تنبؤات متحققة تاريخيا
إن کل علامات الظهور تتضمن اخباراً بالمستقبل!.. ولا يمکن الإخبار بالمستقبل إلا عن طريق التعليم من قبل علام الغيوب جل شأنه، إما بالوحي أو بالإلهام أو بما يمت إليه بصلة بواسطة أو بوسائط، کما کانت عليه صفة النبي صلي الله عليه وآله و الأئمة المعصومين عليهم السلام من بعده، وهذا هو الثابت في عقيدة الإسلام، قال تعالي في کتابه الکريم (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَي غَيْبِهِ أَحَدًا! إِلاَّ مَنْ ارْتَضَي مِنْ رَسُولٍ). [1] .
إذاً، فما دام المعصوم (عليه السلام) عارفاً بحوادث المستقبل، أمکنه الإخبار بها بطبيعة الحال.. أما بالنسبة إلي الحوادث أو العلامات التي بشرت الروايات بوقوعها قبل الظهور ولو بزمن طويل، فالسر في مصداقيتها علي الظهور وکونها علامة عليه، هو إن النبي صلي الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام يختارون بعض الحوادث الکبري الملفتة للنظر مما يعلمون وقوعه في المستقبل، بالوحي أو بالإلهام، فيخبرون به مرتبطاً بالظهور، حتي إذا ما وقعت الحادثة في الأزمان ثبت عند الجيل المعاصر لها والأجيال المتأخرة عنها صدق هذه الأخبار.. إما بالنسبة إلي الحوادث القريبة من الظهور، بحسب أخبار الروايات فالسر في دلالتها علي الظهور هو إن الله تعالي يوجد بعض الحوادث، خصيصاً من أجل أن تصبح علامة علي الظهور، وإلفات نظر الناس إليه، وخاصة أولئک المؤمنين المخلصين المنتظرين بفارغ الصبر الفجر المقدس. إذاً، فبعض العلامات المذکورة في الروايات متضمنة بعض الأخبار المحددة الدالة علي الظهور.
من الطريف أن بعض الأخبار التي قالها النبي صلي الله عليه وآله أو أحد الأئمة عليهم السلام وسجلها أهل الحديث في مصادرهم، قبل حدوث الحادثة المطلوبة، ثم وقعت الحادثة فعلا في التاريخ بحيث نعلم جزماً أنها لم تسجل في المصادر بعد حدوثها.. وهو لأکبر القرائن علي صدق هذه الروايات نفسها فضلا عن إثبات المهدي (عليه السلام).
وما أثبت التاريخ علي حدوثه مما ورد الأخبار به في الروايات عدة أمثلة نذکر بعضاً منها:
التنبؤ الاول:
أخبار النبي صلي الله عليه وآله و الأئمة عليهم السلام عن شؤون دولة بني
العباس من حيث انحرافهم وفسادهم وخروجهم عن جادة الحق:
(عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله لأبي: يا عباس ويل لولدي من ولدک وويل لولدک من ولدي فقال: يا رسول الله، أفلا اجتنب النساء. قال إن علم الله قد مضي والأمور بيده وان الأمر سيکون في ولدي). [2] فدولة بني العباس واضحة في التاريخ، وما وقع بينها وبين الأئمة عليهم السلام أحفاد رسول الله صلي الله عليه وآله من ولد علي وفاطمة عليهم السلام من الخلاف وماذاقوه من بني العباس من التشريد والمطارده والتعسف، أوضح من أن يذکر وأشهر من أن يسطر.. ويمکن الرجوع إلي کتاب (مقاتل الطالبيين) لأبي الفرج الأصفهاني للإيضاح اکثر.. وکذلک بعض الروايات دلت عن الاخبار بهلاک بني العباس وزوال ملکهم کالخبر الذي ورد (عن الإمام الباقر (عليه السلام) في حديث انه قال: ثم يملک بنو العباس فلا يزالون في عنفوان من الملک وغضارة من العيش، حتي يختلفوا فيما بينهم، فإذا اختلفوا ذهب ملکهم). [3] .
