بازگشت

الاجل المسمي


قال تعالي:(وما کان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا ولولا کلمة سبقت من ربک لقضي بينهم فيما فيه يختلفون ويقولون لولا أنزل عليه آية من ربه فقل إنما الغيب لله فانتظروا إني معکم من المنتظرين) [1] .

وهذه الآية تضاهي الآية 213 من سورة البقرة حيث قال تعالي:(کان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الکتاب بالحق ليحکم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم فهدي الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلي صراط مستقيم) [2] .

فهناک نوعان من الاختلاف:

1- من حيث المعاش وهو الذي يتعلق بعالم الدنيا وعالم الکثرة فالله قد رفع هذا الاختلاف من خلال الدين والشريعة.

2- الاختلاف في نفس الدين وما تضمنه الکتاب الإلهي من المعارف الحقَّة.. هذا يرجع إلي البغي بين علماء الأديان و لا ينبغي أن يحدث مثل هذا الإختلاف.

فبالنسبة إلي هذا النوع من الاختلاف يقول تعالي:

(وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم و لولا کلمة سبقت من ربک إلي اجل مسمي لقضي بينهم..) [3] .

والمفروض أن يحکم الله بينهم بإظهار الحق علي الباطل و هلاک المبطلين و إنجاء المحقين لکن الکلمة التِّي سبقت منه تعالي هي التِّي منعت من القضاء بينهم.

فما هي تلک الکلمة؟

والکلمة هي قوله تعالي:

لما أهبط الإنسان إلي الدنيا(ولکم في الأرض مستقر ومتاع إلي حين) (يحيي بن عبد الله بن الحسن عن الصادق عليه السلام في قوله تعالي و لقد سبقت کلمتنا لعبادنا المرسلين انهم لهم المنصورون قال نحن هم). [4] .


پاورقي

[1] يونس 20.

[2] البقرة 213.

[3] الشوري 14.

[4] بحار الأنوار ج 24 ص 182 رواية 18 باب 50.