فمن هو أولي بالنقد؟
الشيعة الذين يعتقدون بدلالات أحاديث الرسول صلي الله عليه وآله وسلم؟
أو السلفية والوهابية التي تعتمد علي مؤرّخي اليهود والنصاري والمجوس، وتتّهم الشيعة علي أساس منقولات أُولئک؟
ولا بُدّ من أنْ يعرف المسلم المنصف: أنّ الذين يسعون في نسبة عقيدة المهدي المنتظر، إلي اليهود تارة، وإلي النصاري أُخري، وإلي المجوس ثالثة، إنّما هم الذين يريدون أن يشکّکوا في صدق أخبار النبي محمّد صلي الله عليه وآله وسلم بمجي ء المهدي، في إطار تشکيکهم بأصل نبوّة النبي وعلمه بأخبار المستقبل، وإنّما هم يتّخذون من الهجوم علي الشيعة وعقيدتهم بالمهدي وسيلة إلي ذلک التشکيک وطريقاً للتعبير عنه.
وهذا ليس غريباً علي هؤلاء، إذ کان أسلافهم من المشرکين في أرض الحجاز، قد نَسبوا ما جاء به النبي صلي الله عليه وآله وسلم من الوحي المبين، إلي الأديان الأُولي، فقالوا في القرآن: «أساطير الأوّلين اکتتبها، فهي تُملي عليه بکرةً وأصيلاً». [1] .
وقالوا عن الرسول صلي الله عليه وآله وسلم: «... إنّما يعلّمه بشر». [2] .
ولقد ردّ اللَّه تعالي عليهم تلک المفتريات، والنسب الباطلة بقوله لرسوله الکريم: «أُنظر کيف ضربوا لک الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلاً» في الموضع الأوّل.
وقال تعالي: «لسان الذي يلحدون إليه أعجميٌّ، وهذا لسان عربيّ مُبين» في الموضع الثاني.
ونحن نقول لهؤلاء الذين هم کالأنعام بل هم أضلّ: إنّ ما تنسبون إليه أمر المهديّ المنتظر - من تاريخ اليهود والنصاري والمجوس - إنّما جاءت إلي
[ صفحه 67]
المسلمين عن الرسول صلي الله عليه وآله وسلم من طريق موثوقة، وبلسان عربيّ مبين، وما تلحدون إليها من اللغات إنّما هي أعجميّة مترجمة.
فکيف تدّعون الإسلام، والإيمان بسنّة النبي محمّد صلي الله عليه وآله وسلم وأنتم تضعون أقدامکم مواضع أسلافکم المشرکين، وتعملون عملهم في الإلحاد في کلام الرسول، وما جاء به؟
وکذلک تتّبعون مقالات المستشرقين من اليهود والنصاري والمجوس وأذنابهم، من أمثال جولد زيهر، وفان فلوتن، وأحمد أمين المصري، تکرّرونها، وتتبَجّحون بها، وتعتبرونها علماً، وحجّة ضدّ ما ثبت من طرق السنة الصحيحة الثابتة والمنقولة عن نبيّ الإسلام وأئمّته الکرام وعلمائه الأعلام.
فانظروا: أيّ الفريقين أحقّ بالأمن، والإيمان، في الدنيا والآخرة؟!
پاورقي
[1] سورة الفرقان: 5.
[2] سورة النحل: من 103.