الأحاديث في هذا المجال کثيرة وکلُّها تؤکِّد الآية المبارکة علي أنَّ ذلک اليوم هو قبل يوم القيامة واليوم هو يوم قيام قائم آل محمَّد الحجَّة بن الحسن المهدي عجَّل الله تعالي فرجه الشريف فهناک حديث صريح في ذلک نقلَّه المجلسي وکثير من العلماء(موسوعة المهدي)

(روي السيد علي بن عبد الحميد في کتاب الأنوار المضيئة بإسناده إلي احمد بن محمد الأيادي يرفعه إلي إسحاق بن عمار قال سألته عن إنظار الله تعالي إبليس وقتا معلوما ذکره في کتابه فقال فانک من المنظرين إلي يوم الوقت المعلوم قال الوقت المعلوم يوم قيام القائم فإذا بعثه الله کان في مسجد الکوفة وجاء إبليس حتي يجثو علي رکبتيه فيقول يا ويلاه من هذا اليوم فيأخذ بناصيته فيضرب عنقه فذلک يوم الوقت المعلوم منتهي اجله) (بحار الأنوار ج52 ص376 رواية178 باب27)

ونفس الحديث بتفصيل أوسع قد نقله وهب بن جميع مولي إسحاق:

(ومنه عن وهب بن جميع مولي إسحاق بن عمار قال سالت أبا عبد الله عليه السلام عن قول إبليس رب فأنظرني إلي يوم يبعثون قال فإنک من المنظرين إلي يوم الوقت المعلوم قال له وهب جعلت فداک أي يوم هو قال يا وهب أَ تحسب انه يوم يبعث الله فيه الناس إن الله أنظره إلي يوم يبعث فيه قائمنا فإذا بعث الله قائمنا کان في مسجد الکوفة وجاء إبليس حتي يجثو بين يديه علي رکبته فيقول يا ويله من هذا اليوم فيأخذ بناصية فيضرب عنقه فذلک يوم الوقت المعلوم) [1] .

نعم هناک أحاديث أخري تتحدَّث عن خصوص قاتل إبليس أنَّه رسول الله صلي الله عليه وآله أو أمير المؤمنين عليه السلام فراجع [2] .

والجدير بالذکر ما نقله العلامَّة المجلسي رحمه الله عن السيِّد بن طاووس رضوان الله تعالي عليه حول يوم الوقت المعلوم وهو حديثٌ طويل نذکر قسماً منه کشاهد لما نحن بصدد إثباته:

(قال السيد بن طاووس في سعد السعود رأيت في صحف إدريس علي نبينا وآله وعليه السلام في ذکر سؤال إبليس وجواب الله له قال رب فانظري إلي يوم يبعثون قال لا ولکنک من المنظرين إلي يوم الوقت المعلوم فإنَّه يوم قضيت و حتمت أن اطهر الأرض ذلک اليوم من الکفر و الشرک و المعاصي و انتخب لذلک الوقت عباداً لي امتحنت قلوبَهم للإيمان وحشوتها بالورع والإخلاص واليقين والتقوي والخشوع والصدق والحلم والصبر والوقار والزهد في الدنيا والرغبة فيما عندي يدينون بالحق وبه يعدلون أولئک أوليائي حقاً اخترت لهم نبيا مصطفي و أميناً مرتضي فجعلته لهم نبيا ورسولا وجعلتهم له أولياء وأنصارا تلک أمة اخترتها للنبي المصطفي وأميني المرتضي ذلک وقت حجبته في علم غيبي ولا بد انه واقع أبيدک يومئذ وخيلک ورجلک وجنودک أجمعين فاذهب فإنک من المنظرين إلي يوم الوقت المعلوم..) [3] .

واللطيف أنَّه تعالي بعد أن ذکر قضيَّة خلق آدم وسجود الملائکة له وإباء إبليس عن السجود ثمَّ طرده من رحمة الله قال:

(قل ما أسألکم عليه من أجر وما أنا من المتکلفين إن هو إلا ذکر للعالمين ولتعلمن نبأه بعد حين) [4] .

وفي تفسير هذه الآية الکريمة ورد حديث في الکافي إليک نصُّه:

(عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عز و جل قل ما أسألکم عليه من اجر و ما أنا من المتکلفين إن هو إلا ذکر للعالمين قال هو أمير المؤمنين عليه السلام ولتعلمن نباه بعد حين قال عند خروج القائم عليه السلام) [5] .