بازگشت

نضج الأفکار و تقدم العلم والتکنلوجيا


ظهرت مواهب علمية عظيمة للبشرية واکتشافات محيرة، حيث کان الإنسان من قبل سبعين عاماً تقريباً يرکب الدواب في أسفاره بينما الآن يستعمل السيارة والقطار والطائرة، وفي تلک الأيام لم يکن لديه هاتف أو مذياع أو تلفاز أو لاقط أو نقال أو الحاسوب (الکمبيوتر)، ولکنه اليوم يمتلک کل تلک الأجهزة، ولم يکن لدي الإنسان هذه المنتجات النفطية العظيمة کذلک استخدامه للفلزات والمعادن، بينما يعيش الآن مستخدما النفط والمعادن علي احسن وجه، بل إن ما حققه الإنسان في هذه المدة القصيرة من القرن التاسع عشر لا يمکن مقارنتها بجميع اکتشافاته وعلومه وانتاجاته خلال عمر الحضارة کلها.

ولهذا نقول إن هذه الإختراعات والتطور الهائل في عقلية البشر هي مقدمة لظهور الحجة (عليه السلام) حيث أن الناس الذين يريدون بيعة صاحب الزمان (عليه السلام) لابدّ وأن تکون لهم المواهب والإمکانات العلمية حتي يقتنعوا أو يفهموا المواضيع التي سيطرحها بقية الله (عليه السلام)، حيث أنه ينتقل من المشرق إلي المغرب في طرفة عين، کما جاء في الروايات (عن محمد بن علي (عليه السلام) انه قال: الفقداء قوم يفقدون من فرشهم فيصبحون بمکة وهو قول الله (عليه السلام)[أَيْنَ مَا تَکُونُوا يَأْتِ بِکُمْ اللَّهُ جَمِيعًا] [1] وهم أصحاب القائم (عليه السلام)). [2] .

وکما هو معروف بأن معجزات الأنبياء والرسل و الأئمة عليهم السلام يجب أن تکون مطابقة للفنون والعلوم في زمانهم.. لذا فان الإمام المهدي المنتظر (عليه السلام) الذي سيظهر في زمن تقدمت فيه العلوم التکنولوجية والفنية والتسليحية، حيث تجوب الفضاء الأقمار الصناعية، ووصول اختراعات الإنسان لکوکب المريخ ووسائل الاتصالات السلکية واللاسلکية والإنترنت.. ستکون له (عليه السلام) معجزة من الباري (عليه السلام)، حيث ذکرت الروايات بأنه إذا تکلم في مکان ما فان الجميع من سکان الأرض يسمعونه وبدون استخدام الأجهزة الحديثة. (عن أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام) انه قال: الصيحة لا تکون إلا في شهر رمضان لأن شهر رمضان شهر الله وهي صيحة جبرائيل إلي هذا الخلق، ثم قال (عليه السلام) ينادي مناد من السماء باسم القائم فيسمع من بالمشرق ومن بالمغرب لا يبقي راقدا إلا استيقظ ولا قائم إلا قعد ولا قاعدا إلا قام علي رجليه فزعا من ذلک الصوت فرحم الله من اعتبر بذلک الصوت فأجاب فان الصوت صوت جبرائيل الروح الأمين.). [3] .

إن العلماء والمثقفين الذين يستعملون العقول الإلکترونية والأجهزة المتطورة والأقمار الصناعية وغيرها من أجل إيصال الصوت والصورة إلي بقاع العالم، سيستسلمون إلي امکانيات صاحب الزمان (عليه السلام) الذي ينقل الصوت بدون أجهزة أو أقمار صناعية ويجدونه إنسانا خارقا للعادة فيؤمنون به ويتبعهم الآخرون حتماً.

وذکرت الروايات بان الحجة (عليه السلام) سيمتطي السحاب للتنقل بين الأماکن والقارات: قال أبو عبد الله (عليه السلام): (إذا أذن الإمام دعي الله باسمه العبراني، فأتيحت له صحابته الثلاثمائة والثلاثة عشر قزع کقزع الخريف، فهم أصحاب الأولوية، منهم من يفقد عن فراشه ليلاً فيصبح بمکة، ومنهم من يري يسير في السحاب نهاراً يعرف باسمه وأسم أبيه وحليته ونسبه، قلت: جعلت فداک أيهم أعظم أيماناً، قال: الذي يسير في السحاب نهاراً وهم المفقودون وفيهم نزلت هذه الآيه:[أَيْنَ مَا تَکُونُوا يَأْتِ بِکُمْ اللَّهُ جَمِيعًا]). [4] .

ومن الطبيعي أن أصحاب العقول والعلماء الذين صنعوا الطائرات والأقمار الفضائية والصواريخ سيخرون صاغرين مستسلمين للإمام (عليه السلام) إثر مشاهدتهم إياه يرکب السحاب مع أصحابه متنقلاً بين الأماکن.

وتأسيساً علي هذا، فان مثل هذه الأفکار والمکتشفات العلمية تمکن البشر من الوصول إلي إدراک معجزات الإمام بقية الله کما لو إنها عمل طبيعي، أو أن الله سبحانه وتعالي قد رشد هذه الأفکار العلمية في هذا الزمان تمهيدا لاستقبال الظهور الأکبر (الفجر المقدس).


پاورقي

[1] سورة البقرة (148).

[2] الغيبة للنعماني ص213، کمال الدين وتمام النعمة ص654.

[3] الغيبة للنعماني ص170، غيبة الطوسي ص274.

[4] الغيبة للنعماني ص213، کمال الدين وتمام النعمة ص672، منتخب الأثر ص476.