الرجوع إلي الله سبحانه
فالهدف من التشريع إذاً هو رجوع المجتمع إلي الله کما أنَّ فلسفة العبادات هي رجوع الإنسان إلي الله والاستقرار في جواره ولا يخفي أنّ کلمة الرجوع لا يمکن إطلاقها إلاّ في موارد خاصَّة قال الإصفهاني في مفرداته في بيان کلمة رجع، الرجوع العود إلي ما کان منه البداء أو تقدير البدء مکاناً کان أو فعلا أو.. فمن الرجوع قوله تعالي:(لئن رجعنا إلي المدينة فلما رجعوا إلي أبيهم ولما رجع موسي إلي قومه وإن قيل لکم ارجعوا فأرجعوا).(إن إلي ربک الرجعي) وقوله تعالي:(ثم إليه مرجعکم) يصح أن يکون من الرجوع کقوله(ثم إليه ترجعون) ويصح أن يکون من الرجع کقوله(ثم إليه ترجعون)
فلا رجوع من غير بداية وحيث أننّا کنّا لله فلابد أن نرجع إليه وذلک علي الصعيدين الفردي والاجتماعي، فأساس الأمَّة کانت في جوار الله حيث کان آدم وکانت حواء يعيشان في الجنَّة التِّي شرحنا عنها فلا بد من الرجوع إلي تلک الجنَّة مرَّةً ثانية حيث يظهر الله الدين علي الدين کلِّه ولوکره المشرکون وهذه الجنَّة هي من جنات الأرض وهي دولة المهدي عجل الله تعالي فرجه الشريف کما ستعرف عند مقايسة تلک الدولة مع جنَّة آدم عليه السلام.