، قلت: فإذا کان ذلک فإلي أين؟ فسکت ثم قال: لا أين - حتي قالها ثلاثا - [173] فأعدت عليه، فقال: إلي المدينة، فقلت: أي المدن؟ فقال: مدينتنا هذه، وهل مدينة غيرها؟.

وقال أحمد بن هلال: أخبرني محمد بن إسماعيل بن بزيع أنه حضر أمية بن علي القيسي وهو يسأل أبا جعفر (عليه السلام) عن ذلک فأجابه بهذا الجواب.

وحدثنا علي بن أحمد قال: حدثنا عبيدالله بن موسي، عن أحمد بن الحسين [174] ،



[ صفحه 186]



عن أحمد بن هلال، عن امية بن علي القيسي - وذکر مثله -.

37 - حدثنا محمد بن همام قال: حدثني أبوعبدالله محمد بن عصام قال: حدثنا أبوسعيد سهل بن زياد الآدمي، قال: حدثنا عبدالعظيم بن عبدالله الحسني، عن أبي جعفر محمد بن علي الرضا (عليهما السلام) أنه سمعه يقول: إذا مات ابني علي بدا سراج بعده ثم خفي، فويل للمرتاب، وطوبي للغريب الفار بدينه، ثم يکون بعد ذلک أحداث تشيب فيها النواصي، ويسير الصم الصلاب [175] .

أي حيرة أعظم من هذه الحيرة التي أخرجت من هذا الامر الخلق الکثير و الجم الغفير؟ ولم يبق عليه ممن کان فيه إلا النزر اليسير، وذلک لشک الناس و ضعف يقينهم وقلة ثباتهم علي صعوبة ما ابتلي به المخلصون الصابرون، والثابتون والراسخون في علم آل محمد (عليهم السلام) الراوون لاحاديثهم هذه، العالمون بمرادهم فيها، الدارون [176] لما أشاروا إليه في معانيها الذين أنعم الله عليهم بالثبات وأکرمهم باليقين، والحمدلله رب العالمين.

38 - حدثنا محمد بن يعقوب الکليني قال: حدثنا محمد بن يحيي، عن أحمد ابن إدريس [177] ، عن محمد بن أحمد، عن جعفر بن القاسم، عن محمد بن الوليد الخزاز، عن الوليد بن عقبة، عن الحارث بن زياد، عن شعيب، عن أبي حمزة قال: دخلت علي أبي عبدالله (عليه السلام) فقلت له: أنت صاحب هذا الامر؟ فقال: لا، فقلت: فولدک؟ فقال: لا، فقلت: فولد ولدک؟ فقال: لا، قلت: فولد ولد ولدک؟ قال: لا، قلت: فمن هو؟ قال: الذي يملاها عدلا کما ملئت [ظلما و] جورا، لعلي فترة من الائمة



[ صفحه 187]



[يأتي]، کما أن النبي (صلي الله عليه وآله) بعث علي فترة من الرسل [178] .

39 - حدثنا محمد بن يعقوب قال: حدثنا علي بن محمد، عن بعض رجاله، عن أيوب بن نوح، عن أبي الحسن الثالث (عليه السلام) [179] أنه قال: إذا رفع علمکم من بين أظهر کم فتوقعوا الفرج من تحت أقدامکم [180] .

40 - محمد بن يعقوب قال: حدثنا أبوعلي الاشعري، عن محمد بن حسان، عن محمد بن علي، عن عبدالله بن القاسم، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبدالله (عليه السلام) أنه سئل عن قول الله عزوجل: فإذا نقر في الناقور [181] قال: إن منا إماما مستترا فإذا أراد الله عز ذکره إظهار أمره نکت في قلبه نکتة فظهر فقام بأمر الله عزوجل [182] .



[ صفحه 188]



41 - حدثنا محمد بن يعقوب قال: حدثنا عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء، عن علي بن أبي حمزة، عن [أبي بصير] عن أبي عبدالله(عليه السلام) أنه قال: لابد لصاحب هذا الامر من غيبة ولا بد له في غيبته من عزلة، و نعم المنزل طيبة [183] ، وما بثلاثين من وحشة.

42 - وأخبرنا محمد بن يعقوب، عن عدة من رجاله، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحکم، عن أبي أيوب الخزاز، عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا عبدالله(عليه السلام) يقول: إن بلغکم عن صاحبکم غيبة فلا تنکروها [184] .

حدثنا محمد بن يعقوب قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن أبي عمير، عن أبي أيوب الخزاز، عن محمد بن مسلم مثله.

43 - حدثنا علي بن الحسين المسعودي [185] قال: حدثنا محمد بن يحيي العطار، قال: حدثنا محمد بن حسان الرازي، عن محمد بن علي الکوفي، عن الحسن بن محبوب، عن عبدالله بن جبلة، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي عبدالله(عليه السلام) أنه قال: لو قد قام القائم لانکره الناس لانه يرجع إليهم شابا موفقا [186] ، لا يثبت عليه إلا



[ صفحه 189]



من قد أخذ الله ميثاقه في الذر الاول.

وفي غير هذه الرواية أنه قال (عليه السلام): وإن من أعظم البلية أن يخرج إليهم صاحبهم شابا وهم يحسبونه شيخا کبيرا.

44 - محمد بن همام قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالک، قال: حدثني عمر بن طرخان، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، عن علي بن عمر بن علي بن الحسين (عليهما السلام) عن أبي عبدالله جعفر بن محمد (عليهما السلام) أنه قال: القائم من ولدي يعمر عمر الخليل عشرين ومائة سنة يدري به، ثم يغيب غيبة في الدهر، ويظهر في صورة شاب موفق ابن اثنين وثلاثين سنة، حتي ترجع عنه طائفة من الناس، يملا الارض قسطا و عدلا کما ملئت ظلما وجورا [187] .



[ صفحه 190]



إن في قول أبي عبدالله (عليه السلام) هذا لمعتبرا ومزد جرا عن العمي، والشک و الارتياب وتنبيها للساهي الغافل، ودلالة للمتلدد الحيران.

أليس فيما قد ذکر و ابين من مقدار العمر والحال التي يظهر القائم (عليه السلام) عليها عند ظهوره بصورة الفتي والشاب ما فيه کفاية لا ولي الالباب؟ وما ينبغي لعاقل ذي بصيرة أن يطول عليه الامد، وأن يستعجل أمر الله قبل أوانه وحضور أيامه بلا تغيير، ولذکرا للوقت الذي ذکر أنه يظهر فيه مع انقضائه فان قولهم (عليهم السلام) الذي يروي عنهم في الوقت إنما هو علي جهة التسکين للشيعة [188] والتقريب للامر عليها إذ کانوا قد قالوا: إنا لا نوقت، ومن روي لکم عنا توقيتا فلا تصد قوه ولا تهابوا أن تکذبوه، ولا تعملوا عليه، وإنما شأن المؤمنين أن يدينوا الله بالتسليم لکل ما يأتي عن الائمة (عليهم السلام)، وکانوا أعلم بما قالوا.