التنبؤ الثاني:
ما ورد في الروايات من زوال دولة بني أمية، قبل زوالها بطبيعة الحال: کالحديث الذي ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) انه قال: (يقوم القائم (عليه السلام) في وتر من السنين تسع واحده ثلاث خمس، وقال: إذا اختلفت بنوا أمية وذهب ملکهم، ثم يملک بنو العباس فلا يزالون.. الحديث). [4] علما بأن الإمام الباقر (عليه السلام) قد توفي قبل زوال ملک بني أمية وقيام دولة العباسيين بثمانية عشر سنة.
التنبؤ الثالث:
ما ورد في الروايات من اختلاف أهل المشرق والمغرب:
کالحديث الذي ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) أيضا، حيث قال: (واختلف أهل المشرق والمغرب) [5] .. ولهذا الاختلاف شواهد کثيرة في التاريخ کاختلاف أهل المشرق والمغرب في حدود البلاد الإسلامية، وهذا ما حدث فعلا في التاريخ الإسلامي طويلا، حيث کان الشرق يحکمه العباسيين والغرب – بمعني الأندلس الإسلامية - يحکمه الأمويون، أو إن الغرب بمعني الفاطميون في الشمال الأفريقي حيث أسسوا الدولة الفاطمية، وفي کلا الحالين، کانوا منفصلين عن خلافة الشرق العباسية.
أو ما حدث ويحدث في العصر الحديث، منذ الحرب العالمية الثانية إلي ألآن.. من وجود الدولتين الکبيرتين في العالم، التي تمثل إحداهما زعامة ما يسمي بالکتلة الشرقية، وتمثل الأخري زعامة ما يسمي بالغرب. وعلي أية حال، فقد جعل هذا الاختلاف بين أهل الشرق وأهل الغرب من علائم الظهور.. وهذا لعمري لإحدي المعجزات التي تشارک في الدلالة علي صدق الرواية نفسها، فضلاً عن إثبات صاحب البيعة (عليه السلام) في الرواية.. فکما جاء في الحديث الذي نقله النعماني في غيبته (حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثني أحمد بن يوسف بن يعقوب أبو الحسين الجعفي قال: حدثني إسماعيل بن مهران قال: حدثنا الحسن بن علي ابن أبي حمزة، عن أبيه ووهب عن أبي بصير عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: يقوم القائم (عليه السلام) في وتر من السنين تسع واحده ثلاث خمس، وقال: إذا اختلفت بنو أميه وذهب ملکهم، ثم يملک بنو العباس فلا يزالون في عنفوان من الملک، وغضاره من العيش حتي يختلفوا فيما بينهم، فإذا اختلفوا ذهب ملکهم، واختلف أهل المشرق وأهل المغرب، نعم وأهل القبلة، ويلقي الناس جهد شديد مما يمر بهم من الخوف، فلا يزالون بتلک الحال حتي ينادي مناد من السماء، فإذا نادي فالنفير النفير، فو الله لکأني أنظر إليه بين الرکن والمقام يبايع الناس... الحديث). [6] .
والتنبؤات الثلاث السابقة ووقوعها فعلاً في التاريخ الطويل، بعد صدور الرواية وتسجيل أهل الحديث لها في مصادرهم أکبر دليل علي صدقها.
التنبؤ الرابع:
أخبار النبي صلي الله عليه وآله بانحراف القيادة الإسلامية في المجتمع بعده: فمن ذلک: (ما رواه ابن عباس عن النبي صلي الله عليه وآله عن الله (عليه السلام) في بعض کلامه مع رسوله في المعراج حيث جعل ذلک من علامات الظهور فقال: وصارت الأمراء کفرة وأوليائهم فجرة وأعوانهم ظلمه وذوي الرأي منهم فسقه، فعند ذلک ثلاث خسوف، خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب، وخراب البصرة علي يد رجل من ذريتک يتبعه الزنوج... الحديث). [7] .
