اول ما خلق الله
أقول:
إنهم عليهم السلام أوَّل ما خلق الله ولأجلهم خُلِقت سائر الموجودات
(لولاک لما خلقت الأفلاک)
وأيضاً
(لولاک لما خلقت آدم) [1] .
وهذه المسألة ثابتة عقلاً ونقلاً ففي الحديث:
(عن جابر بن عبد الله قال قلت لرسول الله صلي الله عليه وآله وسلَّم أول شئ خلق الله تعالي ما هو؟ فقال نور نبيک يا جابر خلقَه الله ثم خلق منه کلَّ خير) [2] .
وقال مولي العارفين الإمام العظيم نوَّر اللهُ ضريحه في کتابه القيِّم مصباح الهداية إلي الخلافة والولاية: [3] .
(مطلَع: إن الأحاديث الواردة عن أصحاب الوحي والتنزيل في بدء خلقهم عليهم السلام وطينة أرواحهم وأنّ أول الخلق روح رسول الله وعليّ صلي الله عليهما وآلهما، وأرواحهم إشارة إلي تعين روحانيتهم التي هي المشيئة المطلقة والرحمة الواسعة تعيّناً عقليّاً لأنّه أول الظهور هو أرواحهم عليهم السلام، والتعبير بالخلق لا يناسب ذلک فإن مقام المشيئة لم يکن من الخلق في شيء بل هو الأمر المشار إليه بقوله تعالي:(ألا له الخلق والأمر)، وأن يُطلق عليه الخلق أيضا کما ورد منهم خلق الله الأشياء بالمشيئة والمشيئة بنفسها وهذا الحديث الشريف أيضا من الأدلة علي کون المشيئة المطلقة فوق التعيُّنات الخلقية من العقل وما دونه. ونحن نذکر رواية دالّة علي تمام المقصود الذي أقمنا البرهان الذوقي عليه بحمد الله تيمّناً بذکره و تبرّکاً به في الکافي الشريف:
أحمد بن إدريس عن الحسين بن عبد الله الصغير عن محمد بن إبراهيم الجعفري عن أحمد بن علي بن محمد بن عبد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب عليه السلام عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أن الله کان إذ لا کان فخلق الکان والمکان ؟ خلق نور الأنوار الذي نورت منه الأنوار وأجري فيه من نوره الذي نورت منه الأنوار وهو النور الذي خلق منه محمداً وعليّاً، فلم يزالا نورين أولين إذ لا شئ کون قبلهما فلم يزالا يجريان طاهرين مطهرين في الأصلاب الطاهرة حتي افترقا في أطهر طاهرين في عبد الله وأبي طالب عليهما السلام) [4] .
ثمَّ إنَّه: قد ورد في زيارة رسول الله صلي الله عليه وآله وسلَّم المنقول عن کلٍّ من الشيخ المفيد والسيد والشهيد:
(أوَّل النبيين ميثاقا وآخرهم مبعثاً الذي غمسته في بحر الفضيلة و المنزلة الجليلة و الدرجه الرفيعة و المرتبة الخطيرة فأودعته الأصلاب الطاهرة ونقلته منها إلي الأرحام المطهرة..) [5] .
پاورقي
[1] بحار الأنوار ج 16 ص 406 رواية 1 باب 12، ج 40 ص 20 رواية 36 باب 19.
[2] بحار الأنوار ج 15 ص 24 رواية 43 باب 1، ج 25 ص 21 رواية 37 باب 1، ج 57 ص 170 رواية 116 باب 1.
[3] مصباح الهداية إلي الخلافة و الولاية ص 105.
[4] الکافي ج 1 ص 441 رواية 9.
[5] بحار الأنوار ج 100 ص 183 رواية 11 باب 2.