بازگشت

ذکر الفصول علي ترتيبها و نظامها و شرحها و مواضع الشبهات فيها


الفصل الأوّل: القول فيما يدّعيه الإِمامية من وجود خلفٍ لأبي محمّد الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ الرضا وُلِدَ في حياته، مع خفاء ذلک علي أهله، واستتاره عن بني عمّه وأوليائهم وأعدائهم في وقته إلي هذه الغاية، لم يشرک الإِمامية في دعوي ذلک غيرهم من الناس.

الفصل الثاني: إنکار جعفر بن عليّ بن محمّد بن عليّ [1] ـ أخي الحسن بن عليّ ـ دعوي الإِمامية ولداً له، وحوزه ميراثه، والتظاهر بتکذيب من ادّعي لأخيه ولداً في حياته وبعد وفاته، ورفع خبر المدّعين ذلک إلي السلطان، حتّي بعثه [2] علي حبس جواريه [3] واستبراء حالهم [4] في الحمل، فلم يَظْهر لواحدة منهنّ



[ صفحه 46]



حملاً، وصار ذلک شبهة في إبطال دعوي ولد الحسن (عليه السلام).

الفصل الثالث: وصيّة الحسن المشهورة إلي والدته ـ المسمّاة بحديث [5] المکناة بأُمّ الحسن ـ في وقوفه وصدقاته، وامضائها [6] علي شروطها، ولم يذکر فيها ولداً له موجوداً [7] ولا منتظراً.

الفصل الرابع: ما الداعي إلي ستر ولادته، والسبب إلي خفاء أمره وغيبته؟ مع ظهور نسب آبائه وولادتهم ونشئهم [8] واشتهار وجودهم، وقد کانوا في ازمانٍ التقيّة فيها أشدّ من زمن الحسن بن عليّ بن محمّد، وخوفهم فيها من ملوک بني أُميّة ومن بعدهم أعظم، ولم يغِبْ أحدٌ منهم، ولا خفيَتْ ولادته ووجوده عن الناس.

الفصل الخامس: خروج دعوي الإِماميّة في غيبة الإِمام عن حکم العادة في استتاره عن



[ صفحه 47]



الخلق [9] طول المدّة التي يدّعونها لصاحبهم، وانسداد الطرق إلي الوصول إليه [10] ، وعدم معرفة [11] مکانٍ له علي حالٍ.

الفصل السادس: انتقاض العادة في دعوي طول عمره وبقائه منذ ولد علي قول الإِماميّة قبل وفاة أبيه بسنين، وکانت وفاته في سنة ستين ومائتين إلي وقتنا هذا وهو سنة عشرة وأربعمائة.

الفصل السابع: انّ غيبته متي صحّت علي الوجه الّذي تدّعيه الإِماميّة بطلت الحاجة إليه، إذ کان وجود منعها کعدمه [12] من العالم، ولا تظهر له دعوة، ولا تقوم له حجّة، ولا يُقيم حداً، ولا ينفذ حکماً، ولا يرشد، مسترشداً، ولا يأمر بمعروف، ولا ينهي عن منکر، ولا يهدي ضالاً، ولا يجاهد في الإِسلام.

الفصل الثامن: بطلان دعوي الإِماميّة



[ صفحه 48]



في الغيبة بما به اعتصموا في إنکار قول الممطورة [13] : إنّ موسي بن جعفر (عليهما السلام) حيّ موجود غائب منتظر، وبما شنّعوا [14] علي الکيسانية [15] .



[ صفحه 49]



والناووسية [16] والإسماعيلية [17] في دعواهم حياة ائمّتهم محمّد بن الحنفية [18] وجعفر بن محمّد



[ صفحه 50]



وإسماعيل بن جعفر [19] ، وتناقض [20] مقالهم في ذلک.