لان من سلم لامرهم وتيقن أنه الحق سعد به، وسلم له دينه، ومن عارض وشک وناقض واقترح علي الله تعالي، واختار، منع اقتراحه، وعدم اختياره ولم يعط مراده وهوه، ولم يرما يحبه [189] ، وحصل علي الحيرة والضلال والشک والتبلد، والتلدد [190] والتنقل من مذهب إلي مذهب، ومن مقالة إلي اخري، وکان عاقبة أمره خسرا.

وإن إماما هذه منزلته من الله عزوجل - وبه ينتقم لنفسه ودينه وأوليائه وينجز لرسوله ما وعده من إظهار دينه علي الدين کله ولو کره المشرکون حتي لا يکون في الارض کلها إلا دينه الخالص به وعلي يديه - لحقيق [191] بأن لا يدعي



[ صفحه 191]



أهل الجهل محله ومنزلته، وألا يغوي أحد من الناس نفسه بادعاء هذه المنزلة لسواه، ولا يهلکها بالايتمام بغيره، فإنه إنما يوردها للهلکة ويصليها النار، نعوذ بالله منها، ونسأله الاجارة من عذابها برحمته.

45 - حدثنا علي بن الحسين قال: حدثنا محمد بن يحيي العطار، قال: حدثنا محمد بن حسان الرازي، قال: حدثنا محمد بن علي الکوفي، عن إبراهيم بن هاشم [192] ، عن حماد بن عيسي، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن أبي عبدالله (عليه السلام) أنه قال: يقوم القائم وليس في عنقه بيعة لاحد.

46 - حدثنا محمد بن يعقوب قال: حدثنا محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله (عليه السلام) أنه قال: يقوم القائم وليس لاحد في عنقه عقد ولا عهد ولا بيعة [193] .

(فصل) ومما يؤکد أمر الغيبة ويشهد بحقيتها وکونها، وبحال الحيرة التي تکون للناس فيها وأنها فتنة لا بد من کونها ولن ينجو منها إلا الثابت علي شدتها ما روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) فيها وهوما:

1 - حدثنا به علي بن الحسين قال: حدثنا محمد بن يحيي العطار، قال: حدثنا محمد بن حسان الرازي، عن محمد بن علي الکوفي، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود، عن مزاحم العبدي، عن عکرمة بن صعصعة، عن أبيه قال: کان علي (عليه السلام) يقول: لا تنفک هذه الشيعة حتي تکون بمنزلة المعز لا يدري الخابس [194] علي



[ صفحه 192]



أيها يضع يده [195] فليس لهم شرف يشرفونه، ولاسناد يستندون إليه في امورهم [196] .

2 - وأخبرنا علي بن الحسين بإسناده، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود، قال: حدثنا أبوبدر، عن عليم، عن سلمان الفارسي - رحمه الله تعالي - أنه قال: لا ينفک المؤمنون حتي يکونوا کمواة المعز [197] ، لا يدري الخابس علي أيها يضع يده، ليس فيهم شرف يشرفونه ولاسناد يسندون إليه أمرهم.

3 - وبه عن أبي الجارود، عن عبدالله الشاعر - يعني ابن عقبة [198] - قال: سمعت عليا (عليه السلام) يقول: کأني بکم تجولون جولان الابل تبتغون مرعي، ولا تجدونها يا معشر الشيعة.

4 - وبه عن ابن سنان، عن يحيي بن المثني [العطار]، عن عبدالله بن -



[ صفحه 193]



بکير ورواه الحکم [199] عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال: کيف بکم إذا صعدتم فلم تجدوا أحدا، ورجعتم فلم تجدوا أحدا.

5 - حدثنا عبدالواحد بن عبدالله قال: حدثنا محمد بن جعفر القرشي، قال: حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب قال: حدثني محمد بن سنان، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه سمعه يقول: لا تزالون تنتظرون حتي تکونوا کالمعز المهولة التي لا يبالي الجازر [200] أين يضع يده منها، ليس لکم شرف تشرفونه، ولا سند تسندون إليه أمورکم.

هل هذه الاحاديث - رحمکم الله - إلا دالة علي غيبة صاحب الحق، وهو الشرف الذي يشرفه الشيعة، ثم علي غيبة السبب [201] الذي کان منصوبا له (عليه السلام) بينه وبين شيعته وهو السناد الذي کانوا يسندون إليه أمورهم فيرفعها إلي إمامهم في حال غيبته (عليه السلام) والذي هو شرفهم، فصاروا عند رفعه کمواة المعز، وقد کان لهم في الوسائط بلاغ وهدي ومسکة للرماق [202] حتي أجري الله تدبيره وأمضي مقاديره برفع الاسباب مع غيبة الامام في هذا الزمان الذي نحن فيه لتمحص من يمحص، وهلکة من يهلک، ونجاة من ينجو بالثبات علي الحق، ونفي الريب والشک، والايقان بما ورد عن الائمة (عليهم السلام) من أنه لا بد من کون هذه الغمة، ثم انکشافها عند مشيئة الله، لاعند مشيئة خلقه واقتراحهم، جعلنا الله وإياکم يا معشر الشيعة المؤمنين المتمسکين بحبله المنتمين إلي أمره، ممن ينجو من فتنة الغيبة التي يهلک فيها من اختار لنفسه، ولم يرض باختيار ربه، واستعجل تدبير الله [سبحانه] ولم يصبر کما امر، وأعاذنا الله وإياکم من الضلالة بعد الهدي إنه ولي قدير

هذا آخر ما حضرني من الروايات في الغيبة، وهو يسير من کثير مما رواه الناس وحملوه، والله ولي التوفيق.



[ صفحه 194]




پاورقي

[1] أي يتکلم معه بالرمز والايماء والتعريض علي جهة التقية والمصلحة فيفهم المراد قال الجزري: يقال لحنت لفلان اذا قلت له قولا يفهمه ويخفي علي غيره، لانک تميله بالتورية عن الواضح المفهوم، منه قالوا: لحن الرجل فهو لحن اذا فهم وفطن لما لا يفطن له غيره.

