تعلق الناس بالإمام و تداول اسمه
من الأمور التي أصبحت مألوفة لنا هذه الأيام - ونؤکد علي هذه الفترة الزمنية – أن نجد الکثير من الناس حين يواجهون الأزمات، ويجدون أنفسهم وجها لوجه مع الأحداث الکبيرة والخطيرة - تراهم – يظهرون اهتماماً متزايداً بقضية الإمام المهدي (عليه السلام) وبعلائم الظهور، ويبحثون عن المزيد مما يمنحهم بصيص أمل، ويلقي لهم بعض الضوء علي ما سيحدث في المستقبل القريب أو البعيد.
کما نجد عدداً من الکتّاب والمؤلفين - في هذه الفترة - يحاولون الاستجابة لهذه الرغبة الظاهرة ويبذلون جهوداً کبيرة لترسيم مستقبل الأحداث وفق ما تيسر لهم فهمه من النصوص الحاضرة لديهم.
هذا، ونلاحظ أن الکتب والأبواب الخاصة بالإمام المهدي (عليه السلام) کانت تقتصر في القرون الإسلامية الأولي علي نقل الأحاديث بأسانيدها فقط، ثم أضيف إليها في القرون التي تلتها عنصر المناظرة الکلامية، ثم أضيف عنصر العرفان والتصوف.. وفي الفترة الأخيرة صدرت في الموضوع عشرات الکتب والمقالات في معظم البلاد الإسلامية، وحاول عدد غير قليل منها إن يتخطي أسلوب السرد والمناظرة ويعتمد أسلوب التحليل والفهم والإدراک، وهذا هو المطلوب.. ولا يقتصر الأمر علي الشيعة فقط، بل حتي الطوائف والمذاهب الأخري. [1] .
وبالقياس فإن الشيعة في هذا العصر أکثر اهتماماً وذکراً لصاحب الزمان (عليه السلام) من الجيل السابق، ففي إيران – وقبل عقود قليلة – لم تکن هناک جلسة واحدة من أجل دعاء الندبة [2] ، أما اليوم فقد غدت مجالس الدعاء عامرة، وصارت المجالس کبيرة تنوّه باسمه المقدّس، وألفت الکتب في إثبات وجوده (عليه السلام)، إلي جوار مظاهر أخري يذکر فيها اسم الإمام (عليه السلام) کالاحتفال بيوم مولده الشريف، قد صارت لافتة لأنظار الناس وشائعة حتي للعوام ومذکرة باسمه المقدس.. أليس انتشار صفات وأسماء الحجة (عليه السلام) بهذا الشکل في المدارس والمساجد والشوارع والجلسات وعند عموم الناس دليلاً لبزوغ فجر نور بقية الله في الأرض، و علي هذا فإننا فرحون و مسرورون لأننا نعيش في زمان بدا فيه ضياء الفجر المقدس يشع علي العالم، آملين أن تتمتع عيوننا بجمال ظهوره النوراني.
پاورقي
[1] وآخر ما وجدت من کتب في هذا المجال لواحد من الجمهور: دراسة لـ: عبدالعليم عبدالعظيم البستوني – وهو عبارة عن مجلدين: أحدهما بعنوان (المهدي المنتظر) والآخر بعنوان (الموسوعة في أحاديث المهدي).. وإن کان بالدراسة کثير من الأخطاء والمغالطات وبعض الأفکار المتعصبة.. وهي من إصدار دار ابن حزم بمکة – وتوزيع مکتبة تهامة – الطبعة الأولي عام 1420هـ – 1999م.
[2] المصلح الغيبي – السيد حسن الأبطحي ص147.