وعنه صلي الله عليه وآله: (يکون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي، وسيقوم فيهم رجال، قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان أنس) [8] وهذا ما حدث بالفعل بعد النبي صلي الله عليه وآله حين قام الحکم في العالم الإسلامي علي المصلحة والإرث، وتفاصيل ذلک أشهر من أن يذکر، واستعمال الخمور في بلاط الخلفاء يکاد يکون من الواضحات، ويذکر في کثير من مصادر التاريخ، ولعل خير شاهد علي ذلک، موقف المتوکل العباسي من الإمام الهادي (عليه السلام) حيث أرسل جماعة من الأتراک لمداهمة بيت الإمام (عليه السلام) والقبض عليه في جوف الليل، فألقوا عليه القبض وهو يقرأ القرآن، وحُمل إلي المتوکل، فمثل بين يديه، والمتوکل يشرب وفي يده کأس. فلما رآه أعظمه وأجلسه إلي جانبه، وناوله الکأس الذي في يده، فقال: يا أمير، ما خامر لحمي ودمي قط، فاعفني، فأعفاه.. الخ الحادثة. [9] .
التنبؤ الخامس:
ما ورد الأخبار عنه بثورة صاحب الزنج:
فمن ذلک ما جاء في الحديث السابق عن ابن عباس.. وهذا ما حدث بالفعل علي يد صاحب الزنج، وهو الرجل الذي ثار في البصرة عام 255هـ – سنة ولادة الإمام المهدي (عليه السلام) – واسمه علي بن محمد، وزعم انه علوي – وان کان يختلف عن أهل البيت عقائديا وفکريا – استمر يعيث في المجتمع فساداً خمسة عشر عاماً إلي أن قتل عام 270هـ، وعمدة ما ارتکز عليه في ثورته – مضافاً إلي دعواه الانتساب بالنسب العلوي - أنه وجه دعوته بشکل رئيسي إلي العمال والطبقة الکادحة من الشعب، وخاصة العبيد المماليک منهم، ومن ثم سمي صاحب الزنج، أي قائد العبيد [10] .. وکيف انه عاث في المجتمع المسلم فساداً وکلف الدولة العباسية کثيراً، وکبد البصرة وکثيراً من المدن الأعاجيب من القتل والنهب والتشريد.
وهذا الحدث التاريخي من أکبر الأدلة علي صدق الرواية وصدق محدثها عليه أفضل الصلاة والسلام.
التنبؤ السادس:
ما ورد الأخبار عن ظهور العلم ببلدة يقال لها قم:
فمن ذلک ما جاء عن الأمام الصادق (عليه السلام): (ستخلو الکوفة من المؤمنين ويأزر عنها العلم کما تأزر الحيّة في جحرها، ثم يظهر العلم ببلدة يقال لها قم، وتصير معدناً للعلم والفضل حتي لا يبقي في الأرض مستضعف في الدين حتي المخدرّات في الحجال، وذلک عند قرب ظهور قائمنا.. الحديث) [11] .
وهذا ما حدث بالفعل في العقدين الأخيرين، وعظمة هذه الرواية عندما نعرف أن أمامنا يتکلم عن ظهور العلم الديني في بلدة قم المجهولة المکان في ذلک الزمان، حيث کان أهلها عبده أوثان ونيران، ثم تکون هذه البلدة بعد حديثه بألف ومئتي عام تقريبا مدينة علم الشيعه ومرکز دراستهم... وقد ذکرنا حديث الأمام الصادق (عليه السلام) عن بلدة قم لاحتواه تصريحا بذهاب العلم قبل قيام القائم (عليه السلام) من الکوفة (النجف الأشرف) بسبب ظلم السلطان وتشريد علماء الدين وقتلهم وطردهم.
هناک الکثير من العلامات والتنبؤات التي ذکرتها الروايات تحققت في التاريخ:-
فمن ذلک ما جاء في الرواية عن جابر بن يزيد الجعفي قال: قال أبو جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام): (يا جابر الزم الأرض، ولا تحرک يداً ولا رجلاً حتي تري علامات أذکرها لک إن أدرکتها: أولها اختلاف بني العباس، وما أراک تدرک ذلک، ولکن به حدث من بعدي عني، ومنادياً ينادي في السماء، ويجيئکم صوت من ناحية دمشق بالفتح، وتخسف قرية من قري الشام تسمي الجابية، وتسقط طائفة من مسجد دمشق الأيمن، ومارقة تمرق من ناحية الترک، ويعقبها مرج الروم، وسيقبل أخوان الترک حتي ينزلوا الجزيرة، وسيقبل مارقة الروم حتي ينزلوا الرملة، فتلک السنة يا جابر فيها اختلاف کثير في کل أرض من ناحية المغرب، فأول أرض المغرب أرض الشام.. الحديث). [12] .