[2] في النهاية في مادة نوم وفي حديث علي عليه السلام: انه ذکر آخر الزمان و الفتن - ثم قال: خير اهل ذلک الزمان کل مؤمن نومة - بوزن الهمزة - الخامل - الذکر الذي لا يؤبه له، وقيل: الغامض في الناس الذي لا يعرف الشر وأهله، وقيل: النومة - بالتحريک -: الکثير النوم واما الخامل الذي لا يؤبه له فهو بالتسکين، ومن الاول حديث ابن عباس انه قال لعلي: ما النومة؟ قال: الذي يسکت في الفتنة فلا يبدو منه شئ.

[3] في بعض النسخ وجهلهم.

[4] سوره يس: 30.

[5] کذا، وفي بعض النسخ عن غمرة بنت أوس قالت: حدثني جدي الحصين، عن عبدالرحمن، عن أبيه - الخ ولم أعرفها غمرة کانت أو عميرة والظاهر أن جدها حصين ابن عبدالرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ الاشهلي المعنون في التقريب والتهذيب.

[6] بصيغة المجهول، وفي بعض النسخ ويوشي من وشي يشي به إلي الملک أي نم عليه وسعي به.

[7] في بعض النسخ منجز وعدي وابا بني وولي حوضي.

[8] في بعض النسخ لاينصرون.

[9] في بعض النسخ واحتيال وقياس مشتبه.

[10] التلدد: التحير.والتکسع: الضلالة، وفي نسخة التسکع بمعني عدم الاهتداء وهو أنسب.

[11] قوله ماج الناس أي اختلفوا فبعض يقول: فقد، وبعض يقول: قتل، وبعض يقول: مات.

وقوله التحمت اي تلاء‌مت بعد کونها متفرقة، والتحمت الحرب: اشتبکت والثاني أنسب.

[12] في بعض النسخ وتواصيهم التجسس والتحسس من الوصية، والتحسس بمعني التجسس.

[13] في بعض النسخ عن خلف الخلفاء.

[14] في بعض النسخ سبت الشيعة سبها أعداء‌ها.

وقوله ظهرت أي غلبت.

[15] أي تحيرت ودهشت وقوله: وأکثرت في قولها أي قالته کثيرا.

[16] في بعض النسخ طرقاتها.

[17] کذا، ويمکن أن يکون تصحيفا وصوابه اليس هذا موميا إلي هذه الغيبة.

[18] المحجوج هو المغلوب في الاحتجاج.

[19] في بعض النسخ وهذا القول يدل علي أن امير المؤمنين عليه السلام شاهد لهم.

[20] الظاهر هو ابن فضال التيملي المعروف.

[21] في بعض النسخ غمرة بنت أوس ولم أجدها بکلا العنوانين، وفي البحار عمرة ولم أجدها أيضا.

[22] عبدالله بن ضمرة السلولي ثقة، وثقه العجلي علي ما في التقريب.

[23] کعب الاحبار هو کعب بن ماتع الحميري يکني أبا اسحاق ثقة (التقريب).

[24] في بعض النسخ والمرتجي دون العالمين وهو العالم الذي لا يجهل.

[25] المحجة - بفتح الميم والحاء المهملة ثم الجيم -: جادة الطرايق، والعطب: الهلاک.وفي البحار الحجة التي.

[26] أقدمهم سلما أي أقدمهم اسلاما، ولا ريب أنه عليه السلام أول من أسلم من الرجال عند جميع المؤرخين والمحدثين غير أن بعض المخالفين استشکل بأنه حينذاک لم يبلغ الحلم وايمانه ليس بمثابة ايمان الرجال.وهو قول من تجاهل، أو من له غرض سياسي، أو سفيه.

[27] في بعض النسخ والبحار ومن يشک في القائم وکأنه مصحف.

[28] السمت - بفتح السين المهملة وسکون الميم -: هيئة أهل الخير والصلاح، و في بعض النسخ وسيماء.

[29] في بعض النسخ والبحار تلک حرب يستبشر فيها الموت الاحمر والطاعون الاکبر.

[30] يعني بالسند المتقدم ذکره.

[31] تقدم أنه عمرو بن سعد بن معاذ الاشهلي.

وحيث أن نسخة العلامة المجلسي مصحفة وفيها عمر بن سعد ظن شارحه رحمه الله أنه عمر بن سعد بن أبي وقاص وقال بعد نقله: انما أوردت هذا الخبر مع کونه مصحفا مغلوطا، وکون سنده منتهيا إلي شر خلق الله عمر بن سعد لعنه الله لاشتماله علي الاخبار بالقائم عليه السلام ليعلم تواطؤ المخالف والمؤالف عليه صلوات الله عليه.

مع أن عمر بن سعد في ذلک الوقت طفل صغير لم يبلغ عشرا ولا يکون قابلا لهذا الخطاب، وقد يعبر عنه امير المؤمنين (ع) في خبر في زمان خلافته بالجرو.

[32] المبيرة: المهلکة من ابار يبير، والبوار الهلاک.

[33] متاع رث - بشد المثلثة - اي خلق بال، يعني ساقط الدين، ولا خلاق له اي لا نصيب له، والمهجن: غير الاصيل في النسب، والزنيم: اللئيم.والعتل - بشد اللام - الجافي الغليظ.

[34] العواهر جمع عاهر وهي الفاجرة الزانية.

[35] هذه الجملة دعاء عليهم.

[36] وفي البحار وبعض النسخ للمخبتين وقد يقرء للمجيبين.

[37] الصيلم - بفتح الصاد المهملة واللام -: الداهية.

والشراة جمع الشاري و المراد الخوارج الذين زعموا انهم يشرون انفسهم ابتغاء مرضات الله.

[38] في بعض النسخ ام البلاء واخت العار.

[39] اي يوم شديد تشخص فيه الابصار، والعرب ربما يعبر عن الشدة باليوم.

[40] في بعض النسخ يفتح من نهاوند.وفي بعضها منح وفي بعضها تنتح.

[41] في صوته ضجاج أي فزع، و في أشفاره وطف أي طول شعر واسترخاء، وفي عنقه سطع اي طول، والاسطع الطويل العنق.ومفلج الثنايا اي بين أسنانه تباعد.

[42] في بعض النسخ اذا انجلي عنه الغمام.

[43] في بعض النسخ يلقحون.

[44] أي الهزيمة، وفي بعض النسخ والديرة وفي بعضها والدائرة.

[45] المرتاد من رود، وفي اللغة ارتاد الشئ ارتيادا طلبه فهو مرتاد.

[46] التلويح: الاشارة من بعيد مطلقا بأي شئ کان، ومنه سميت الکناية الکثيرة الوسائط تلويحا.

