بازگشت

افضل الجهاد


ما هو الأمر المتوقع من المجاهد في سبيل الله حين الجهاد؟ وما قيمة المجاهد لولا النيّةُ الصادقة التي تنصبُّ في سبيل الله؟

هذا الأمر بنفسه بل أعلي مستوي منه متوفِّر في المنتظر الحقيقي الذي يتمنَّي في کلِّ صباحٍ ومساءٍ أن يعيش في ظلِّ ذلک المعشوق روحي لتراب مقدمه الفداء ولسان حاله(..فأخرجني من قبري مؤتزراً کفني شاهراً سيفي مجرداً قناتي ملبياً دعوةَ الداعي في الحاضرِ و البادي..) [1] وهو بقربه إلي الله وشهوده مقام ربِّه صار کالمتشحِّط بدمه في سبيل الله شهيداً في سبيل الله،وليس للشهيد خصوصيةٌ کمصداق بل الخصوصية والقيمة لمفهوم الشهادة التي تعني الوصول إلي الله و شهود وجه المحبوب، والمنتظِر يؤدِّي نفس الدور حيث يشاهد وجهَ ربه و هو في نفس الوقت يعايش الناس،وهذه الحالة هي التي تحقِّق فيه الصفاتِ الحسنة التي ذکرت في الأحاديث الشريفة علي ما سيأتي عند بيان أخلاق المُنتظِر.

والحديث التالي قد بيَّن السر الذي رفع مستوي الانتظار إلي هذه الدرجة:

(عن أبي حمزة الثمالي عن أبي خالد الکابلي عن علي بن الحسين عليه السلام قال تمتد الغيبة بولي الله الثاني عشر من أوصياء رسول الله صلي الله عليه وآله وسلَّم و الأئمة بعده يا أبا خالد إنَّ أهل زمان غيبته القائلون بإمامته المنتظرون لظهوره افضل أهل کل زمان لان الله تعالي ذکره أعطاهم من العقول و الإفهام و المعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزله المشاهدة وجعلهم في ذلک الزمان بمنزله المجاهدين بين يدي رسول الله صلي الله عليه وآله و سلَّم بالسيف أولئک المخلصون حقا و شيعتنا صدقا و الدعاة إلي دين الله سرا و جهرا و قال: انتظار الفرج من اعظم الفرج) [2] .

وماذا بعد الفرج؟ إلا کشف الکربة عن وجه المؤمن برؤية الواقع و الأمر حينما تتحقق تلک الدولة العظيمة التي تملأ الأرض قسطاً وعدلاً کما مُلِئت ظلماً وجَوراً؟


پاورقي

[1] بحار الأنوار ج 53 ص 96 رواية 111 باب 29.

[2] بحار الأنوار ج 52 ص 122 رواية 4 باب 22.