بازگشت

الاخبار الدالة علي الحروب والقتل


تصف الأحاديث الشريفة الوضع السياسي في عصر الظهـور

بفقدان الاستقرار وکثرة الحروب والاقتتال: (قبل هذا الأمر قتل بيوح.. قيل وما البيوح؟ قال: دائم لا يفتر) [1] .. بل إن بعض الروايات تصف الحروب والاقتتال بذهاب ثلثي سکان الأرض، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: (لا يخرج المهدي حتي يقتل الثلث ويموت الثلث ويبقي الثلث). [2] .

ويمکن إعادة عنونة هذه الأخبار بحسب ما يتلائم مع معطيات ومصطلحات هذه الأيام وليس حسب مصطلح الرواية: فمثلاً بالإمکان تشبيه الصورة بالآتي: الانحراف الفکري، الانحراف الاجتماعي، الانحراف الأخلاقي، الانحراف الاقتصادي، الانحراف السياسي،.. وهکذا، ولعل أفضل ما يشير إلي ذلک بشيء من التفصيل حديث الرسول صلي الله عليه وآله: عن ابن عباس، قال: (حججنا مع رسول الله صلي الله عليه وآله حجة الوداع، فأخذ بحلقة باب الکعبة، ثم أقبل علينا بوجهه.

فقال: ألا أخبرکم بأشراط الساعة!

فکان أدني الناس منه يومئذ سلمان t فقال: بلي يا رسول الله.

فقال صلي الله عليه وآله: إن من أشراط القيامة، إضاعة الصلوات واتباع الشهوات، والميل مع الأهواء وتعظيم أصحاب المال وبيع الدين بالدنيا. فعندها يذاب قلب المؤمن في جوفه، کما يذاب الملح في الماء، مما يري من المنکر فلا يستطيع إن يغيره.

قال سلمان: وان هذا لکائن يا رسول الله؟

فقال صلي الله عليه وآله: أي والذي نفسي بيده يا سلمان، إن عندها يليهم أمراء جورة، ووزراء فسقه، وعرفاء ظلمة، وأمناء خونة.

فقال سلمان: وان هذا لکائن يا رسول الله؟

قال صلي الله عليه وآله: أي والذي نفسي بيده يا سلمان، إنّ عندها يکون المنکر معروفاً، والمعروف منکراً، ويؤتمن الخائن ويخون الأمين، ويصدق الکاذب ويکذب الصادق.

قال سلمان: وانّ هذا لکائن يا رسول الله؟

قال صلي الله عليه وآله: أي والذي نفسي بيده يا سلمان، فعندها إمارة النساء، ومشاورة الإماء، وقعود الصبيان علي المنابر، ويکون الکذب طرفا، والزکاة مغرما والفيء مغنما، ويجفو الرجل والديه ويبر صديقه، ويطلع الکوکب المذنب.

قال سلمان: وانّ هذا لکائن يا رسول الله؟

قال صلي الله عليه وآله: أي والذي نفسي بيده يا سلمان، وعندها تشارک المرأة زوجها في التجارة، ويکون المطر فيضا ويغيض الکرام غيضا، ويحتقر الرجل المعسر، فعندها تقارب الأسواق، إذ قال هذا: لم أبع شيئاً، وقال هذا: لم أربح شيئا، فلا تري إلا ذاما لله.

قال سلمان: وانّ هذا لکائن يا رسول الله؟

قال صلي الله عليه وآله: أي والذي نفسي بيده يا سلمان، فعندها تليهم أقوام إن تکلموا قتلوهم وان سکتوا استباحوهم، ليستأثرون بفيئهم، وليطأون حرمتهم وليسفکنَّ دمائهم، وليملأنَّ قلوبهم دغلاً ورعبا، فلا تراهم إلا وجلين خائفين مرعوبين مرهوبين.

قال سلمان: وانّ هذا لکائن يا رسول الله؟

فقال صلي الله عليه وآله: أي والذي نفسي بيده يا سلمان، إن عندها يؤتي بشيء من المشرق وبشيء من المغرب يلون أمتي، فالويل لضعفاء أمتي منهم، والويل لهم من الله، لا يرحمون صغيراً ولا يوقرون کبيراً ولا يتجافون عن مسيء، جثثهم جثث الآدميين وقلوبهم قلوب الشياطين.

قال سلمان: وانّ هذا لکائن يا رسول الله؟

قال صلي الله عليه وآله: أي والذي نفسي بيده يا سلمان، وعندها يکتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء، ويغار علي الغلمان کما يغار علي الجارية في بيت أهلها، وتشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال، وترکبن ذوات الفروج السروج، فعليهن من أمتي لعنة الله.

قال سلمان: وانّ هذا لکائن يا رسول الله؟

قال صلي الله عليه وآله: أي والذي نفسي بيده يا سلمان، وعندها تزخرف المساجد، کما تزخرف البيع والکنائس وتحلي المصاحف وتطول المنارات وتکثر الصفوف، قلوب متباغضة والسن مختلفة.

فقال سلمان: وانّ هذا لکائن يا رسول الله؟

قال صلي الله عليه وآله: أي والذي نفسي بيده يا سلمان، وعندها تحلي ذکور أمتي بالذهب ويلبسون الحرير والديباج ويتخذون جلود النمور صفافا.

قال سلمان: وانّ هذا لکائن يا رسول الله؟

قال صلي الله عليه وآله: أي والذي نفسي بيده يا سلمان، وعندها يظهر الربا، ويتعاملون بالعينة والرشا، ويوضع الدين وترفع الدنيا.

قال سلمان: وانّ هذا لکائن يا رسول الله؟

قال صلي الله عليه وآله: أي والذي نفسي بيده يا سلمان، وعندها يکثر الطلاق فلا يقام حد، ولن يضروا الله شيئا.

قال سلمان: وانّ هذا لکائن يا رسول الله؟

قال صلي الله عليه وآله: أي والذي نفسي بيده يا سلمان، وعندها تظهر القينات والمعازف، وتليهم شرار أمتي.

قال سلمان: وانّ هذا لکائن يا رسول الله؟

قال صلي الله عليه وآله: أي والذي نفسي بيده يا سلمان، وعندها يحج أغنياء أمتي للنزهة، ويحج أوساطها للتجارة، ويحج فقراؤهم للريا والسمعة، فعندها يکون أقوام يتفقهون لغير الله، ويکثر أولاد الزنا، ويتغنون بالقرآن، ويتهافتون بالدنيا.

قال سلمان: وانّ هذا لکائن يا رسول الله؟

قال صلي الله عليه وآله: أي والذي نفسي بيده يا سلمان، ذاک إذا انتهکت المحارم، واکتسبت المآثم وسلط الأشرار علي الأخيار، ويفشو الکذب وتظهر اللجاجة، وتفشو الفاقة، ويتباهون في اللباس، ويمطرون في غير أوان المطر، ويستحسنون الکوبة والمعازف، وينکرون الأمر بالمعروف والنهي عن المنکر، حتي يکون المؤمن في ذلک الزمان أذل من الأَمة، ويظهر قراؤهم وعبادهم فيما بينهم التلاوم، فأولئک يدعون في ملکوت السماوات: الأرجاس الأنجاس.

قال سلمان: وانّ هذا لکائن يا رسول الله؟

قال صلي الله عليه وآله: أي والذي نفسي بيده يا سلمان، فعندها لا يخشي الغني علي الفقير، حتي أن السائل يسأل في الناس فيما بين الجمعتين لا يصيب أحداً يضع في کفه شيئاً.

قال سلمان: وانّ هذا لکائن يا رسول الله؟

قال صلي الله عليه وآله: أي والذي نفسي بيده يا سلمان، فعندها يتکلم الروبيضه.

قال سلمان: ما الروبيضه؟ يا رسول الله، فداک أبي وأمي.

قال صلي الله عليه وآله: يتکلم في أمر العامة من لم يکن يتکلم، فلم يلبثوا إلا قليلا..) الحديث. [3] .

هذا لعمري ما کنا ولا زلنا نشاهده في عصور الفسق والضلالة التي نعيشها ونطلع عليها بالحس والعيان، فصلي الله عليک يا رسول الله إذ أخبرتنا بذلک.. وسلام الله تعالي عليک يا مهدي الإسلام إذ تزيل کل ذلک وتبدله إلي القسط والعدل.

إن هذه الأخبار التي ذکرناها هي دالة علي فساد الزمان بنحو مطلق، من دون الإشارة إلي حوادث بعينها، علماً بأن تقدم عصر الفتن علي الظهور، أو عصر الظلم علي العدل من واضحات الأحاديث والروايات... ولابدّ من الإشارة والتنويه إلي أن اقتران بعض هذه الأخبار بما قبل قيام الساعة، لا يکون مضراً بما فهمناه، باعتبار أن السابق علي ظهور المهدي (عليه السلام) سابق علي قيام الساعة، وليس من الضروري أن تکون أشراط الساعة واقعة قبلها مباشرة.


پاورقي

[1] الممهدون للمهدي ص49، بحار الأنوار ج52 ص182.

[2] المهدي – آية الله الصدر ص198، يوم الخلاص ص564.

[3] بشارة الإسلام ص25، منتخب الأثر ص432.