بازگشت

نزول البرکات و التآلف بين الحيوانات


وفي هذا المجال وردت أحاديث کثيرة نذکر ثلاثةً منها فقد ورد في حديث(تعطي السماء قطرها والشجر ثمرها والأرض نباتها وتتزين لأهلها وتأمن الوحوش حتي ترتعي في طرق الأرض کأنعامهم) [1] و في حديث آخر(عن زيد بن وهب الجهني عن حسن بن علي بن أبي طالب عن أبيه صلوات الله عليهما قال يبعث الله رجلا في آخر الزمان..إلي أن قال.. تصطلح في ملکه السباع و تخرج الأرض نبتها و تنزل السماء برکتها و تظهر له الکنوز يملک ما بين الخافقين أربعين عاماً فطوبي لمن أدرک أيامه و سمع کلامه) [2] وقال أمير المؤمنين عليٍّ عليه السلام(ولو قد قام قائمنا لأنزلت السماء قطرها ولأخرجت الأرض نباتها و لذهبت الشحناء من قلوب العباد واصطلحت السباع و البهائم حتي تمشي المرأة بين العراق إلي الشام لا تضع قدميها إلاّ علي النبات و علي رأسها زبيلها لا يهيجها سبع و لا تخافه) [3] .

و أنت تلاحظ في هذه الأحاديث خاصَّة الأخير کيف يسود الأمن تلک الدولة المبارکة و أيضاً هناک ترابط وانسجام بين الجانب الروحي المعنوي في أصحابه عليه السلام حيث تذهب الشحناء من قلوبهم وبين الجانب المادي من نزول البرکات و شمولية الخيرات، فکلُّ المشاکل والآفات التِّي نعيشها نحن منشأها ومنبتها هو الدنيا لا غير قال عليٌّ عليه السلام في خطبته المعروفة في توصيف الدنيا(دار بالبلاء محفوفة وبالغدر معروفة لا تدوم أحوالها ولا يسلم نزالها أحوالٌ مختلفة وتاراتٌ متصرِّفة، العيشُ فيها مذمومٌ والأمان منها معدوم و إنَّما أهلُها فيها أغراض مستهدفة ترميهم بسهامها و تفنيهم بحمامها) [4] فمع التخلُّص من الدنيا و الرجوع إلي الجنَّة في الأرض نتخلَّص من جميع ألوان العاهات والآفات والخوف والوحشة.


پاورقي

[1] بحار الأنوار ج 53 ص 81 رواية 86 باب 29.

[2] بحار الأنوار ج 52 ص 280 الرواية6 باب 26.

[3] بحار الأنوار ج 52 ص 316 رواية 11 باب 27.

[4] بحار الأنوار ج 73 ص 82 رواية 45 باب 122.