بازگشت

اللقاء في القرآن والسنة


ولا يمکننا الوصول إلي هذا المستوي إلاّ بعد أن عرفنا بأنَّه تعالي:

(مع کلِّ شئٍ لا بمقارنة وغير کلّ شئٍ لا بمفارقة)

فحينئذٍ سوف نعلم أنَّه تعالي هو أوضح من کلِّ شيء حيث أنَّ قوام جميع الأشياء به لأنَّه هو الوجود المطلق الغنيّ بالذات وجميع الوجودات الأخري فقيرةٌ بالذات إليه(أنتم الفقراء إلي الله والله هو الغني) وبالأحري ليس هناک إلاّ وجود واحد ظهر في الأشياء والکلُّ تجلِّياته تعالي ومظاهره، والعبد بمقدار معرفته نفسَه وإحساسه فقرَه ومسکنته وأنَّه لا يملک لنفسه نفعاً ولا ضراً ولا موتاً ولا حيوةً ولا نشوراً، بنفس المستوي سوف يعرف ربَّه ويصلُ إليه حيث يغفل حينئذٍ عن مشخصاته الفردية وماهيته المحدودة ويعرف أنَّ تلک المشخصات لم تکن إلاّ أوهام فليس وراء الوجود شيءٌ آخر فلا يعشق إلاّ الله ولا يعبد إلاّ الله ولا يريد إلاّ الله فحينئذٍ سوف لا يکون ممن قال تعالي عنهم(..ألا إنهم في مرية من لقاء ربهم ألا إنه بکل شيء محيط) [1] لأنَّه بالفعل قد عرف بأنَّ الله سبحانه بکلِّ شئٍ محيط فلا يکون في مريةٍ من لقاء ربِّه بل يکون مصداقاً لقوله تعالي(الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون) [2] وهذا سيُّد الشهداء أبوعبدالله الحسين عليه السلام ينادي(ترکت الخلق طرّاً في هواکا وأيتمت العيال لکي أراکا)


پاورقي

[1] فصلت 53-54.

[2] البقرة 46.