[47] الخنس جمع خانس من خنس اذا تأخر، وهي الکواکب کلها فانها تغيب بالنهار وتظهر بالليل، وفسر في الخبر بامام يخنس أي يتأخر عن الناس ويغيب، والجمع باعتبار شموله لسائر الاوصياء أو للتعظيم، أو يکون ذکرها لتشبيه الامام بها في الغيبة والظهور، و المراد الکواکب.وقول الامام عليه السلام تشبيه لاتفسير کما في سائر الآيات المأولة.

[48] هي سنة وفاة أبي محمد العسکري عليه السلام.

[49] اي زمان ظهوره واستيلائه.

[50] اي لا يعلم المخالفون أو أکثر الناس وجوده، ويحتمل أن تکون من تبعيضية.

[51] کذا وفي بعض النسخ محمد بن ما بندار.

[52] کأنه أبوجعفر بن محمد بن مالک.وفي بعض النسخ أحمد بن هلال مکان محمد ابن مالک.

[53] يعني عبدالله بن يحيي الکاهلي کما صرح به في الکافي في کتاب الايمان والکفر باب التراحم والتعاطف.

[54] من قوله يعني إلي هنا من کلام المؤلف.وفضل الله معلوم، والمراد بفضل وليه تقسيمه بيت المال علي وجه لا يکون لاحد من الفقراء والمستحقين فقر في ما احتاجوا في أمر المعيشة اليه، وکل واحد منهم واجد لضرورياته الحياتية واستغني عن الناس.

ذکر الکراجکي في کنز الفوائد: أن أبا حنيفة أکل طعاما مع أبي عبدالله عليه السلام فلما رفع الامام يده من الطعام قال: الحمد لله رب العالمين اللهم هذا منک ومن رسولک صلي الله ليه وآله فقال أبوحنيفة: أجعلت مع الله شريکا؟ فقال له: ويلک فان الله تعالي يقول في کتابه وما نقموا الا أن أغناهم الله ورسوله من فضله ويقول في موضع آخر ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤ تينا الله من فضله ورسوله فقال أبوحنيفة: والله لکأني ما قرأتهما قط من کتاب الله ولا سمعتهما الا في هذا الوقت.

انتهي، ثم اعلم أنه يحتمل ان يکون معني کلام الامام (ع) وصف زمان الغيبة لا الظهور، بمعني أن الصدق والوفاء والامانة رفعت من بين الناس ولا يوجد مؤتمن يصدق في قوله بفقر غيره ولا فقير لا يکذب بفقره.

[55] في البحار وبعض النسخ وقد حذرتم بصيغة المجهول.

[56] في البحار وبعض النسخ وقد حذرتم بصيغة المجهول.

[57] التنويه: الرفع والتشهير ولعل المعني أعم مما فهمه الراوي أو المؤلف والمراد تنويه امر الامام الثاني عشر (ع) وذکر غيبته وخصوصيات أمره عند المخالفين لئلا يصير سببا لاصرارهم علي ظلم اهل البيت وقتلهم واهلاک شيعتهم.

أو المعني لا تدعوا الناس إلي دينکم.

[58] سبتا أي زمانا، وقوله ليخملن من قولهم خمل ذکره أي خفي، وفي بعض الروايات ليغيبن سنينا من دهرکم وليمحصن وما في الکتاب أظهر وأنسب.والتمحيص الامتحان.

[59] ليکفأن علي بناء المجهول من قولهم کفأت الاناء اذا کببته وقلبته وذلک کناية عن التزلزل في الدين لشدة الفتن والحوادث المضلة المزلقة.

[60] أي لا يدري الحق من الباطل ولا يمتاز بينهما لان کل واحدة منها تدعي الحق، و لعل المراد ما رواه المفيد (ره) في ارشاده عن أبي خديجة سالم بن مکرم عن أبي عبدالله عليه السلام قال: لا يخرج القائم حتي يخرج اثنا عشر من بني هاشم کلهم يدعوا إلي نفسه.

[61] الکوة - بضم الکاف وفتحها وشد الواو المفتوحة، وبدون التاء ثلاثة أوجه - بمعني الخرق في الحائط.

[62] يعني الخلف الخامس من ولد الامام السابع (ع).

[63] يعني بعبدالرحمن عبدالرحمن بن أبي نجران، وبالخشاب الحجاج الخشاب کما نص عليهما في کمال الدين.

[64] المراد بطلوع نجم بعد غيبوبة آخر ظهور امام بعد وفاة الاخر فاذا ظهر أتاه ملک الموت، والمراد بقوله ثم لبثتم في ذلک عدم ظهور ولادة القائم (ع) للعامة حتي تحيروا ولم يعرفوا شخص الامام، وطلع نجم يعني ظهر القائم بعد الحيرة والغيبة.ويدل علي ذلک ما يأتي (کذا في هامش المطبوع).

[65] قوله أشرتم بأصابعکم کناية عن ترک التقية بتشهير امامته عند المخالفين، و ملتم بحواجبکم في الکافي ملتم بأعناقکم وهو أيضا کناية عن ظهوره أو توقع ذلک.

[66] فاستوت بنو عبدالمطلب أي الذين ظهروا منهم فلم يعرف أي من أي أي لم يتميز أحد منهم عن سائرهم کتميز الامام عن غيره لان جميعهم مشترکون في عدم استحقاق الامامة.وقوله فاذا طلع نجمکم أي ظهر قائمکم عليه السلام.

[67] علي بن الحسين الظاهر کونه الصدوق لا صاحب المروج، ومحمد بن يحيي هو محمد بن يحيي العطار القمي المشهور، ومحمد بن حسان الرازي هو أبوجعفر الزينبي أو الزيني، ومحمد بن علي الکوفي هو أبوسمينة الصيرفي المعنون في الرجال وهو يروي کتاب عيسي بن عبدالله بن محمد الهاشمي وهو يروي عن أبيه عبدالله بن محمد عن جد أبيه عمر بن علي، عن أمير المؤمنين عليه السلام.

[68] بواحدة يعني ينکر أصل وجوده رأسا.

[69] الارجاس جمع رجس وهو بمعني القذر، والعمل القبيح.

وفي بعض النسخ الانجاس وهو جمع نجس، والادران جمع درن وهو الوسخ.

[70] أي کونوا علي ما أنتم عليه.

[71] الکافي ج 1 ص 342 مع اختلاف في اللفظ.

[72] في القاموس: أسبط: سکت فرقا - أي خوفا - وبالارض: لصق وامتد من الضرب، وفي نومه غمض، وعن الامر تغابي، وانبسط ووقع فلم يقدر أن يتحرک.و تقدم أن يأرز بمعني ينضم ويجتمع بعضه إلي بعض.

[73] الظاهر کون المراد بالمسجدين مسجد الحرام ومسجد النبي صلي الله عليه وآله أو الکوفة والسهلة والاول أظهر.

