بازگشت

تمير القبائل


تمير القبائل: أي إذا حمل الطعام إليهم من بلد آخر، و الميرة هو الطعام الذي تمتاره العشائر من بلد إلي آخر، فالمعني أن القبائل يذهبون إلي البلاد الأخري لشراء الطعام لأهاليهم، ويمتارون الأطعمة لتمام السنة، ويحرزونه خوفاً من حدوث الشح والقحط والغلاء وتلوث الأغذية بسبب الحروب والقتال والأسلحة المدمرة.

عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: (إن قدَّام القائم علامات تکون من الله تعالي للمؤمنين (إختبارلهم)، قلت: فما هي جعلني الله فداک؟ قال: قول الله (عليه السلام) (وَلَنَبْلُوَنَّکُمْ (يعني المؤمنين قبل خروج القائم) بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ)). [1] [2] .

تمير القبائل و تتقاتل علي الطعام في ذي القعدة.. وتستمر علي ذلک حتي الأشهر القادمة، ومما يؤکد ذلک إنه قال: ويسلب الحاج في ذي الحجة (أي يسرقون وينهبون أمتعة الحجاج وأموالهم).

عن فيروز الديلمي قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: (في حديث

طويل- فالصوت في شهر رمضان، والمعمعة في شوال، وتمير القبائل في ذي القعدة، ويغار علي الحاج في ذي الحجة، والمحرم، وما المحرم؟ أوله بلاء علي أمتي، وآخره فرج لأمتي، الرّاحلة يقتبها، ينجو عليها المؤمن خير له من دسکرة تغل مائة ألف) [3] .. فالدسکرة (مخزن للطعام ولوضع الغلاة فيها)، فيکون المعني أن الذهاب و النفر للجهاد مع الإمام بقية الله (عليه السلام) أفضل من جمع الطعام في دسکرة تکفي غلة لمائة ألف رجل، لأن الدسکرة لا تنفعه ولا تفيده، بل التوفيق للجهاد مع الإمام (عليه السلام) هو الذي ينفعه في الدنيا والآخرة، وفيه خير الدنيا والآخرة.

قبل هذا نجد إن تعاليم أئمة آهل البيت عليهم السلام، التي علموها لشيعتهم و محبيهم ومواليهم، بعد سماع الصيحة في رمضان أن يکثروا من تخزين الطعام.. أي قبل أن تحدث الواقعة (معرکة قرقيسيا) والحروب والفتن، وحينئذ يکون شيعة آل البيت عليهم السلام قد احتاطوا لتخزين الطعام، وکانت لهم فرصه قبل غيرهم بشهرين علي الأقل، وقبل أن يتلوث الطعام، بفضل وبرکة تعاليم الأئمة عليهم السلام، وهذا من العلم المسطور في الکتب والأسرار الغيبية التي تفضل بها علينا سادتنا وقادتنا عليهم أفضل الصلاة والسلام.


پاورقي

[1] سورة البقرة (155).

[2] إعلام الوري ص427.

[3] بيان الأئمة ج1 ص432.