بازگشت

ذهاب العاهة و تقوية القلوب


نقل الشيخ الصدوق في کتابه الخصال:

(عن ابن الوليد عن الصفار عن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة عن العباس بن عامر عن ربيع بن محمد عن الحسن بن ثوير بن أبي فاختة عن أبيه عن علي بن الحسين عليه السلام قال إذا قام قائمنا أذهب الله عز و جل عن شيعتنا العاهة و جعل قلوبهم کزبُر الحديد و جعل قوه الرجل منهم قوة أربعين رجلا و يکونون حکّام الأرض و سنامها) [1] .

و الملاحظ في هذا الحديث نفس ما کان في الأحاديث السابقة حيث نسب الإمام عليه السلام ذهاب العاهة إلي الله مباشرةً فقال أذهب الله عز و جل فهو أمرٌ إلهي غير خاضع للقوانين الطبيعيَّة ومن هنا اختصَّت بالشيعة فحسب عن شيعتنا وأمّا کلمة جَعَل الوارد في الحديث فالظاهر أنَّ المراد منه هو الجعل التکويني لا الجعل التشريعي، وبما أنَّهم وصلوا إلي هذا المرتبة السامية صاروا حکّاماً علي الأرض.

و مثل هذا الحديث هو ما ورد في شأن لوط عليه السلام عن

(ابن مسرور عن ابن عامر عن عمه عن ابن ابي عمير عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام ما کان يقول لوط عليه السلام(لو أنَّ لي بکم قوة أو آوي إلي رکنٍ شديدٍ) [2] إلاّ تمنِّياً لقوة القائم عليه السلام و لا ذَکَر إلا شدة أصحابه فإنَّ الرجل منهم يُعطي قوة أربعين رجلاً و أنَّ قلبَه لأشدَّ من زبر الحديد و لو مروا بجبال الحديد لقطعوها لا يکفون سيوفهم حتي يرضي الله عز و جل) [3] .

و قد مرَّ أنَّ أهل البيت عليهم السلام بما فيهم المهدي من ولد فاطمة عليهما السلام کانوا معروفين لدي کافة الأنبياء وکذلک دولته المبارکة کانت معروفة لديهم. و أمّا الذي يعطيهم هذه القوَّة فهو الله سبحانه بحيث لو مرُّوا بجبال الحديد لقطَّعوها ومن هنا نستنتج بأنَّ الأربعين المذکورة في الحديث إنَّما هي إشارة إلي القوَّة الخارقة للعادة فحسب فهي خارجة عن إطار الجسمانيّات بل هي قوَّة روحانيَّة ملکوتيَّة و ليس الکلام فيه مبالغة أصلاً.


پاورقي

[1] بحار الأنوار ج 52 ص 316 رواية 12 باب 27.

[2] هود 80.

[3] بحار الأنوار ج 52 ص 327 رواية 44 باب 27.