بازگشت

وصول الانسان إلي کماله المعنوي


وفي هذا المجال قد وردت أحاديث کثيرة نکتفي ببعضها ففي الکافي بإسناده عن(أبي جعفر الباقر عليه السلام قال إذا قام قائمُنا وضع يده علي رؤوس العباد فجمع بها عقولَهم و کمُلت بها أحلامُهم) [1] .

ولا يخفي أنَّ وضع اليد علي رؤوس العباد کناية عن النظر إليهم نظرة رحيمة بها تفيض النورانيَّة والمعنوية منه عليه السلام عليهم و ذلک بعد وصولهم إلي مستوي العبودية التي بها يتمکَّنون من قبول تلک الفيوضات الإلهيَّة، کما أنَّ اجتماع عقولهم يعني وصولهم إلي مرتبة رفيعة من الحذاقة و الحکمة بحيث يمکنهم تحمُّل ذلک الأمر کما سيأتي في بيان قولهم عليهم السلام أنَّ أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله إلاّ مَلَکٌ مقرَّب أو نبيٌ مُرسَلٌ أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان وفي بعضها أو مدينه حصينة وعندما يسأل الراوي عن المدينة الحصينة يجيبه الإمام الصادق عليه السلام بأنَّها القلب المجتمع

وهذه الصفة التي يتصف بها أصحاب الحجَّة عليه السلام ليست من الصفات التي يتمکَّن الإنسان و هو في عالم الطبيعة و سجن الدنيا أن يکتسبها بل هي صفةٌ نورانيَّة و حالةٌ معنويَّة لا يصل إليها إلاّ من هاجر عالم الطبيعة و انتقل إلي عالم المعني فرجع إلي الله تعالي، وهذا لا ينافي کونه علي وجه الأرض لأنَّ عالم المُلک لا يتحکَّم في مثل هذا الإنسان کمّا مرَّ تفصيله.


پاورقي

[1] الکافي ج1 ص 25 رواية 21.