بازگشت

مجازر العراق


مذبحة بغداد

بعد معرکة قرقيسيا، يستغل السفياني حالة الضعف السياسي في العراق، فيقوم بحملة عسکرية تدخل قواته العراق وترتکب مجازر فادحة في بغداد (تبدأ في 21 أو 22 من شهر ذي القعدة) ومذابح في الکوفة (يوم الزينة يوم عيد الأضحي المبارک في شهر ذي الحجة) وغيرها من المدن، حتي تدخل قوات الخراساني (الإيرانيين).

عن الإمام الصادق (عليه السلام): (- في حديث طويل - و يعم العراق خوف شديد لا يکون معه قرار، ويقع الموت الذريع بعد أن يدخل جيشه إلي بغداد فيبيحها ثلاثة أيام ويقتل من أهلها ستين ألفاً (وقيل سبعون) ويخرب دورها، ثم يقيم بها ثماني عشرة ليلة فيقسم أموالها، ويکون أسلم مکان فيها الکرخ) [1] .. (عن أبن وهب قال تمثل أبو عبد الله (عليه السلام) ببيت من شعر لابن أبي عقيب:



وينحر بالزوراء منهم لدي الضحي

ثمانون ألفاً مثل ما تنحر البدن



حتي قال.. يقتل في الزوراء ثمانون ألفاً، منهم ثمانون رجلاً من ولد فلان، کلهم يصلح للخلافة). [2] .

عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: (- في حديث طويل - فيخرج من المدينة الزوراء واليهم، أمير في خمسة آلاف من الکهنة ويُقتل علي جسرها سبعين ألفاً، حتي تحمي الناس من الفرات ثلاثة أيام من دماء نتن الأجساد). [3] .

عن الإمام الصادق (عليه السلام): (يکون إحراق رجل عظيم القدر من شيعة بني العباس، عند الجسر مما يلي الکرخ بمدينة بغداد). [4] .

عن الإمام الحسين (عليه السلام) قال: (- في حديث طويل - و يبعث جيشه إلي الزوراء (بغداد) مائة وثلاثون ألفاً، و يقتل علي جسرها إلي مدة ثلاثة أيام سبعون ألف نفس، ويفتض إثنا عشر ألف بکر، وتري ماء الدجلة محمراً من الدم ومن نتن الأجساد). [5] .

الزوراء هي بغداد، والذي بناها هو المنصور الدوانيقي، وقد تکرر ذکر الجسر في روايات کثيرة، وهو الجسر المنعقد في طرف الکرخ ببغداد من محلة الجعيفر، مقابل مدينة الطب الواقعة في الطرف الآخر من نهر دجلة، وإنما تکرر ذکره فالظاهر إن هذا الجسر هو الذي تقع عليه الواقعة لجيش السفياني مع الجيش العراقي فيقتل عليه سبعون ألف جندي وتسيل دماؤهم في نهر دجلة حتي يحمر ماء النهر من الدم و ينتن الماء من الدم وجيف الأجساد حتي يمتنع الناس من شرب ماء النهر ثلاثة أيام.

عن الإمام الصادق(عليه السلام) قال: (ويل للزوراء من الرايات الصفر ورايات المغرب وراية السفياني). [6] .

عن المفضل بن عمر عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال المفضل: (يا سيدي فالزوراء التي تکون في بغداد ما يکون حالها في ذلک الزمان؟ فقال: تکون محل عذاب الله و غضبه والويل لها من الرايات الصفر ومن الرايات التي تسير إليها في کل قريب وبعيد، والله لينزلن من صنوف العذاب ما نزل بسائر الأمم المتمردة من أول الدهر إلي آخره، ولينزلن بها من العذاب ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، وسيأتيها طوفان بالسيول فالويل لمن أتخذها مسکناً، والله إن بغداد تعمر في بعض الأوقات حتي إن الرائي يقول هذه الدنيا لا غيرها، ويظن أن بناتها الحور العين وأولادها أولاد الجنة، ويظن أن لا يرزق الله إلا فيها، و يظهر الکذب علي الله، والحکم بغير الحق وشهادة الزور وشرب الخمر والزنا وأکل مال الحرام وسفک الدماء، بعد ذلک يخرجها الله تعالي بالفتن، وعلي يد هذه العساکر حتي إن المار عليها لا يري منها إلا السور بل يقول هذه أرض بغداد، ثم يخرج الفتي الصبيح الحسني من نحو الديلم وقزوين فيصيح بصوت له يا آل محمد أجيبوا الملهوف فتجيبه کنوز الطالقان، کنوز ولا کنوز من ذهب ولا فضة، بل هي رجال کزبر الحديد لکأني أنظر إليهم علي البراذين الشهب بأيديهم الحراب تتعاوي شوقاً إلي الحرب کما تتعاوي الذئاب، أميرهم رجل من بني تميم يقال له شعيب بن صالح فيقبل الحسني فيهم ووجهه کدائرة القمر، فيأتي علي الظلمة فيقتلهم حتي يرد الکوفة). [7] .

يواصل جيش السفياني في ارتکاب المجازر الفظيعة في بغداد، ثم يرسل جيشه إلي الکوفة (النجف) وتکون بها وقعة شديدة، تذهل منها العقول، ولا تتوقف هذه المجازر إلا بدخول القوات الإيرانية للعراق بقيادة الخراساني.


پاورقي

[1] يوم الخلاص ص703، إعلام الوري ص429.

[2] بشارة الإسلام ص153، يوم الخلاص ص657.

[3] إلزام الناصب ج2 ص119، بشارة الإسلام ص58.

[4] إلزام الناصب ج2 ص149، يوم الخلاص ص657.

[5] يوم الخلاص ص658، بيان الأئمة ج2 ص365.

[6] بشارة الإسلام ص143، يوم الخلاص ص701.

[7] بحار الأنوار ج53 ص14 و15، بشارة الإسلام ص143، يوم الخلاص ص701.