بالأضافه إلي ان هناک علامات عدة ذکرها الشيخ المفيد في الإرشاد مختصراً: (قد جاءت الآثار بذکر علامات لزمان قيام القائم المهدي (عليه السلام) وحوادث تکون أمام قيامه، وآيات ودلالات: فمنها خروج السفياني، وقتل الحسني، واختلاف بني العباس في الملک الدنياوي، وکسوف الشمس في النصف من شهر رمضان، وخسوف القمر في آخره علي خلاف العادات، وخسف بالبيداء، وخسف بالمشرق وخسف بالمغرب، ورکود الشمس من عند الزوال إلي وسط أوقات العصر، وطلوعها من المغرب، وقتل نفسٍ زکيةٍ بظهر الکوفة في سبعين من الصالحين، وذبح رجل هاشمي بين الرکن والمقام، وهدم حائط مسجد الکوفة، وإقبال رايات سود من قِبَلِ خرا سان، وخروج اليماني، وظهور المغربي بمصر وتملُّکه للشامات، ونزول الترک الجزيرة، ونزول الروم الرملة، وطلوع نجم المشرق يضيء کما يضيء القمر ثم ينعطف حتي يکاد يلتقي طرفاه، وحمرة تظهر في السماء وتنتشر في آفاقها، ونار تظهر بالمشرق طُولاً وتبقي في الجو ثلاثة أيام أو سبعة أيام، وخلع العرب أعنتها وتملکها البلاد وخروجها عن سلطان العجم، وقتل أهل مصر أميرهم، وخراب الشام واختلاف ثلاث رايات فيه، ودخول رايات قيس والعرب إلي مصر، ورايات کندة إلي خرا سان، و ورود خيل من قبل المغرب حتي تربط بفناء الحيرة، وإقبال رايات سود من المشرق نحوها، وبشق في الفرات حتي يدخل الماء أزقة الکوفة، وخروج ستين کذاباً کلهم يدّعي النبوة، وخروج اثني عشر من آل أبي طالب کلهم يدعي الإمامة لنفسه، وإحراق رجل عظيم القدر من شيعة بني العباس بين جلولاء وخانقين، وعقد الجسر مما يلي الکرخ بمدينة السلام ببغداد، وارتفاع ريح سوداء بها أول النهار وزلزلة حتي ينخسف کثير منها، وخوف يشمل أهل العراق وبغداد وموت ذريع فيه ونقص من الأموال والأنفس والثمرات، وجراد يظهر في أوانه وغير أوانه حتي يأتي علي الزرع والغلات وقلة ريع لما يزرعه الناس، واختلاف صنفين من العجم وسفک دماء کثيرة فيما بينهم، وخروج العبيد عن طاعة ساداتهم وقتلهم مواليهم، ومسخ لقوم من أهل البدع حتي يصيروا قردة وخنازير، وغلبة العبيد علي بلاد السادات، ونداء من السماء حتي يسمعه أهل الأرض کل أهل لغة بلغتهم، ووجه وصدر يظهران من السماء للناس في عين الشمس، وأموات ينشرون من القبور حتي يرجعوا إلي الدنيا فيتعارفون فيها ويتزاورون، ثم يختم ذلک بأربع وعشرين مطرة تتّصل فتحيي به الأرض من بعد موتها وتعرف برکاتها وتزول بعد ذلک کل عاهة عن معتقدي الحق من شيعة المهدي (عليه السلام) فيعرفون عند ذلک ظهوره بمکة فيتوجهون نحوه لنصرته). [13] .
من هاتين الروايتين نجد أن عدداً من العلامات والأخبار قد تحقق في التاريخ – نذکر بعضاً منها بشکل مختصر - وللاطلاع علي روايات أکثر يفضل مراجعة:
1- کتاب: (الغيبة) للشيخ الأجل محمد بن إبراهيم بن جعفر النعماني المعروف بابن أبي زينب، من علماء القرن الثالث الهجري، وهو تلميذ ثقة الإسلام الکليني، وهذا الکتاب من نفائس الکتب المدونة في هذا الباب، وقد مدحه الشيخ المفيد في الإرشاد، ويظهر من ذلک عدم وجود مصنف قبله أفضل منه.
