بازگشت

قبيل الخروج بساعات: (تجميع أنصاره)


عن المفضل بن عمر عن الإمام الصادق (عليه السلام): (.. يظهر وحـده ويأتي

البيت وحده و يلج الکعبة وحده و يجن عليه الليل وحده، فإذا نامت العيون وغسق الليل نزل اليه جبرئيل وميکائيل والملائکة صفوفاً فيقول له جبرئيل: ياسيدي قولک مقبول، وأمرک جائز فمسح يده علي وجهه ويقول الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء، فنعم أجر العاملين، ويقف بين الرکن والمقام فيصرخ صرخة فيقول: يا معاشر نقبائي وأهل خاصتي ومن ذخرهم الله لنصرتي قبل ظهوري علي وجه الأرض، ائتوني طائعين فيرد صيحته عليهم وهم في محاريبهم وعلي فرشهم في شرق الأرض و غربها، فيسمعونه في صيحة واحدة في أذن کل رجل فيجيبون نحوها ولا يمضي لهم إلا کلمحة بصر، حتي يکون کلهم بين يديه بين الرکن والمقام فيأمر الله (عليه السلام) النور فيصير عموداً من السماء إلي الأرض فيستضيء به کل مؤمن علي وجه الأرض ويدخل عليه نور من جوف بيته فتفرح نفوس المؤمنين بذلک النور، وهم لا يعلمون بظهور قائمنا أهل البيت عليهم السلام، ثم يصبحون وقوفاً بين يديه وهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً بعدة أصحاب رسول الله صلي الله عليه واله يوم بدر). [1] .

ن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): (إذا أذن الإمام دعي الله باسمه العبراني فاتحيت له صحابته الثلاثمائة والثلاثة عشر قزع کقزع الخريف، فهم أصحاب الأولوية، منهم من يفقد عن فراشه ليلاً فيصبح بمکة، ومنهم من يري يسير في السحاب نهاراً يعرف باسمه و اسم أبيه وحليته ونسبه، قلت: جعلت فداک أيهم أعظم إيماناً، قال: الذي يسير في السحاب نهاراً وهم المفقودون وفيهم نزلت هذه الآية (أَيْنَ مَا تَکُونُوا يَأْتِ بِکُمْ اللَّهُ جَمِيعًا)). [2] [3] .

عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام): (.. فهؤلاء ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، بعدد أهل بدر يجمعهم الله (عليه السلام) بمکة في ليلة واحدة و هي ليلة الجمعة فيوافوه في صبيحتها إلي المسجد الحرام ولا يتخلف منهم رجل واحد وينتشرون بمکة في أزقتها فيلتمسون منازل يسکنونها فينکرهم أهل مکة، وذلک أنهم لم يعلموا بقافلة قد دخلت من البلدان لحج ولا لعمرة ولا لتجارة، فيقول بعضهم لبعض إنا لنري في يومنا هذا قوماً لم نکن رأيناهم قبل يومنا، ليسوا من بلد واحد ولا أهل بدو ولا معهم إبل ولا دواب فبينما هم کذلک، وقد دنوا أبوابهم إذ يقبل رجل من بني مخزوم يتخطي رقاب الناس حتي ياتي رئيسهم، فيقول: لقد رأيت في ليلتي هذه رؤيا عجيبة وإني منها خائف وقلبي منها وجل، فيقول له أقصص رؤياک فيقول رأيت کورة نار انقضت من عنان السماء، فلم تزل تهوي، حتي انحطت إلي الکعبة فدارت فيها فإذا هي جراد ذات أجنحة خضر کالملاحف فطافت بالکعبة ما شاء الله، ثم تطايرت شرقاً وغرباً ولا تمر ببلد إلا أحرقته ولا بخضرة إلا حطمته، فاستيقظت وأنا مذعور القلب وجل، فيقولون لقد رأيت هؤلاء فانطلق بنا إلي الثقفي ليعبرها (يفسرها) وهو رجل من ثقيف فيقص عليه الرؤيا فيقول: لقد رأيت عجباً وقد طرقکم في ليلتکم جند من جنود الله لا قوة لکم بهم، فيقولون لقد رأينا في يومنا هذا عجباً، ويحدثونه بأمر القوم ثم ينهضون من عنده، ويهمون بالوثوب عليهم ولقد ملأ الله قلوبهم منهم رعباً وخوفاً فيقول بعضهم لبعض وهم يتآمرون بذلک، لا تعجلوا علي القوم إنهم لم يأتوکم بعد بمنکر، ولا ظهروا خلافاً ولعل الرجل منهم يکون في القبيلة من قبائلکم، فإن بدا لکم منهم شيء فأنتم وهم. أما القوم فإنا نراهم متنسکين، وسيماهم حسنة وهم في حرم الله الذي لا يباح من دخله حتي يحدث به حدثا، ولم يحدث القوم حدثاً يجب محاربتهم! فيقول - المخزومي وهو رئيس القوم وعمدتهم - إنا لا نأمن أن يکون ورائهم مادة لهم (أي أعوان و ذخيرة) فإذا التأمت إليهم کشف أمرهم وعظم شأنهم فانهضوهم وهم في قلة من عدد وقبضة يد قبل أن تأتيهم المادة، فإن هؤلاء لم يأتوکم مکة وسيکون لهم شأن، وما أحسب تأويل رؤيا صاحبکم إلا حقاً فأحلوهم بلدکم و أجلسوا للرأي و الأمر الممکن، فيقول قائلهم: إن من کان يأتيکم أمثالهم فلا خوف منهم فإنه لا سلاح للقوم ولا کراع ولا حصن يلجأون إليه وهم غرباء محلون، فإن أتي جيش لهم نهضتم إلي هؤلاء أولاً وکانوا کشربة ماء الظمآن، فلا يزالون في هذا الکلام ونحوه حتي يحجز الليل بين الناس، ثم يضرب الله آذانهم وعيونهم بالنوم فلا يجنمعوا بعد غداتهم إلي أن يقوم القائم (عليه السلام) يلقي بعضهم بعضاً کأنهم بنو أب وأم و إذا اقتربوا، افترقوا عشاء والتقوا غدوة). [4] .

ويکون بذلک قد تم في مکة المکرمة لقاء الإمام (عليه السلام) بأصحابه وحوارييه ووزرائه، بعد أن التقي قبل ذلک بنقبائهم وأفضلهم (اثني عشـر مـن الأصحاب).


پاورقي

[1] الزام الناصب ج2ص256، بشارة الاسلام ص268، يوم الخلاص ص 318.

[2] سورة البقرة (148).

[3] غيبة النعماني ص 213، بشارة الاسلام ص 203، يوم الخلاص ص 256.

[4] بشارة الإسلام ص210، يوم الخلاص ص271، تاريخ ما بعد الظهور ص288.