[74] هو علي بن الحسن الطاطري الواقفي الموثق.کما في المرآة، وفي بعض النسخ علي بن الحسين.

[75] البطشة: الاخذ بالعنف، والسطوة.

[76] کذا وفيه سقط، والسقط ظاهرا کونوا علي بقرينة ما تقدم وما يأتي.

[77] المحظور - بالحاء المهملة والظاء المعجمة -: الممنوع.

[78] أشاد بذکره: رفعه بالثناء عليه.

[79] الاقتراح السؤال بعنف من غير ضرورة أو السؤال بطريق التحکم.

[80] بمعزل عنه أي مجانب له، بعيد عنه.

[81] النور: 63.

[82] النساء: 57.

[83] المائدة: 92.

[84] أقرب ما يکون الظاهر کون ما مصدرية و کان تامة، و من صلة لاقرب، والمعني أقرب أحوال کونهم من الله وأرضاها عنهم حين افتقدوا حجتهم.ذلک لکون الايمان عليهم أشد والشبه عليهم أکثر وأقوي، والدعوة إلي الباطل أوفر وأبسط، والثبات علي مر الحق أصعب وأمنع.لاسيما أذا امتد زمان الغيبة، فعندها أي عند حصول ذلک. فتوقعوا الفرج صباحا ومساء کناية عن جميع الاوقات ليلا ونهارا.

قوله فان أشد ما يکون غضب الله في بعض نسخ الحديث وان وهو أظهر وما في المتن أيضا بمعني الواو أو للتعقيب الذکري، وکون الفاء للتعليل في غاية البعد وان أمکن توجيهه بوجوه.

[85] أي لا يکون ظهور الامام الا اذا فسد الزمان غاية الفساد، ويحتمل أن يکون ذلک اشارة إلي أن الغضب في الغيبة مختص بالشرار تأکيدا لمامر. (المرآة).

[86] في الکافي اذا افتقدوا حجته ولم يظهر لهم.

[87] يعني به أبا عبدالله القرشي الاتي ذکره.

[88] في بعض الاحاديث سنة من يوسف.

[89] في کمال الدين ان في القائم سنة من يوسف وقال العلامة المجلسي قوله: ابن أمة سوداء يخالف کثيرا من الاخبار التي وردت في صفة امه ظاهرا الا أن يحمل علي الام بالواسطة أو المربية.

[90] يعني به أحمد بن الحسين بن سعيد بن عثمان أبا عبدالله القرشي.

[91] في بعض النسخ لسنة من يوسف.

[92] أي من طريق البادية.

[93] في جل النسخ ههنا وفي جميع المواضع الاتية شبه وسيأتي في بيان المؤلف ذيل ح 12 ص 175 سنة فالظاهر ان الصواب سنة وصحف بشبه.

[94] في بعض النسخ هرجا مرجا واصل الهرج والکثرة في الشئ والاتساع أي يقتل الکفار کثيرا.

[95] النزرة بمعني القليلة التافهة.

[96] يعني ان الشيطان يوحش عنده الحق ويخوفه منه.

[97] ص: 82 و 83.

[98] النساء: 119.

[99] الاعراف: 16.

أي لاجلسن لهم ترصدا بهم.

[100] سبأ: 20.

[101] الرقدة - بالفتح -: النومة.

[102] الحجر: 42.

[103] عباد بن يعقوب هو الرواجني المعنون في الرجال، وله کتاب أخبار المهدي.ويحيي بن يعلي هو الاسلمي المعنون في تهذيب التهذيب.

[104] في بعض النسخ بسنتين.

[105] کذا في الکافي والظاهر کونه تصحيف الحسين بن محمد بن عامر.

[106] أحمد بن هلال العبرتائي ولد سنة ثمانين ومائة، وتوفي سنة سبع وستين و مائتين، وسماعه هذا الکلام کان قبل ميلاد القائم عليه السلام بخمسين سنة تقريبا.

[107] أخذت من أفعال المقاربة أي شرعت، و تفرش خبره أي تفتح وتبسط، و النوکي جمع أنوک - کحمقي - جمع أحمق وزنا ومعني، وهو مثل لکل من يقبل الکلام من کل أحد وان کان أحمق.و اي لتصديق الکلام السابق الدال علي قبح الخروج وعدم الاذن فيه. (المرآة).

[108] يحتمل أن يکون الترديد من الراوي، أو يکون لمحض الاختلاف في العبارة أي ان شئت قل هکذا وان شئت هکذا.

(البحار).

[109] في الصحاح: مطه يمطه أي مده، ومط حاجبيه أي مدهما.

[110] في الصحاح: يقال أعطيته عفو المال يعني بغير مسألة.

[111] کناية عن الشهرة.

[112] الاغتيال هو الاخذ بغتة، والقتل خديعة.ولعل المراد به الموت بالسلاح، والمراد بالموت علي الفراش الموت مسموما، أو الاول أعم من الثاني، والثاني الموت غيظا من غير ظفر علي العدو، و أو للتقسيم لا للشک.

[113] کذا في بعض النسخ والکافي، وفي بعضها غير خفي في نفسه.

[114] أي هو الذي لا تعرف ولادته، وفي بعض النسخ لايعرف ولا يؤبه له.

[115] الخارط من يضرب يده علي الغصن، ثم يمدها إلي الاسفل ليسقط ورقه، والقتاد - کسحاب -: شجر صلب شوکه کالابر، وخرط القتاد مثل لارتکاب صعاب الامور.

[116] في بعض النسخ فليتق الله عند غيبته.

[117] قوله بخارط متعلق بشبه.

[118] أي لا يهتم بما يسمع من الجهال من القول التافه.

[119] کأن الراوي تصرف في لفظ الخبر بالتقديم والتأخير، والصواب أن يقول احداهما قصيرة والاخري طويلة لئلا يخالف النشر اللف کما في الخبر الاتي.

[120] اي خدمه وأهله الذين کانوا علي دينه.

[121] ليس في الکافي في دينه، ثم اعلم أنه کان للقائم عليه السلام غيبتان أوليهما من زمان وفاة أبيه عليهما السلام إلي فوت أبي الحسن علي بن محمد السمري رابع السفراء، ووفاة الامام ابي محمد العسکري؟ 9 ربيع الاول سنة 260، ووفاة السمري 15 شعبان المعظم سنة 329 فتکون الغيبة الاولي التي تسمي بالصغري قريبا من 70 سنة، ثم بعدها تکون الغيبة الاخري الطويلة وتسمي بالغيبة الکبري، والنواب الاربعة الذين يعبر عنهم بالسفراء اولهم أبوعمر عثمان بن سعيد العمري، والثاني ابنه ابوجعفر محمد بن عثمان، والثالث أبوالقاسم حسين بن روح، والرابع أبوالحسن محمد بن علي السمري.

