بازگشت

من ناحية الدلالة


ويشتمل علي:(عبارات الحديث المختلفة والجمع بينها)

وينبغي لنا أن نَذکر کافة العبارات التِّي صدرت عنهم عليهم السلام في هذا المجال کي نفهم المراد الصحيح من کلامهم بالجمع بينها فنقول:

ألف: أمّا بالنسبة إلي الشيء الذي هو صعبٌ مستصعب:

وردت العبارات التالية:

(قال رسول الله صلي الله عليه وآله إنَّ حديثَ آل محمد صعب مستصعب) وعن الأئمَّة عليهم السلام(إنَّ أمرَنا..) (إنَّ حديثنا...) (إنَّ علم العالم...) (إنَّ کلامي...)

ب:الأوصاف المختلفة:

وأيضاً بالنسبة إلي أوصاف ذلک الأمر فقد وردت بِصُوَرٍ مختلفةٍ:

أهمُّها:

(عن أبي جعفر عليه السلام قال إنَّ حديثنا صعبٌ أجردٌ ذکوانٌ وَعِرٌ شريفٌ کريمٌ) (..عن الاصبغ بن نباته عن أمير المؤمنين عليه السلام قال سمعته يقول إنَّ حديثنا صعبٌ مستصعبٌ خَشِن مخشوشن)

وفي حديث أبي جعفر عليه السلام يخاطب جابر بن يزيد:

(يا جابر حديثنا صعب مستصعب أمرد ذکوان وعِر أَجرد)

وأيضاً في حديث أبي الجارود عن الإمام الباقر عليه السلام:

(سمعته يقول ان حديث آل محمد صعب مستصعب ثقيل مقنع اجرد ذکوان..)

وفي حديثٍ آخر قال الراوي:

(قلت فسر لي جعلت فداک قال ذکوان ذکيٌ أبداً قلت أجرد قال طريٌ أبَداً قلت مقنَّع قال مستور)

وفي خصوص الکلمة الأخيرة ورد حديث في الکافي:

(عن محمد بن يحيي عن احمد بن محمد بن عيسي عن علي بن الحکم عن خالد بن نجيح عن أبي عبد الله عليه السلام قال إنَّ أمرَنا مستور مُقَنَّعٌ بالميثاق فمن هتک علينا أذلَّه الله)

ويمکن تقسيم هذه الصفات إلي قسمين رئيسيين:

ألف: صعبٌ مستصعبٌ وعِر خَشِن مخشوشن. ثقيل.

ب: اجرد ذکوان ذکيٌ قال(طري أبداً)

ج: مقنَّع قال مستور.

د: لا يعرفه إلاّ؟

ومن هو الذِّي يَعرِفُ أمرَهم و يُقرُّ به و يُؤمنُ به ويَعيه ويَصبر عليه ويعمل به ويحتمله ويعقله علي حسب الروايات؟؟

الأحاديث في هذا المجال تؤَّکِّد علي أنَّهم ثلاثة وهم:

(مَلَکٌ مقرَّب أو نبيٌ مُرسَلٌ أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان)

ولکن هناک حديث أضاف إلي هذه الثلاثة أمراً رابعاً وهو مدينة حصينة. وفي بعضها مؤمن ممتحن وورد في بعضها إلاّ من کتب الله في قلبه الإيمان ووردت صُوَر أخري وهي:

(إلا صدور منيرة أو قلوب سليمة و أخلاق حسنه) (إلا صدور مشرقة وقلوب منيرة وأفئدة سليمة وأخلاق حسنة) (ولا تعي حديثَنا إلا صدور أمينة وأحلام رزينة) (لا يعي حديثنا إلا حصون حصينة أو صدور أمينة أو أحلام رزينة) (لا يعمل به ولا يصبر عليه إلا ممتحن قلبه للإيمان)

وفي حديث عمرو بن اليسع عن شعيب الحداد بعد ما نقل ذکر الصادق عليه السلام الصفات الثلاثة وأضاف(أو مدينه حصينة) قال عمرو فقلت لشعيب يا أبا الحسن(وأي شئ المدينة الحصينة قال فقال سالت الصادق عليه السلام عنها فقال لي القلب المجتمع)

أقول:

و من خلال الأحاديث السابقة نستنتج النتائج التالية:

1- إن المعرفة و العمل متلازمتان لا تنفکان أبدا.

2- إن هناک تسلسل طولي بين کل من الأمرين:

الف: الإيمان و المعرفة و الوعي و التعقل.

ب: الاحتمال(أي التحمُّل) والعمل والصبر علي ذلک.

فلا يمکن للإنسان أن يحتمل الصعب المستصعب إلا بعد أن أذعن به وتعرَّف عليه حق المعرفة.

3- إن أمرهم عليهم السلام هو شئ مجرد صافٍ نوراني خارج عن عالم الکثرة و المادة(ذکوان أجرد) وبطبيعته يکون(مقنعا) أي مستوراً.

4- إن الأمور النورانية مهما کثرت فهي واحدة لتجرُّدها و بساطتها.. فلا تناقض و لا تخالف بين(الحديث والکلام والأمر) مادام کلها تنطلق من ذلک النور بل في الواقع کلُّها ترجع إلي شيءٍ واحد وهو الأمر

وهناک نتيجة خامسة وهي: