لماذا هذا الاهتمام بالمهدي
فلماذا کلّ هذا الإِهتمام بالمهدي الموعود؟ … ولماذا هذا التأکيد عليه؟
للجواب نشير إلي عدّة نقاط:
(أ) کلّ هذا الإِهتمام، للتعريف بالإِمام المهديّ لجميع الخلق، وأنه صاحب الحکم الإِلهيّ ودولة الحقّ الّتي وعد الله عباده بها، فيعتقد به مَن لم يدرکه بقلبه ويدعو له بالفرج، ويطيعه مَن يدرکه.
(ب) کلّ هذا، لأجل الذين يدرکون غيبته، لئلاّ يزيغوا ويضلّوا، لئلاّ يشکّوا في إمامهم ووجوده وظهوره، لتترکّز عقيدتهم بإمامهم اکثر، ليعدّوا أنفسهم لظهوره، ليرفعوا الموانع المانعة عن ظهوره.
(ج) کلّ هذا، لأجل معرفة الّذين يدرکون غيبته أهمّيّة قيام دولته ـ عجّل الله فرجه ـ الّتي بشّر بها الأنبياء والصديقون والأئمة (عليهم السلام) وتمنّوا لو أدرکوها.
(د) کلّ هذا، ليطمئنّ المؤمن بوجود رجعة في الدنيا قبل الآخرة، يؤخذ للمظلوم حقّه من الظالم، يعذّب المجرمون ويذوقوا عذاب الدنيا قبل الآخرة، ينعّم المحسنون والمتقون في الدنيا قبل الآخرة.
(هـ) کلّ هذا، ليعرف الخلق أن أولياء الله الصالحين ـ الّذين تجرّعوا غصص الظلم وأنواع العذاب ـ سيحکمون الأرض بالعدل، لأنّهم الوارثون... (إن الأرض يرثها عبادي الصالحون).
(و) کلّ هذا، ليعرف الناس عُظم مسألة المهديّ ودولته، وما يصيبه وشيعته في غيبته، فيحزنوا عليهم ويدعوا لهم بالفرج، فيکونوا قد شارکوهم فيما يجري عليهم من مصائب وآلام، ويشترکوا معهم بالأجر والثواب.
[ صفحه 9]
(ز) وأخيراً لا آخراً، کلّ هذا، ليعرف الخلق بأجمعه: أنّ للحقّ دولة، ترفع فيها کلمة الله، وکلمة الله هي العليا.