[122] السند معضل أو مضطرب، فان علي بن الحسن التيملي متأخر عن علي بن مهزيار وأما ابن أبي نجران فمتقدم عليه وکأن فيه تصحيفا، ولعل الصواب وعلي بن مهزيار.

[123] قال العلامة المجلسي: العهد والعقد والبيعة متقاربة المعاني، وکأن بعضها مؤکد بالبعض، ويحتمل أن يکون المراد بالعهد الوعد مع خلفاء الجور برعايتهم أو وصيتهم اليه، يقال: عهد اليه اذا أوصي اليه، أو العهد بولاية العهد کما وقع للرضا عليه السلام، وبالعقد عقد المصالحة والمهادنة کما وقع بين الحسن عليه السلام وبين معاوية، والبيعة الا قرار ظاهرا للغير بالخلافة مع التماسح بالايدي علي الوجه المعروف، وکأنه اشارة إلي بعض علل الغيبة وفوائدها کما روي الصدوق - رحمه الله - باسناده عن أبي بصير عن أبي - عبدالله عليه السلام قال: صاحب هذا الامر تغيب ولادته عن هذا الخلق لئلا يکون لاحد في عنقه بيعة اذا خرج، ويصلح الله عزوجل أمره في ليلة.

[124] کذا.

[125] نفض الثوب: حرکه ليزول عنه الغبار، وهذا کناية عن الاخبار بالموت.

[126] هو سعيد بن بيان يکني أبا حنيفة يلقب بسائق الحاج لانه يسوق الحاج من الکوفة وروي عن الوليد بن صبيح أنه قال لابي عبدالله عليه السلام: ان أبا حنيفة رأي هلال ذي الحجة بالقادسية وشهد معنا عرفة؟ فقال: ما لهذا صلاة، عنونه النجاشي وقال: أبوحنيفة سائق الحاج الهمداني ثقة، روي عن أبي عبدالله عليه السلام، وله کتاب يرويه عدة من أصحابنا.

[127] في الکافي ج 1 ص 340 يقول: لصاحب هذا الامر غيبتان: احداهما يرجع منها إلي أهله.

ولعل المراد برجوعه وصول خبره.

[128] کذا، وفي الکافي اذا ادعاها مدع فاسألوه عن أشياء يجيب فيها مثله.

[129] النسخ مختلفة في ضبط هذه الکلمة ففي بعضها الشفاء من العلم وفي بعضها السهاء العلم، والشفاء بالمد: الدواء، وبالقصر بقية الهلال قبل أن يغيب وحرف کل شئ وحده.

[130] تصرمت السنة أي انقضت، ويدل علي أن تأليف الکتاب کان بعد وفاة علي بن محمد السمري وذلک في شعبان سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.

[131] آل عمران: 178 - 179.

[132] المنان الکثير النعم، والذي أنعم متواصلا.

[133] هو الانماطي الواقفي، له کتاب.

[134] الشعراء: 21.

[135] کذا، وتقدم کونه شبه من موسي.

[136] کذا في کمال الدين، وفي الکافي اسحاق بن محمد الصيرفي کما يأتي.

[137] يعني في الحج عند الطواف أو السعي أو الوقوفين أو حين الرمي.

[138] ليس في الکافي لفظة فيه.ولعل المراد بالرؤية المعرفة يعني لا يعرفه أحد من الناس، وهو أظهر.

[139] الملک: 30.

[140] أي ينکرون ميلاده أو وجوده خوفا من قتله.

[141] الظاهر کونه أحمد بن الحسن بن علي بن فضال المکني بأبي عبدالله أو أبي - الحسين وهو فطحي موثق.

وفي بعض النسخ احمد بن الحسين وهو احمد بن الحسين بن سعيد القرشي ظاهرا.

[142] قال الشيخ في کتاب غيبة: لاعلة تمنع من ظهوره عليه السلام الا خوفه علي نفسه من القتل لانه لو کان غير ذلک لما ساغ له الاستتار وکان يحتمل المشاق والاذي، فان منازل الائمة وکذلک الانبياء عليهم السلام انما تعظم لتحملهم المشاق العظيمة في ذات الله تعالي، فان قيل: هلا منع الله من قتله بما يحول بينه وبين من يريد قتله؟ قلنا: المنع الذي لا ينافي التکليف هو، النهي عن خلافه والامر بوجوب اتباعه ونصرته والزام الانقياد له، وکل ذلک فعله تعالي، واما الحيلولة بينهم وبينه فانه ينافي التکليف، وينتقض الغرض، لان الغرض بالتکليف استحقاق الثواب، والحيلولة تنافي ذلک، وربما کان في الحيلولة والمنع من قتله بالقهر مفسدة للخلق فلا يحسن من الله فعلها.انتهي.

أقول: وحکمه عليه السلام غير حکم آبائه عليهم السلام، فلا يناقض قول الشيح (ره) بفعل آبائه (ع).

[143] کذا في الکافي ولم أجده.

[144] أحمد بن ميثم من ثقات الکوفيين وفقهائهم.والظاهر کون عبيدالله بن موسي هو العبسي الکوفي.

وعبدالاعلي بن حصين التغلبي أو الثعلبي لم أجده، انما کان في أنساب السمعاني عبدالاعلي بن عامر الثعلبي ينسب إلي ثعلبية احدي منازل الحاج في البادية، وفي التقريب عنونه وقال: صدوق.

فيمکن أن يکون نسبة إلي الجد، وحصين بن عامر معنون في الجامع وقال يکني ابا الهيثم الکلبي الکوفي وعده من أصحاب الصادق عليه السلام.فيحتمل بعيدا کونه عبدالاعلي بن حصين بن عامر.

[145] الموتور بوالده أي قتل والده ولم يطلب بدمه، والمراد بالوالد أما العسکري عليه السلام أو الحسين صلوات الله عليه أو جنس الوالد ليشمل جميع الائمة عليهم السلام، وقوله المکني بعمه لعل کنية بعض أعمامه أبوالقاسم، أو هو عليه السلام مکني بأبي جعفر أو ابي الحسين أو أبي محمد أيضا، ولا يبعد أن يکون المعني لا يصرح بأسمه بل يعبر عنه بالکناية خوفا من عمه جعفر، والاوسط أظهر، ولا ينافي التکنية بابي القاسم.وقوله اسمه اسم نبي يعني نبينا.

وعبر عنه بهذه العبارة خوفا، وللنهي عن التسمية.والبيان مأخوذ من البحار.

[146] کذا وتقدم الکلام فيه.

[147] في بعض النسخ الطريد الفريد.

