اهمية الکتاب
الکتاب هو عبارة عن دفع أهمّ الشبهات التي کانت واردة آنذاک علي موضوع الإِمام المنتظر عجّل الله فرجه، وهذه الشبه ردّها الشيخ المفيد بأحلي ردّ واوجزه، ففي هذه الرسالة الوجيزة حجمها تري فيها من المعلومات ما لا تجدها في غيره.
فالشيخ المفيد عالج هذه الشُبه بعلاج جذري وناقشها من جميع الجهات، بحيث لم يبق في قلب أحدٍ شک ولا شبهة.
وعند النظر في هذا الکتاب وقياسه بذاک الزمان والمکان اللذان کان فيهما الشيخ المفيد، تتضح اهمّية الکتاب ومدي فائدته.
فالشيخ المفيد تعرض في فصله الاول لردّ کون استتار ولادة المهدي خارجة عن العرف، وفي الثاني لردّ مَن تمسّک بانکار جعفر عمّ الإِمام، وفي الثالث لردّ من تمسک بوصيّة الإِمام العسکري لأمّه دون ولده، وفي الرابع لردّ من تمسّک بعدم الداعي لاخفاء الإِمام العسکري ولده، وفي الخامس لردّ من ادعي انه مستتر لم يره احد منذ ولد، وفي السادس لردّ من ادعي نقض العادة بطول عمره عجّل الله فرجه، وفي السابع لردّ مَن تمسّک بانه إذا لم يظهر لا فائدة في وجوده،
[ صفحه 30]
وفي الثامن لردّ مَن تمسّک بأنّا في غيبة صاحبنا ساوينا السبائية والکيسانيّة و…، وفي التاسع لردّ من ادّعي تناقض غيبة الإِمام مع ايجاب الإِمامة وأنّ فيها مصلحة للانام، وفي العاشر لردّ مَن تمسّک بان الخلق کيف يعرفه إذا ظهر والمعجزة مخصوص بالأَنبياء.
فتعرض الشيخ المفيد لردّ کلّ هذه الشبهات، واعتمد في ردّه علي: الآيات القرآنية، والحکم، والقصص الواردة عن الانبياء والحکماء، والأَمثلة التي يقبلها کلّ ضمير حيّ، ودراسة تاريخة کاملة لذاک الزمان وملوکه، واعتمد علي الأَدلّة العقلية، شأنه شأن الکتب الکلاميّة العميقة.
فيعدّ کتابه من الکتب الکلاميّة ذات البحث العميق والعبارة الدقيقة الصعبة، فالقارئ يحتاج إلي الوقوف علي عباراته واحدة بعد أُخري والتأمّل فيها ليصل إلي ما يقصده المؤلّف.