بازگشت

بطلان دعوي الامامية في الغيبة بما به اعتصموا في انکار قول ال


الکلام [1] في الفصل الثامن

فامّا قول المخالفين: إنّا قد ساوينا بمذهبنا في غيبة صاحبنا (عليه السلام) السبائية [2] في قولهم: إنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) لم يقتل وأنّه حيّ موجود، وقول الکيسانية: في محمّد بن الحنفية، ومذهب الناووسية: في أنّ الصادق جعفر بن محمّد (عليه السلام) لم يمت، وقول الممطورة: في موسي بن جعفر (عليه السلام) أنّه لم يمت [3] وأنّه حيّ إلي أن يخرج بالسيف، وقول أوائل الإِسماعيلية وأسلافها: أنّ إسماعيل بن جعفر هو المنتظر وأنّه حيّ لم



[ صفحه 110]



يمت، وقول بعضهم [4] : مثل ذلک في محمّد بن إسماعيل [5] ، وقول الزيدية: مثل ذلک [6] فيمن قتل من أئمّتها حتّي قالوه في يحيي بن عمر [7] المقتول بشاهي [8] .

وإذا کانت [9] هذه الأقاويل باطلة عند الإِماميّة، وقولها في غيبة



[ صفحه 111]



صاحبها نظيرها، فقد بطلت أيضاً ووضح فسادها.

فصل:

فإنّا نقول: إنّ هذا توهّمٍ من الخصوم لو تيقظوا [10] لفساد ما اعتمدوه في حجاجٍ أهل الحقّ وظنّوه نظيراً لمقالهم: وذلک أنّ قتل من سمّوه قد کان محسوساً مدرکاً بالعيان، وشهد [11] به أئمّة قاموا [12] بعدهم ثبتت إمامتهم بالشيء الذي به ثبتت [13] إمامة من تقدّمهم، والانکار للمحسوسات باطلٌ عند کافّة العقلاء، وشهادة الأئمّة المعصومين بصحّة موت الماضين منهم مزيلة لکلّ ريبة، فبطلت الشبهة فيه ما بيّناه.

وليس کذلک قول الإِماميّة في دعوي وجود صاحبهم (عليه السلام)، لأنّ دعوي وجود صاحبهم (عليه السلام) لا تتضمن دفع المشاهَد، ولا له إنکار المحسوس [14] ، ولا قام بعد الثاني عشر من أئمّة الهدي (عليهم السلام) إمامٌ عدلٌ معصومٌ يشهد بفساد دعوي الإِماميّة أو وجود إمامها وغيبته.

فأيّ نسبة بين الأمرين، لو لا التحريف في الکلام، والعمل علي اوّل خاطر يخطر للإِنسان من غير فکرٍ [15] فيه ولا إثبات.



[ صفحه 112]



فصل:

ونحن فلم [16] ننکر غيبة من سمّاه الخصوم لتطاول زمانها، فيکون ذلک حجّةً علينا في تطاول مدّة غيبة صاحبنا، وإنّما أنکرناها بما ذکرناه من المعرفة واليقين بقتل من قتل منهم وموت مَن مات من جملتهم، وحصول العلم بذلک من جهة الإِدراک بالحواسّ.

ولأن في جملة مَن ذکروه من لم يثبت له إمامة من الجهات التي تثبت لمستحقّها علي حال، فلا يضرّ لذلک دعوي مَن ادّعي له الغيبة والاستتار.

ومَن تأمّل ما ذکرناه عرف الحقّ منه، ووضح له الفرق بيننا وبين الضالّة من المنتسبين إلي الإِماميّة والزيدية ولم [17] يَخْفَ الفصلُ بين مذهبنا في صاحبنا (عليه السلام) ومذاهبهم الفاسدة بما قدّمناه، والمنّة لله.



[ صفحه 113]




پاورقي

[1] ع. ل. س: القول.

[2] ل: الکيانية.

والسبائية: فرقة قالت: إنّ عليّاً لم يقتل ولم يمت، ولا يقتل ولا يموت، حتّي يسوق العرب بعصاه ويملأ الأرض عدلاً وقسطاً کما ملئت ظلماً وجوراً، وهي أوّل فرقة قالت في الاسلام بالوقف بعد النبيّ من هذه الأُمّة، وأوّل مَن قال منها بالغلوّ، وإنّما سمّوا بالسبائية نسبة لعبدالله بن سبأ.

فرق الشيعة: 22.

[3] من قوله: وقول الممطورة إلي هنا لم يرد في ر. ل. ط.

[4] فرقة زعمت أنّ الإِمام بعد الصادق (عليه السلام) محمّد بن اسماعيل بن جعفر، وقالوا: إنّ الأمر کان لاسماعيل في حياة أبيه، فلمّا توفي قبل أبيه جعل جعفر بن محمّد الأمر لمحمّد بن اسماعيل، وأصحاب هذا القول يسمّون المبارکية لرئيس لهم يسمّي المبارک مولي إسماعيل بن جعفر.

فرق الشيعة: 80.

[5] محمّد بن اسماعيل بن جعفر بن محمّد، وهو الّذي سعي بعمّه موسي الکاظم إلي هارون الرشيد، وقال له: يا أمير المؤمنين خليفتان في الأرض موسي بن جعفر بالمدينة يجيء له الخراج وأنت بالعراق يجيء إليک الخراج، فقال: والله؟ قال: والله، وکان الإِمام الکاظم يصل محمّد بن جعفر کثيرا، حتّي أن محمّداً لما فارق الإِمام من المدينة قال: يا عمّ اوصني، فقال: اوصيک أن تتقي الله في دمي.

تنقيح المقال 2: 82.

[6] ر: في مثل ذلک.

[7] يحيي بن عمر بن يحيي بن الحسين بن زيد بن عليّ بن الحسين السبط، ثائرٌ، خرج في ايام المتوکل العباسي سنة 235 واتجه ناحية خراسان بجماعة فردّه عبدالله بن طاهر إلي بغداد فضرب وحبس ثمّ أُطلق، فأقام مدّة في بغداد وتوجّه إلي الکوفة في أيام المستعين بالله، وقاربها وأخذ ما في بيت المال وفتح السجون وعسکر بالفلوجة، وقصده جيش فظفر عليه يحيي، وأقبل عليه جيش آخر جهّزه محمّد بن عبدالله بن طاهر، فاقتتلا بشاهي قرب الکوفة، فتفرق عسکر الطالبي وبقي في عدد قليل، وتقنطر به فرسه فقتل، وحمل رأسه إلي المستعين.

راجع: الأعلام 8: 160، وما ذکره من مصادر الترجمة.

[8] قال الحموي: موضع قرب القادسية فيما احسب.

معجم البلدان 3: 316.

[9] ع. ل. ر: کان.

[10] س. ط: تفطّنوا.

[11] ع. ل. س: وشهدوا.

[12] ل: فاتموا.

[13] ل. ر: تثبت.

[14] س: انکاراً بمحسوس.

[15] ع. ل. ر. س: من فکر، والمثبت من ط، وهو الأنسب.

[16] س. ط: لم.

[17] ع. ل. ر: لم، بدون واو.