[148] يعني قال سالم المکي: قال لي عامر بن واثلة أبوالطفيل.

[149] لم أجده وکأنه ابراهيم بن شعيب الميثمي وصحف ابراهيم بأبي الهيثم للتشابه الخطي.

[150] في بعض النسخ رابعهم القائم.

[151] أي کان له غيبات کثيرة کغيبته في حراء وشعب ابي طالب وفي الغار وبعد ذلک إلي أن دخل المدينة، ويمکن أن يکون فاعل الفعلين محذوفا بقرينة المقام أي غاب غيره من الانبياء، ويمکن أنه عليه السلام ذکرهم وعبر الراوي هکذا اختصارا.

[152] الفتنة الصماء هي التي لا سبيل إلي تسکينها لتناهيها في دهائها لان الاصم لا يسمع الاستغاثة والصيلم: الداهية.

[153] في عيون أخبار الرضا (ع) کم من حري مؤمنة وکم من مؤمن متأسف حيران حزين عند فقدان الماء المعين.

ووليجة الرجل: دخلاؤه وخاصته، وبطانة الرجل: الذي هو صاحب سره.

[154] لعل المعني أن جيوب الاشخاص النو رانية من کمل المؤمنين والملائکة المقربين وأرواح المرسلين تشتعل للحزن علي غيبته وحيرة الناس فيه، وأنما ذلک لنور ايمانهم الساطع من شموس عوالم القدس، ويحتمل أن يکون المراد بجيوب النور الجيوب المنسوبة إلي النور والتي يسطع منهاأنوار فيضه وفضله تعالي، والحاصل أن عليه صلوات الله عليه أثواب قدسية وخلع ربانية تتقدمن جيوبها انوار فضله وهدايته تعالي، ويؤيده ما ورد في خبر آخر عن النبي صلي الله عليه وآله جلا بيب النور ويحتمل أن يکون علي تعليلية، أي ببرکة هدايته وفيضه عليه السلام يسطع من جيوب القابلين أنوار القدس من العلوم والمعارف الربانية کذا قاله العلامة المجلسي رحمه الله.

[155] کذا، وفي جل النسخ بدنا بارزا.ثم القياس بارزة.

[156] في بعض النسخ المدائني.

[157] أي حزنا.وکمد - من باب فرح يفرح -: أي تغير لونه أو مرض قلبه.

[158] لم يصرح باسمه واسم أبيه لئلا يشتهر.

[159] منصور بن يونس القرشي مولاهم أبويحيي يقال له: بزرج کوفي ثقة.

[160] ذوطوي - بالضم - موضع عند مکة، وقيل: هو بالفتح، وقيل: بالکسر، ومنهم من يضمهما، والفتح أشهر: واد بمکة، قيل: هو الابطح.

[161] النمل: 62.

[162] في بعض النسخ أبا عبدالله عليه السلام.

[163] هو علي بن الحسين الصدوق - رحمه الله -.

[164] هو ابوسمينة الکوفي، وفي بعض النسخ محمد بن الحسين والظاهر کونه تصحيفا.

[165] في بعض النسخ علي قلبه، وفي بعضها علي وليه.

[166] في نسخة الموفق للصواب برحمته.

[167] الصيصة والصيصية: شوکة الحائک التي يسوي بها السداة واللحمة، وشوکة الديک، وقرن البقر والظباء، والحصن، وکل ما امتنع به، کذا في اللغة، والمراد اظهار کل ذي قوة لواء.

وقال العلامة المجلسي: أصغرنا سنا يعني عند الامامة، و سارت الرکبان أي انتشر الخبر في الافاق بان بويع الغلام أي القائم عليه السلام.

[168] تقدم انه فيه سنن من أربعة أنبياء.

[169] کان فيما مر أخملنا شخصا.

[170] أفضي اليه الشئ أي وصل اليه.

[171] الدابر المتأخر والتابع وآخر کل شئ، والمراد انقراضهم.

[172] امية بن علي القيسي ضعيف ضعفه أصحابنا، ولکن ضعفه لا يضر، لما يأتي الخبر عن ابن بزيع الثقة.

[173] لا أين أي لا يهتدي اليه وأين يوجد ويظفر به، ثم أشار عليه السلام إلي أنه يکون في بعض الاوقات في المدينة أو يراه بعض الناس فيها. (البحار).

[174] الظاهر کونه أحمد بن الحسين بن سعيد القرشي، وفي بعض النسخ أحمد بن الحسن ويحتمل کونه احمد بن الحسن بن علي بن فضال.

[175] سيرالصم الصلاب کناية عن شدة الامر وتغير الزمان حتي کأن الجبال زالت عن مواضعها، أو عن تزلزل الثابتين في الدين عنه.

[176] يعني أهل الدراية والفهم لمغزي کلامهم ومقاصد ألفاظهم وتعابيرهم.

[177] کذا وليس في الکافي محمد بن يحيي وهو الصواب لعدم رواية محمد بن يحيي عن أحمد بن إدريس، واتحاد طبقتهما.

[178] قال العلامة الملجسي - رحمه الله -: الفترة بين الرسولين هي الزمان الذي انقطعت فيه الرسالة واختفي فيه الاوصياء، والمراد بفترة من الائمة خفاؤهم وعدم ظهورهم في مدة طويلة أو عدم امام قادر قاهر، فتشمل أزمنة سائر الائمة سوي أميرالمؤمنين عليهم السلام، والاول أظهر.أقول: ليس في الکافي قوله يأتي.

[179] في بعض النسخ أبي الحسن الرضا عليه السلام.

[180] قوله إذا رفع علمکم بالتحريک أي امامکم الهادي لکم إلي طريق الحق، وربما يقرء - بالکسر - أي صاحب علمکم، أو أهل العلم باعتبار خفاء الامام فان أکثر الخلق في ذلک الزمان في الضلالة والجهالة، والاول أظهر، وتوقع الفرج من تحت الاقدام کناية عن قربه وتيسر حصوله، فان من کان شئ تحت قدميه اذا رفعهما وجده، فالمعني أنه لابد أن تکونوا متوقعين للفرج کذلک وان کان بعيدا، أو يکون المراد بالفرج احدي الحسنيين. (المرآة).

[181] المدثر: 8.

[182] الناقور فاعول من النقر بمعني التصويت وأصله القرع الذي هو سبب الصوت أي اذا نفخ في الصور.

وقال العلامة المجلسي: شبه قلب الامام عليهالسلام بالصور وما يلقي وينکت فيه بالالهام من الله تعالي بالنفخ، ففي الکلام استعارة مکنية وتخييلية، والنکت: التأثير في الارض بعود وشبهه، و نکتة مفعول مطلق للنوع.

