بازگشت

کسوف الشمس و خسوف القمر في غير وقتهما


تتدخل القدرة الإلهية (قانون المعجزات) وتعطي إشارة خصيصاً لتنبيه المؤمنين المخلصين علي الظهور.. وذلک بأن تنکسف الشمس في شهر رمضان في الثالث عشر أو الرابع عشر منه، وينخسف القمر في نفس الشهر في الخامس والعشرين منه. والمبرر لحدوث هاتين العلامتين قبل الظهور، علي عکس المألوف وبشکل لم يسبق له نظير منذ أول البشرية إلي حين حدوثه هو:

ا- ترسيخ فکرة المهدي (عليه السلام) عند المسلمين عامة

ب- الإيعاز إلي المؤمنين المخلصين إلي قرب الظهور

عن ثعلبة الأزدي قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): (آيتان تکونان قبل قيام القائم: کسوف الشمس في النصف من رمضان وخسوف القمر في آخره، قال: فقلت: يابن رسول الله، تکسف الشمس في آخر الشهر والقمر في النصف، فقال أبو جعفر (عليه السلام) أنا أعلم بما قلت: إنهما آيتان لم تکونا منذ هبط آدم). [1] .

عن وردان أخي الکميت عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه قال: (إن بين يدي هذا الأمر انکساف القمر لخمس تبقي - هذه الرواية تحدد الخسوف أول الشهر وليس آخره - والشمس لخمس عشر وذلک في شهر رمضان وعنده يسقط حساب المنجمين، وعن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: علامة خروج المهدي کسوف الشمس في شهر رمضان في ثلاث عشرة أو أربع عشرة منه). [2] .

خسوف القمر يکون عادة بتوسط الأرض بين الشمس والقمر، وزمانه وسط الشهر. وکسوف الشمس يکون عادة بتوسط القمر بين الأرض والشمس وموعده أواخر الشهر. أما تصور حدوث الخسوف والکسوف في غير وقتهما من الشهر کما دلّت الروايات، وأن البداء لا يلحق هذا الحدث.. فله عدة احتمالات وتصورات:

أن يتم ذلک بشکل إعجازي وبسببه (العلمي) الاعتيادي

لکن مع اختلاف بسيط، هو الفرق في التوقيت.. ولا يدلنا في هذا الإعجاز ولا تصور کيفيته، حسبنا أنه يقع، وهذا ما لم يحدث من قبل منذ هبوط آدم، وعندها يسقط حساب الفلکيين.

أن يتم ذلک بتوسط جرم کبير

(من الأجرام التي تعتبر علمياً تائهة في الفضاء) يقترب من المجموعة الشمسية، فيحول هذا الجرم بين أشعة الشمس ووصولها إلي الأرض فيکون الکسوف وبعد عشرة أيام، يحجب هذا الجرم أيضا عن وصول نور الشمس إلي القمر في أواخر الشهر، أي حين يکون القمر بحالة الهلال، فيقع خسوف جزئي أو کلي أو مؤلف منهما بحسب حجم الجرم و سرعته.. ومن علامات الظهور التي ذکرت ولها علاقة بالموضوع، هو ذهاب نور الشمس من طلوعها إلي ثلثي النهار [3] ، وذلک بأن يتوسط جرم فضائي بين الشمس و الأرض، فيمنع وصول أشعة الشمس إلي الأرض لمدة ثلثي النهار، وهذا بالطبع يختلف عن الکسوف الذي يستغرق فقط من ساعة إلي ثلاث ساعات.

أن يتم ذلک بسبب حدوث تغيرات في الشمس

والتفسير العلمي لذلک، بأن تحدث انفجارات هائلة أو تحولات فيزيائية معينة في الشمس، بحيث إنها لا ترسل أشعتها لمدة معينة من الزمن، أو قد يحدث انفجاران متتاليان في الشمس في الشهر نفسه (رمضان) أحداهما يسبب الکسوف (وسط الشهر)، والآخر يسبب الخسوف (آخر الشهر والقمر هلال)... ولعل هذا السبب هو الأقرب والأشد احتمالاً وهو المتوقع.. خاصة إذا ربطنا ذلک بالآيات والعلامات التي تکون من الشمس - کما أوضحناها سابقاً في أحداث شهر رجب - رکود الشمس في زمن السفياني (ولعل ذلک بسبب انفجار قوي في الشمس، يمنعها عن التحرک أو حرکة عکسية بطيئة کردة فعل علي الانفجار لمدة ساعتين أو ثلاث)، و ظهور بدن بارز في عين الشمس – في أحداث شهر رجب – نتيجة لهذا الانفجار القوي في الشمس، تحدث منطقة کاتمة علي سطح الشمس علي شکل وجه وصدر إنسان، ولا حظ العلماء مؤخراً حدوث هذا في الشمس وأطلقوا عليه (ظاهرة البقع)، ومما يؤکد ذلک الحديث الشريف (عن أمير المؤمنين (عليه السلام): في حديث طويل عند ذکر الصيحة والنداء في رمضان (23منه) ومن الغد عند الظهر تتلون الشمس وتصفر فتصير سوداء مظلمة) [4] وهذا دليل واضح علي وقوع الخسوف للقمر يوم (25من شهر رمضان) بسبب ظلمة الشمس.. ولعل هذا أفضل تفسير علمي، وأقرب احتمال توصلنا إليه - لم يشر إليه أحد من قبل- بعد تفکير مضنٍ عميق في علامات الظهور والآيات السماوية بعيداً عن المعجزة.


پاورقي

[1] الإرشاد للمفيد ج2 ص374، غيبة النعماني ص181، إعلام الوري ص429، غيبة الطوسي ص270، بشارة الإسلام ص 96، يوم الخلاص ص516، تاريخ ما بعد الظهور ص118.

[2] غيبة النعماني ص182، بشارة الإسلام ص97، تاريخ الغيبة الکبري ص479، يوم الخلاص ص517.

[3] الممهدون للمهدي ص37.

[4] بحار الأنوار ج52 ص275، بشارة الإسلام ص59 و70.