بازگشت

النتيجة- دولة الإمام المهدي هي جنة آدم


من خلال ما بيَّنّا نستنتج الأمور التالية:

1-إن الله سبحانه إنّما خلق آدم عليه السلام و أمر الملائکة جميعاً أن يسجدوا له، فلأجل أن يخرجَ من صلبه نور محمَّدٍ وأهلِ بيته عليه وعليهم الصلاة السلام و لذلک ورد في الحديث القدسي لولاک لما خلقت الأفلاک.

2-إنَّ الله أسکن آدم و حواء جنته وهي في الأرض حيث کانت تخيم عليها النورانية والمعنوية، و أراد منهما أن يبقيا فيها فيأکلا منها حيث شاءا رغداً و لا يقربا الشجرة فيکونا من الظالمين.

3-إنَّ إبليس لأنَّه عصي أمر الله أطرده سبحانه من جوار رحمته فأخذ يوسوس في آدم و زوجته و أراد منهما أن يقربا تلک الشجرة فقربا فبدأت لهما سوآتهما و زالت عنهما تلک النورانية التي کانا فيها و ابتلي آدم وذريته بالحياة المادية الخشنة حيث هبط من الجنَّة، و هبوط الإنسان من الجنَّة لا يعني إلاّ زوال تلک النورانيَّة التي کان يمتلکها عندما کان يعيش بجوار ربِّه.

4-من أجل سدِّ الثغور التي حدثت جرّاء خروج آدم من الجنَّة شرع الله سبحانه التکاليف الکثيرة و الأحکام المتنوِّعة.

5-إنَّ الغاية المنشودة من إرسال الرسل و إنزال الکتب هي رجوع بني آدم مرَّةً أخري إلي جنَّته.

6-نجح موسي عليه السلام مرَّة أخري حيث أرجع بني إسرائيل إلي تلک الجنَّة فکانوا يتظللون بالغمام و تنزل عليهم المن والسلوي ولکنَّهم طمعوا في البقل و القثاء وغيرها من متاع الدنيا فاهبطوا مصراً و رجعوا فيما کانوا عليه من الظلمة.

7-استمرَّ الهبوط إلي أن بعث الرسول الأکرم صلي الله عليه و آله و سلَّم فتمکَّن صلوات الله عليه من إرجاع الناس إلي جنَّة آدم إلاّ أنَّ السقيفة أفشلت جميع ذلک فاستمرَّت حالة الهبوط إلي يومنا هذا.

8-إنَّ العيش في الدنيا کمتاع ليس هو إلاّ إلي حين و الحين إنّما هو مقطعٌ من الدهر داخلٌ فيه لا خارج عنه.

9-الدهر يتعلَّق بعالم ما قبل قيام القيامَّة ذلک العالم المشتمل علي الزمان والمکان الذين هما من عوارض الجسم و الجسماني.

10-إنَّ صلاحية الحاجات التِّي نفتقر إليها في حياتنا الدنيويَّة إنَّما هي إلي ذلک الحين فقط.

11-أنَّ أکثر المعاصي ناشئة من وساوس الشيطان فمع هلاکه لا يبتلي عامَّة الناس بالمعصية.

12-قوام الدنيا بالدناءة و الرذيلة والمعصية فمع قمع جذورها فلا دنيا و إن کانت هناک أرضٌ وسماءٌ.

13-إنَّ تواجد الإنسان بعد ذلک علي الأرض واستقراره عليها لا يعني أنَّه يعيش الحياة الدنيا.

14-الحلُّ الوحيد للرجوع إلي الله و العيش في جواره في ظل رحمته الواسعة هو ذکر الله و ذکر رحمته التي کان الإنسان يتنعَّم بها و الذکر هو الغاية النظرية لجميع العبادات.

15-إنَّ الذکر هو العامل الرئيسي للرغبة في ما افتقده الإنسان من النورانيَّة التي کان يعيشها في الجنَّة 15-إنَّ الله وعد آدم أن يردَّه إلي جنته کما قال علي عليه السلام: (ثم بسط الله سبحانه له في توبته و لقّاه کلمة رحمته ووعده المرد إلي جنته) [1] .

16-إنَّ إبليس لا يبقي حيّاً إلاّ إلي يوم الوقت المعلوم وحينئذٍ سوف يقتل.

17-إنَّ يوم الوقت المعلوم هو يوم ظهور الحجَّة عليه السلام.

وخلاصة القول أنَّ الله سوف لا بدَّ و أن يُحيي الأرض بعد موتها إحياءً بالمعني التام للکلمة، وفي الحديث(عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عز وجل اعلموا إنَّ الله يحيي الأرض بعد موتها يعنني بموتها کفرَ أهلِها و الکافرُ ميِّتٌ فيُحييها اللهُ بالقائم فيَعدلُ فيها فتحيي الأرض ويحيي أهلها بعد موتهم). [2] .

و قد وعد الله تعالي عباده بأنَّهم(لو استقاموا علي الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقاً) [3] وأيضاً قال(ولو انهم أقاموا التوراة والإنجيل وما انزل إليهم من ربهم لأکلوا من فوقهم و من تحت أرجلهم منهم أمة مقتصدة و کثير منهم ساء ما يعملون) [4] .


پاورقي

[1] بحار الأنوار ج 11 ص 122 رواية 56 باب 1.

[2] بحار الأنوار ج 24 ص 325 رواية 39 باب 67.

[3] الجن 16.

[4] المائدة 66.