[183] العزلة - بالضم - الاعتزال، أي المفارقة عن الخلق.

وطيبة - بالکسر -: اسم للمدينة الطيبة، فيدل علي أنه غالبا في المدينة وحواليها اما دائما أو في الغيبة الصغري، وما قيل من أن الطيبة اسم موضع يسکنه عليه السلام مع أصحابه سوي المدينة فهو رجم بالغيب، ويؤيد الاول ما في الکافي عن أبي هاشم الجعفري في حديث قال: قلت لابي محمد عليه السلام: فان حدث بک حدث فأين أسأل عنه؟ قال بالمدينة، وقوله: ما بثلاثين من وحشة أي هو عليه السلام مع ثلاثين من مواليه وخواصه، وليس لهم وحشة لاستيناس بعضهم ببعض، والباء بمعني مع.ثم قال العلامة المجلسي: قيل هذا مخصوص بالغيبة الصغري.وفي غيبة الشيخ لابد في عزلته من قوة.

[184] عن متعلق بغيبة بتضمين معني الخبر، والظاهر تعلقه بالفعل لکن بتضمين أو بتقدير مضاف، أي خبر غيبته. (المرآة).

[185] المسعودي زائد من النساخ.

[186] الموفق - بفتح الفاء -: الرشيد، وبکسرها - بمعني القاضي.وقال العلامة المجلسي - رحمه الله -: لعل المراد بالموفق المتوافق الاعضاء المعتدل الخلق، أو هو کناية عن التوسط في الشباب بل انتهائه، أي ليس في بدء الشباب، فان في مثل هذا السن يوفق الانسان لتحصيل الکمال.

[187] کأن في الخبر تقديما وتأخيرا من قبل الراوي أو الکاتب والاصل فيه هکذا القائم من ولدي يعمر عمر الخليل عشرين ومائة سنة يدري به، ثم يغيب غيبة في الدهر حتي يرجع عند طائفة من الناس ويظهر في صورة شاب موفق ابن اثني وثلاثين سنة، يملا الارض قسطا - الخ.

ومعناه أن الناس، بعد ما مضي من عمره الشريف عشرون ومائة سنة يشکون في أمره ويرجع بعضهم عنه، والعمر الطبيعي عند الناس مائة وعشرون سنة، وفي هذه المدة ينتظرونه فاذا انقضت المدة يرتابون فيه، وتصرف الرواة أو النساخ في ألفاظ أمثال هذه الاخبار ليس بقليل کما أن الشيخ روي هذا الخبر عن محمد بن همام بسند المتن لکنه هکذا ان ولي الله يعمر عمر ابراهيم الخليل عشرين ومائة سنة ويظهر في صورة فتي موفق ابن ثلاثين سنة بدون ذکر باقي الخبر، واختلاف لفظهما بل مفهومهما واضح مع أن السند متحد.ثم قوله: يدري به کأن معناه: لا ينسي ذکره.

هذا وقد نقل العلامة المجلسي (ره) الخبر عن غيبة الشيخ في البحار وقال روي النعماني مثله، وزاد في آخره حتي ترجع عنه طائفة - وذکر إلي آخر الحديث ثم قال: لعل المراد عمره في ملکه وسلطنته، أو هو مما بدا لله فيه.

انتهي.وهو کما تري.

[188] ما قاله المؤلف في توجيه الخبر غير وجيه، وليس في الخبر تعيين الوقت منجزا حتي يحتاج إلي هذا التوجيه لئلا يعارض أخبار عدم التوقيت، والوجه فيه ما تقدم منا والا فلا نعلم المراد منه ونرد علمه إلي قائله صلوات الله عليه، ولا نحوم حول الفضول.

[189] في بعض النسخ ولم ير صاحبه.

[190] التبلد: عجز الرأي وضعف الهمة، وفي بعض النسخ التبار وهو الهلاک.و التلدد: التحير.

[191] لحقيق خبر ان ومعناه لجدير.

[192] رواية أبي سمينة عن ابراهيم بن هاشم غريب، ولم أعثر عليه الا في مورد آخر.

[193] تقدم الخبر بهذا السند ص 171 تحت رقم 4.

[194] في القاموس: خبس الشئ بکفه: أخذه، وفلانا حقه: ظلمه وغشمه، والخبوس: الظلوم، واختبسه: أخذه مغالبة، وماله: ذهب به، والمختبس: الاسد کالخابس.

وفي بعض النسخ هنا وفيما يأتي الجاس وهو من جسه بيده أي مسه.

[195] يعني حتي يکونوا في الذلة والصغار کالمعز، لايدري الظالم أيهم يظلم، کقصاب يتعرض لقطيع غنم لا يدري أيها يأخذ للذبح، أو کالذئب يتعرض لقطيع المعز لايدري أيها يفترس.

[196] الشرف المکان العالي أي ليس لهم مأوي ومعقل يشرفونه ويلتجئون اليه للاحتراز عن سيول الفتن والحوادث، أو الشرف بمعني العلوبين الناس فالمعني ليس لهم شرف يتشرفون بسببه فيدفع عنهم الاذي والقتل.

وفي بعض نسخ الحديث ليس لهم شرف ترقونه فهو بالمعني الاول أنسب.

والسناد - بالکسر -: ما يستند اليه في الامور، والجملتان الاخيرتان کالتفسير لوجه التشبيه.

[197] أي حتي يکونوا بمنزلة المعز الميت، والمعز جنس واحدها: ماعز.وفي حديث کالمعزي المواة التي لا يبالي الخابس أين يضع يده.وفي روضة الکافي روي نحو الحديث الاول وفيه کالمعزي المواة وفي ذيله: سأل أحمد بن محمد راوي الحديث عن شيخه علي بن الحکم: ما المواة من المعز؟ قال: التي قد استوت لا يفضل بعضها علي بعض وقال العلامة المجلسي: لعل الراوي بين حاصل المعني أي التشبيه بالميت انما هو في أنه لا يتحرک ولا يتأثر اذا وضعت يدک علي أي جزء منه.ويحتمل علي تفسيره أن يکون التشبيه لمجموع الشيعة بقطيع معز ضعفاء أو بمعز ميت، فالمراد أن يکون کلهم متساوين في الضعف والعجز.

[198] في بعض النسخ يعني ابن أبي عقب.

[199] کذا ولعل الصواب رفعه إلي أبي جعفر عليه السلام.

[200] المهولة أي المفزعة المخوفة فانه أقل امتناعا، والجازر: القصاب.

[201] اي أولا دالة علي غيبة صاحب الحق ثم علي غيبة السبب الذي بينه وبين الشيعة يعني غيبة السفراء.

[202] کذا في نسخة، وفي بعضها الارماق وفي بعضها لارماق.