قتل ذي النفس الزکية: (من المحتوم)
بعد وقوع کثير من الأحداث والأخبار السابقة، تبدأ معالم يوم الفجر المقدس تظهر للناس بجلاء، ويبدأ الإمام المهدي (عليه السلام) بإرسال نائبه (رسوله) للناس في مکة المکرمة في عملية اختبار وتهيئة للثورة المبارکة، فيقوم الفتي الهاشمي (محمد بن الحسن - ذو النفس الزکية) فيدخل المسجد الحرام في اليوم الخامس والعشرين من ذي الحجة ويقف بين الرکن والمقام ويبلغ أهل مکة رسالة شفوية من الإمام المهدي (عليه السلام)، وهذه الرسالة لا تشتمل علي شيء من السب والشتم أو التهديد، إنما تشتمل علي الاستنصار والاستنجاد بأهل مکة.. فيقوم بقايا النظام في الحجاز بارتکاب جريمة شنعاء و يقتلونه في الحال بين الرکن والمقام، فتکون هذه الجريمة إيذاناً بنهاية حکمهم، وليس بين قتله و ظهور الإمام (عليه السلام) إلا خمس عشرة ليلة.
وکذلک نفس الحال في مدينة المصطفي صلي الله عليه وآله يقوم بقايا النظام بارتکاب جريمة بشعة أخري، لا تقل عن سابقتها و هي قتل ابن عم ذي النفس الزکية و اسمه محمد و شقيقته فاطمة، و يصلبونهما علي باب مسجد النبي صلي الله عليه وآله.
عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: (.. وقتل النفس الزکية من المحتوم). [1] .
عن أبي بصير عن أبي جعفر (عليه السلام):..في حديث طويل.. إلي أن قال: (يقول القائم (عليه السلام) لأصحابه: ياقوم، إن أهل مکة لا يريدونني ولکنني مرسل إليهم لأحتج عليهم بما ينبغي لمثلي أن يحتج عليهم، فيدعو رجلاً من أصحابه فيقول له: إمضِ إلي أهل مکة فقل: يا أهل مکة، أنا رسول فلان (الإمام المهدي (عليه السلام)) إليکم، وهو يقول لکم: إنا أهل بيت الرحمة ومعدن الرسالة والخلافة، ونحن ذرية محمد صلي الله عليه وآله وسلالة النبيين، وإنا قد ظلمنا واضطهدنا وقهرنا وابتز منا حقنا منذ قبض نبينا إلي يومنا هذا، ونحن نستنصرکم فانصرونا، فإذا تکلم هذا الفتي بهذا الکلام أتو إليه فذبحوه بين الرکن والمقام وهو النفس الزکية). [2] .
عن عبابة بن ربعي الأسدي عن أمير المؤمنين (عليه السلام): (.. ألا أخبرکم بآخر ملک بني فلان؟ قتل نفس حرام، في يوم حرام، في بلد حرام، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما لهم من ملک بعده غير خمس عشرة ليلة). [3] .
عن أبي صالح مولي بني العذار قال: (سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ليس بين قائم آل محمد و بين قتل النفس الزکية إلا خمس عشر ليلة). [4] .
عن زرارة بن اعين قال سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) يقول: (...لا بد من قتل غلام بالمدينة (مدينة الرسول صلي الله عليه وآله) قلت: جعلت فداک أليس يقتله جيش السفياني؟ قال: لا، ولکنه يقتله جيش بني فلان، يخرج حتي يدخل المدينة فلا يدري الناس أي شيء دخل، فيأخذ الغلام فيقتله، فإذا قتله بغياً وعدواناً وظلماً، لم يمهلهم الله (عليه السلام) فعند ذلک توقعوا الفرج). [5] .
عن الامام الباقر (عليه السلام): (وعند ذلک تقتل النفس الزکية في مکة، وأخوة في المدينة ضيعة). [6] .
إن الذي يقتل في المدينة المنورة و يصلب هو وأخته فاطمة، هما من أبناء عم ذي النفس الزکية، وقد قال الإمام الصادق (عليه السلام): (يقتل المظلوم بيثرب، ويقتل ابن عمه في الحرم). [7] .
إن من المؤکد أن (النفس الزکية) الذي يعتبر قتله من العلائم المحتومة، هو
(محمد بن الحسن) الذي يذبح بين الرکن والمقام، قبل ظهور الامــام
بخمس عشرة ليلة.. وقد عبرت عنه الروايات الشريفة بعدة أسماء مثل:
(ذو النفس الزکية) لأنه يقتل بلا أي ذنب، وقد قال تعالي علي لسان موسي (عليه السلام) للخضر: (أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَکِيَّةً) [8] أي بريئة من الذنوب.
(المستنصر) لأنه يبدأ کلمته قبل قتله بالاستنصار لآل محمد.
أو (رجل هاشمي)، (غلام من آل محمد)، (الحسني) مما يثبت انه من نسل رسول الله صلي الله عليه وآله ومن السادة.
پاورقي
[1] غيبة النعماني ص169، بشارة الإسلام ص119، يوم الخلاص ص667.
[2] بحار الأنوار ج52 ص307، بشارة الإسلام ص224، المهدي من المهد إلي الظهور ص368، يوم الخلاص ص662، بيان الأئمة ج3 ص20.
[3] غيبة النعماني ص173، بحار الأنوار ج52 ص234، الممهدون للمهدي ص61.
[4] الإرشاد للمفيد ج2 ص374، غيبة الطوسي ص271، کمال الدين ص649، إعلام الوري ص427، بشارة الإسلام ص128، المهدي من المهد إلي الظهور ص368.
[5] بحار الأنوار ج52 ص147، بشارة الإسلام ص117، يوم الخلاص ص666.
[6] بشارة الإسلام ص177، يوم الخلاص ص665.
[7] بشارة الإسلام ص187، يوم الخلاص ص666.
[8] سورة الکهف (74).