بازگشت

علل الأحکام والتکاليف الإلهية


إنَّ بني آدم وبعد خروجهم من ذلک النعيم المعنوي افتقروا إلي تکاليف ذات أبعاد مختلفة وجوانب شتَّي لکي تعالج جميع الثغرات التي حصلت لهم جراء تلک المشکلة أعني الهبوط فالله سبحانه بحکمته ولطفه لم يترک آدم وبنوه بحالهم بعد الهبوط بل مادام قد تاب آدم ورجع فلا بد من التفضل عليه وعلي بنيه بالتکاليف المتنوعة من الصلاة والصوم والحج والجهاد ووو.. کي ينجوا أنفسهم من الهبوط في دار الدنيا ويرجعوا إلي دار کرامته، فإذاً الحل الوحيد لمثل هذا الإنسان الهابط هو العمل بالتکاليف الإلهية وإن کان الإنسان الهادي لا يفتقر إلي التکاليف للوصول إلي جوار الرب حيث أنه يعيش الجنة ولکن حيث إن التکاليف هي قوانين شاملة ومستوعبة فلا يجوز فيها الاستثناء أصلا فلا بد للکل أن يعملوا بها الهابطون والهداة من غير فرق بينهم.

والجدير بالذکر إن هناک علاقة بين الأکل من الشجرة المنهيَّة التي أدَّت إلي الهبوط وبين التکاليف الإلهيَّة، وهذه العلاقة قد وصلت إلي مستوي العليَّة والمعلوليَّة، وفي علم المعقول هناک أصل ثابت يقول: أنَّ العلَّة والمعلول بينهما سنخيَّة وانسجام کامل بحيث أنَّ المعلول هو الذي يعکس العلَّة تماماً وهو الذي يُظهره عيناً ومن هنا يقال للمعلول المَظهر.