بازگشت

صفات جنة آدم


(وإذ قلنا للملائکة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبي فقلنا يا آدم إن هذا عدوّ لک ولزوجک فلا يخرجنکما من الجنَّة فتشقي) [1] .

(وقلنا يا آدم أسکن أنت و زوجُک الجنة و کلا منها رغداً حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتکونا من الظالمين) [2] .

(ويا آدم أسکن أنت وزوجُک الجنة فکلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتکونا من الظالمين) [3] .

قبل أن نبدأ الحديث حول الشجرة المنهيَّة لابدَّ لنا أن نعلم أنَّ الغرض من خلق آدم هو جعل(وليس خلق) خليفة في الأرض(لا في مکان آخر غير الأرض) حيث قال سبحانه إنِّي جاعلٌ في الأرض خليفة فالله سبحانه وتعالي أمره أن يسکن الجنّة وأن يأکل منها حيث شاء رغداً وقد نهاه الله عن التقرُّب إلي الشجرة وهو تکليف ومنع ولا تکليف ولا منع في الجنَّة أصلاً فيعلم أنَّ الجنَّة لم تکن أخرويَّة بل هي جنَّة أخري وفي الحديث أنَّها جنّة من جنّات الدنيا وکانت في الأرض والمفروض أن يبقي فيها آدم ولکنه هبط منها بسبب تصرُّفه غير الصحيح من أکله الشجرة.

قال تعالي:

(فلا يخرجنکما من الجنَّة فتشقي)

فيفهم من هذا النهي أنَّه إرشادي أي أنَّ عصيانه يؤدِّي إلي الخروج من الجنة الذي ينجرُّ إلي الشَقاء والتعب الشديد الجسمي والروحي وقد مرَّ تفصيله وأيضاً العيش في الدنيا يستتبع الاکتساب والسعي لطلب الرزق وإعاشة الزوجة والعيال، ولو کان المراد من الشقاء هو ما يقابل السعادة الأخرويَّة لکان يشمل حواء أيضاً خصوصاً أنها کانت السبب الرئيسي للأکل من تلک الشجرة وکان الصحيح أن يعبَّر بـ(فتشقيا) فلِمَ أفرده سبحانه بآدم؟

علي أنَّ الآيات التِّي تتلوا هذه الآية خير دليل علي ما ادَّعيناه.

قال سبحانه:

(إن لک ألاّ تجوع فيها ولا تعري وإنک لا تظمأ فيها ولا تضحي) [4] .

فهذه هي صفات جنَّة آدم وصفات الدنيا هي عکسها.

(ثم أسکن سبحانه آدم داراً أرغد فيها عيشه وآمن فيها محلته وحذَّره إبليس وعداوته، فاغتره عدوُّه نفاسةً عليه بدار المُقام ومرافقةِ الأبرار فباع اليقين بشکه والعزيمةَ بوهنه واستبدل بالجدل وجلاً وبالاغترار ندما ثم بسط الله سبحانه له في توبته ولقّاه کلمة رحمتِه ووعده المردَّ إلي جنتِه فأهبطه إلي دار البليةِ و تناسل الذرِّية) (بحار الأنوار ج11 ص122 رواية 56 باب1).


پاورقي

[1] طه 116-117.

[2] البقرة 35.

[3] الأعراف 19.

[4] طه 118-119.