اهل البيت هم مفسروا القرآن
إنَّ القرآن الکريم بنفسه قد عرَّف لنا الوسيلة ورسم لنا السبيل لفهم تلک الآيات والوصول إلي حقيقتها، قال تعالي:
(إِنَّهُ لَقُرْآنٌ کَرِيمٌ- فِي کِتَابٍ مَکْنُونٍ- لاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ) (الواقعة/79:77)
قال آية الله العظمي السيد الخوئي رضوان الله تعالي عليه(في مبحث مسِّ القرآن الکريم):
(ثم إن قوله عزَّ من قائل: لا يمسه إلا المُطهَّرون لا يستفاد منه حکم المسألة فضلاً أن يدلَّ عليه بالأولوية، وذلک:
فلأنَّ المطهَّر غيرُ المتطهِّر..فالمطهَّر عبارةٌ عمَّن طهَّره الله سبحانه من الزلل والخطأ وأذهب عنه کلَّ رجس، والمذکور في الآية المبارکة هو المطهَّر دون المتطهِّر ففيها إشارة إلي قوله سبحانه: إنما يريد الله ليذهب عنکم الرجس أهل البيت ويطهرکم تطهيرا فمعني الآية علي هذا أن مس الکتاب – الذي هو کناية عن درکه بما له من البواطن – لا يتيسَّرُ لغير الأئمة المطهرين فإنَّ غير من طهره الله سبحانه لا يصل من الکتاب إلا إلي ظواهره) (التنقيح في شرح العروة الوثقي ج 3 ص315)
هذا وقال الإمام قدّس سرُّه:
(واعلم أنّ للکتاب التدويني الإلهي بطوناً سبعة باعتبارٍ وسبعين بطناً بوجهٍ لا يعلمها إلا اللّه والراسخون في العلم ولا يمسُّها إلاّ المطهّرون من الأحداث المعنوية والأخلاق الرذيلة السيئة والمتحلُّون بالفضائل العلمية والعمليَّة، وکلُّ من کان تنزّهه وتقدّسه أکثر کان تجلِّي القرآن عليه أکثر وحظُّه من حقائقه أَوفر) (شرح دعاء السحر ص71)
ومن هنا نعرف أهميَّةَ ما ذکره رسول الله صلي الله عليه وآله حيث قال:
(إنِّي تارک فيکم الثقلين کتابَ الله و عترتِي أهلَ بيتي ما إن تمسکتم بهما لن تضلُّوا بعدي أبداً وأنَّهما لن يفترقا حتّي يَردا عليَّ الحوض) (الحديث متواتر بين العامة و الخاصة راجع:بحار الأنوار ج2 ص100 رواية 59 باب14-ج2 ص285 رواية 2 باب34-ج 5 ص 21 رواية 30 باب1)
والحديث من أبرز الأحاديث المتواترة لفظاً لدي الفريقين وقد صدر عنه صلي الله عليه و آله هذا النصّ في مواطن عديدة، ولو تأمَّلنا في مضمونه لاستنتجنا منها أموراً کثيرة.
نشير إلي ما ذکره الإمام الزرقاني المالکي حيث قال:
1- أنَّهم عليهم السلام عِدل کتاب الله.
2- أنَّ الهداية منحصرة بالتمسک بهما.
3- أنَّهم هم المفسرون والواقفون علي أسرار القرآن ورموزه.
4-وجود من يکون أهلاً للتمسک بالقرآن من عترته في کل زمن إلي قيام الساعة حتّي يتوجَّه الحثُّ المذکور علي التمسک به کما أنَّ الکتاب کذلک(الإمام الزرقاني المالکي يحکي في شرح المواهب ج7ص8 عن السمهودي نقله العلاّمة الأميني في الغدير).
أقول: مضافاً إلي ذلک فالمقصود من لن يفترقا ليس في عالم الدنيا فحسب بل في جميع العوالم من المُلک(الدنيا) والملکوت(البرزخ) والجبروت(الآخرة) حتي يردا عليَّ الحوض.