الرجوع إلي الله
إنَّ المقامات التِّي يصل إليها الإنسان سواء في عالم الملک والدنيا أو الملکوت والبرزخ أو الجبروت والآخرة ليس بينها أيّ اختلاف وتعدُّد بل هي حقيقة واحدة راجعة إلي النفس الإنسانيَّة، ولا يخفي أنَّ النفس لبساطتها وتجرُّدها هي التِّي تُدرک تلک المراتب فالدنيا ليست هي إلاّ إدراک النفس وموقفها بالنسبة إلي المادة کما أنَّ البرزخ ليس هو إلاّ وصول النفس إلي مستوي من الرُقيِّ أو النزول بحيث يمکنها أن تُدرک اللذات أو الآفات ونفس الکلام بالنسبة إلي الجنَّة فلولا النفس وحالاتها لما کانت الدنيا ولا البرزخ ولا الآخرة ولهذا نري أنَّه تعالي يقول(هم درجات) فالدرجات ترجع إلي الإنسان نفسه وقد ثبت هذا الأمر في محلِّه وليس هنا مجال لشرحه بالتفصيل.
ثُمَّ:
مستوي الفرد فأيضاً کان يعيش القرب الإلهي کما شرحنا فلا بدَّ له من الرجوع
إنَّه کما أن الإنسان علي مستوي الفرد کان يعيش القرب الإلهي ولا بدَّ له من الرجوع إلي الله فکذلک علي مستوي المجتمع، فغاية المجتمع هي الرجوع إلي الله سبحانه وتعالي، توضيحاً لهذا الأمر ينبغي أن نتحدَّث عن: