الامام الرضا
دخل دعبل الخزاعي شاعر أهل البيت علي الإمام علي الرضا (عليه السلام) وأنشد قصيدته التائية الشهيرة:
(مدارس آيات خلت من تلاوة) إلي أن قال: قال لي الرضا: أفلا ألحق بيتين بقصيدتک؟ قلت بلي يابن رسول الله صلي الله عليه وآله فقال:
وقبر بطوس يالها من مصيبـة
ألحت علي الأحشاء بالزفرات
إلي الحشر حتي يبعث الله قائماً
يفرج عنا الهـم والـــــــــکربات
قال دعبل: ثم قرأت باقي القصيدة عنده، فلما انتهيت إلي قولي:
خروج إمام لا محالة خـارج
يقـوم علي اســـــم الله والبرکات
يميز فينا کل حـق وباطـــــــل
ويجزي علي النعماء و النقمات
بکي الإمام الرضا (عليه السلام) بکاءً شديداً، ثم رفع رأسه إلي دعبل، وقال له: يا خزاعي.. نطق روح القدس علي لسانک بهذين البيتين.. فهل تدري من هذا الإمام؟ ومتي يقوم؟ فقال: لا يامولاي.. إلا إني سمعت بخروج إمام منکم يطهر الأرض من الفساد و يملأها عدلاً کما ملئت جوراً.
فقال الإمام: يادعبل.. الإمام بعدي: محمد ابني، وبعد محمد: ابنه علي، وبعد علي: ابنه الحسن، وبعد الحسن: ابنه الحجة القائم، وهو المنتظر في غيبته، المطاع في ظهوره، لولم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلک اليوم، حتي يخرج فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً کما ملئت جوراً وظلماً، وأما متي يقوم فإخبار عن الوقت. لقد حدثني أبي عن آبائه عن رسول الله صلي الله عليه وآله قال: مثله کمثل الساعة لا تأتيکم إلا بغتة) [1] .
پاورقي
[1] کمال الدين ج2 ص372، إعلام الوري ص318، منتخب الأثر ص221، المهدي من المهد إلي الظهور ص84، ديوان دعبل الخزاعي الدجيلي ص143، حوارات حول المنقذ ص49، مجموعتي ج2 ص343.