بازگشت

العهد و الولاية


وقد وردت روايات تُبيِّن المراد من هذا العهد نذکر ثلاثة منها:

أحدها:

(الحسين بن محمَّد عن المعلَّي عن جعفر بن محمَّد بن عبيد الله عن محمَّد بن عيسي القمي عن محمَّد بن سليمان عن عبد الله بن سنان عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله ولقد عهدنا إلي آدم من قبل کلمات في محمَّد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ذرِّيتهم فنسي.) [1] .

ثانيها:

(عن سعد عن ابن عيسي عن علي بن الحکم عن المفضَّل بن صالح عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عزَّ وجلَّ ولقد عهدنا آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما قال عَهِد إليه في محمَّد والأئمة من بعده فترک ولم يکن له عزم فيهم انَّهم هکذا.) [2] .

ثالثهما:

(أحمد بن محمَّد عن علي بن الحکم عن داود العجلي عن زرارة عن حمران عن أبي جعفر عليه السلام قال إن الله تبارک وتعالي حيث خلق الخلق خلق ماءاً عذباً وماءاً مالحاً أجاجا فامتزج الماءان....إلي أن قال عليه السلام ثم أخذ الميثاق علي النبيِّين فقال ألست بربِّکم ثمَّ قال وإن هذا محمَّد رسول الله وإن هذا علي أمير المؤمنين قالوا بلي فثبتت لهم النبوة وأخذ الميثاق علي أولي العزم إني ربُّکم ومحمَّدٌ رسول الله وعليٌّ أمير المؤمنين وأوصياؤه من بعده ولاة أمري وخزّان علمي وأنَّ المهديَّ أنتصر به لديني وأظهر به دولتي وأنتقم به من أعدائي وأُعبدُ به طوعاً وکرهاً قالوا أقررنا وشهِدنا يا ربِّ ولم يجحد آدم ولم يقرَّ فثبتت العزيمةُ لهؤلاء الخمسة في المهديِّ ولم يکن لآدم عزم علي الإقرار به وهو قوله عزَّ وجلَّ ولقد عهدنا إلي آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما) [3] .

أقول:

إنَّ ذکرَ الله لا يتحقق إلاّ مع ذکر الأئمة عليهم الصلاة والسلام وخصوصاً الإمام الحاضر الحجة ابن الحسن العسکري سلام الله عليه الذي هو إمام الزمان والعصر وما يتحقق فيهما، فهو إذاً الواسطة للفيوضات الإلهيَّة إلي الخلق ولولاه لما خُلقت الأفلاک ولما نزل الغيث ولوقعت السماء علي الأرض إلاّ بإذنه ولولاه لما کُشف الغمُّ ولما ذهب الهمُّ وهذه هي الولاية التکوينيَّة الثابتة لهم وله عليهم السلام عقلاً ونقلاً المشارة إليها في الرواية بقوله(أنَّهم هکذا) ولهذا نري في ذيل الرواية الثانية عندما ذکر إمامُنا الباقر عليه السلام العلةَ التِّي من أجلها صار بعضُ الأنبياء أولي العزم أکَّدَّ علي خصوص المهدي عليه السلام وسيرته المميزة النابعة من ولايته التکوينيَّة قال عليه السلام:

(وإنما سمي أولو العزم لأنَّهم عهد إليهم في محمَّد والأوصياء من بعده والمهدي وسيرته فاجمع عزمهم إن ذلک کذلک والإقرار به) [4] .

وقال الراغب العهد حفظ الشيء ومراعاته حالا بعد حال وسمي المَوثق الذي يلزم مراعاته عهداً.

والجدير بالذکر أنَّ أکثر الموارد لکلمه العهد ومشتقاتها المذکورة في القرآن الکريم تنطبق علي الأئمة المعصومين عليهم السلام. وفي هذا المجال هناک روايات کثيرة وردت في تبين العهد المذکور في القرآن ضمن الآيات المختلفة نذکر ثلاثة منها کنموذج لذلک:

1-(المناقب قال روينا حديثا مسنداً عن أبي الورد عن أبي جعفر عليه السلام قال قوله عز و جل أ فمن يعلم إنما انزل إليک من ربک الحق هو علي بن أبي طالب والأعمي هنا هو عدوُّه و أولوا الألباب شيعته الموصوفون بقوله تعالي الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق المأخوذ عليهم في الذرّ بولايته ويوم الغدير) [5] .

2-(من کتاب محمَّد بن العباس بن مروان عن محمَّد بن هشام بن سهيل العسکري عن عيسي بن داود النجَّار عن أبي الحسن موسي بن جعفر عن أبيه في قول الله جلّ وعزّ وأوفوا بالعهد ان العهد کان مسئولا وأوفوا الکيل إذا کلتم و زنوا بالقسطاس المستقيم قال العهد ما اخذ النبي صلي الله عليه وآله وسلم علي الناس في مودتنا و طاعة أمير المؤمنين أن لا يخالفوه ولا يتقدموه) [6] .

3-(احمد بن محمَّد الشيباني عن محمَّد بن احمد بن معاوية محمَّد بن سليمان عن عبد الله بن محمَّد التفليسي عن الحسن بن محبوب عن صالح بن رزين عن شهاب بن عبد ربِّه قال سمعت الصادق عليه السلام ؟ يقول يا نحنُ شجرةُ النبوَّة و معدن الرسالة.... فمن وفي بذمتنا فقد وفي بعهد الله عزَّ و جلَّ و ذمته و من خفر ذمتنا فقد خفر ذمه الله عز وجل وعهده) [7] .

وفي القاموس:خفر به خفراً وخفوراً نقضَ عهده وغدره کأخفره.


پاورقي

[1] الکافي ج 1 ص 416 رواية 23، وبحار الأنوار ج 24 ص 176 رواية 7 باب 50.

[2] بحار الأنوار ج 11ص 35 رواية 31 باب 1، ج 11 ص 112 رواية 30 باب 1. الکافي ج 1 ص 416 رواية 22.

[3] بحار الأنوار ج 26 ص 279 رواية 12 باب 6.

[4] نفس الهامش 81.

[5] بحار الأنوار ج 24 ص 401 رواية 130 باب 67، ج 36 ص 123 رواية 66 باب 39.

[6] بحار الأنوار ج 24 ص 187 رواية 1 باب 52.

[7] بحار الأنوار ج 24 ص 87 رواية 2 باب 33، ج 26 ص 245 رواية 8 باب 5.