معرکة قرقيسيا
قرقيسيا: بلدة في شمالي سوريا تقع بين الفرات ومصب نهر الخابور فيـه،
علي أطراف بادية الشام، تبعد حوالي مائة کلم عن الحدود العراقية، وحوالي مائتي کلم عن الحدود الترکية، وتقع بقرب مدينة دير الزور.. سيُکتشف فيها کنز من ذهب أو فضة أو غيرهما (بترول) کما عبرت عن ذلک الروايات: (ينحسر الفرات عن جبل من ذهب وفضة فيقتل عليه من کل تسعة سبعه) [1] فتختلف عليه فئات متعددة هي:
1- الترک: الذين نزلوا الجزيرة (أرض ما بين النهرين) من ترکيا.
2- الروم: اليهود والدول الغربية الذين نزلوا فلسطين.
3- السفياني: المسيطر علي بلاد الشام.
4- عبد الله: لم تدل الروايات عليه (الظاهر انه صاحب المغرب).
5- قيس: مرکز راياتها مصر.
6- ولد العباس: لمن يأتي من العراق.
فتقع بين أطراف النزاع ملحمة کبري ومعمعة عظيمة وقتال شديد، لا ينتهي حتي يقتل مائة ألف (وفي رواية أخري أربعمائة ألف) [2] في مده قصيره، وهذا إشارة إلي استعمال أسلحة ذات دمار شامل (نووية - ذرية - غازات کيمياوية سامة أو جرثومية أو اليکترونية) في هذه الحرب، مما سيؤثر علي الحيوانات والنباتات (الأطعمة) بسبب الأسلحة المستعملة في المعرکة.. هذه الواقعة إحدي معارک الحرب العالمية لم يکن مثلها ولا يکون.. وفي نهاية مطاف المعرکة يکون النصر حليفاً للسفياني.
جاءت الروايات الشريفة بدلالة واضحة علي ذلک:
ففي خبر عمار بن ياسر أنه قال: (ويخرج أهل الغرب إلي مصر، فإذا دخلوا فتلک إمارة السفياني، ويخرج قبل ذلک من يدعو لآل محمد عليهم السلام، وينزل الترک الحيرة وتنزل الروم فلسطين، ويسبق عبدالله حتي يلتقي جنودهما بقرقيسيا علي النهر، ويکون قتال عظيم، ويسير صاحب المغرب، فيقتل الرجال ويسبي النساء، ثم يرجع في قيس، حتي ينزل الحيرة السفياني، فيسبق اليماني ويحوز السفياني ما جمعوا ثم يسير إلي الکوفة). [3] .
(وعن جابر بن يزيد الجعفي قال: قال أبو جعفر الباقر (عليه السلام):.. في حديث طويل.. ومارقة تمرق من ناحية الترک، ويعقبها مرج الروم، وسيقبل أخوان الترک حتي ينزلوا الجزيرة، وسيقبل مارقة الروم حتي ينزلوا الرمله، فتلک السنة ياجابر فيها اختلاف کثير في کل أرض من ناحية المغرب، فأول أرض المغرب أرض الشام، يختلفون عند ذلک علي ثلاث رايات: راية الأصهب، وراية الأبقع، وراية السفياني، فيلتقي السفياني بالأبقع فيقتتلون فيقتله السفياني ومن تبعه، ويقتل الأصهب، ثم لا يکون له همة إلا الاقتتال نحو العراق، ويمر جيشه بقرقيسيا فيقتتلون بها، فيقتل
بها من الجبارين مائه ألف، ويبعث السفياني جيشاً إلي الکوفة). [4] .
عن عبد الله بن أبي يعفور قال: حدثنا الباقر (عليه السلام): (أن لولد العباس والمرواني لوقعة بقرقيسيا يشيب فيها الغلام الحزور (أي الشديد القوي) ويرفع الله عنهم النصر، ويوحي إلي طير السماء وسباع الأرض اشبعي من لحوم الجبارين، ثم يخرج السفياني). [5] .
عن حذيفة ابن منصور عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: (إن لله مائدة - وفي غير هذه الرواية مأدبة - بقرقيسيا، يطلع مطلع من السماء، فينادي يا طير السماء ويا سباع الأرض هلموا إلي الشبع من لحوم الجبارين). [6] .
عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر الباقر (عليه السلام) يقول: (.. في حديث طويل.. ألستم ترون أعداءکم يقتلون في معاصي الله ويقتل بعضهم بعضا علي الدنيا دونکم، وأنتم في بيوتکم آمنون في عزلة عنهم، وکفي بالسفياني نقمة لکم من عدوکم وهو من العلامات لکم، مع أن الفاسق لو قد خرج (في رجب) لمکثتم شهراً أو شهرين (رمضان) بعد خروجه لم يکن عليکم بأس حتي يقتل خلقاً کثيراً دونکم). [7] .
وعلي أية حال، فبعد معرکة قرقيسيا، يتم التدمير والأضعاف والقضاء علي کل القوي السياسية والعسکرية في المنطقة، الذين يحتمل إن يجابهوا المهدي (عليه السلام) عند ظهوره، ولا يبقي إلا السفياني منتصراً متغطرساً.
پاورقي
[1] السفياني – فقيه ص31.
[2] يوم الخلاص ص698.
[3] غيبة الطوسي ص279، بحار الأنوار ج52 ص208، بشارة الإسلام ص177، السفياني – فقيه ص128.
[4] غيبة النعماني ص187، بشارة الإسلام ص102، السفياني – فقيه ص108، يوم الخلاص ص698، الممهدون للمهدي ص112.
[5] غيبة النعماني ص205، بحار الإنوار ج52 ص251، يوم الخلاص ص690، السفياني – فقيه ص127.
[6] غيبة النعماني ص186، يوم الخلاص ص699، الممهدون للمهدي ص113، السفياني – فقيه ص127.
[7] غيبة النعماني ص203.