بازگشت

بنو اسرائيل و المن و السلوي


وهذا النمط من الحياة نشاهده بنحو مجمل في بني إسرائيل أيضاً حيث أنَّ القرآن الکريم يبيِّن حالات بني إسرائيل قبل الهبوط في سور ثلاثة(البقرة، الأعراف، طه) هم کانوا يتنعَّمون بنفس الأسلوب الذي کان عليه آدم عليه السلام قال تعالي:

(وظللنا عليکم الغمام وأنزلنا عليکم المن والسلوي کلوا من طيبات ما رزقناکم وما ظلمونا ولکن کانوا أنفسهم يظلمون وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فکلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لکم خطاياکم وسنزيد المحسنين) [1] .

و قال:

(وظللنا عليهم الغمام وأنزلنا عليهم المن والسلوي کلوا من طيبات ما رزقناکم وما ظلمونا ولکن کانوا أنفسهم يظلمون- وإذ قيل لهم اسکنوا هذه القرية وکلوا منها حيث شئتم وقولوا حطة وادخلوا الباب سجداً نغفر لکم خطيئاتکم سنزيد المحسنين) [2] .

والجدير بالذکر أنَّه تعالي قد ذکر في سورة طه قصَّة بني إسرائيل وقال:

(ونزلنا عليکم المن والسلوي کلوا من طيبات ما رزقناکم) [3] .

ثمَّ شرع في الحديث عن آدم عليه السلام.

ولا يخفي عليک الانسجام الکامل بين التعابير التِّي وردت في شأن بني إسرائيل والتِّي وردت في شأن آدم وزوجته حيث قال تعالي:

(فکلوا منها حيث شئتم رغدا)

وتوجد کلمة في هذه الآيات تدلُّ علي الحرية الکاملة التِّي کان يتنعَّم بها بنو إسرائيل وهي حيث شئتم وقد ذکرت في آيتين وهي نفسها التِّي أعطيت آدم وزوجته حيث شئتما وهذه أيضاً قد ذکرت في آيتين. [4] .

وفي الحديث:

(وقال الصادق عليه السلام: کان ينزل المنّ علي بني إسرائيل من بعد الفجر إلي طلوع الشمس فمن نام في ذلک الوقت لم ينزل نصيبه فلذلک يکره النوم في هذا الوقت إلي طلوع الشمس)

ثمَّ قال:

(وقال ابن جريح:.. ويوجد له طعم کالشهد المعجون بالسمن وکان الله تعالي يبعث لهم السحاب بالنهار فيدفع عنهم حر الشمس وکان ينزل عليهم في الليل من السماء عمود من نور يضئ لهم مکان السراج وإذا ولد فيهم مولود يکون عليه ثوب يطول بطوله کالجلد) [5] .

وأنت تلاحظ في هذه الرواية أنَّ الصفات المتواجدة في الأرض قبل هبوط بني إسرائيل هي نفس صفات جنَّة آدم عليه السلام.


پاورقي

[1] البقرة 57، 58.

[2] الأعراف/160،161.

[3] طه 80.

[4] وهما (وقلنا يا آدم أسکن أنت و زوجُک الجنة و کلا منها رغداً حيث شئتما) (و يا آدم أسکن أنت و زوجُک الجنة فکلا من حيث شئتما و لا تقربا هذه الشجرة فتکونا من الظالمين).

[5] بحار الأنوار ج 13 ص 167 باب 6.