الامام المهدي
ذکر في التوقيع الصادر من الناحية المقدسة إلي إسحق بن يعقوب: (.. وأما علة ما وقع من الغيبة فإن الله تعالي (عليه السلام) يقول (لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَکُمْ تَسُؤْکُمْ) [1] إنه لم يکن أحد من آبائي إلا وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه، وإني أخرج حين أخرج ولا بيعة لأحد من الطواغيت في عنقي، وأما وجه الانتفاع بي في غيبتي فکالانتفاع بالشمس إذا غيبها عن الأبصار السحاب، وإني أمان لأهل الأرض، کما أن النجوم أمان لأهل السماء، فاغلقوا باب السؤال عما لا يعنيکم، ولا تتکلفوا علم ما قد کفيتم، وأکثروا الدعاء بتعجيل الفرج، فان ذلک فرجکم) [2] .
بعد استعراض هذا القدر الوافي من الآيات الکريمة المؤولة بالإمام (عليه السلام) والروايات الشريفة المتواترة الصحيحة المروية عن رسول الله صلي الله عليه وآله وعن أئمة أهل البيت عليهم السلام حول الإمام الحجة (عليه السلام).. هل يبقي مجال - بعد ذلک - للخلاف أو الاختلاف أو الشک أو الاجتهاد في موضوع الإمام المهدي (عليه السلام) أو ولادته؟.. إذ من المستحيل عقلاً وعرفاً أن تکون هذه الأخبار والأحاديث صحيحة وأن يکون الإمام المهدي (عليه السلام) لم يولد بعد.. وکل من لم يقتنع بعد بکل هذه النصوص، فمن الواجب عليه أن يؤمن بولادته الآن.. وإلا فاليرمِ برأيه في سلة المهملات، وليخرج من ملة رسول الله صلي الله عليه وآله حيث جاء في الحديث الشريف: (عن غياث بن إبراهيم عن الصادق (عليه السلام) عن آبائه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: من أنکر القائم من ولدي فقد أنکرني) [3] .
پاورقي
[1] سورة المائدة (101).
[2] کمال الدين ج2 ص485، غيبة الشيخ الطوسي ص177، إعلام الوري ص424، المهدي من المهد إلي الظهور ص214.
[3] کمال الدين ج2 ص412، إعلام الوري ص399، منتخب الأثر ص492.