اهل البيت و تفسير القرآن الکريم
التفاسير التي نقلت عن أئمتنا عليهم السلام علي نحوين رئيسين:
الأوَّل: ما يبيِّنونه عليهم السلام من معانٍ للآية من غير أن يکونوا بصدد إقناعنا نحن کقولهم في تفسير ما کنتم تکتمون:
(عن الإمام السجاد عليه السلام:...وما کنتم تکتمون ظنَنَّا أنّ لا يخلق الله خلقاً أکرم عليه منّا) (بحار الأنوار ج 99 ص 205 رواية 19 باب36).
وفي هذه الموارد يأتي دور التعبُّد بکلامهم عليهم السلام وقبول ما صدر منهم حيث أنَّ کلامهم هو کلام الله.
الثاني: وهو الأکثر وذلک من خلال الإستشهاد بآياتٍ أخر متَّصلة بالآية المطلوب تفسيرها أو منفصلة عنها تکون دليلاً علي معناها وهذا من تفسير القرآن بالقرآن عن الأئمَّة عليهم السلام.
ولهذا النوع من التفسير شواهدُ عديدةٌ في کلامهم عليهم السلام سوف تُواجه مواردَ کثيرةً منها ضمن البحث، ولا بأس بذکر أحد النماذج البينَّة وهي قضية ابن أبي داود حين رجع من عند المعتصم وهو مُغتَم وکان يتمنَّي أنه لم يکُ حياً حيث أقرَّ رجلٌ علي نفسه بالسرقة وأراد من الخليفة أن يُطهِّره بإقامة الحدِّ عليه فجمع لذلک الفقهاء في مجلسه وکلٌّ قد أفتي بما يراه وکان أبو داود من جملة الفقهاء الذين أفتَوا بغير علمٍ
(فالتفت الخليفة إلي محمَّد بن عليٍّ عليه السلام فقال: ما تقول في هذا، أبا جعفر فقال: قد تکلم القوم فيه، قال دعني ممّا تکلَّموا به، أيُّ شيءٍ عندک قال أعفني عن هذا قال أقسمت عليک بالله لما أخبرت بما عندک فيه فقال أما إذا أقسمت عليَّ بالله إنِّي أقول: أنَّهم أخطئوا فيه السنة فإنَّ القطع يجب أن يکون من مفصل أصول الأصابع فيترک الکف قال: و ما الحجَّة في ذلک قال قول رسول الله صلي الله عليه وآله السجود علي سبعة أعضاء الوجه واليدين والرکبتين والرجلين فإذا قطعت يده من الکرسوع أو المرفق لم يبق له يد يسجد عليها وقال الله تبارک وتعالي و أن المساجد لله(الجن/18) يعني به هذا الأعضاء السبعة التي يُسجد عليها فلا تدعوا مع الله أحداً وما کان لله لم يُقطع. قال: فأعجب المعتصم ذلک وأمر بقطع يد السارق من مفصل الأصابع دون الکف) (بحار الأنوار ج 50 ص 6 رواية 7 باب1-ج 79 ص 191 رواية 33 باب91-ج 85 ص 128 رواية 1 باب27-ج 85 ص 138 رواية 21 باب 27).
فليس بإمکاننا معرفة حقيقة القرآن إلاّ بالرجوع إليهم عليهم السلام حيث أنَّه لا يَعرف القرآن إلاّ من خوطب به، فنقول وبصريح الکلمة:
إنَّ القرآن يساوي أهلَ البيت وأهلُ البيت يساوون القرآن لا ولن يفترقا أبداً.
فلو واجهت في خلال البحث أنَّنا نُربط الآيات کلَّها بأهل البيت فلا تتعجَّبْ من ذلک، فهُم القرآن الناطق و لا يُمکن فهم القرآن دونهم فکلَّما سلک الإنسان طريقاً مهما طال وبَعُد فلابدَّ أن يصل إليهم ويلتقي بهم من قبل أن يضِّل ويخزي.