الفصل التاسع: اعتراف الإِماميّة بأنّ الله تعالي أباح للإِمام [21] الاستتار عن الخلق، وسوّغ له الغيبة عنهم بحيث لا يلقاه أحدٌ منهم فيعرفه بالمشاهدة لطفاً له في ذلک ولهم، وإقرارهم بأنّ الله سبحانه لا يبيح إلاّ ما هو صلاح ولا يسوّغ إلاّ ما هو في التدبير صواب ولا يفعل بعباده إلاّ ما بهم حاجة إليه ما دامت المحنة [22] والتکليف باقياً، وهذا ينقض قولهم في مشاهدته وأخذ معالم الدين فيه [23] مصلحة تامّة وأنّ بظهوره تمام المصالح والنظام والتدبير [24] .

الفصل العاشر: اضطرار الإِماميّة عند



[ صفحه 51]



قولهم بالغيبة في إثبات الأعلام بالمعجزات لإِمامهم عند ظهوره، إذ کان لا يعرف متي ظهر أحدٌ بشخصه، وإنّما يصل إلي معرفته بمعجزه الدالّ علي صدقه بصحّة [25] نسبه وثبوت إمامته ووجوب طاعته، وهذا إخراج الآيات [26] عن دلائلها، وإيجاب لظهورها علي غير من اختصّت به [27] من الإنبياء والرسل (عليهم السلام)، وفي ذلک إفساد أدلّة النبوّة وأعلام الرسالة، وذلک باطل باتفاق أهل الملل کلّها.



[ صفحه 53]




پاورقي

[1] خرج التوقيع علي عثمان العمري من الناحية المقدّسة جواب أسئلة سألها إسحاق بن يعقوب: …

وأمّا سبيل عمّي جعفر وولده سبيل أخوه يوسف (عليه السلام).

کمال الدين: 483 ـ 484.

وراجع البحار 50: 227 ـ 232 باب 6 أحول جعفر، و37: 8.

[2] ر. ع: يعنه.

[3] ر. ع: جواره.

[4] ط: حالهنّ.

[5] هي أُمّ الحسن حديث أو حديثة، وقيل: سوسن، وقيل سليل، وکانت من الصالحات المتقيات العارفات بهذا الأمر.

الاعيان 1: 40.

[6] ع: وأمضا بها.

[7] ل. ط: ولداً موجوداً.

[8] ل: وموتهم.

[9] ع. ل: في استتار الخلق، ر. س: في استتار الحقِّ، والمثبت من ط ونسخة بدل في س.

[10] أي: إلي صاحبهم.

[11] ل. ع. ط: وعدم خبر معرفة.

[12] س. ط: إذا کان وجوده ومعها کعدمه.

[13] هم: الواقفة الّذين وقفوا علي موسي بن جعفر (عليه السلام)، وهم فِرقٌ کثيرة:

فمنهم من قال: بأنّه حيّ لم يمت ولا يموت حتّي يملک شرق الأرض وغربها، ويملأها کلّها عدلاً کما ملئت جوراً، وأنّه القائم.

ومنهم من قال: إنّه القائم وقد مات، ولا تکون الإمامة لغيره حتّي يرجع، وزعموا أنّه قد رجع بعد موته إلاّ أنّه مختف في موضع من المواضع.

ومنهم من قال: إنّه القائم وقد مات ويرجع وقت قيامه.

وأنکر بعضهم قتله وقال: مات ورفعه الله إليه وانّه يردّه عند قيامه.

وإنّما لقبوا بالممطورة، لأن علي بن إسماعيل الميثمي ويونس بن عبد الرحمن ناظرا بعض الواقفية فقال عليّ بن إسماعيل ـ وقد اشتدّ الکلام بينهم ـ: ما أنتم إلاّ کلاب ممطورة، أراد: انتن من الجيف، لأنّ الکلب إذا أصابه المطر فهو انتن من الجيف.

فرق الشيعة: 90 ـ 92.

[14] ل. س. ط: شکوا.

[15] هم الّذين يعتقدون بإمامة محمّد بن الحنفية، وهم فرق متعدّدة:

فمنهم من قال بإمامة محمّد بن الحنفية بعد أمير المؤمنين (عليه السلام).

ومنهم من قال بإمامته بعد الحسن والحسين (عليهما السلام).

ومنهم من قال بأنه هو الإِمام المهدي، سمّاه به ابوه (عليه السلام) لم يمت ولا يموت، وليس لأحد أن يخالفه، وإنّما خرج الحسن والحسين بإذنه.

