بازگشت

المعجزات و الکرامات


کلُّ ما ذکرنا من خصوصيّات حکومة الإمام المهدي روحي لتراب مقدمه الفداء يکمن في أمرٍ واحد وهو أنَّه مؤيَّد من قبل الله بالمعجزات والکرامات فدولته دولة الباطن لا الظاهر ولهذا نشاهد أنَّ لحجر موسي علي نبيِّنا وآله وعليه السلام دورٌ مهمٌّ في طعام وشراب أصحاب الإمام المهدي عجَّل الله تعالي فرجه الشريف ففي الحديث المنقول من الخرائج

(روي عن أبي سعيد الخراساني عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام قال: إذا قام القائم بمکَّة و أراد أن يتوجه إلي الکوفة نادي مناديه ألا لا يحمل أحدٌ منکم طعاماً ولا شراباً ويحمل حجر موسي الذي انبجست منه اثنتي عشرة عينا فلا ينزل منزلا إلا نصبه فانبجست منه العيون فمن کان جائعا شبع ومن کان ظمآن روي فيکون زادهم حتي ينزلوا النجف من ظاهر الکوفة فإذا نزلوا ظاهرها انبعث منه الماء واللبن دائماً فمن کان جائعا شبعا ومن کان عطشانا روي) [1] .

نشاهد في الحديث نقاط عظيمة تجعلنا نتيقَّن بما تحدَّثنا عنه من أنَّ مواصفات دولة الإمام المهدي هي نفس جنَّة آدم عليه السلام ونفس الحالة التِّي کان يعيشها بنو إسرائيل قبل هبوطهم مصراً وذلک:

لأنَّهم لا يحملون معهم طعاماً ولا شراباً فماذا يأکلون إذاً؟ إنَّ الحجَّة عليه السلام يحمل حجر موسي ذلک الحجر الذي انبجست منه اثنتي عشرة عيناً کما صرَّح القرآن بذلک.

جاء في کلام الإمام عليه السلام فانبجست منه العيون فمن کان جائعا شبع ومن کان ظمآن روي فهل ذلک العين يروي الضمآن فکيف يُشبع الجائع؟! تأمّل في هذا الحديث ثمَّ قايس بينه وبين قوله تعالي:(إن لک ألاّ تجوع فيها ولا تعري وأنک لا تظمأ فيها ولا تضحي) [2] الوارد في شأن جنَّة نبيِّنا آدم عليه السلام وتأمَّل أيضاً في قوله تعالي(وإذ استسقي موسي لقومه فقلنا اضرب بعصاک الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا قد علم کل أناس مشربهم کلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين) [3] علماً بأنَّ هذه الآية وقعت في تلک الآيات التي تبيِّن حال بني إسرائيل قبل الهبوط وبعد الهبوط.

ثمَّ: إنَّه عليه السلام في قوله فإذا نزلوا ظاهرها انبعث منه الماء و اللبن دائما فمن کان جائعا شبعا و من کان عطشانا روي قد بيَّن صفة الجنَّة حيث أنَّ انبعاث الماء واللبن بنحو دائم ليس أمراً دنيوياً خشناً بل هو أمر معنوي لطيف.

والمستفاد من الحديث أنَّ هذا حال الإمام عليه السلام و أصحابه وهو في بداية ثورته المبارکة و قد قام عليه السلام بمکَّة و أراد أن يتوجَّه إلي الکوفة فکيف بعد استقرار حکومته و تمکينه الکامل علي الأرض کلِّه!!

ثم:إنَّ الحديث التالي يبيِّن لنا السند الذي يتَّکأ عليه الإمام عليه السلام في حکمه

(علي بن إبراهيم و احمد بن مهران جميعا عن محمد بن علي عن الحسن بن راشد عن يعقوب بن جعفر قال کنت عند أبي إبراهيم عليه السلام و أتاه رجل من أهل نجران اليمن من الرهبان و معه راهبة فاستاذن لهما الفضل بن سوار فقال له إذا کان غداً فات بهما عند بئر أم خير ….إلي أن قال.. و سأل الراهب عن أشياء لم يکن عند الراهب فيها شئ فاخبره بها ثم إنَّ الراهب قال أخبرني عن ثمانية أحرف نزلت فتبين في الأرض منها أربعة وبقي في الهواء منها أربعة علي من نزلت تلک الأربعة التي في الهواء ومن يفسرها قال: ذاک قائمنا ينزله الله عليه فيفسره وينزل عليه ما لم ينزل علي الصديقين والرسل والمهتدين..) (الکافي ج1 ص481 رواية5).


پاورقي

[1] بحار الأنوار ج 52 ص 335 رواية 67 باب 27.

[2] طه 118-119.

[3] البقرة 59.