2- کتاب: کمال الدين وتمام النعمة، للشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن با بويه القمي (المعروف بالصدوق)، من علماء القرن الرابع الهجري المتوفي سنة 381هـ.
3- کتاب: (الغيبة) للشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي المعروف (بشيخ الطائفة)، المتوفي سنة 460هـ.
تنبؤات أخري متحققة تاريخياً:
فمن التنبؤات التي تحققت في التاريخ نذکر بالإضافة إلي ما أشرنا إليه سابقاً بعضاً منها باختصار:
أولا: إقبال رايات سود من قبل خراسان: وينطبق ذلک علي ثورة أبي مسلم الخراساني.
ثانيا: ظهور المغربي بمصر وتملکه الشامات: وينطبق ذلک علي المعز الفاطمي عندما نشر دعوته عام 396هـ، في الشمال الأفريقي عندما غزا الشام واستولي عليها.
ثالثا: نزول الترک الجزيرة: عندما بقيت أرض الجزيرة تحت الحکم العثماني الترکي فترة طويلة من الزمن، يبدأ من عام 941هـ وحتي سقوط حکمهم عام 1335هـ بالاحتلال البريطاني أثناء الحرب العالمية الأولي.
رابعا: نزول الروم الرملة: والروم في لغة عصر المعصومين عليهم السلام هم الأوربيون بشکل عام، والرملة منطقة في مصر ومنطقة في الشام، وينطبق هذا التنبؤ علي الاستعمار الفرنسي لمصر بقيادة نابليون بونابرت، أو الاحتلال الفرنسي لسوريا بعد الحرب العالمية الأولي وإخراج العثمانيين منها.
خامسا: خلع العرب أعنتها وتملکها البلاد، وخروجها عن سلطان العجم: وهذا ما عشناه في العصر الحديث.. عصر الثورات العربية بقصد التحرر من الاستعمار الأجنبي، وسيطرة أشخاص من أهل البلاد علي الحکم.
سادسا: قتل اهل مصر أميرهم: وينطبق ذلک علي الرئيس أنور السادات عندما قتلته جماعة خالد الاسلامبولي.
سابعا: اختلاف صنفين من العجم، وسفک دماء کثيرة فيما بينهم: وينطبق ذلک علي حروب الدول الأوربية فيما بينها، مثل الحرب بين فرنسا وألمانيا أو بين بريطانيا وألمانيا أو بين ترکيا و اليونان.. ويکفينا النظر إلي الحربين العالميتين الواقعتين في النصف الأول من القرن التاسع عشر الميلادي.
نکتفي بهذا القدر من التنبؤات المتحققة تاريخياً، وهي بمجموعها تشکل دليلاً قطعياً علي صدق قائليها المعصومين عليهم السلام، ذلک الصدق الدال علي صدق سائر أقوالهم بما فيه أخبارهم عن ظهور الإمام المهدي (عليه السلام).. ولابدّ من زيادة الارتباط العاطفي والشعوري بقضية الإمام (عليه السلام)، ليست کمرتکز عقائدي فقط، بل لأنها قضية مصيرية ملحة، فالمطلوب أذن: أن يسهم ما وقع في بعث الأمل ورفع درجة الارتباط بالإمام (عليه السلام) إلي مستوي أعلي وأکثر حيوية وفاعلية وجدية، ويعمق في الفرد المؤمن الشعور بالمسؤولية، ليعيش في کنف الإمامة بکل ما تمثله من عطاء في مجال العمل والسلوک والموقف وفي جميع مفردات الحياة.
پاورقي
[1] سورة الجن (26-27).
[2] بشارة الإسلام ص11.
[3] غيبة النعماني ص175.
[4] غيبة النعماني ص175.
[5] غيبة النعماني ص175.
[6] غيبة النعماني ص175.
[7] بشارة الإسلام ص5.
[8] تاريخ الغيبة الکبري ص450.
[9] تاريخ الغيبة الکبري ص59.
[10] تاريخ الغيبة الصغري ص72.
[11] منتخب الأثر ص443، حوارات حول المنقذ ص296، يوم الخلاص ص480.
[12] غيبة النعماني ص187، بحار الأنوار ج52 ص237.
[13] الإرشاد للمفيد ج2 ص368، بحار الأنوار ج52 ص220، بشارة الإسلام ص175.