نهاية المطر الغزير
إذا کانت السنة التي يظهر فيها قائم آل محمد (عليه السلام) وقع قحط شديد، فإذا کان العشرون من جمادي الأولي وقع مطر شديد، لم ير الخلائق مثله منذ هبط آدم إلي الأرض، متصلاً إلي عشر أيام من رجب.. (عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا آن قيام القائم (عليه السلام) أمطر الناس جمادي الآخرة وعشر أيام من رجب لم تر الخلائق مثله) [1] .. وذکر المفيد في الإرشاد (ثم يختم ذلک بأربع وعشرين مطرة تتصل فتحي بها الأرض بعد موتها وتعرف برکتها). [2] .
فکما دلت الروايات بأن من العلائم المقاربة لظهور الإمام (عليه السلام) التي تقع قبل الظهور بزمن قليل، نزول الأمطار الغزيرة، و المياه الکثيرة من السماء.. وذلک استعداد للظهور، بإنعاش الأرض إنعاشاً کافياً لتوفير الزراعة.
نزول المطر ليس إعجازيا بطبيعة الحال، إلا أن توقيته وکميته، کما يبدو من سياق الروايات إنها بقصد إعجازي.. و لهذا نعرف مغزي کلمة أمير المؤمنين (عليه السلام) (العجب کل العجب ما بين جمادي و رجب).
توجد آراء مختلفة في توقيت هذا المطر، يري الشيخ علي الکوراني: (ولا يبعد أن يکون هذا المطر المتواصل في جمادي و رجب بعد ظهوره (عليه السلام) وأن عدّة من علامات الظهور من باب التوسع في التسمية) [3] .. إلا أنني أرجح رأي السيد محمد صادق الصدر الذي يعده علامة من علامات الظهور ويقول: (وهذا التقديم خير من نزول المطر بعد الظهور بغزارة، بحيث قد يعيق عن جملة من الأعمال التي يريد القائد المهدي (عليه السلام) إنجازها، ففي تقدمه علي الظهور جني لفوائد المطر مع تفادي مضاعفاته). [4] .
و لا بد أن أشير إلي ملاحظة، ان الروايات لم تدل علي مکان وکيفيـة
حدوث هذه الأمطار.. إلا أن اکتساب هذا المطر الأهمية و من ثم تصدق عليه فکرة العلامية، لابد أن يکون مميزاً سواءً من حيث الکيفية أو الکمية أو المکان.
پاورقي
[1] بحار الأنوار ج52 ص337، إلزام الناصب ج2 ص159، تاريخ ما بعد الظهور ص137.
[2] الإرشاد للمفيد ج2 ص370، تاريخ ما بعد الظهور ص137.
[3] الممهدون للمهدي ص40.
[4] تاريخ ما بعد الظهور ص137.