يوم الفجر المقدس: (وعد إلهي)
تدل الأحاديث علي أن مبعوثين من بلاد العالم الإسلامي يفدون إلي الحجاز ويبحثون عن المهدي (عليه السلام) سراً ليبايعوه (سبعة من علماء الدين وأعوانهم) [1] في هذه الأثناء يکون المهدي (عليه السلام) قد خرج من المدينة المنورة متوجهاً إلي مکة المکرمة خائفاً يترقب علي سنّة موسي بن عمران (عليه السلام) في حين يبدأ وزراؤه و أصحابه (313 رجلا) بالتوافد إلي مکة، فيجتمعون من أفق شتي علي غير ميعاد في ليلة واحدة.
في يوم السبت (عاشوراء - العاشر من المحرم) صباحاً (قبيل طلوع الشمس) و بعد أن يصلي رکعتين خلف مقام إبراهيم (عليه السلام) في الحرم المکي يقف بين الرکن والمقام ويعلن خطابه الأول بأن يعرف الناس بنفسه الشريفة، ويدعوا الناس إلي بيعته، وأول من يبايعه (الطائر الأبيض الواقف علي ميزاب الکعبة) جبرائيل (عليه السلام)، ثم أصحابه الکرام (313) ثم المؤمنون والصالحون، الذين أتوا لنصرته وتوفقوا للجهاد معه، فيبقي في مکة المکرمة حتي يجتمع عنده عشرة آلاف مناصر (العقد - الحلقة).
عن يونس بن ظبيان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (إذا کان ليلة الجمعة أهبط الرب تعالي ملکاً إلي سماء الدنيا فإذا طلع الفجر جلس ذلک الملک علي العرش فوق البيت المعمور، ونصب لمحمد وعلي والحسن والحسين عليهم السلام منابر من نور، فيصعدون عليها، وتجمع لهم الملائکة والنبيون والمؤمنون، وتفتح أبواب السماء، فإذا زالت الشمس، قال رسول الله صلي الله عليه وآله يارب ميعادک الذي وعدت به في کتابک وهو هذه الاية (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْکُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ کَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَکِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَي لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا) [2] ثم يقول الملائکة و النبيون مثل ذلک ثم يخر محمد و علي و الحسن والحسين سجداً، ثم يقول يارب اغضب فانه قد هتک حريمک و قتل أصفياوءک و أذل عبادک الصالحون فيفعل الله ما يشاء و ذلک يوم معلوم). [3] .
پاورقي
[1] الممهدون للمهدي ص60.
[2] سورة النور (55).
[3] غيبة النعماني ص 184، بحار الانوار ج52 ص 297.