بازگشت

المسائل العشر


بسم الله الرحمن الرحيم [1] .

الحمد لله الّذي ضمِن النصر لمن نصره، وأيّد بسلطان الحقّ مَن عرف سبيله فأبصره، وسلب التوفيق عمّن [2] ألحد فيه وأنکره.

وإليه الرغبة في إدامة النعمة، وبه نعوذ من العذاب والنقمة.

وصلواته علي سيّدنا محمّد وآله الأئمّة المهديّة، وسلّم کثيراً.

وبعد، فإنّي قد خلّدتُ [3] من الکلام في وجوب الإِمامة، واختصاص مستحقّيها [4] (عليهم السلام) بالعصمة، وتمييزهم من رعاياهم بالکمال والفضل بمحاسن [5] الأفعال والأعلام الدالة علي الصدق منهم في الدعوي إلي ما دعوا إليه من الاعتقادات والأعمال، والنصوص الثابتة عليهم من الله تعالي، بجليّ المقال.



[ صفحه 42]



وأوضحتُ عن فساد مذاهب المخالفين في ذلک والذاهبين بالجهل والضلال، بما قد ظهر في الخاصّ من الناس والعامّ، واشتهرت بين الجمهور من الأنام.

وبيّنتُ عن أسباب ظهور دعوة الناطقين منهم إلي الدين، وصمتِ المتّقين عن ذلک، لضرورتهم إليه بظلم الجبارين، والاشفاق علي مهجهم [6] [من] المبيحين لدمائهم، المعتدين بخلافٍ قِتْلَهَ [7] النبيّين والمرسلين فيما استحلّوه من ذلک. بما ضمّه الفرقان والقرآن [8] المبين، فيما ثبت في غيبة خاتم الأئمّة المهديّين عليهم أفضل السلام والتسليم، واستتاره من دولة الظالمين، ما دلّ علي ايجابه إلي ذلک وضرورته إليه. مثمّر العلم به واليقين.

وتجدّد بعد الّذي سطرته في هذه الأبواب، وشرحتُ معانيه علي وجه السؤال فيه والجواب [9] ، وشواهد الحقّ فيه بحجّة العقل والسنّة والکتاب، رغبةٌ مّمن أُجب له حقّاً، وأُعظم له محلاً وقدراً، وأعتقد في قضاء حقّه [10] و وفاق مشربه [11] لازماً وفرضاً، في إثبات نکت من فصول خطرَتْ بباله في مواضع ذکرها، يختصّ القول فيها بإمامة صاحب الزمان عليه وعلي آبائه أفضل السلام، وآثر أن يکون القول فيها علي ترتيب عيّنه وميّزه من جملة ما في بابه وبيّنه.

فاستخرتُ الله تعالي في رسم ما ذکره من الفصول، والقول فيها بما تعم معرفته ذوي العقول، ولا يحتاج معه إلي فکرٍ [12] يمتدّ زمانه ويطول، ويستغني به



[ صفحه 43]



عن الرجوع إلي العُمد [13] الّتي أودعتها کتبي السالفة في ذلک ومهذّبه [14] فيها من الأُصول، وبالله أستعين.



[ صفحه 45]




پاورقي

[1] ر. ع. س: ربّ يسّر.

[2] ع. ل: مَن.

[3] ر. ع: جلدت، ل: حللت.

[4] ر. ع: مستحقّها.

[5] ر. ع. س: محاسن.

[6] ر. ع. ل. ط: إلي منهجهم.

[7] ع. س: لخلاف قتله، ل. ط: لخلاف قتلهم، ر: بخلاف قتلهم.

[8] ع. ل. ط: الفرقان القرآن.

[9] ر. ع: وجه السؤال فيه والسؤال والجواب.

[10] ر. ل. س. ط: فصاحته.

[11] ر. ع. س: مسرّته.

[12] ل: ذکر.

[13] راجع ما کتبناه في المقدّمة من مؤلفات المفيد مستقلاً وضمناً عن الإِمام الحجّة (عليه السلام).

[14] س. ط: ومهّدته.