بازگشت

الرجوع إلي الرب


القرآن الکريم في هذه السورة يؤکِّد علي أنَّ الإنسان سوف يرجع إلي الله قطعاً لأنَّه خلق للبقاء ورجوعه هذا يتحقق بسعي وسرعة فيقول:

(يا أيها الإنسان إنک کادح إلي ربک کدحا)

وهذا الخطاب عام يستوعب کافَّة الناس علي مختلف أديانهم ومذاهبهم حيث أنَّ الکدح إلي الربّ من مقتضيات إنسانية الإنسان لا غير فلم يقل يا أيُّها الذين آمنوا بل قال يا أيُّها الإنسان وهذا الکدح ينطلق من العشق إلي الکمال المطلق الکامن في وجود أيّ إنسان کان، والکمال المطلق يعني الله سبحانه کما أشرنا إليه وشرحناه في مقالاتنا الأخري. [1] ومن ناحية أخري الکلُّ بلا استثناء سوف يصل إلي الغاية والمقصد(فملاقيه) فالنتيجة والغاية واضحة وهي لقاء الرب.

ومن هذا المنطلق نعرف السرّ في خلق الإنسان حيث أنَّه خلق لأجل الوصول إلي أسمي مرتبة وأعلي مستوي وهو الوصول إلي الله والرجوع إليه، وأيَّةُ غاية أخري غير الرجوع إلي الله مهما کانت فهي غير هادفة ويکون الخلق حينئذٍ عبثاً لا حکمة فيه يقول تعالي:

(أفحسبتم أنمَّا خلقناکم عبثا وأنکم إلينا لا ترجعون) [2] .

فعدم الرجوع إليه تعالي يعني العبث وتعالي الله عن ذلک فهو المبدأ وهو المنتهي:

(وهو الأول والآخر والظاهر والباطن) [3] (..الأول بلا ابتداء والآخر بلا انتهاء أول کل شئ ومصيره ومبدأ کل شئ ومعيده..) [4] .


پاورقي

[1] راجع الأربعون حديثاً.

[2] المؤمنون 115.

[3] الحديد3.

[4] بحار الأنوار ج 95 ص 423 رواية 43 باب 129.