معني الانتظار في اللغة و الاصطلاح
المعني اللغوي: کلمة الانتظار قد أُشتقت من(نظر) قال صاحب المفردات:(نظر: النظر تقليب البصر والبصيرة لإدراک الشيء ورؤيته وقد يراد به التأمل والفحص وقد يراد به المعرفة الحاصلة بعد الفحص.....والنظر الانتظار يقال نظرته وانتظرته وأنظرته)
وهناک کلمتان في اللغة معناهما متقاربان مع هذه الکلمة وقد استعملتا في القرآن الکريم أيضاً وهما:
1-رصد : الرصد الاستعداد للترقب يقال رصد له وترصد وأرصدته له. قال عز وجل:(وإرصاداً لمن حاربَ اللهَ ورسولَه مِن قَبلُ). [1] .
قال في النهاية: يقال رصدته إذا قعدت له علي طريقه تترقبه و ارصدت له العقوبة إذا أعددتها و حقيقته جعلتها علي طريقه کالمترقبة له. (نقلاً عن الأمالي بإسناده.. قال أمير المؤمنين عليه السلام لأصحابه يوما و هو يعظهم ترصَّدوا مواعيد الآجال و باشروها بمحاسن الأعمال.) [2] .
و قال عليٌّ في نهج البلاغة(اعلموا عباد الله إن عليکم رصَداً من أنفسکم و عيوناً من جوارحکم و حفاظ صدق يحفظون أعمالکم و عدد أنفاسکم لا تسترکم منهم ظلمه ليل داج) [3] .
2-رقب: قال تعالي والرقيب الحافظ وذلک إما لمراعاته رقبة المحفوظ وإما لرفعه رقبته قال تعالي:
(وارتقبوا إني معکم رقيب) [4] .
وقد وردت أحاديث استعملت فيها هذه الکلمة بمعني الانتظار.
منها: ما ورد في نهج البلاغة عن عليٍّ عليه السلام قال:
(و من ارتقب الموت سارع في الخيرات) [5] .
منها: في کتابه عليه السلام لمحمَّد بن أبي بکر
(ارتقب وقت الصلاة فصلها لوقتها ولا تعجل بها قبله لفراغ ولا تؤخرها عنه لشغل...) [6] .
ثمَّ إنَّ الراغب الإصفهاني عند بيان مادة(صبر) قال: ويعبر عن الانتظار بالصبر لما کان حق الانتظار أن لا ينفک عن الصبر بل هو نوع من الصبر قال(فاصبر لحکم ربک) [7] أي انتظر حکمه لک علي الکافرين.
أقول:إنَّ هذا الإستعمال هو استعمال مجازي من باب إستعمال اللازم وإرادة الملزوم وهو شائع في کلام العرب.
المعني الإصطلاحي للانتظار: ويعني به خصوص انتظار فرج الله الذي هو فرج حجة الله الإمام الثاني عشر المهدي المنتظر عجل الله تعالي فرجه الشريف الذي به يکشف الله الغم، ومن هذا المنطلق تُبِعت الکلمة بکلمة الفَرَج الذي هو الانکشاف، وهذا المعني للکلمة هو المقصود منه في أحاديثنا الشريفة و تشير إليه بعض الآيات القرآنية أيضاً علي ما سيأتي.
پاورقي
[1] التوبة 107.
[2] بحار الأنوار ج 77 ص 373 رواية 35باب 14.
[3] بحار الأنوار ج 5 ص 322 رواية 3 باب 17.
[4] هود 93.
[5] بحار الأنوار ج 68 ص 347 رواية 17 باب 27.
[6] بحار الأنوار ج 83 ص 14 رواية 25 باب 6.
[7] الإنسان 24.