لقاء الله
بعد أن اتَّضح لنا بأنَّ النفس هي نفحة من نفحات الرحمن ومظهر من مظاهره الذي قد تجلَّي فيه الجمال والجلال کما شرحنا سابقاً في تفسير قوله تعالي:
(ما منعک أن تسجد لما خلقت بيدي)
وبعد أن عرفنا حقيقة خليفةَ الله، يمکننا أن نعرف المقصود من لقاء الله الذي يتحدَّث عنه سبحانه في کتابه العزيز،وليس هو إلاّ معرفة الله سبحانه بالقلب الذي يتبع معرفة الإنسان لنفسه، ولا ينبغي لنا أن نَصرف جميع هذه الآيات الصريحة عن ظاهرها اعتمادا علي فهمنا القاصر وأذهاننا المحدودة المؤطَّرة بأفکار ربَّما هي ليست إلاّ أوهام متلبِّسة بلباس الحقائق تلک الأفکار التِّي جعلت الکثير يحرِّف الکلم عن مواضعه ويُفسِّر القرآن برأيه.