بازگشت

الرجاء بالله


إنَّ من أهم نتائج انتظار الفرج تنميةَ روحيةِ الرجاء بالله في الإنسان المؤمن حيث يُشاهد أمامَه مجالاً وسيعاً من الفضل والکرم والخير الإلهي الذي سوف تظهر مصداقيَّتُها في تلک الدولة العظيمة المبارکة وهي دولة المهدي المنتظر صلوات الله وسلامه عليه، تلک الدولة الکريمة التِّي يعزُّ الله بها الإسلام وأهلَه ويذلُّ بها النفاق وأهلَه، ومن الطبيعي لمن يمتلک هذه الرؤية أن يحتقر العالم الذي يعيشه بما فيه من المُغريات الخلاّبة الدنيوية والتسويلات الشيطانية، وهذا الأمر(أعني تحقير المظاهر الدنيويَّة) هو أوَّل خطوة يخطوها السالک إلي الله وهي(التخلية) التِّي تستتبعها(التحلية) ومثل هذا الإنسان المؤمن قد وصل بالفعل إلي مُستوي من العرفان والعبودية بحيث يکون لسان مقالِه حالِه وعملِه هو(صلِّ علي محمدٍ و آل محمد وأثبتْ رجائک في قلبي و اقطعْ رجائي عمَّن سواک حتي لا أرجو إلا إيّاک..) [1] .

ثمَّ يترقَّي في العبوديَّة فيقول:(بسم الله الذي لا أرجو إلاّ فَضله) [2] (يا من أرجوه لکل خير) [3] .

هذه الروحية إن ترکَّزت في الإنسان المؤمن فسوف تُعمِّق جذورَها فتقمع جميعَ الأشواک والموانع الصادَّة،لتنشرَ فروعَها الطيِّبة وثمارَها الجنيَّة في السماء حتَّي تؤتي أکلَها کلَّ حينٍ بإذنِ ربِّها. فکيف لا يکون الانتظار أفضلَ الأعمال بل أفضل العبادات؟! وهو الذي يُخيِّم علي جميع الأعمال ويُلقي الضوء عليها.


پاورقي

[1] بحار الأنوار ج 86 ص 216 رواية 30 باب 44.

[2] بحار الأنوار ج 90 ص 164 رواية 15 باب 9.

[3] بحار الأنوار ج 47 ص 36 رواية 35 باب 4.