وإنّما سمّوا بالکيسانية، لأن محمّد بن الحنفية استعمل المختار علي العراقين، وأمر بالطلب بدم الحسين وثأره وقتل قاتليه، وسمّاه کيسان لکيسه.

فرق الشيعة: 41 ـ 45.

أقول: عند التأمّل في کتب التاريخ والتراجم نجزم بأنّ محمّد بن الحنفيّة لم يؤسّس هذه الفرقة، ولا له بهم صِلة، وإنّما هم نسبوا أنفسهم إليه، وانّه کان يعلم بإمامة ابن أخيه السجاد، ولم يدّع الإمامة لنفسه قط.

[16] هم فرقه قالوا: إنّ جعفر بن محمّد حيّ لم يمت ولا يموت، حتّي يظهر ويلي أمر الناس وإنّه هو المهدي، وزعموا أنّهم رووا عنه أنّه قال: ان رأيتم رأسي قد أهوي عليکم من جبل فلا تصدّقوه، فإنّي أنا صاحبکم.

وإنما سمّيت بالناووسة، لأن رئيساً لهم من أهل البصرة کان يقال له فلان بن فلان الناووس، وقيل: اسمه عجلان بن ناووس، وقيل: اسمه ناوس، وقيل نُسبوا إلي قرية ناوسا. فرق الشيعة: 78.

[17] فرقة قالوا: إنّ الإِمام بعد جعفر بن محمّد ابنه إسماعيل بن جعفر، وأنکرت موت إسماعيل في حياة أبيه، وقالوا: کان ذلک علي جهة التلبيس من أبيه علي الناس، لأنّه خاف عليه فغّيبه عنهم، وزعموا أنّ اسماعيل لا يموت حتّي يملک الأرض يقوم بأمر الناس، وأنّه هو القائم، وهذه الفرقة هي الإسماعيلية الخالصة. فرق الشيعة: 80.

أقول: منشأ اشتباه هذه الفرقة هو أنّ إسماعيل کان أکبر ولد أبيه الصادق، وکان رجلاً صالحاً، وکان أبوه شديد المحبّة له والبرّ به، وکان يظنّ قوم من الشيعة في حياة أبيه انّه القائم بعده.

ولّما مات اسماعيل في حياة أبيه بالعريض وحمل علي رقاب الرجال إلي المدينة، أمر الإِمام بوضع السرير علي الأرض قبل دفنه مراراً، وکان يکشف عن وجهه وينظر إليه، يريد بذلک تحقيق أمر وفاته عن الظانّين خلافته له من بعده وإزالة الشبهة عنه.

ومع کلّ هذه الإجرائات منه، نري تمسّک فرقة بإمامة اسماعيل بعد أبيه.

[18] هو: أبو القاسم محمّد الأکبر بن عليّ بن أبي الطالب، والحنفية لقب أُمّه خولة بنت جعفر، کان کثير العلم والورع شديد القوة، وحديث منازعته في الإمامة مع عليّ بن الحسين (عليه السلام) وإذعانه بإمامته بعد شهادة الحجر له مشهور، بل في بعضها: وقوعه علي قدمي السجاد بعد شهادة الحجر، ولم ينازعه بعد ذلک بوجه، توفّي سنة 80 هـ وقيل: 81 هـ. الطبقات الکبري 5: 91، وفيات الأعيان 4: 169، تنقيح المقال 3: 115.

[19] اسماعيل بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب الهاشمي المدني، رجل صالح، مات في حياة أبيه بالعريض، وحمل علي رقاب الرجال إلي المدينة حتّي دفن بالبقيع، وحزن عليه الصادق حزناً عظيماً، وتقدّم سريره بغير حذاء ولا رداء.

تنقيح المقال 1: 131 ـ 132، وفيه بحث کامل حول ما تصوّره البعض من ورود الذمّ لإسماعيل.

[20] ع: ويناقض.

[21] ع. ل: الإِمام.

[22] ر: المحبّة.

[23] ط: عنه.

[24] ع. ل. ر: والنظام التدبير.

[25] ر: لصحّة.

[26] ع: للآيات.

[27] ط: والحاد لظهورها علي غير من اختصّت به.